ما سرّ عيش أقدم شجرة صنوبر في العالم لـ4800 سنة؟

العمر الطويل خلفه حكاية (غيتي)
العمر الطويل خلفه حكاية (غيتي)
TT

ما سرّ عيش أقدم شجرة صنوبر في العالم لـ4800 سنة؟

العمر الطويل خلفه حكاية (غيتي)
العمر الطويل خلفه حكاية (غيتي)

تحتضن ولاية كاليفورنيا الأميركية أقدم شجرة صنوبر مخروطية، يبلغ عمرها أكثر من 4800 عام، وتُعرَف باسم «ميثوسيلا». ونقلت شبكة «فوكس نيوز» عن موقع «إدارة الغابات الأميركية»، أنّ طول عمرها يعود إلى عوامل، منها قدرة هذا النوع على تحمُّل مختلف الظروف المناخية، بما فيها الرياح الشديدة والثلوج والأمطار؛ ليؤكد شكلها الفريد الملتوي تكيُّفها مع تحوّلات الطقس دائم التقلُّب.

وتختلف المصادر المتعلّقة بعمر الشجرة، إذ تُقدر موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية عمرها بنحو 4856 سنة بدءاً من عام 2024. وعلى الرغم من أنّ «ميثوسيلا» تحمل لقب أقدم شجرة في هذا النوع، ثمة وجود لأشجار صنوبر مخروطية عدّة فيما يُعرَف بـ«الحوض العظيم»، يتجاوز عمرها 4000 سنة. بالإضافة إلى قدرتها على تحمُّل الطقس القاسي، فإنها تنمو أيضاً بشكل فريد، مما يُسهم في طول عمرها. يعني ذلك أنّ جذورها تُغذّي أجزاءها الواقعة فوقها مباشرة؛ فإذا مات جذر، يموت معه فقط ذلك الجزء المعيّن منها الذي يُغذَّى من خلاله، لتستمرّ بقية الشجرة في النمو بقوة. يمكن العثور على هذه الأشجار في ولايات كاليفورنيا، ونيفادا، ويوتاه.

أما حديقة «غريت باسين» في نيفادا فتُعدُّ إحدى المناطق المفضَّلة لإلقاء نظرة عن قرب على الأشجار القديمة، كما تتيح رحلات المشي لمسافات طويلة لجميع المستويات، بالإضافة إلى القيادة وسط المناظر الخلّابة المليئة بأشجار الصنوبر المخروطية في الحوض العظيم.

أقدم شجرة صنوبر في العالم تتحمَّل القسوة (غيتي)

يُذكر أنّ درب «بريستلكون لوب» هو موطن أقدم شجرة في الحديقة، ويبلغ عمرها نحو 1600 عام. كما تُعدُّ غابة «إنيو» في كاليفورنيا مكاناً مناسباً لرؤية شجرة الصنوبر المخروطية في الحوض العظيم. أما حديقة «باتريارك غروف» فهي المكان الذي يمكن فيه العثور على أكبر شجرة صنوبر مخروطية في الحوض العظيم في العالم، وفق «إدارة الغابات الأميركية».

بدورها، ذكرت مجلة «لايف ساينس» أنّ باحثاً يُدعى إدموند شولمان اكتشف أقدم شجرة صنوبر مخروطية في الحوض العظيم عام 1957. ثم مُنحت الشجرة عمراً مناسباً من خلال أخذ عيّنات من أشجار الصنوبر المخروطية في الحوض العظيم بالمنطقة وحساب الحلقات. وقبل شجرة «ميثوسيلا»، سُمِّيت أقدم شجرة من هذا النوع «بروميثيوس»، كان عمرها نحو 4900 سنة عندما قطعها عام 1964 عالم الجغرافيا دونالد كوري، الذي كان يُجري بحوثاً، آنذاك، عن علم الجليد في العصر الجليدي.


