المخرج كريم الشناوي: «هوس النجاح» لا يشغلني... وأتمنى أن أظل مغامراً

قال لـ«الشرق الأوسط» إنه كان يخشى الجمهور أكثر من «الرقابة» في «لام شمسية»

كريم الشناوي ومريم نعوم (حساب الشناوي على «فيسبوك»)
كريم الشناوي ومريم نعوم (حساب الشناوي على «فيسبوك»)
TT

المخرج كريم الشناوي: «هوس النجاح» لا يشغلني... وأتمنى أن أظل مغامراً

كريم الشناوي ومريم نعوم (حساب الشناوي على «فيسبوك»)
كريم الشناوي ومريم نعوم (حساب الشناوي على «فيسبوك»)

قال المخرج المصري الشاب كريم الشناوي إنه والكاتبة مريم نعوم ظلا يعملان على مسلسل «لام شمسية» لـ5 سنوات كاملة، وكان أغلب الصُنَّاع يؤكدون استحالة تقديمه، مؤكداً أنه لولا دعم المنتج محمد سعدي ما ظهر العمل للنور. ووصف كريم في حواره مع «الشرق الأوسط» نجاح المسلسل بأنه «منحة إلهية»، نافياً بشكل قاطع تدخل الرقابة في نهايته التي اختارها بتوافق مع الكاتبة مريم نعوم، معلناً أنه شخصياً ضد الرقابة، لكنه كان يخشى الجمهور أكثر منها، كاشفاً عن أنه يستعد لتصوير فيلم كوميدي في الفترة المقبلة.

وحقَّق المسلسل الرمضاني القصير «لام شمسية» نجاحاً جماهيرياً ونقدياً لافتاً، وتصدَّر قائمة «الأفضل» عبر استفتاءات عدة، لجرأته في طرح قضية التحرش الجنسي بالأطفال بشكل فني بارع دونما أي مشاهد مبتذلة، كما حظي بتكريم من د. مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي لفريق العمل وأبطاله، ومن بينهم، أمينة خليل، وأحمد صلاح السعدني، ومحمد شاهين، ويسرا اللوزي، وأسيل عمران، وياسمينا العبد، والطفل علي البيلي.

المخرج المصري كريم الشناوي (حسابه على «فيسبوك»)

وعن النجاح الذي حقَّقه المسلسل، يؤكد كريم أنه لم يستوعبه بعد، قائلاً: «داخلي شعوران متناقضان، بأنني لا أريد لهذا النجاح أن يُثقل من خطواتي، وأن أظل مغامراً، لأن ما كُتب وقيل عن المسلسل كان كثيراً. هناك مواقف يفسرها الجمهور على نحو لم يكن في نيتنا نحن الصُنَّاع، ولفتت نظري فكرة الاستغراق في مشاهدته، ما يؤكد أن ذائقة الجمهور أكبر من تصوراتنا، وحتى الجمهور الذي لم يعجبه المسلسل يبرهن أن سوق الدراما لا تزال قويةً».

المخرج المصري الذي يعدّ نجاح مسلسله الرمضاني «منحةً إلهيةً» يؤكد أن «تعبيره ليس من قبيل (الدروشة) وإنما هذه هي (الحقيقة)»، قائلاً: «النتيجة ليست بيدي، ومن الممكن أن أقدِّم العمل بالطريقة نفسها ولا أصل للنتائج نفسها، وأكثر ما يخيفني أن يتصور البعض أنني مع الفن الأخلاقي، لكنني ضد (القولبة)»، وأرى أن «مهمتنا أن نحكي بصدق ولسنا مصلحين اجتماعيين، وأجد في المخرج الكبير حسين كمال نموذجاً رائعاً في مسيرته، فيقدم فيلماً مثل (البوسطجي) تحتفي به المهرجانات الدولية، بينما فيلمه (أبي فوق الشجرة) يكتسح الإيرادات بمصر».

لقطة من «لام شمسية» (حسابه على «فيسبوك»)

يعترف الشناوي بأن تخوفاته من الجمهور كانت أكبر من الرقابة، مبرراً ذلك بقوله: «لأن الأصعب والأقسى الذي قد يواجهه العمل هو الرفض المجتمعي، فقد يُغتَال الفنان معنوياً وهذا أقسى من ملاحظات الرقابة، وهناك وقائع سابقة لأعمال فنية ظُلمت من الجمهور، لذا كنا في حالة توتر دائم، ونُدرك أننا نخوض مغامرةً، لهذا أقول إن نجاح مسلسل (لام شمسية) يعدّ منحةً إلهيةً، فلم نتخيل رد الفعل، ووجدنا الجمهور يؤازرنا من اللحظة الأولى، كما أبهجني دعم صُنَّاع الدراما لنا عبر مواقع (السوشيال ميديا) أو بشكل شخصي، ومسَّني كثيراً أنهم يهنئوننا من قلوبهم؛ ما يؤكد أن كل منهم يتطلع لتقديم أعمال مغايرة».

