الخس الذهبي ينشط المناعة ويعزز الرؤية

أعطى التراكم الهائل من «البيتا كاروتين» أوراق الخس لوناً ذهبياً مميزاً (الجامعة التقنية في فالنسيا)
أعطى التراكم الهائل من «البيتا كاروتين» أوراق الخس لوناً ذهبياً مميزاً (الجامعة التقنية في فالنسيا)
TT
20

الخس الذهبي ينشط المناعة ويعزز الرؤية

أعطى التراكم الهائل من «البيتا كاروتين» أوراق الخس لوناً ذهبياً مميزاً (الجامعة التقنية في فالنسيا)
أعطى التراكم الهائل من «البيتا كاروتين» أوراق الخس لوناً ذهبياً مميزاً (الجامعة التقنية في فالنسيا)

نجح فريق بحثي من الجامعة التقنية في فالنسيا بإسبانيا في التوصل إلى طريقة مبتكرة لتقوية أوراق وأنسجة النباتات الخضراء، مما يزيد محتواها من المواد الصحية مثل صبغة بيتا كاروتين المصدر الرئيسي لفيتامين (أ) في النظام الغذائي البشري.

وكشفت نتائج الدراسة المنشورة في دورية «بلانيت جورنال (Plant Journal)» عن أنه من خلال استخدام تقنيات حيوية ترتكز على معالجات ضوئية عالية، يمكن مضاعفة مستويات «البيتا كاروتين» في تلك الأوراق حتى 30 مرة، عن طريق إنشاء أماكن جديدة لتخزينها داخل النبات، دون التأثير على العمليات الحيوية مثل التمثيل الضوئي.

وتعد «البيتا كاروتين» من «الكاروتينات» الرئيسية، وهي صبغات موجودة بشكل طبيعي في النباتات المختلفة وبعض الكائنات الحية الأخرى.

وتفيد «الكاروتينات» الصحة، كما أنها تمتلك خصائص مضادة للأكسدة ومنشطة للمناعة ومعززة للإدراك.

كما تعد «البيتا كاروتين» المصدر الأساسي لـ«الريتينويدات»، وهي مركبات كيميائية تعزز وظائف أساسية في الجسم مثل الرؤية، وتكاثر الخلايا وتمايزها إلى أشكالها المختلفة، وكذلك تنشيط عمل الجهاز المناعي.

وباستخدام نبات الخس نموذجاً للزراعة، تمكن الفريق بقيادة مانويل رودريجيز كونسيبسيون، الباحث في المجلس الوطني الإسباني للبحوث (CSIC) من زيادة محتوى «البيتا كاروتين» في الأوراق دون التأثير سلباً على العمليات الحيوية الأخرى مثل التمثيل الضوئي.

وهو ما علق عليه كونسيبسيون بقوله إن «أوراق النبات تحتاج إلى (الكاروتينات) مثل (البيتا كاروتين) في مجمعات الضوء داخل البلاستيدات الخضراء من أجل القيام بعملها بشكل سليم».

وأوضح في بيان منشور، الجمعة، على موقع الجامعة: «عندما يتم إنتاج الكثير جداً أو القليل جداً من (البيتا كاروتين) في البلاستيدات الخضراء، فإنها تتوقف عن العمل، وتموت الأوراق في النهاية. لذا فقد نجحت دراستنا من خلال التقنيات الحيوية في إنتاج حجرات خلوية لتجميع المزيد من (البيتا كاروتين)».

وتظهر نتائج الدراسة أنه من الممكن مضاعفة مستويات «البيتا كاروتين» في الأوراق من خلال إنشاء أماكن جديدة لتخزينها خارج المجمعات الضوئية التقليدية.

وهو ما شدد عليه لوكا موريللي، المؤلف الأول للدراسة، قائلاً إن «تحفيز هذه العمليات لا يزيد فقط من تراكم (بيتا كاروتين) ولكن أيضاً من إمكانية الوصول إليها بيولوجياً، أي سهولة استخراجها من مصفوفة الغذاء لامتصاصها بواسطة الجهاز الهضمي في الإنسان».

ووفق نتائج الدراسة، فقد حقق الجمع بين كلتا الاستراتيجيتين الطبيعية والجديدة زيادة تصل إلى 30 ضعفاً في مستويات «بيتا كاروتين» المتاحة مقارنة بالأوراق غير المعالجة. كما أعطى التراكم الهائل من «البيتا كاروتين» أوراق الخس لوناً ذهبياً مميزاً.

ووفق الباحثين، فإن اكتشاف إمكانية إنتاج «البيتا كاروتين» وتخزينه بمستويات عالية جداً «يمثل تقدماً كبيراً للغاية لتحسين النظم الغذائية من خلال ما يعرف بالتحصين البيولوجي للخضراوات مثل الخس أو السلق أو السبانخ دون التخلي عن رائحتها ونكهتها المميزة».


مقالات ذات صلة

نزف عقول في عصر ترمب... علماء يفكّرون في الهجرة من أميركا

الولايات المتحدة​ أشخاص يسيرون في حرم جامعة كولومبيا في اليوم الأول من الفصل الدراسي الجديد في مدينة نيويورك يوم 3 سبتمبر 2024 (رويترز)

نزف عقول في عصر ترمب... علماء يفكّرون في الهجرة من أميركا

في أروقة الجامعات ومختبرات الأبحاث الأميركية، يتزايد التساؤل حول إمكان الانتقال إلى الخارج مع إحكام الرئيس الأميركي دونالد ترمب قبضته على هذا المجال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يؤثر الاكتئاب في العقل والجسد (رويترز)

أدوية الاكتئاب تزيد مخاطر الوفاة بالنوبات القلبية

كشفت دراسة أوروبية عن أن تناول أدوية علاج الاكتئاب يزيد مخاطر الوفاة المفاجئة بسبب النوبات القلبية.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسيسكو)
علوم صورة قدمتها شركة «كولوسال بيوساينسز» لجروين عُدِّلا وراثياً ليشبها الذئب الرهيب المنقرض (أ.ب)

باحثون أميركيون ينجحون في إعادة ذئب شرس انقرض قبل 10 آلاف عام

أعلنت شركة أميركية ناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية عن إعادة إحياء ذئب من الانقراض بعد أكثر من 10 آلاف عام.

