تقنية قديمة تكسب الروبوتات لمسات ناعمة

تتميز الطريقة المطورة بتكلفتها المنخفضة وسلامتها ومرونتها العالية (المعهد الإيطالي للتكنولوجيا)
تتميز الطريقة المطورة بتكلفتها المنخفضة وسلامتها ومرونتها العالية (المعهد الإيطالي للتكنولوجيا)
TT

تقنية قديمة تكسب الروبوتات لمسات ناعمة

تتميز الطريقة المطورة بتكلفتها المنخفضة وسلامتها ومرونتها العالية (المعهد الإيطالي للتكنولوجيا)
تتميز الطريقة المطورة بتكلفتها المنخفضة وسلامتها ومرونتها العالية (المعهد الإيطالي للتكنولوجيا)

نجح فريق بحثي ياباني - أميركي مشترك، في تطوير تقنية قديمة تتميز بتكلفتها المنخفضة وسلامتها ومرونتها العالية، لتصميم وإنتاج محركات هوائية من القماش تكسب الروبوتات قدراً أكبر من النعومة. وعلى عكس الأجزاء الروبوتية التقليدية الصلبة، يمكن للمحركات الهوائية الناعمة المصنوعة من القماش التفاعل بأمان مع البشر والأشياء الأخرى الأكثر حساسة.

ووفقاً لنتائج الدراسة المنشورة في دورية «ساينتفيك روبروتس (Scientific Reports)»، استطاع الباحثون استخدام ما تُعرف بـ«أنماط تورينغ» لتطوير طريقة جديدة لتصميم وإنتاج تلك المحركات الهوائية الناعمة المصنوعة من القماش (FSPAs).

تألّف الفريق البحثي من الدكتور ماساتو تاناكا، والدكتور تسويوشي نومورا من مختبرات البحث والتطوير المركزية لشركة «تويوتا» في اليابان، والدكتور يويانغ سونغ من شركة «تويوتا لهندسة وتصنيع المحركات» في أميركا الشمالية في الولايات المتحدة.

قال تاناكا، في بيان صحافي، صادر السبت: «ينبع الدافع وراء هذا البحث من الحاجة إلى تصنيع روبوتات ناعمة يمكنها إجراء حركات محكومة باستخدام آليات بسيطة».

وأوضح نومورا: «كان هدفنا تطوير أنظمة (FSPA) بسيطة ومنخفضة التكلفة قادرة على تغيير شكلها». وأضاف سونغ: «استلهمنا من عمل آلان تورينغ طريقة لتطوير عملية تصميم الأغشية السطحية للأجهزة».

ووفق الدراسة تنتج «أنماط تورينغ» من أنظمة تحتوي على مكونات تتيح لها التفاعل والانتشار، حيث يمكن لمادتين متفاعلتين أن تعزز حركة إحداهما الأخرى، أو أن تقمع حركة إحداهما الأخرى. وتتكون المحركات الهوائية الناعمة من القماش المستخدَم في بناء المحرك الذي يؤدي تلك الحركات استجابةً للضغط عليه.

كانت الخطوة الأولى في طريقتهم هي تحسين عمليات توجيه تشكّل المادة عبر ترتيب ألياف القماش المرن على سطح المحرك، واعتماداً على أسس تلك الطريقة القديمة تمكّنوا من إنتاج أنماط معينة من المادة يتم التحكم فيها آلياً، إذ تضمن هذه الأنماط تشكل وتشوه المادة بالطريقة المرغوب فيها.

والمحركات الهوائية الناعمة القائمة على القماش هي أجهزة مرنة وناعمة يمكن أن تتشوه، متخذة كثيراً من الأشكال والأوضاع المختلفة أو تتحرك عند الضغط عليها، إذ تعمل عن طريق النفخ أو الانكماش، مما يجعل القماش ينحني أو يمتد أو يلتوي؛ مما يكسب هذه الأجهزة مزيداً من المرونة والنعومة.

