غياب مُريب لأفلام التاريخ العربي والإسلامي

هل كان «أسد الصحراء» آخرها؟

«أسد الصحراء» (فالكون إنترناشيونال)
«أسد الصحراء» (فالكون إنترناشيونال)
TT

غياب مُريب لأفلام التاريخ العربي والإسلامي

«أسد الصحراء» (فالكون إنترناشيونال)
«أسد الصحراء» (فالكون إنترناشيونال)

يُقيم «مهرجان القاهرة» الذي بدأ دورته الـ45 يوم أول من أمس، ندوة خاصة عن المخرج والمنتج مصطفى العقاد الذي كان رحل في مثل هذه الأيام ضحية عملية إرهابية في عمّان قبل 19 سنة.

مُخرج «الرسالة»، عن نشأة الإسلام، و«عمر المختار»، عن مناضل في سبيل استقلال بلاده، كانا، ولا يزالان، أكبر إنتاجين عربيين- عالميين عرفته السينما.

المناسبة تستحق الاهتمام أولاً لإعادة التّذكير بمخرج عربي اخترق الجدار الصّامت حول تاريخ العرب والإسلام في فيلميه «الرسالة» (1976)، و«أسد الصحراء» (1980). وثانياً، لأنه المخرج العربي الوحيد الذي نجح في تحويل أحداث تاريخية عربية إلى الشاشة بنظام 70 مللم بانافيجين كما أفلام البريطاني ديڤيد لين، وفي مقدّمتها «لورنس العرب» (1962) الذي جمع ممثلين عالميين (أنطوني كوين، وبيتر أو تول، وأليك غينس، وجاك هوكينز، وكلود رينز) إلى جانب عمر الشريف وجميل راتب من مصر.

بعد عرضه الخاص في «مهرجان القاهرة» سينطلق في عروض عربية عديدة في جدّة، والدوحة، ودبي، والقاهرة والسعي جارٍ لتوسيع الرقعة عربياً وعالمياً.

مصطفى العقاد يتوسط عبد الله غيث وأنطوني كوين خلال تصوير «الرسالة» (فالكون إنترناشيونال)

خبرات ومواهب

لم يكن سهلاً على الممثلين الذين ظهروا في فيلمي العقاد تسليمَ مقادير مهنتهم آنذاك لمخرج عربي غير معروف، كلّ ما كان لديه لتقديمه - لجانب طموحه - أنه اشتغل مساعد إنتاج وإخراج في بعض المحطات التلفزيونية الأميركية. لكن العقاد فاز بالثقة سريعاً مع احتمال أن يكون الموضوعان المثاران في هذين الفيلمين عنصرَي جذب إضافي. الأول دار حول رسالةٍ (عن الدين الإسلامي) لم يتعرّف عليها الغرب في فيلم سابق، بل بقيت مودوعة في دراسات أكاديمية وكتب. الثاني ثورة ليبية ضدّ الاستعمار الإيطالي صاغها العقاد بعناية وتوازن. وراعى فيه جودة التقديم أيضاً.

«الرسالة» تم بنسختين منفصلتين واحدة عربية أمّ تمثيلها بعض أفضل الخبرات المصرية والمغاربية والسورية واللبنانية، وواحدة بالإنجليزية وكلاهما كانا نجاح عمل مدروس رغم صعوبة تنفيذه.

الفيلم الثاني حكى أن هناك ثورات أخرى وقعت خلال احتلال أجزاءٍ من العالم العربي وأن الموت الجماعي حاذى سواه ممّا حول العالم.

ما إن وقّع أنطوني كوين وإيرين باباس على العقد المبرم لهما، حتى تداعى الآخرون أمثال مايكل أنسَارا وداميان تومس ومايكل فورست.

لاحقاً، عندما خرج «الرسالة» إلى عروض عالمية شملت بلداناً عربية وغربية عديدة، حتى صار من الأسهل جذب نجوم آخرين تقدَّمهم، مرّة ثانية، أنطوني كوين في دور عمر المختار. حينها قال كوين لهذا الناقد في مقابلة: «لم أكن أعرف شيئاً عن التاريخ العربي. العقاد فتح عينيّ على هذا التاريخ المجهول بفيلميه، وبرؤية ثاقبة، وكيفية إنتاج مناسب لفيلم تاريخي كبير. بصفتي ممثلاً أرى أن كلّ شيء كان في مكانه الصحيح».

