ثراء ثقافي يجذب زوار «أيام السودان» في الرياض

ضمن مبادرة «انسجام عالمي» السعودية

حضور لافت شهدته حديقة السويدي خلال فعاليات «أيام السودان» (الشرق الأوسط)
حضور لافت شهدته حديقة السويدي خلال فعاليات «أيام السودان» (الشرق الأوسط)
TT
20

ثراء ثقافي يجذب زوار «أيام السودان» في الرياض

حضور لافت شهدته حديقة السويدي خلال فعاليات «أيام السودان» (الشرق الأوسط)
حضور لافت شهدته حديقة السويدي خلال فعاليات «أيام السودان» (الشرق الأوسط)

واصلت حديقة السويدي في الرياض استضافة فعاليات «أيام السودان» ضمن مبادرة «تعزيز التواصل مع المقيمين» التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية بالشراكة مع هيئة الترفيه تحت شعار «انسجام عالمي»، وسط حضور لافت من الجالية السودانية والمواطنين والمقيمين.

وتهدف الفعاليات إلى تقديم تجربة ثقافية متكاملة للتعرف على التنوع والثراء الثقافي في السودان، الذي يجسد نموذجاً للتعددية والتعايش، باحتوائه على نحو 500 مجموعة عرقية، لكل منها لغتها وتقاليدها الفريدة، ليحظى الحدث بإشادات من الحضور.

ويشعر الزائر في لحظات وكأنه وسط ملتقى للسودانيين؛ حيث تختلط الأصوات واللهجات، وفي شكل من أشكال التنوّع؛ حيث يمكن له أن يسمع إلى جانب اللغة العربية الرسمية والأكثر انتشاراً في السودان، لغات أخرى لبعض الزوّار على غرار النوبية والزغاوة والتقري، ما يعكس إرثاً طويلاً من التفاعل بين مختلف الثقافات في البلد العربي بالقارة الأفريقية.

وبينما ينتقل الزوّار بين جنبات المكان، تبرز الثقافة السودانية والفنون التقليدية والعادات الشعبية، ليقول الحسن علي إنها أشعرته وكأنه بولاية الجزيرة في السودان حيث مسقط رأسه ومقر سكن عائلته.

الفن السوداني يجذب انتباه الحضور (الشرق الأوسط)
الفن السوداني يجذب انتباه الحضور (الشرق الأوسط)

وفي شكل من التناغم بين المواطنين السعوديين والمقيمين السودانيين، زار المواطن أحمد بن عبد الله المكان برفقة صديقه السوداني عثمان، ووقفا ليستمعا إلى أنغام موسيقية.

ويقول أحمد إنه يستطيع التمييز بين أنواع وأشكال الغناء والفن السوداني بفضل اهتمامه الطويل بها، ووجد ضالته عند زيارته للفعاليات ليستمع إلى هذا التنوع.

ويضيف: «أمضيت وقت أكثر من 4 ساعات أتجوّل في أرجاء المكان، والسعادة تغمرني لأنني أستمع باستمرار للأنغام والموسيقى السودانية التي أحبها».

ويبرز التنوع الثقافي السوداني كذلك في الفنون التقليدية، مثل الشعر والموسيقى والرقص، إذ تتميز موسيقى النوبة وأغاني المديح في الشمال بطابعها الروحي، بينما تعكس رقصات القبائل الجنوبية كالدينكا روح التراث الأفريقي.

وفي «حديقة السويدي» تنوّعت الفنون السودانية الموجودة بين الآلات التقليدية وإلقاء مقطوعات من الأدب والشعر، لتعبّر عن الحياة اليومية وتاريخ الشعب السوداني، ما أضفى على الفعاليات طابعاً ثقافياً فريداً.

