فرقة «رند» تفوز بجائزة عالمية عن أغنية «حكي ما نقال»

جمال أبو حمد لـ«الشرق الأوسط»: عندما أغنّي أعيش الحالة لتلامس مشاعر الناس

فرقة «رند» تفوز بجائزة عالمية عن أغنية «حكي ما نقال»
TT

فرقة «رند» تفوز بجائزة عالمية عن أغنية «حكي ما نقال»

فرقة «رند» تفوز بجائزة عالمية عن أغنية «حكي ما نقال»

استطاعت فرقة «رند» الغنائية أن تحقق إنجازاً فنياً جديداً يضاف إلى إبداعات اللبنانيين عالمياً، فحصدت جائزة «إنتركونتيننتال ميوزك أووردز» في لوس أنجليس عن منطقة الشرق الأوسط. الأغنية هي بعنوان «حكي ما نقال»، من كلمات جمال أبو حمد وألحان شقيقها يوسف.

فرقة «رند» تحصد جائزة عالمية (فرقة رند)

تولّت جمال بنفسها توقيع عملية إخراج الفيديو كليب خاصتها. وتتألف فرقة «رند» من الأشقاء الثلاثة ليلى ويوسف وجمال أبو حمد. ونالت الأغنية استحسان لجنة التحكيم التي تتألف من نُقّاد وخبراء موسيقى عالميين. وتضمّ منتجين وموسيقيين وكتّاباً صنعوا أشهر الأعمال الغنائية، من بينهم سيلينا غوميز، وسيروس، وسيلين ديون.

تعلّق جمال أبو حمد لـ«الشرق الأوسط»: «بمجرّد أن الأغنية حصدت هذه الجائزة فهذا يعني كثيراً للفرقة. لأنها بمثابة مكافأة وتقدير لكل فنانٍ يجتهد ويلاقي مثل هذه النتيجة».

شارك في هذا الحدث نحو 50 بلداً، ومثلت فرقة «رند» لبنان والشرق الأوسط.

الإخوة الثلاثة يؤلّفون ويلحنون ويصوّرون أغنياتهم بأنفسهم. وتشير جمال: «بلا أي دعمٍ ماديٍّ قررنا نحن الثلاثة أن نعمل في مجال الموسيقى. وهذا الأمر يزيد من حماسنا كوننا نخوض تجاربنا بمفردنا من دون أي مساندة. وسعادتنا كانت كبيرة مع هذه الجائزة، لأن لبنان أُضيف عبرها إلى الخريطة الموسيقية العالمية».

غياب الجهات المُموّلة للفرقة تجد فيه أبو حمد ناحية إيجابية «إننا مستقلون بأعمالنا، ولا أحد يفرض علينا موضوعات أو آراء محدّدة. وبوصفنا فرقة مستقلة لدينا الحرية في اختيار الموضوعات التي نرغب بها. لا شك أن الدعم المادي مهم، شرط ألّا يؤثر على طريقة عملنا وخياراتنا».

تقول جمال إن الأعمال التجارية الحاضرة اليوم على الساحة لا تشبه أسلوب «رند» الغنائي. وتتابع: «نحن نسير بخطوات بطيئة، بيد أنها ثابتة. وحريتنا في هذا الإطار مقدّسة، على أمل أن يأتي الدّعم الذي يتماشى مع نظرتنا للأمور».

الإخوة الثلاثة يوسف وليلى وجمال يؤلفون فرقة «رند» (فرقة رند)

نجاح «حكي ما نقال» ليس الأول من نوعه لفرقة «رند». فهي عند صدورها في عام 2021 احتلت المرتبة الأولى في لائحة الأغنيات اللبنانية على تطبيق «أنغامي»، واختيرت أيضاً من ضمن أغنيات المسلسل المصري «الهرشة السابعة» في رمضان الفائت؛ كما تبوأت أعلى المراكز عبر «سبوتيفاي» و«شزام» في مصر.

شاركت جمال أبو حمد في حدثٍ نظمته مؤسسة الصليب الأحمر الدولي بمناسبة اليوم العالمي للمفقودين، المصادف 30 أغسطس (آب) من كل عام. وقدّمت أغنيتها بعنوان «وبقيت» الذي حمله الحدث نفسه، فشكّلت صرخة إنسانية كتبتها ولحنتها وغنتها جمال أبو حمد. وتعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «حاولت أن أُوصل مشاعر من لديهم أشخاص مفقودون. فهم حتى الساعة لا يعرفون مصيرهم الحقيقي وعما إذا هم على قيد الحياة أو العكس؟».

الأغنية ليست جديدة فقد كتبتها جمال في عام 2018 واستلهمتها من قصة زوجة أحد المفقودين. وهي تختصر كل مشاعر الألم وثقل الغياب والمصير المجهول. وتتابع أبو حمد: «واظبت في السنوات الأخيرة على متابعة هذه القضية الإنسانية. والأغنية تشكّل حواراً بين امرأة وزوجها المفقود. وقد اعتمدت فيها كادراً ثابتاً لامرأة تتغيّر ملامحها كما حالاتها النفسية عبر الزمن. فيبقى وجعها الثابت الوحيد لديها».