«المسألة الكبرى» (المؤسسة العامة للسينما والمسرح)

محاولات غير مجزية

لا يمكن إغفال حقيقة أن الأفلام التاريخية - الدينية العربية كان لها حضور سابق لـ«الرسالة». نتحدّث عن «واإسلاماه» للأميركي أندرو مارتون الذي أُنتج في مصر سنة 1961 وخاض بطولته كلٌ من لبنى عبد العزيز (في دور شجرة الدر)، وأحمد مظهر ورشدي أباظة ويوسف وهبي ومحمود المليجي وكاريوكا وعماد حمدي وفريد شوقي.

قبله بعشر سنوات أقدم إبراهيم عز الدين على تحقيق «ظهور الإسلام» بإمكانات محدودة مع كوكا وعماد حمدي وأحمد مظهر وسراج منير بين آخرين. ثم بعد 10 سنوات على ظهور «واإسلاماه» أنجز صلاح أبو سيف «فجر الإسلام». الذي استفاد من خبرة أبو سيف ولو أنه في النهاية بقي إنتاجاً محلياً للسوق العربية.

هناك أيضاً «الناصر صلاح الدين» ليوسف شاهين (1963)، الذي وظّف فيه المخرج أفضل طاقاته وطواقمه ما ساهم، بجانب اسمه المعروف، في انضمام هذا الفيلم إلى باقي ما ذُكر في عالمٍ عربيٍّ كان يتطلّع إلى مثل هذه الأفلام الترويجية لموضوعاتها باهتمام كبير يناسب كل ذلك الجهد الذي شهدته هذه الأعمال.

أدركت السينما العراقية أن هناك طريقاً لإنتاجات تصبو للعالمية بموازين ونُظم إنتاج برهن العقاد أنها ممكنة. في هذا الصّدد حقّق المخرج صلاح أبو سيف «القادسية» في عام 1981 بطلب من الحكومة خلال الحرب العراقية الإيرانية. الفيلم جاء كبير الإنتاج كما أُريد له أن يكون، ركيكاً في نواحيه الفنية، ودعائياً فيما تبقى.

مؤسسة السينما العراقية التي أنتجته كانت التفتت سنة 1980 إلى المخرج المصري الآخر توفيق صالح، وأصرّت على أن يُنجِز «الأيام الطويلة»، الذي عاد إلى تاريخٍ أقرب ليسرد جزءاً من سيرة حياة الراحل صدّام حسين.

في عام 1983 حقّق العراقي محمد شكري جميل «المسألة الكبرى» (1983) عن ثورة العراقيين ضد الاحتلال البريطاني. جلب المخرج مدير التصوير جاك هيلديارد، الذي كان عمل مع العقاد على فيلميه، والممثل أوليڤر ريد الذي كان اشترك في بطولة «أسد الصحراء»، لكن هذه الأفلام بقيت محدودة الانتشار ولم تتجاوز حدود العرض في بعض الدول العربية.

ما حدّ من انتشار هذه الأفلام عالمياً هو معضلة إنتاجات عربية كثيرة حينها، هي سطو «القضية» على المعالجة الفنية، هذا إلى جانب أن العقاد فَهِم وهضم قواعد الإنتاجات العالمية أكثر من سواه.


مقالات ذات صلة

ريهام حجاج: انشغالي بالدراما أبعدني عن السينما

يوميات الشرق الفنانة المصرية ريهام حجاج (صفحتها على «فيسبوك»)

ريهام حجاج: انشغالي بالدراما أبعدني عن السينما

أعلنت الفنانة المصرية ريهام حجاج أنها ستخوض تجربة سينمائية جديدة قريباً؛ تعكف على قراءة السيناريو والتحضير لها، مؤكدة أن الدراما شغلتها وأبعدتها عن السينما.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق عرض أكثر من 18 فيلماً سعودياً خلال عام واحد (هيئة الأفلام)

شباك التذاكر السعودي: أكثر من 845 مليون ريال في عام واحد

نمو استثنائي كشفت عنه الأرقام الرسمية لأداء شباك التذاكر في السعودية لعام 2024.