مقالات ذات صلة

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

صحتك القلق قد يتسبب في مشكلات نفسية وجسدية للشخص (رويترز)

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

يسيطر القلق على أفكار كثير من الأشخاص، إذ يميل البعض إلى توقع حدوث الأحداث المروعة أو الكارثية في المستقبل ويعتقدون أن القلق قد يساعد على منع حدوثها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)

«بيروت ترنم» يفتتح نسخته الـ17 مع موزارت ويختمها مع بوتشيني

يفتتح «بيروت ترنّم» أيامه بأمسية موسيقية مع الأوركسترا اللبنانية الوطنية وتتضمن مقاطع موسيقية لموزارت بمشاركة السوبرانو ميرا عقيقي.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق «الكلب الإسباني» (سوذبيز)

«كلب» من القرن الـ18 بمليونَي إسترليني

المرّة الأخيرة التي أُتيحت للجمهور فرصة مشاهدتها كانت عام 1972 داخل دار «سوذبيز» للمزادات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق فرار لم يُوفَّق (أ.ب)

كوري جنوبي تعمَّد اكتساب الوزن للتهرُّب من الخدمة العسكرية

حكمت محكمة في العاصمة الكورية الجنوبية، سيول، بالسجن مع وقف التنفيذ بحق مواطن لإدانته بتعمُّد اكتساب أكثر من 20 كيلوغراماً للتهرُّب من نظام التجنيد العسكري.

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة (موقع بانايوتاروبولوس)

يوناني في الثمانينات من عمره يبدأ الدراسة بعد حياة كادحة

كثيراً ما كان اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة، لكنه اضطر لترك التعليم عندما كان في الثانية عشرة من عمره لمساعدة والده في العمل.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
TT

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)

كشفت دراسة أميركية عن استراتيجية بديلة تلجأ إليها الخفافيش عندما تفقد قدرتها على السمع، وهي حاسة أساسية تستخدمها للتوجيه عبر تقنية الصدى الصوتي.

وأوضح الباحثون من جامعة جونز هوبكنز أن النتائج تثير تساؤلات في إمكانية وجود استجابات مشابهة لدى البشر أو الحيوانات الأخرى، مما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات المستقبلية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Current Biology).

وتعتمد الخفافيش بشكل أساسي على حاسة السمع للتنقل والتواصل عبر نظام تحديد المواقع بالصدى (Echolocation)، إذ تُصدر إشارات صوتية عالية التّردد وتستمع إلى صدى ارتدادها عن الأشياء المحيطة لتحديد موقعها واتجاهها. وتعد هذه القدرة إحدى الحواس الأساسية لها.

وشملت الدراسة تدريب الخفافيش على الطيران في مسار محدد للحصول على مكافأة، ومن ثم تكرار التجربة بعد تعطيل مسار سمعي مهمٍّ في الدماغ باستخدام تقنية قابلة للعكس لمدة 90 دقيقة.

وعلى الرغم من تعطيل السمع، تمكنت الخفافيش من إتمام المسار، لكنها واجهت بعض الصعوبات مثل التصادم بالأشياء.

وأوضح الفريق البحثي أن الخفافيش تكيفت بسرعة بتغيير مسار طيرانها وزيادة عدد وطول إشاراتها الصوتية، مما عزّز قوة الإشارات الصدوية التي تعتمد عليها. كما وسّعت الخفافيش نطاق الترددات الصوتية لهذه الإشارات، وهي استجابة عادةً ما تحدث للتعويض عن الضوضاء الخارجية، لكنها في هذه الحالة كانت لمعالجة نقص داخلي في الدماغ.

وأظهرت النتائج أن هذه الاستجابات لم تكن مكتسبة، بل كانت فطرية ومبرمجة في دوائر الدماغ العصبية للخفافيش.

وأشار الباحثون إلى أن هذه المرونة «المذهلة» قد تعكس وجود مسارات غير معروفة مسبقاً تعزّز معالجة السمع في الدماغ.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة، الدكتورة سينثيا موس، من جامعة جونز هوبكنز: «هذا السلوك التكيفي المذهل يعكس مدى مرونة دماغ الخفافيش في مواجهة التحديات».

وأضافت عبر موقع الجامعة، أن النتائج قد تفتح آفاقاً جديدة لفهم استجابات البشر والحيوانات الأخرى لفقدان السمع أو ضعف الإدراك الحسي.

ويخطط الفريق لإجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة مدى تطبيق هذه النتائج على الحيوانات الأخرى والبشر، واستكشاف احتمال وجود مسارات سمعية غير معروفة في الدماغ يمكن أن تُستخدم في تطوير علاجات مبتكرة لمشكلات السمع لدى البشر.