وبفضل طبيعتها الناعمة وخفة وزنها، تعدّ تلك المحركات مناسبة للغاية لتطبيقات مثل الأجهزة القابلة للارتداء، وخيام القماش التي يأوي إليها المتنزهون والمغامرون في الأماكن النائية، والأيادي الروبوتية، وبعض الأجهزة المساعدة. وتكمن قيمتها في تكلفتها المنخفضة وسلامتها ومرونتها العالية.

ومع ذلك، فإن تصميم وتصنيع هذا النوع من المحركات يشكلان تحدياً. وقد عالج فريق البحث هذا التحدي من خلال تطوير عمليات التصنيع، مرتكزاً على طريقة آلان تورينغ القديمة. «تستخدم الهياكل الهوائية التقليدية عادةً مواد ذات سمات هندسية محددة»، كما أوضح الدكتور تاناكا.

في حين تُعرف المواد الناعمة بخصائصها التي تتيح لها أن تنتفخ أو تنحني بشكل منتظم عند تطبيق الضغط عليها. ومع ذلك، فإن تصميم وتصنيع مادة تتشوه بطريقة محكومة ويمكن التنبؤ بها يتطلبان التجربة والخطأ، وقد يستغرقان وقتاً طويلاً.

كان هدف فريق البحث تجاوز هذه القيود من خلال أتمتة العمليات وتحسينها بصورة آلية، مما يؤدي إلى حركات أكثر تقدماً، ولكن مع ضمان التحكم في تطبيقاتها.

وكما أوضح نومورا: «يعالج بحثنا هذا التحدي من خلال الاستفادة من (أنماط تورينغ) في تطوير تصميم يرتكز على توجيه تشكل تلك المواد واستخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد في إنتاجها».


مقالات ذات صلة

أصابع روبوتية تعيد حاسة اللمس للمصابين بفقدان الإحساس

يوميات الشرق أصابع روبوتية تعيد حاسة اللمس للمصابين بفقدان الإحساس

أصابع روبوتية تعيد حاسة اللمس للمصابين بفقدان الإحساس

تمكن باحثون في جامعة كلية لندن (UCL) من تحقيق اختراق علمي جديد قد يُحدِث تحولاً كبيراً في علاج الأشخاص الذين يعانون فقدان حاسة اللمس، مثل مرضى متلازمة النفق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق التجارب أثبتت قدرة الساق الروبوتية على القفز عالياً والتكيف مع التضاريس المختلفة بمرونة كبيرة (المعهد الاتحادي السويسري للتكنولوجيا)

عضلات صناعية تمنح الروبوتات القدرة على القفز

طوّر باحثون في سويسرا وألمانيا ساقاً روبوتية تعمل بالعضلات الصناعية، وهي أكثر كفاءة في استخدام الطاقة مقارنة بالساق الروبوتية التقليدية التي تعتمد على المحركات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تكنولوجيا  «ميتا إيه آي» القادرة على الإجابة على أسئلة المستخدمين بلغة بسيطة باتت تضم 400 مليون مستخدم شهرياً (رويترز)

منصات الذكاء الاصطناعي التوليدي... تنافس ونمو متسارع

يستمر استخدام منصات الذكاء الاصطناعي التوليدي من جانب عامة الناس في النمو بوتيرة متسارعة، على ما تظهر أحدث الأرقام لجهات فاعلة رئيسية في القطاع.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا يستعد هذا الروبوت المسمى «آيرون كاب» لإحداث ثورة في كيفية استجابتنا لحالات الطوارئ (IIT)

أول روبوت «بشري» في العالم يطير بقوة الدفع النفاثة!