أشكال من التنوّع في النسيج السوداني تبرز خلال الفعاليات (الشرق الأوسط)
أشكال من التنوّع في النسيج السوداني تبرز خلال الفعاليات (الشرق الأوسط)

ورغم التحديات التي شهدها السودان من نزاعات وحروب، فإن قيم التعايش والتفاهم بين الثقافات المختلفة ظلت راسخة، حيث يسهم الحوار المستمر بين المجموعات المتعددة في بناء مجتمع متماسك ومنفتح على الآخر، وفقاً لبعض الحضور.

يذكر أن الحدث يتيح للجمهور فرصة اكتشاف التراث السوداني الغني، بحسب المسؤولين. كما يهدف وفقاً للمبادرة إلى تعزيز التواصل مع المقيمين في البلاد، ما يعزز روح الانسجام العالمي، ويشجع على التعايش السلمي بين الثقافات المتنوعة التي تسعى «رؤية السعودية 2030» لتحقيقها.


مقالات ذات صلة

عشرات القتلى المدنيين في الفاشر بدارفور

شمال افريقيا نازحون فروا من مخيم «زمزم» إلى مخيم بالعراء في دارفور الغربية (أرشيفية - أ.ف.ب)

عشرات القتلى المدنيين في الفاشر بدارفور

قُتل عشرات المدنيين في مدينة الفاشر في إقليم دارفور غرب السودان في ظل تصاعد الاشتباكات ووسط مخاوف من اقتحام «قوات الدعم السريع» للمدينة.

«الشرق الأوسط» (بورتسودان)
تحليل إخباري المشاركون في مؤتمر لندن حول السودان أثناء اجتماعهم (موقع وزارة الخارجية البريطانية)

تحليل إخباري مؤتمر لندن للسودان... بصيص أمل في نفق «الحرب المنسية»

استضافت العاصمة البريطانية لندن مؤتمراً دولياً حول النزاع في السودان الثلاثاء الماضي وصفه البعض بـ«الفشل الدبلوماسي» فيما رأى فيه آخرون «بصيص أمل»

عيدروس عبد العزيز (لندن)
تحليل إخباري سد مروي في شمال السودان الذي استهدفته مسيّرات ليل الثلاثاء - الأربعاء (وكالة السودان للأنباء/ سونا)

تحليل إخباري هل يصمد سد مروي في السودان أمام ضربات المسيرات؟

يواجه سد مروي أحد أكبر المشاريع الكهرومائية في السودان، أخطاراً جمة، بسبب هجمات مسيرات «قوات الدعم السريع» على بنيته التحتية، خاصة بنية الكهرباء والبوابات.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا لاجئون سودانيون فرُّوا من مخيم زمزم للنازحين بعد سقوطه تحت سيطرة «قوات الدعم السريع» يستريحون في مخيم مؤقت بالقرب من بلدة طويلة بمنطقة دارفور غرب السودان التي مزَّقتها الحرب 13 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

السودان: 57 قتيلاً جراء اشتباكات وهجمات على مدينة الفاشر بإقليم دارفور

قُتل 57 مدنياً على الأقل في اشتباكات بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، وفي قصف نفذته «الدعم السريع» على مدينة الفاشر في إقليم دارفور بالسودان.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
المشرق العربي تعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر على توزيع المساعدات على 1500 أسرة محتاجة في قولو، جبل مرة  (موقع الصليب الأحمر)

«الصليب الأحمر» الدولي في السودان: الخطر يطارد الناس بمناطق النزاع

قال رئيس البعثة الدولية للصليب الأحمر دانيال اومالي، إن نظام الرعاية الصحية في السودان تعرَّض للانهيار، واضطر بعض الجرحى إلى طلب العلاج في بلدان مجاورة

وجدان طلحة (بورتسودان)

الأرق يُهدد كبار السن بالإعاقة

الأرق من المشكلات الشائعة لدى كبار السن (جامعة ولاية بنسلفانيا)
الأرق من المشكلات الشائعة لدى كبار السن (جامعة ولاية بنسلفانيا)
TT
20

الأرق يُهدد كبار السن بالإعاقة

الأرق من المشكلات الشائعة لدى كبار السن (جامعة ولاية بنسلفانيا)
الأرق من المشكلات الشائعة لدى كبار السن (جامعة ولاية بنسلفانيا)

توصلت دراسة أجراها باحثون من جامعة ولاية بنسلفانيا الأميركية وجامعة تايبيه الطبية في تايوان، إلى أن الأرق واستخدام أدوية النوم يرتبطان بزيادة خطر الإصابة بالإعاقة بين كبار السن.

