«عريسين مدري من وين» استعادة الابتسامة في زمن لبنان - الحرب

تستضيفها خشبة «مونو» بعد 40 عاماً على عرضها الأول

الكاتب الراحل مروان نجار (زياد نجار)
الكاتب الراحل مروان نجار (زياد نجار)
TT

«عريسين مدري من وين» استعادة الابتسامة في زمن لبنان - الحرب

الكاتب الراحل مروان نجار (زياد نجار)
الكاتب الراحل مروان نجار (زياد نجار)

الدعوة مفتوحة لمشاهدة مسرحية «عريسين مدري من وين» في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، على مسرح «مونو» في العاصمة اللبنانية بيروت، وباستطاعة كلّ مَن يرغب في استعادة الابتسامة في زمن الحرب، أن يُتابعها ضمن عرض مصوّر. وبذلك سيتسنّى للبنانيين مشاهدة واحد من أجمل أعمال مسرح الفودفيل الذي اشتهر به الكاتب الراحل مروان نجار.

يحضّر زياد نجار لسلسلة عروض مسرحية (زياد نجار)

عائلة الكاتب المسرحي الراحل رغبت في هذه الخطوة من باب تحريك عروض المسرح في زمن الحرب. واليوم بعد مرور نحو 40 عاماً على عرضها الأول تعود إلى الحياة. ويعلّق زياد مروان نجار لـ«الشرق الأوسط»: «راودتنا الفكرة أثناء أحد الاجتماعات التي عقدناها في مسرح (مونو)، وكانت لقاءاتنا تهدف إلى إيجاد حلول لإعادة الحركة إلى خشبة بيروت. وعندما اقترحت علينا جوزيان بولس عرضها وافقت عائلتي على الفور».

سبق وفكّر الكاتب والممثل والمخرج المسرحي زياد نجار في إعادة عرض هذه المسرحية على الخشبة مع شخصياتها. وجاءت الحرب لتلغي مشروعات مسرحية عدة كان ينوي تقديمها. ومع غياب ميزانية ودعم مطلوبين لتقديم مسرحية كاملة حالياً، وجد نجار أن عرضها مصوّرة فكرة جيّدة.

عُرضت هذه المسرحية لأول مرة في عام 1986، ومرة ثانية في عام 2000 على مسرح جورج الخامس في منطقة أدونيس. وهي تحكي عن شابين يقعان في حبّ فتاتين ابنتي رجل محافظ جداً وقاسٍ، فقررا أن يتحولا إلى عاملين في منزلهما كي يستطيعا التقرّب منهما. وبذلك تحوّلا إلى جنايني وعامل منزل، فيواجهان مواقف طريفة ومربكة تحضّ مشاهد العمل على الضحك طوال عرض المسرحية.

زياد نجار في مسرحيته «وعيتي؟»

من المسرحيات التي خطر على بال زياد تقديمها من جديد «فارس والصبايا» و«سولد» و«وين بدو يروح». وعندما بحث عن العمل الذي صُوّر بالجودة المطلوبة وقع خياره على «عريسين مدري من وين». «إنها من الأقدم التي كتبها والدي الراحل مروان نجار. وكانت محطة (إل بي سي آي) قد تسلّمت حينها مهام تصويرها، فجاءت النتيجة جيدة في الصورة والصوت. كنت أرغب في إضافة ترجمة مكتوبة على شريط العمل، ولكن لضيق الوقت لم أنفّذ هذا الأمر».

يشير زياد نجار إلى أن مَن يشاهد «عريسين مدري من وين» يخيّل إليه أنها تتناول أوضاعنا اليوم. ويوضح: «التاريخ يعيد نفسه في لبنان. ولذلك نلاحظ أن جميع أعمالنا المسرحية تحظى بهذه الميزة. فكأنها كُتبت للتو لتتناول هواجس ومشكلات نعيشها حالياً».

في أمسية العرض في 15 الحالي في مسرح «مونو» يحضر بعض من أبطالها. «سيلتقي المشاهد بجورج دياب وديانا إبراهيم وروز الخولي. في حين سيغيب طوني مهنا أحد نجومها البارزين بداعي هجرته إلى أميركا، أمّا الممثل جوزيف سعيد فلن يكون حاضراً بسبب المرض».

بطلا «عريسين مدري من وين» طوني مهنا وجورج دياب (زياد نجار)

يؤكّد زياد نجار أن المسرحية ستروق لجيل الشباب كما لجيلٍ سبق وشاهدها في الثمانينات والألفية الثانية. «لو تسنّى لي إجراء تغييرات، لكنت استغنيت عن تلوين وجهَي نجماها بالأسود. يومها كانا يجسّدان دور عاملين منزليين من التابعية السريلانكية. اليوم قد ينتقد كثيرون هذه المشهدية ويضعونها في خانة العنصرية. ولذلك يمكنني أن أختار شخصين من جنسيات أخرى».