يوميات الشرق فيلم «استنساخ» تناول تجربة حب بالذكاء الاصطناعي (الشركة المنتجة)

«استنساخ»… فيلم مصري يتناول قصة حب بالذكاء الاصطناعي

انطلاقاً من رؤية مستقبلية للذكاء الاصطناعي وتحكمه بأمور حياتية كثيرة، تدور أحداث الفيلم المصري «استنساخ» الذي يُعيد بطله سامح حسين إلى صالات العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق المخرجة اللبنانية الكويتية فرح الهاشم (الشرق الأوسط)

مخرجة لبنانية تعبّر عن حبها لمصر بـ«هرتلة في القاهرة»

في خامس أفلامها الطويلة «هرتلة في القاهرة» تخوض المخرجة اللبنانية - الكويتية فرح الهاشم تجربة مختلفة.

انتصار دردير (القاهرة )
سينما ليليان غيش في لقطة من «مولد أمّة»  (غريفيث بروكشنز).

«مولد أمة» يصوَّر التاريخ منحازاً ويدين «الأفارقة»

في عام 1916، أقدم رجل أبيض يُدعى هنري بروك على إطلاق النار على فتى أسود يبلغ من العمر 15 عاماً يُدعى إدوارد ماسون، وذلك بعد مشاهدته لفيلم «مولد أُمّة»

محمد رُضا (لندن)

«المستوطنون»... مواجهة مباشرة مع الفكر المتطرف للاستيطان اليهودي

المخرج البريطاني الأميركي لويس ثيروكس مع المستوطن الأميركي آري أبراموفيتش في فيلم «المستوطنون» (بي بي سي)
المخرج البريطاني الأميركي لويس ثيروكس مع المستوطن الأميركي آري أبراموفيتش في فيلم «المستوطنون» (بي بي سي)
TT

«المستوطنون»... مواجهة مباشرة مع الفكر المتطرف للاستيطان اليهودي

المخرج البريطاني الأميركي لويس ثيروكس مع المستوطن الأميركي آري أبراموفيتش في فيلم «المستوطنون» (بي بي سي)
المخرج البريطاني الأميركي لويس ثيروكس مع المستوطن الأميركي آري أبراموفيتش في فيلم «المستوطنون» (بي بي سي)

يظهر في الفيلم الوثائقي «المستوطنون» رجل يتحدث بلهجة أميركية، ويقول في أول مشهد من الفيلم إن العرب لا صلة لهم بأرض فلسطين، ويضيف وهو يشير إلى خريطة فلسطين: «إذا قلنا إن هنا دولة فلسطينية ستكون دولة متطرفين في قلب إسرائيل».

يوجّه الرجل حديثه إلى مخرج الفيلم البريطاني - الأميركي، لويس ثيرو، الذي أعد الفيلم بعد زيارة إلى الضفة الغربية المحتلة للقاء مستوطنين يهود انتقلوا إلى الأراضي الفلسطينية في انتهاكٍ للقانون الدولي. وفي الفيلم الجديد (نحو 90 دقيقة) يعود ثيرو إلى الضفة الغربية بعد 14 عاماً من زيارته الأخيرة، حيث توحش الاستيطان الإسرائيلي، وبخاصة بعد حرب السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

ومع تصاعد التوترات وتشجيع ائتلاف رئيس الوزراء اليميني بنيامين نتنياهو للمستوطنين، يركز الفيلم المُنتَج من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) على أعضاء الحركة الصهيونية المتطرفة ورموزها، وجهودهم لتعزيز حضورهم وتعزيز مكانتهم في الضفة الغربية.

مخرج الفيلم البريطاني - الأميركي لويس ثيرو في إحدى لقطات العمل (بي بي سي)

ويقول المخرج خلال العمل: «جئت إلى هنا (الضفة الغربية) في محاولة لفهم العقلية الإسرائيلية». ويشير ثيرو إلى أنه صوَّر معظم لقطات الفيلم تحت حماية الجيش الإسرائيلي، لكن تظهر لقطات من الفيلم المتداول عبر مواقع التواصل أنه تعرَّض للتوقيف من أحد عناصر الجيش وأيضاً من مستوطنين يطلبون منه إيقاف التصوير.