قصة الأغنية استوحتها من وداد حلواني التي كانت تحضّر طبق «الكبة النيئة» لتتناوله وزوجها، وفي هذه اللحظة دقّ باب البيت لتدخله مجموعة من الرجال الذين طلبوا اصطحاب زوجها معهم، وآخر كلمات قالها وهو يغادر «لن أطيل الغياب سأرجع بعد قليل».

مشهد من كليب أغنية «وبقيت» بمناسبة اليوم العالمي للمفقودين (فرقة رند)

تتمتع جمال أبو حمد بخلفية دراسية فنية غنية. درست الموسيقى في المعهد الوطني للموسيقى. ومن ثم درست الإخراج في إحدى الجامعات اللبنانية. وسافرت بعدها إلى أميركا حيث أكملت دراستها في مجال التمثيل. ومنذ عودتها إلى لبنان في عام 2019 وهي تقدم أعمالاً غنائية وموسيقية. وتقول: «أرسم الأغنية التي سأؤديها في ذهني. أتخيل مراحلها لألقيها بصدق. هذا الأسلوب تعلمته في معهد التمثيل في أميركا إذ لا بدّ أن أعيش الحالة بلحظتها لأستطيع نقلها بإحساس كبير. وبإمكاني أن أفصل أحاسيسي بين أغنية وأخرى لأنني أُخزِّنها وأحضّر لها قبل اعتلائي المسرح. فعلى الفنان أن يفي كل أغنية حقها بجميع عناصرها، ومهما اختلفت موضوعاتها. فأتمرّن على الأغنية وأحفظ المشاعر التي تُحدثها داخلي. وعلى المسرح أستعيدها لأعود وأعيش المشاعر نفسها والحالة أيضاً».

لا تحب جمال أبو حمد أن تقيّد نفسها بإطار فني معين: «عندما بدأت مشواري كانت لدي مجموعة قصائد كتبتها ولحنتها، ونفّذتها ضمن الرؤية التي تليق بتطلعاتي بعيداً عن التجارية منها. وأحاكي الإنسانية في غالبية أغنياتي. أعمل من منطلق علمي وتربية فنية تلقيتها في منزلي العائلي، حين نستفيق على صوت فيروز، وننام على صوت أم كلثوم؛ فالموسيقى التي أقدّمها تنبع من القلب. وفي قضية المفقودين أتمنى أن يبقى صوتي فيها صرخة عالية تسمعها الأجيال القادمة».

وعمّا إذا هناك من مشاريع مستقبلية جديدة مع فرقة «رند»؟ تردّ: «طبعاً، فهناك تحضيرات كثيرة نستعد لتنفيذها، ولكنها بعيدة عن إصدار الألبوم الكامل. فهي تقتصر على أغنيات فردية. والعام الحالي نحتفل بالذكرى الـ11 لتأسيس فرقتنا. وعندنا مشاريع إحياء حفلات في دول عدة».


مقالات ذات صلة

تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير

يوميات الشرق تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير

تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير

تُوّج تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، بجائزة «الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير» خلال حفل جوائز «MENA Effie Awards 2024».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق «SRMG Labs» أكثر الوكالات تتويجاً في مهرجان «أثر» للإبداع بالرياض (SRMG)

«الأبحاث والإعلام» تتصدّر جوائز مهرجان «أثر» للإبداع

تصدّرت وكالة الخدمات الإبداعية والإعلانية (SRMG Labs)، ذراع الابتكار في المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، مهرجان «أثر» للإبداع، الأكبر من نوعه.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية نجومية لاعبي الريال ساهمت في تراجع حظوظ فينيسيوس (أ.ف.ب)

رئيس «فرانس فوتبول»: فرص فينيسيوس في الكرة الذهبية تضررت بسبب لاعبي الريال

أشار رئيس تحرير مجلة «فرانس فوتبول» فينسنت غارسيا إلى أن فرص فينيسيوس جونيور في الفوز بالكرة الذهبية قد تضررت بسبب إنجازات زميليه في ريال مدريد.

The Athletic (باريس)
رياضة عالمية فينيسيوس غاضب جداً بسبب خسارة الجائزة (أ.ف.ب)

بعد زلزال الجائزة الذهبية... مَن الذين يخافون من وجود ريال مدريد؟

بعد أقل من 24 ساعة على الضربة القاسية التي تلقاها ريال مدريد بخسارة الكلاسيكو 4 - 0 أمام برشلونة في البرنابيو، الأحد، حدث تحول آخر مزلزل في ريال مدريد.

The Athletic (باريس)
رياضة عالمية فينيسيوس جونيور وناديه الريال غاضبان من عدم الفوز بالجائزة (أ.ف.ب)

ريال مدريد مقاطعاً حفل جوائز الكرة الذهبية: لا يحترموننا

قرر ريال مدريد، بطل الدوري الإسباني ومسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، مقاطعة حفل جوائز الكرة الذهبية الذي تنظمه سنوياً مجلة «فرنس فوتبول» الفرنسية.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.