«الشرق الأوسط» (تكساس (الولايات المتحدة))
يوميات الشرق بيئة العمل الجماعي تحفز الطلاب على تعلم اللغات بشكل أفضل (جامعة باث البريطانية)

العمل الجماعي يحفز الطلاب على تعلم اللغات

توصلت دراسة يابانية إلى أن بيئة العمل الجماعي تؤدي دوراً محورياً في تحفيز الطلاب على التعلم في صفوف اللغة الإنجليزية كلغة ثانية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك المهم  الوصول إلى 150 دقيقة أسبوعياً من التمارين

ممنوع التأجيل... 150 دقيقة فقط تفصلكم عن النجاة من أخطر أمراض العصر

كشفت دراسة حديثة أن ممارسة 150 دقيقة على الأقل من التمارين المعتدلة إلى القوية أسبوعياً يمكن أن تقلّل خطر الوفاة بسبب الأمراض المزمنة مثل السرطان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

خدعة ذهنية تساعدك على النوم بسرعة... تعرف عليها

هناك خدعة ذهنية فعالة تساعد الأشخاص على النوم بعمق وبشكل سريع (رويترز)
هناك خدعة ذهنية فعالة تساعد الأشخاص على النوم بعمق وبشكل سريع (رويترز)
TT
20

خدعة ذهنية تساعدك على النوم بسرعة... تعرف عليها

هناك خدعة ذهنية فعالة تساعد الأشخاص على النوم بعمق وبشكل سريع (رويترز)
هناك خدعة ذهنية فعالة تساعد الأشخاص على النوم بعمق وبشكل سريع (رويترز)

كشف عدد من خبراء النوم والإدراك عن خدعة ذهنية فعالة تساعد الأشخاص على النوم بعمق وبشكل سريع، وتُعرف باسم «الخلط المعرفي».

ووفق شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد قال الدكتور لوك بودوان، عالم الإدراك والأستاذ المساعد بجامعة سيمون فريزر في كندا، إن «الخلط المعرفي يتضمن عادةً التفكير في حرف معيّن، واستحضار كلمات عشوائية تبدأ بهذا الحرف، على ألا ترتبط الكلمات بذكرى تثير عاطفتك أو حزنك».

وأضاف: «عليك التفكير في أكبر عدد ممكن من الكلمات لمدة خمس إلى ثماني ثوانٍ قبل الانتقال إلى الحرف التالي».

على سبيل المثال، قد يبدأ الشخص التفكير في كلمة مثل قطة، ثم ينتقل بتفكيره إلى كلمات أخرى تبدأ بحرف القاف مثل قطار وقطن وقصر، وذلك لفترة لا تتعدى 8 ثوان قبل الانتقال للحرف التالي.

وقال بودوان إنه كان يعانى لسنوات طويلة الأرق واضطرابات النوم، وقد قام بتجربة هذه الحيلة التي وجدها شديدة الفاعلية في دفعه إلى النوم بسرعة شديدة أذهلت زوجته.

وبعد ذلك، أجرى بودوان دراسة حول «الخلط المعرفي»، عام 2016، على 154 طالباً جامعياً، جرى تقسيمهم إلى مجموعتين؛ الأولى اتبعت هذه الحيلة المبتكرة قبل النوم، والأخرى لم تتبعها.

ووجد عالم الإدراك أن المجموعة التي اتبعت «الخلط المعرفي» شهدت تحسناً ملحوظاً في جودة النوم لديها، حيث تمكنت من النوم بشكل أفضل وأعمق وأسرع من المجموعة الأخرى.

من جهتها، قالت الدكتورة فريحة عباسي فاينبرغ، اختصاصية طب النوم وطبيبة الأعصاب في فلوريدا، إن هذه الحيلة «رغم أنها قد لا تبدو مُهدئة، لكنها تُبعد ذهنك عن التفكير في المشاكل والمتاعب التي قد تعوق نومك، وتساعدك على الوصول إلى حالة ذهنية أكثر استرخاءً».

وأكدت فاينبرغ أنها غالباً ما تقترح هذه التقنية على مرضاها الذين يعانون مشاكل في النوم.

من ناحيته، قال الدكتور كامي ماكمانوس، اختصاصي علم نفس النوم في فيلادلفيا: «إن منح أدمغتنا تشتيتاً مُهدئاً أو محايداً لا يرتبط بذكريات تثير العواطف، قد يكون أكثر فائدة من السماح لها بالتفكير في أي حدث بمفردها قد يجلب لها كثيراً من الأفكار السلبية».

وأيدت ليا كايلور، وهي اختصاصية نفسية في لويزيانا، استخدام هذه الطريقة للنوم أيضاً، وقالت إن الناس عادةً ما يبلغون عن النوم في غضون خمس إلى خمس عشرة دقيقة تقريباً، بعد اتباع هذه الحيلة.

إلا أن الخبراء لفتوا إلى أن هذه الحيلة قد لا تأتي بنتائج مثالية في بعض الحالات، خاصة إذا كان الشخص يشرب كثيراً من القهوة قبل النوم، أو يكثر من استخدام الشاشات ليلاً أو يعاني عدم انتظام مواعيد نومه واستيقاظه.