يسلط الفيلم الضوء على الوضع السياسي المتوتر في منطقة الضفة الغربية. من خلال لقاءات بعدد من المستوطنين وكذلك العرب. إذ التقى ثيروكس عيسى عمرو، وهو فلسطيني اصطحبه في جولة إرشادية في مدينة الخليل بجنوب الضفة الغربية، حيث كل شيء مغلق مع وجود عشرات الحواجز الأمنية، وقلة حرية الفلسطينيين وسط تلك النقاط.

ارتفاع أعداد المستوطنين

ارتفع عدد المستوطنين إلى أكثر من 700 ألف: أي ما يقارب عُشر إجمالي سكان إسرائيل اليهود. كما تصاعد العنف ضد الفلسطينيين وتهجيرهم على أيدي المستوطنين عاماً بعد عام، ليصل إلى مستويات غير مسبوقة، وفق ما أفادت صحيفة «فاينانشيال تايمز».

ويقطن في الضفة الغربية نحو ثلاثة ملايين فلسطيني، وقد عُدَّت هذه المستوطنات المثيرة للجدل غير قانونية من قِبل الأمم المتحدة لعقود عدة، وهو موقف أكَّدته محكمة العدل الدولية في حكم صدر في يوليو (تموز) 2023.

حفَّارات إسرائيلية تهدم مبنيين فلسطينيين بقرية قبية شمال غربي رام الله في الضفة الغربية المحتلة الثلاثاء (أ.ف.ب)

والمستوطنات هي تجمعات سكانية أقامتها إسرائيل على أراضٍ احتلتها في حرب الأيام الستة عام 1967، وتشمل الضفة الغربية، والقدس الشرقية، ومرتفعات الجولان. المستوطنات متناثرة عبر الأراضي الفلسطينية وتحرسها قوات إسرائيلية، ولا يستطيع معظم الفلسطينيين العاديين الوصول إليها إلا إذا كانوا عاملين لدى شركات إسرائيلية في تلك المستوطنات.

يأتي ذلك في الوقت الذي ينفّذ فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات هدم في جنوب الضفة الغربية، وتشريد سكان من منازلهم لصالح التوسع الاستيطاني.

فتيات فلسطينيات يبكين بينما تهدم حفَّارات الجيش الإسرائيلي مبنيين فلسطينيين بقرية قبية شمال غربب رام الله في الضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)

ووفق تقرير صادر عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان العام الماضي، فإنه في الفترة من 1 نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 إلى 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، جرت الموافقة على نحو 24300 وحدة سكنية داخل المستوطنات الإسرائيلية القائمة في المنطقة «ج» بالضفة الغربية، وفق تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

مستوطنون أمام الكاميرا

وينقل الفيلم حوارات مع دانييلا فايس، المعروفة بـ«عرَّابة» المشروع الاستيطاني، عن موقف متعصبٍ تجاه الفلسطينيين. وعندما يُشير ثيرو إلى أن دعوتها لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية ستُعدُّ جريمة حرب، تضحك قبل أن تُعلن بفخر عن خططها لإعادة توطين غزة من اليهود.

فايس عضو رئيسي في حركة الاستيطان الإسرائيلية منذ 50 عاماً، وهي قادرة على إخفاء آرائها المتطرفة خلف ابتسامة ودودة. ونفت وجود أي عنف من المستوطنين ضد الفلسطينيين. وعندما عرض عليها مخرج الفيلم فيديو يُظهر فلسطينياً تُطلَق عليه النار، ادعت أن مطلق النار الإسرائيلي كان يتصرف انتقاماً، ثم دفعت ثيرو جسدياً على أمل أن يدفعها للخلف. بدلاً من ذلك، فعل شيئاً لم يفعله من قبل. وصفها بالمريضة نفسياً.

كما التقى مخرج العمل عدداً من المستوطنين، أبرزهم المستوطن من ولاية تكساس الأميركية آري أبراموفيتش، الذي يقول إنه لا يؤمن بوجود فلسطين دولةً، أو «بحقها الحقيقي في هذه الأرض».

ويرفض أبراموفيتش استخدام كلمة «فلسطيني»، ويلقب الفلسطينيين بـ«طائفة الموت» وهو يقف ممسكاً ببندقية ويدافع عن «الحق في التطهير العرقي». وعندها يلتقي المخرج حاخاماً يصف الفلسطينيين بـ«المتوحشين» و«راكبي الجمال».