ويحلل الأمر قائلاً: «مشكلتنا أننا نفكر بالنتيجة قبل العمل، ما يجعلنا نبني علاقةً مع الجمهور قائمةً على التملق، لأن تفكيرنا كله يتركز على كيفية إرضائه لتحقيق النجاح، لذا أقول للجميع تحرروا من هوس النجاح، وهذا لا يشغلني شخصياً، وإذا ما علَّقت ثقتي بنفسي على النتيجة فسأكون عبداً لها». وفق تعبيره.

نتوقف أمام رحلة المسلسل الطويلة، ويقول: «استغرقنا 5 سنوات حتى ظهر للنور. بدأ العمل بفكرة من مريم نعوم، وأرسلتْ لي معالجةً فقلت لها (هذا مشروعنا المقبل)، وبدأنا العمل على السيناريو، وأعدّ نفسي أصغر عضو في غرفة السيناريو. كانت لدينا تخوفات مما كتبنا، لكن هناك أشياء كنا مُصرين عليها، وأخرى قمنا بتعديلها. في 2022 تم بناء الديكورات، وفي 2023 قلنا للمنتج محمد سعدي (لن نستطيع اللحاق بشهر رمضان). كنا نشعر بأن السيناريو ليس جاهزاً بشكل كافٍ، ولن ندخل التصوير إلا وهو مكتمل».

يلفت الشناوي إلى أنه لولا المنتج محمد سعدي ما ظهر «لام شمسية» للجمهور، فقد خاض معنا معركةً كبيرةً، وكان في ظهرنا وسط صُنَّاع يقولون إن «هذا العمل لن يتم بأي حال».

لقطة من فيلم «ضي» (حسابه على «فيسبوك»)

وينفي الشناوي حدوث صدام مع جهاز الرقابة على المصنَّفات الفنية بمصر، فيقول: «لم يكن هناك رفض رقابي، بل كانت هناك ملاحظات على نسخ من السيناريو، وهذه هي الحقيقة، رغم أنني شخصياً لست مع الرقابة بل أراها سبباً كبيراً لتعطيلنا، ولو أعطونا مساحةً أكبر فستأخذ الدراما المصرية مكانتها بشكل أفضل».

وأثار عرض أغنية «اسلمي يا مصر» بنهاية المسلسل جدلاً واسعاً، فيقول: «قرار الاستعانة بالأغنية كان رأيي، وتحمَّستْ له مريم نعوم، والأغنية تعبِّر عن أن سلامة البلد في سلامة أجيالها الجديدة، وقمنا بعمل إعادة توزيع جديد لها، وقد وجدت تجاوباً من البعض ولم يتحمَّس لها البعض الآخر، ولو كانت الرقابة ضغطت عليّ لأعلنت ذلك».

لكن كيف ظهر أبطاله على هذا النحو من الأداء الجيد؟ يجيب بأنه «يحب الممثلين، وأكثر جملة تستفزه ويرددها البعض أن الممثل (أداة)، ويرفض بشدة فكرة أن المخرج هو رب العمل، التي تبنَّاها مخرجون كبار تعلموا في أوروبا»، ويرى أن «الممثل شريك أساسي، ولا بد أن يناقِش المخرج في وجهة نظره وينفِّذها عن اقتناع، لأنه روح الحكاية».

ويضيف: «أشتغل مع الممثل بطريقته ولا أفرض عليه وجهة نظري. لا أتردد في تجربة أشياء مختلفة معه، وأشجعه؛ لذا أجد الممثلين يعطونني ما يفوق توقعاتي، فالمخرج ليس نحاتاً يُبدع بمفرده، بل هو عمل جماعي أشبه بخلية النحل، وفي الوقت نفسه لا بد للمخرج أن يتمسَّك بأشياء لا يراها سواه».

ويشارك فيلم الشناوي «ضي - سيرة أهل الضي» بمهرجانَي «هوليوود للفيلم العربي»، و«مالمو»، كما يرتبط بجولة دولية قبل عرضه تجارياً، ويراه فيلماً تجارياً وليس فنياً، متمنياً أن يُغيِّر في مفهوم الفيلم التجاري بمصر.

الشناوي يتمنى أن يظل مغامراً (حسابه على «فيسبوك»)

ويكشف عن أن لديه فيلماً كوميدياً يعمل عليه منذ 3 سنوات مع المؤلف مصطفى صقر، ويشدِّد على أنه لن يقدم عملاً تلفزيونياً العام المقبل، قائلاً: «أحتاج إلى وقت لكي (أفصِل)».