جُهز بأربعة محركات نفاثة، اثنان منها مثبتان على ذراعيه والآخران على حقيبة نفاثة مثبتة على ظهره.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا الروبوت يوفر طريقة آلية للكشف عن أعشاش النمل  (أكاديمية قوانغدونغ للعلوم في الصين)

تسخير الروبوت لمكافحة النمل

استخدم فريق بحثي روبوتاً على شكل كلب يعمل بالذكاء الاصطناعي لتطوير نظام جديد للكشف عن أعشاش نمل النار الأحمر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الفيلم الفنلندي «جوفيدا» يُتوج بـ«الجائزة الكبرى» في مهرجان «سلا»

المخرجة الفنلندية كاتيا غاوريلوف الفائزة بالجائزة الكبرى عن فيلمها «جوفيدا» (إدارة مهرجان سلا)
المخرجة الفنلندية كاتيا غاوريلوف الفائزة بالجائزة الكبرى عن فيلمها «جوفيدا» (إدارة مهرجان سلا)
TT

الفيلم الفنلندي «جوفيدا» يُتوج بـ«الجائزة الكبرى» في مهرجان «سلا»

المخرجة الفنلندية كاتيا غاوريلوف الفائزة بالجائزة الكبرى عن فيلمها «جوفيدا» (إدارة مهرجان سلا)
المخرجة الفنلندية كاتيا غاوريلوف الفائزة بالجائزة الكبرى عن فيلمها «جوفيدا» (إدارة مهرجان سلا)

استطاع المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا المغربية في دورته الـ17، على مدار 6 أيام، أن يرفع شعار «تاء التأنيث» للإبداع النسائي، وجسّد من خلال عروضه للأفلام وندواته ولجنة تحكيمه، وصولاً إلى جوائزه، الحلم السينمائي بصيغة المؤنث. مسلطاً الضوء على تجارب النساء في صناعة الأفلام، ومدى هيمنة الرجل على المشهد السينمائي وعلى فرص المرأة كسينمائية وناقدة.

واختتم المهرجان فعالياته بحفل أقيم بسينما «هوليوود» بمدينة سلا القديمة، مساء السبت، واقتصر على إعلان نتائج مسابقاته الثلاث للأفلام الروائية الطويلة والتسجيلية الطويلة والجمهور الشبابي، وشارك في توزيع الجوائز فنانون مغاربة. من بينهم: محمد مفتاح، أمل عيوش، عزيز دباس، في المهرجان الذي تنظمه «جمعية أبي رقراق»، ويقام برعاية الملك محمد السادس.

الحضور على الرد كاربت في حفل الختام (إدارة مهرجان سلا)

وحظيت مسابقة الأفلام الروائية الطويلة باهتمام الجمهور المغربي الذي شارك بالتصويت على بعض جوائزها، وفاز الفيلم الفنلندي «جوفيدا» بالجائزة الكبرى، وتسلمتها مخرجة الفيلم كاتيا غوريلوف، وذكرت لجنة تحكيم المسابقة برئاسة المخرجة المغربية مريم توزاني في حيثيات منحه الجائزة أنه عمل مبهر بصرياً ومؤثر عن الإدماج القسري للشعوب.

وقالت مخرجة الفيلم، عقب تسلمها الجائزة، إنها تشكر فريق العمل، كما تشعر بالامتنان لوالدتها، لأنها مصدر الإلهام في أفلامها، ودارت أحداث الفيلم من خلال امرأة وابنة شقيقتها، اللتين لم تلتقيا من قبل، وتتوجهان إلى مدينة أخرى لتفريغ منزل ورثاه، وخلال مهمتهما تجد كل منهما قيمة في نفسها وجذورها.

وشاركت السينما المغربية في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بفيلمين للمرة الأولى، وفاز بجائزة أفضل ممثل الفنان خليل أوبقة، عن دوره في فيلم «على الهامش»، وأشادت لجنة التحكيم بقدرته لإتقانه الشخصية وتحولاتها المتباينة، وأهدى الفنان المغربي الشاب جائزته لكل امرأة مغربية وعربية وإلى والدته وزوجته.