مخرج في مواجهة السلاح

كان المخرج ثيرو يحاول بلطف إقناع شخصياته بأن نظرتهم للعالم قد لا تكون الوحيدة. وكان يترك فترات صمت طويلة يمكن للمشاهد خلالها أن يُظهر ازدراءه نيابةً عنه، مُدّخِراً مشاعره الحقيقية للتعليق الصوتي الذي يليه.

بعد كل هذه السنوات منذ الزيارة الأولى للضفة الغربية، لا يوجد ما يصدم ثيرو، لكن يبدو عليه الاستغراب والانزعاج عندما يحاول الجنود الإسرائيليون مقاطعته وترهيبه وهو يُوثق القيود المفروضة على الفلسطينيين في البلدات التي تضم جيوباً استيطانية.

خلال زيارة لمنزل فلسطيني، اقترب منه مستوطنون بسيارتهم ووجهوا إليه بنادقهم المزودة بمنظار ليزر من خلال النوافذ. وفي أكثر من مرة، اضطر إلى مطالبة الناس بأدب بخفض أسلحتهم أثناء حديثهم معه. وفي إحدى المواجهات التي شابها التوتر الشديد، اضطر إلى أن يصرخ قائلاً: «لا تلمسوني» في وجه جنديين إسرائيليين يضعان قناعين، وفق صحيفة «الغارديان» البريطانية.

كما تظهر لقطات من الفيلم رفض جندي إسرائيلي عبور مواطن فلسطيني بصحبة مخرج العمل، فقط بسبب جنسيته الفلسطينية.

كما ينقل الفيلم لمحة عن إحدى الخطب لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وهو يتحدث في تجمع للمستوطنين عن كيفية تحول رجل أُدين سابقاً بـ«التحريض على العنصرية» إلى مصدر إلهام للسياسة.

إشادات بالفيلم

أشادت وسائل إعلام بريطانية بالعمل؛ إذ وصفته صحيفة «إندبندنت» بأنه «تحفة فنية»، في حين كتب المحرر الفني في صحيفة «الغارديان» سيورت هيريتاج أن «مخرج العمل قام بشيء لم يقم به من قبل أبداً».

بدورها، عدت صحيفة «فاينانشيال تايمز» أن الفيلم الوثائقي «يُجيد لفت الانتباه إلى الخلافات التي تفاقمت خارج دائرة الأخبار التي يهيمن عليها الصراع في غزة، إلا أنه ربما يُركز بشكل مفرط على الأفراد المتطرفين».

وقال أحد المعجبين على «إكس»: «كعادته، يُبدع لويس ثيرو في عمله. كان فيلمه الوثائقي «المستوطنون» رائعاً. سمح للمستوطنين بإظهار هويتهم الحقيقية للناس». وكتب آخر على الإنترنت: «تكمن براعة لويس ثيرو بصفته صحافياً في لطفه وأسلوبه الذي يُشعِر من هم في غاية الاضطراب بالأمان الكافي للتعبير عن آرائهم». وقال آخر: «قدّم لويس ثيرو تحفة فنية في صمت»، وفق ما أوردته صحيفة «إندبندنت» البريطانية.

جنود الاحتلال الإسرائيلي يغلقون طريقاً خلال مداهمة في مخيم العين للاجئين الفلسطينيين غرب نابلس بالضفة الغربية المحتلة الاثنين (أ.ف.ب)

وعدت صحيفة «فاينانشيال تايمز» أن هذا الفيلم الوثائقي واضح وجلي، ويتناول وضعاً قاتماً يُخشى أن يستمر لخمسة عشر عاماً أخرى من توغل الاستيطان الإسرائيلي. إذ يصور مشهد قصير نشطاء إسرائيليين مؤيدين للسلام يحاولون حماية مزارعي الزيتون الفلسطينيين من المستوطنين والجنود، يُعطي على الأقل أملاً ضئيلاً في وجود بديل.

واشتهر مخرج الأفلام الوثائقية بأسلوبه الآسر في المقابلات، كما يتضح في فيلمه الوثائقي عام 2007 عن «العائلة الأكثر كرهاً في أميركا»، ومن أشهر أفلامه الوثائقية وأكثرها مشاهدةً فيلم «لويس والنازيون» (2003)، الذي أمضى فيه المخرج وقتاً مع منظمة عنصرية بيضاء.