وأوضح الباحثون أن هذه الإعاقة تهدد قدرة كبار السن على أداء أنشطة الحياة اليومية بشكل مستقل، ونشرت النتائج، الخميس، في دورية «SLEEP».

ويُعد الأرق من المشكلات الشائعة لدى كبار السن، حيث يعاني نحو نصف من تجاوزوا سن الخامسة والستين من اضطرابات النوم بدرجات متفاوتة. وفي محاولة للتغلب على هذه المعاناة، يلجأ كثيرون إلى أدوية النوم، دون إدراك ما قد تسببه من آثار سلبية طويلة المدى.

وحلّل الباحثون بيانات امتدت لخمسة أعوام، شملت 6722 شخصاً من المشاركين في دراسة وطنية أميركية معنية باتجاهات الصحة والشيخوخة، جميعهم فوق سن 65.

وركزت الدراسة على تقييم مستوى الإعاقة بناءً على القدرة على أداء أنشطة الرعاية الذاتية مثل الاستحمام، وتناول الطعام، وارتداء الملابس، إلى جانب أنشطة الحركة كالنهوض من السرير والخروج من المنزل.

وتم تصنيف المشاركين إلى ثلاث فئات: «قادر تماماً»، و«عرضة للإعاقة»، و«يحتاج إلى مساعدة»، وربطت كل فئة بنقطة تقييمية لقياس مستوى الإعاقة، بحيث يشير ارتفاع النقاط إلى تدهور الأداء الوظيفي.

وأظهرت النتائج أن كل زيادة سنوية في أعراض الأرق ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بالإعاقة بنسبة 20 في المائة في العام التالي؛ مما يشير إلى أن استمرار الأرق أو تفاقمه مع الوقت يؤدي إلى تدهور القدرة على القيام بالأنشطة الأساسية. كما تبيّن أن زيادة استخدام أدوية النوم ارتبطت أيضاً بارتفاع خطر الإعاقة بنسبة تقارب 19 في المائة لكل مستوى أعلى من استخدام تلك الأدوية.

ووجد الباحثون أن من يستخدمون أدوية النوم بشكل منتظم كل ليلة على مدى سنوات كانوا أكثر عرضة للإصابة بإعاقات واضحة لها دلالة سريرية.

وقال الدكتور أورفيو باكستون، الباحث المشارك في الدراسة من جامعة ولاية بنسلفانيا: «كلما زادت أعراض الأرق أو استخدام أدوية النوم، لاحظنا تسارعاً في وتيرة فقدان الاستقلالية والاعتماد على الآخرين».

وأضاف عبر موقع الجامعة: «الأرق يمكن أن يقلل من جودة الحياة بشكل مباشر وغير مباشر، وعلى كبار السن الذين يعانون من مشكلات في النوم أو يستخدمون أدوية منوّمة أن يستشيروا أطباءهم، فالعلاج السليم يبدأ من معالجة الأسباب الجذرية للأرق».

وأوصى الباحثون باللجوء إلى العلاج المعرفي السلوكي كخيار آمن وفعّال للتعامل مع الأرق بدلاً من الاعتماد المفرط على الأدوية، التي قد تزيد من خطر السقوط والحوادث لدى كبار السن.

وأكدت الدراسة أن اضطرابات النوم ليست جزءاً حتمياً من التقدم في العمر، داعية كبار السن إلى عدم تجاهل هذه المشكلات، والسعي للحصول على الرعاية المناسبة، حتى في المناطق التي تفتقر إلى عيادات النوم المتخصصة.