قُتل 57 مدنياً على الأقل في اشتباكات بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، وفي قصف نفذته «الدعم السريع» على مدينة الفاشر في إقليم دارفور، وفق ما أفاد مصدر طبي ونشطاء محليون، الخميس.
وأوضح المصدر الطبي والنشطاء أن أعمال العنف وقعت، الأربعاء، في وقت تركز فيه «قوات الدعم السريع» هجماتها على دارفور في محاولة للسيطرة على الفاشر، آخر عاصمة ولاية خارج سيطرتها في الإقليم، وذلك بعد خسارة مواقعها في العاصمة الخرطوم.
وأوضحت «لجان المقاومة في الفاشر» أن المدنيين قتلوا، الأربعاء، في اشتباكات وقصف للمدينة نفذته «قوات الدعم السريع» التي تخوض حرباً ضد الجيش منذ أبريل (نيسان) 2023.
ووقعت أعمال العنف بعد أيام من مقتل أكثر من 400 شخص في هجمات ﻟ«قوات الدعم السريع» على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، ومخيمات نازحين قريبة، وفقاً للأمم المتحدة.
وتُعد الفاشر التي تحاصرها «قوات الدعم السريع» منذ قرابة عام، آخر مدينة كبيرة في دارفور لا تزال تحت سيطرة الجيش. وتُعد المدينة هدفاً استراتيجياً لـ«الدعم السريع» التي تسعى إلى تعزيز قبضتها على دارفور بعد استعادة الجيش العاصمة الخرطوم، الشهر الماضي.
وفي بيان سابق، قدّر الجيش عدد القتلى، الأربعاء، بـ62 شخصاً، بينهم 15 طفلاً تتراوح أعمارهم بين ثلاث وعشر سنوات، فضلاً عن إصابة العشرات.
وقال إنه صد «الهجوم الشرس» على شرق المدينة في رد منسق مع «القوة المشتركة من حركات الكفاح المسلح، والمخابرات، والشرطة، والمستنفرين، والمقاومة الشعبية». وأضاف أن «قوات الدعم السريع» «قامت بقصف عشوائي للمدينة خلال فترات متقطعة». وتدافع عن الفاشر مجموعات مسلحة متحالفة مع الجيش تعرف باسم «القوات المشتركة».
مئات آلاف النازحين
أدت الحرب التي دخلت عامها الثالث، الثلاثاء، إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص، وسببت ما وصفته الأمم المتحدة بأكبر أزمة جوع ونزوح في العالم. كما أدى النزاع إلى تقسيم البلاد إلى قسمين عملياً؛ إذ يسيطر الجيش على الوسط والشمال والشرق، بينما تسيطر «قوات الدعم السريع» على كل دارفور تقريباً، بالإضافة إلى أجزاء من الجنوب مع حلفائها.
بعد الهجوم الكبير الذي شنته، الجمعة، في دارفور، أعلنت «قوات الدعم السريع» سيطرتها الكاملة على مخيم زمزم للاجئين، وهو أحد أكبر المخيمات في السودان. وكان زمزم الذي يقيم فيه نحو مليون نازح، بحسب مصادر إغاثية، أول منطقة في السودان أُعلنت المجاعة فيها في أغسطس (آب) الماضي.
وبحلول ديسمبر (كانون الأول)، امتدت المجاعة إلى مخيمين للنازحين في دارفور وأجزاء من الجنوب، وفق تقييم مدعوم من الأمم المتحدة.
وقالت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة، الاثنين، إن نحو 400 ألف شخص نزحوا من زمزم بعدما سيطرت «قوات الدعم السريع» على المخيم.
وفي الأسبوعين الماضيين، وصل ما يقدر بنحو 450 ألف شخص إلى بلدة طويلة وحدها، وهي تبعد نحو 60 كيلومتراً إلى الغرب من زمزم، وفق غرفة للطوارئ المحلية، وهي واحدة من مئات الغرف في كل أنحاء السودان التي تنسق المساعدات في الخطوط الأمامية. وأضافت أن النازحين الجدد «يعانون نقصاً في الغذاء ومياه الشرب ومواد الإيواء»، مع عدم توافر أي مساعدات إنسانية في المنطقة.