يرى نجار في عرض هذا العمل بمثابة فترة استراحة بالنسبة لرواد المسرح في زمن الحرب. «اللبناني يحتاج اليوم لابتسامة أكثر من أي وقت مضى. وبفعل ضغوط حياتية واجتماعية كثيرة سيجد كثيرون فيها فسحة ترفيهية».

يُستهلّ العرض بكلمة مختصرة يلقيها زياد أمام الحضور. وفي نهايته يُناقش العمل مع مَن يهمه الأمر من الجمهور.

وعن دور المسرح في زمن قاتم يعيشه اللبناني، يردّ زياد نجار: «يمكن القول إن المسرح هو من الفسحات المطلوبة في أزمنة الحرب. فيشكّل حاجة أساسية ومتنفساً لمجتمع ينوء تحت تراكمات من الهموم والشجون والحزن. وما نقوم به من نشاطات مماثلة هو لإخراج اللبناني من قوقعته. واستطاعت جوزيان بولس مديرة مسرح (مونو) بأن تُخرج المسرح من عزلته بفضل هذا النوع من الأعمال».

«عذرنا يا وطن» حوار يديره النجار على مسرح «مونو»

بعد عرض «عريسين مدري من وين» يحضّر زياد نجار لعمل مسرحي جديد. ويتابع: «في 19 نوفمبر سأقدم عملاً بعنوان (عذرنا يا وطن) على مسرح (مونو). وهو كناية عن حوار يديره زياد مع ضيوفه، وهم مجموعة ممثلين ومخرجين، هم فؤاد يمين وأنجو ريحان وهادي زكاك.

ويوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن موضوعه يتعلّق بالنشيد الوطني اللبناني. «فنقف على مدى تطبيق اللبنانيين كلماته بالفعل وليس بالاسم فقط. فمن الضروري أن نتذكّر اليوم هذا النشيد ومعانيه الحقيقية».

ومن ناحية أخرى، أنهى زياد نجار التحضير لعملين مسرحيين جديدين. «إنهما شبه جاهزين، وسنختار الوقت المناسب لعرضهما. فالمسرح قبل الأحداث الأخيرة كان في نهضة ملحوظة؛ ولذلك علينا أن نبقيه نابضاً بأعمال ونشاطات مختلفة».


مقالات ذات صلة

«الباشا»... مسرحية كوميدية تُجدّد لقاء كريم عبد العزيز بالجمهور السعودي

يوميات الشرق الفنان كريم عبد العزيز (حسابه في «فيسبوك»)

«الباشا»... مسرحية كوميدية تُجدّد لقاء كريم عبد العزيز بالجمهور السعودي

أعلن المستشار تركي آل الشيخ رئيس «هيئة الترفيه السعودية» عبر حسابه الرسمي في موقع «فيسبوك» عن تفاصيل العرض المسرحي، ونشر الملصق الترويجي للمسرحية.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من العرض الذي كتب نصّه صمويل بيكيت (مسرح الطليعة)

«لعبة النهاية»... رائعة صمويل بيكيت بالعاميّة المصرية

عكست ملابس الممثلين الرثّة حالة السواد التي تطغى على عالمهم، في حين وُظّفت الإضاءة في لحظات المُكاشفة الذاتية التي تتوسَّط سيل الحوارات الغارقة في السخرية...

منى أبو النصر (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان كرم مطاوع (السينما دوت كوم)

الذكرى الـ28 لرحيل كرم مطاوع تجدّد الحديث عن معارك «عملاق المسرح»

معارك كثيرة ومواقف «قوية» اتخذها الفنان المصري الراحل كرم مطاوع في حياته، تعود إلى الواجهة مع حلول الذكرى الـ28 لرحيله.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق عروض مسرح «مونو» (إنستغرام «مونو»)

مسرح «مونو» يُخصّص ديسمبر لعروض الاحتفالات بالأعياد

رغِب مسرح «مونو» في مواكبة الأعياد على طريقته، فدعا هواة المسرح إلى اختيار ما يناسبهم ويحاكيهم من خلال 7 أعمال منوعة.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق يحاول العمل تغيير طريقة تعامل المجتمع مع المتوحد (إدارة الفرقة)

«البعد الآخر»... عرض مسرحي يستكشف العالم الخفي للمتوحدين

يستكشف العرض المسرحي الراقص «البعد الآخر» العالم الخفي للمصابين بالتوحد عبر رحلة في عقل شاب مصاب بهذا المرض، تتجسد فيه الصراعات والأحلام، والحب والوحدة.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

محمد سعد يعود إلى الأضواء بـ«الدشاش»

محمد سعد في لقطة من الإعلان الدعائي لفيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة)
محمد سعد في لقطة من الإعلان الدعائي لفيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة)
TT

محمد سعد يعود إلى الأضواء بـ«الدشاش»

محمد سعد في لقطة من الإعلان الدعائي لفيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة)
محمد سعد في لقطة من الإعلان الدعائي لفيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة)

يعود الفنان المصري محمد سعد إلى الأضواء مجدّداً عبر أحدث أعماله السينمائية، «الدشاش»، وذلك بعد غياب 5 سنوات منذ بطولته فيلم «محمد حسين»، ومشاركته في بطولة فيلم «الكنز 2» عام 2019.