مقالات ذات صلة

فتحي عبد الوهاب: أتقنت «اللهجة الفلاحي» من أجل «ظلم المصطبة»

يوميات الشرق مشهد من كواليس تصوير مسلسل «ظلم المصطبة» (الشركة المنتجة)

فتحي عبد الوهاب: أتقنت «اللهجة الفلاحي» من أجل «ظلم المصطبة»

قال الفنان المصري فتحي عبد الوهاب إنه بذل مجهوداً كبيراً لإتقان «اللهجة الفلاحي» لتأدية دوره في مسلسل «ظلم المصطبة» الذي خاض سباق الدراما رمضان الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق المسلسل الدنماركي Secrets We Keep يحقق نسبة مشاهدات مرتفعة (نتفليكس)

تجربة دنماركية ناجحة بعنوان Secrets We Keep على «نتفليكس»

عناصر كثيرة ساهمت في تقدّم Secrets We Keep على سواه من المسلسلات، من بينها الحبكة المشوّقة، ولغز الجريمة، والتصوير المحترف، والمواضيع المؤثرة التي يطرحها.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق أحمد رزق مع بعض أبطال المسلسل (قناة إم بي سي مصر)

«حرب الجبالي»... دراما مصرية حول صراع الثروة والنفوذ

جذبت الحلقات الأولى من مسلسل «حرب الجبالي» اهتمام الجمهور وتفاعلهم مع طبيعة المسلسل وأحداثه، وتصدَّرَ اسمه «التريند» على «إكس» في مصر.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «طريق» (شركة الصبّاح)

ميثاق دعم المرأة في صناعة الدراما اللبنانية... خطوة رائدة نحو بيئات عمل آمنة

تهدف المبادرة إلى خلق بيئات عمل آمنة ومحترمة للنساء العاملات في مجالات السينما والتلفزيون، من خلال ميثاقية ملزمة وتوفير الدعم القانوني والتدريبي لهنَّ.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق بوستر «حرب الجبالي» (إم بي سي)

مسلسلات جديدة تُنعش الشاشات بموسم الصيف في مصر

تبدأ قنوات مصرية عرض أعمال جديدة خلال الفترة المقبلة ليبدأ سباق «الأوف سيزون».

انتصار دردير (القاهرة )

فتحي عبد الوهاب: أتقنت «اللهجة الفلاحي» من أجل «ظلم المصطبة»

مشهد من كواليس تصوير مسلسل «ظلم المصطبة» (الشركة المنتجة)
مشهد من كواليس تصوير مسلسل «ظلم المصطبة» (الشركة المنتجة)
TT

فتحي عبد الوهاب: أتقنت «اللهجة الفلاحي» من أجل «ظلم المصطبة»

مشهد من كواليس تصوير مسلسل «ظلم المصطبة» (الشركة المنتجة)
مشهد من كواليس تصوير مسلسل «ظلم المصطبة» (الشركة المنتجة)

قال الفنان المصري، فتحي عبد الوهاب، إنه بذل مجهوداً كبيراً لإتقان «اللهجة الفلاحي» لتأدية دوره في مسلسل «ظلم المصطبة» الذي خاض سباق الدراما الرمضانية في الموسم الماضي، مشيراً إلى أهمية اللهجة والأداء التي تضمن اندماج الفنان داخل بيئة العمل، ووصف ما تردد عن إنتاج جزء ثانٍ من فيلم «سهر الليالي» بأنه يمكن أن يفقده نضارته.

وتحدث عبد الوهاب عن ملابسات العمل الدرامي الأحدث الذي شارك فيه، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن اختياره لأي دور يعتمد على إحساسه به أثناء القراءة، ومدى ابتعاده عن «منطقة الراحة» المعتادة، لافتاً إلى أن الأدوار التي تتحدّى الممثل وتضعه أمام مشاعر جديدة أو مجتمعات مختلفة هي ما يبحث عنه في كل عمل يختاره.

وشارك فتحي عبد الوهاب في بطولة مسلسل «ظلم المصطبة» مع ريهام عبد الغفور وإياد نصار في شهر رمضان الماضي، وهو العمل الذي حصد إشادات نقدية وجماهيرية رغم بعض العقبات التي صادفت خروجه للنور، ومن بينها انسحاب مخرجه هاني خليفة وتناوب عدة مؤلفين على كتابة السيناريو والحوار للقصة التي كتبها أحمد فوزي صالح.