الفنان المغربي خليل أوبقة يحمل جائزة أفضل ممثل (إدارة مهرجان سلا)

وقال أوبقة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن هذه أول جائزة رسمية يحصل عليها، مؤكداً أن شخصية ياسر المنحدر من أسرة فقيرة والهارب من منزله منذ طفولته ليعيش مشرداً بالشوارع ويتحول إلى مجرم جذبته كثيراً، خصوصاً أن به جانباً إنسانياً كونه يضحي لأجل الآخرين، لافتاً إلى أن السيناريو كُتب بطريقة جيدة، وأن تطوره الدرامي يخدم أي ممثل بسبب التحولات التي تساعد على إظهار قدرات الفنان.

وحاز فيلم «على الهامش» أيضاً على جائزة «الضفة الأخرى» لمخرجته جيهان البحار، التي تُمنح للفيلم الذي يتضمن مشاركة أكبر عدد من النساء به.

وفي مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، حصل الفيلم الفرنسي «حكايات مدينة» للمخرجة مالوري إلوي بايسيلي على الجائزة الوحيدة للمسابقة، كما منحت لجنة التحكيم تنويهاً لفيلم «القبر الفارغ» من إخراج أغنيس ليزا ويغتر وسيسي ملاي، وعرض الفيلم لرحلة عائلتين من تنزانيا تنطلقان في رحلة بحث عن رفات أسلافهم التي تمت سرقتها.

وفي مسابقة الجمهور الشبابي، فاز الفيلم المغربي «ما الذي ينمو في راحة يدك؟» للمخرجة ضياء ببا «فئة الفيلم القصير»، والفيلم الطويل «صحارى سلم وسعى» للمخرج مولاي الطيب، ضمن برنامج «نافذة على السينما المغربية».

الفنان المغربي محمد مفتاح يسلم المخرجة اليونانية صوفيا إكسارشو جائزتين لفيلمها «أنيمال» (إدارة مهرجان سلا)

وحول تقييمه لهذه الدورة، قال الناقد المغربي محمد أشويكة، المشرف على برنامج الندوات بالمهرجان، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إننا «استطعنا أن نعمم الأسئلة التي بدأت خلال الدورات السابقة فيما يتعلق بالبرنامج الثقافي للمهرجان، الذي انصبّ حول قضايا خاصة بوضع المرأة، مثل وضعية المرأة الناقدة في العالم العربي، أيضاً أسئلة السينما المجرية من خلال قضايا السينمائيات بها، ثم من خلال لقاءات ثنائية خاصة بالمخرجات، وأردنا في هذه الدورة أيضاً سؤال المرأة من وجهة نظر ذكورية بلقاء (حوار السينمائيين) الذي جمع بين المخرج عبد الحي العراقي، والفنانتين أمل عيوش وكارولين روكاردي».

بعض المتوجات بالجوائز مع عضوات لجنة التحكيم (إدارة مهرجان سلا)

وبشأن تأثير تقليص ميزانية المهرجان لهذه الدورة، يرى أن هذا انعكس على عدد الضيوف، لكنها لم تؤثر على ما خططنا له، ونأمل أن تشهد الدورة المقبلة انفتاحاً على عدد ضيفات أكبر، وأيضاً التجديد فيما يتعلق بالمحاور التي نطرحها، والتي تنصبّ حول المرأة كمبدعة ومدى إتاحة الفرص لها للتعبير عن همومها وطموحاتها.

وكانت لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة قد منحت جائزتها الخاصة لفيلم «أنيمال» للمخرجة اليونانية صوفيا إكسارشو، التي كتبت أيضاً السيناريو، كما منحت بطلته «ديمترا فلاجوبولو» جائزة أفضل ممثلة.

المخرجة الفنلندية كاتيا غاوريلوف الفائزة بالجائزة الكبرى عن فيلمها «جوفيدا» (إدارة مهرجان سلا)

وذهبت جائزة العمل الأول للفيلم الأميركي «جود ون» من إخراج وسيناريو إنديا دونالدسون، الذي تناول قصة مراهقة في رحلة تخييم خلال عطلة نهاية الأسبوع تواجه صراع والدها وأقدم أصدقائه، فيما حصل فيلم «لغة أجنبية» على تنويه خاص لمخرجته الفرنسية كلير بيرجر.