وتصدَّر سعد مؤشرات البحث في «غوغل» بمصر، السبت، عقب نشر الشركة المنتجة الملصق الترويجي للفيلم، وإعلان موعد طرحه بالسينمات عبر صفحتها الرسمية بموقع «فيسبوك»، مُعلِّقة: «عالم (الدشاش) كله أسرار وحكايات»؛ في السينمات المصرية بدءاً من 1 يناير (كانون الثاني) المقبل، وبالدول العربية منتصف الشهر عينه.

يجسّد سعد في «الدشاش» شخصية طبيب خلال الأحداث التي تدور في إطار اجتماعي كوميدي تشويقي، ويشاركه البطولة عدد من النجوم، من بينهم باسم سمرة، وزينة، ونسرين أمين، وخالد الصاوي؛ وهو من تأليف جوزيف فوزي، وإخراج سامح عبد العزيز.

الملصق الترويجي لفيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة)

ظهر سعد في البرومو الترويجي الأول للفيلم بشكل مختلف وملامح حادّة ومغايرة، أظهرت طبيعة الأحداث التي يغلب عليها الأكشن والإثارة، كما أظهر البرومو بعض التفاصيل الكوميدية.

من جانبه، قال المؤلّف جوزيف فوزي إنّ «فكرة الفيلم تدور في إطار من الدراما والتشويق بجانب بعض اللمحات الكوميدية البسيطة»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنّ «الجمهور سيرى تفاصيل مختلفة ومميّزة ومشوّقة تفوق توقّعات الناس، ويراهن عليها بشكل إيجابي».

وتابع: «الفكرة في بالي منذ سنوات؛ سجّلتها عام 2016، لكنني تأخّرت في تسويقها نظراً إلى ارتباطي بأفلام خاصة بالمهرجانات والمنافسة على الجوائز التي تطلّبت وقتاً ومجهوداً».

باسم سمرة ومحمد سعد في لقطة من الإعلان الدعائي للفيلم (الشركة المنتجة)

ووصف فوزي محمد سعد بـ«الجدعنة»، مؤكداً أنه «فنان حسّاس ويحترم عمله، ويتمتّع بقبول جماهيري كبير، كما أنّ لديه جانباً إنسانياً مميّزاً»، مشيراً إلى أنّ السيناريو حاز على إعجابه، فأشاد به فور قراءته، حتى أنه ضحك كثيراً، مؤكداً أنّ حظه الجيّد جعله يتعاون معه في هذه التجربة التي توافقت مع قرار الفنان المصري العودة إلى جمهوره مجدّداً عبر شخصية لم يقدّمها من قبل.

كما أوضح فوزي أنّ سعد تحدّث معه في تفاصيل مهمّة، من بينها بلورة الأحداث بما يُضفي جرعة تمثيلية حادّة، وهو ما جعله يتجرأ ويذهب معه إلى منطقة «الدشاش»، مشيراً إلى أنه استفاد من خبرة سعد وموهبته على جميع المستويات.

المؤلّف جوزيف فوزي والفنان محمد سعد في كواليس «الدشاش» (الشرق الأوسط)

وخلال السنوات التي توقَّف فيها محمد سعد عن تقديم أعمال سينمائية، قدَّم بطولة مسرحيتَي «اللمبي في الجاهلية» عام 2021، و«علي بابا» عام 2023؛ عُرضتا ضمن فعاليات «موسم الرياض»، بجانب مشاركته بعمل إذاعي، وبطولته المسلسل التلفزيوني الكوميدي «إكس لانس»، الذي عُرض في موسم دراما رمضان 2023، وقدَّم من خلاله شخصية «الحناوي» التي قدَّمها من قبل في فيلم «كركر» عام 2007.

من جانبه، قال الناقد الفنّي الدكتور نادر رفاعي إنّ «عودة محمد سعد إلى السينما بعد غياب من خلال فيلم (الدشاش) تُثري الساحة، لأنه فنان مختلف ومميّز وله جمهوره»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنّ «أحداث الفيلم لا بدّ أن تتضمّن عناصر جيدة ومتكاملة، بالإضافة إلى اهتمام بتقديم عمل مُحكم من جميع الجوانب، ليضمن سعد عودة قوية إلى الساحة السينمائية».