وقال عبد الوهاب إن اعتذار المخرج هاني خليفة عن استكمال المسلسل ترك أثراً كبيراً عليه كممثل، لدوره المحوري في تأسيس عالم الشخصية، وقال إنه «وضع الخطوط الأولى للأداء وساهم في بناء تفاصيل الشخصية التي تمسك بها حتى بعد تغيّر الإدارة الإخراجية».

الفنان فتحي عبد الوهاب (فيسبوك)

وأوضح أن «المخرجين عمرو موسى ومحمد علي استكملا التصوير بكفاءة، لكن البنية الأساسية للشخصية كانت قد تشكّلت بالفعل، وهذا التأسيس ساعدني في الحفاظ على الاتساق في الأداء، رغم تغير الرؤى الإخراجية بين الحلقات».

وتحدث عن تفاصيل تصميم الشخصية، مؤكداً أن «الشكل الخارجي كالشعر والملابس من مسؤولية مصممة الأزياء مروة عبد السميع»، مشيداً بدورها في تقديم صورة دقيقة للبيئة التي تنتمي إليها الشخصية، لكون تفاصيل الشكل جزءاً لا يتجزأ من بناء المصداقية لدى المشاهد.

وأوضح أن اللهجة المستخدمة كانت تحتاج إلى حساسية شديدة في التنغيم؛ لأن طبيعة الجمل في المجتمع الذي ينتمي إليه الدور مختلفة، مشيراً إلى أن هاني خليفة التقط هذا العنصر في مرحلة مبكرة وأصر على الالتزام به، وهو ما انعكس في أداء الشخصية وعمّق حضورها على الشاشة.

وعما تردد حول تقديم جزء ثانٍ من فيلم «سهر الليالي» الذي شارك في بطولته وحقق نجاحاً لافتاً وقت عرضه عام 2003، قال إنه لا يشعر بحماس تجاه تقديم جزء ثانٍ من الفيلم، معتبراً أن العمل انتهى بنجاحه، وأن أي محاولة لاستكماله قد تُفقده نضارته.

فتحي عبد الوهاب في مشهد من فيلم ثقافي (حسابه على فيسبوك)

وأضاف عبد الوهاب: «بعض القصص يجب أن تكتفي بما تركته من أثر جيد دون البحث عن تكرار»، مؤكداً أن الأمر ذاته ينطبق على تجربته في «فيلم ثقافي» الذي أنتج عام 2000 وتقاسم بطولته مع أحمد عيد وأحمد رزق وحقق نجاحاً لافتاً، فرغم الحماس الكبير الذي أبداه الجمهور حين انتشرت صورة له مع زملائه من الفيلم، فإن تفاعل الجمهور مع عمل لا يعني بالضرورة أن جزءاً ثانياً سيكون في صالحه؛ لأن بعض الذكريات يجب أن تظل كما هي.

وقال إنه انتهى مؤخراً من تصوير فيلم «نفاق» من تأليف حلمي عبد الله وإخراج رؤوف عبد العزيز، وينتظر عرضه قريباً، بالإضافة إلى استعداده لتصوير فيلم جديد من تأليف أحمد عماد وإخراج منة شعيب، موضحاً أنه متحمس للعمل مع مخرجة جديدة تخوض تجربتها الأولى.

وبالنسبة لمدى تأثير ردود الفعل على مواقع التواصل عليه، قال: «وقتي ينحصر غالباً بين مواقع التصوير أو التحضير لأعمال جديدة، وأثق أكثر برأي الجمهور في الشارع؛ لأن تفاعل الناس وجهاً لوجه يحمل صدقاً يصعب تجاهله أو الشك في دافعه».

فتحي عبد الوهاب (حسابه على فيسبوك)

وقال إن كل دور يقدّمه يفتح له أفقاً جديداً لاكتشاف مناطق إنسانية مختلفة، كما يمثل تحدياً جديداً له، مؤكداً أن شخصيته في «ظلم المصطبة» تختلف كلياً عن الأدوار السابقة، حتى وإن تكررت بعض الثيمات، لافتاً إلى أن المقارنة بين الشخصيات لا تعنيه بقدر ما يهمه التنوع والتجديد.

واعتبر عبد الوهاب أن ضيق الوقت يؤثر بلا شك على الأعمال الدرامية التي تعرض في رمضان، موضحاً أن فريق العمل واصل تصوير العمل حتى الأيام الأخيرة في رمضان، مع استمرارهم في التنقل بين أكثر من موقع للتصوير، وقال إن هذا لم يكن مقتصراً على مسلسل «ظلم المصطبة»، بل هو أمر ملازم لأي عمل رمضاني، ومن ثم يتم التصوير في مواقع محدودة نسبياً، ويكون الاعتماد الأكبر على مواقع تصوير داخلية في ديكورات معدة مسبقاً.