​السعودية تشهد كثافة مطرية بأعلى مستوياتها منذ 10 سنوات

لوحات جمالية من الطبيعة الخضراء في موسم صيف استثنائي

الاستمتاع بالأجواء الماطرة على الساحل البحري (واس)
الاستمتاع بالأجواء الماطرة على الساحل البحري (واس)
TT

​السعودية تشهد كثافة مطرية بأعلى مستوياتها منذ 10 سنوات

الاستمتاع بالأجواء الماطرة على الساحل البحري (واس)
الاستمتاع بالأجواء الماطرة على الساحل البحري (واس)

تشهد السعودية موسماً صيفياً استثنائياً مع استمرار تساقط الأمطار الرعدية من متوسطة إلى غزيرة مصحوبة بزخات من البرد ورياح نشطة على مناطق عدّة تشكلت معها لوحات جمالية تعانق الضباب بسحر الطبيعة الخضراء على امتداد سهولها وجبالها المتميزة بالتنوع الجغرافي والنباتي، التي اكتست بردة خضراء مطرزة بألوان زاهية من الأزهار والنباتات، الأمر الذي دفع الأهالي وزوار المحافظات والمدن للخروج إلى المتنزهات للاستمتاع بالطبيعة واعتدال الأجواء.

بزوغ «نجم سهيل» في الجزيرة العربية يمثل بداية العد التنازلي لفصل الصيف (واس)

وسجلت مدينة جازان، الجمعة، أعلى كمية أمطار في يوم واحد خلال السنوات العشر الماضية بلغت 184 ملم، محطمة بذلك الرقم القياسي المسجل في مدينة جدة عام 2022 الذي بلغ 182 ملم، الأمر الذي وضع المدينة الواقعة جنوب غربي السعودية في صدارة مدن المملكة من حيث كميات الأمطار لليوم الواحد خلال العقد الأخير، مما يؤكد على شدّة الأمطار التي هطلت على المدينة وتأثيرها الكبير.

سجلت مدينة جازان أعلى كمية أمطار في اليوم الواحد خلال العقد الأخير (واس)

وأسهمت الأمطار التي هطلت على مدينة جازان في تعليق الدراسة الحضورية للطلاب والطالبات، الأحد، وتحويلها عن بُعد عبر منصة «مدرستي»، في حين تقرر تقديم موعد الانصراف للدوام الحضوري في جميع المدارس، وتحويل الدراسة عن بُعد عبر منصة مدرستي للمدارس المسائية في نجران.

وكثَّفت أمانة منطقة جازان والبلديات التابعة لها جهودها للتعامل مع آثار الحالة المطرية الغزيرة التي تشهدها المنطقة خلال الفترة الحالية، وفق خطة طوارئ طُبّقت بمشاركة 26 غرفة طوارئ، و981 كادراً من الكوادر البشرية، و610 معدات، و187 صهريج نزح، و122 مضخة نزح و301 معدة متنوعة.

وبيَّنت أن فرق الطوارئ تعمل وفق الخطة المرسومة بكفاءة عالية واستجابة سريعة على مدار الساعة، إضافة إلى المتابعة الميدانية لرصد تجمعات المياه والتعامل معها خلال فترة الأمطار، لسحب المياه وشفطها ضمن مشروعات درء أخطار السيول وتصريف مياه الأمطار.

إقبال كبير من الأهالي والزوار على المتنزهات السياحية للاستمتاع بالأجواء (واس)

وأكد حسين القحطاني المتحدث الرسمي للمركز الوطني للأرصاد في السعودية، أن الأرقام المهمة التي سجلتها مدينة جازان تعطي مؤشرات ذات دلالة بخصوص واقع الظروف المناخية في مناطق المملكة، وذلك بعدما شهدت المنطقة أمطاراً غزيرة.

وأشار القحطاني في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى استمرار هطول الأمطار على عدد من المناطق، مشيراً إلى أن هذا الشهر يُعدُّ من الأشهُر المطرية، خصوصاً على المرتفعات الممتدة من الطائف إلى جازان، مشيراً إلى أن العالم كله يشهد تغيراً مناخياً، والسعودية جزء من هذا العالم.

كما شهدت مناطق متفرقة في السعودية هطول أمطار متفاوتة خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث سجّلت غميقة في محافظة الليث بمنطقة مكة المكرمة أعلى معدل لكميات هطول الأمطار، بلغ 23.0 ملم، فيما سجّلت الطائف 6.6 ملم في الشفا، و2.8 ملم في العطيف، و3.4 ملم في مركز قيا.

أسهمت الأمطار التي هطلت على جازان في تعليق الدراسة الحضورية (واس)

ووفقاً للتقرير اليومي لوزارة البيئة والمياه والزراعة حول رصد كميات هطول الأمطار في مناطق المملكة كافة، رُصدت 45 محطة رصد هيدرولوجي ومناخي، خلال الفترة من الساعة التاسعة صباح السبت هطول أمطارٍ في مناطق (الرياض، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، وعسير، وجازان، ونجران، والباحة).

وأشار التقرير إلى تسجيل منطقة عسير 18.8 ملم في ظهران الجنوب، و6.5 ملم في شمال البشائر ببلقرن، و5.5 ملم في حسوة برجال ألمع، و5.3 ملم في الغيناء بأبها.

فيما سجّلت المدينة المنورة 17.0 ملم في محافظة المهد، و0.8 في الحمنة بوادي الفرع، كما سجّلت نجران 7.9 ملم في بدر الجنوب، و5.7 ملم في الأخدود، و5.2 ملم في الحضن، و3.6 ملم في كلٍ من نجران، ومطار نجران. وأوضح التقرير تسجيل برحرح في المندق بمنطقة الباحة 6.9 ملم، ومطار الباحة بالعقيق 6.0 ملم، والمخواة 5.2 ملم، فيما سجّلت الدائر في منطقة جازان 5.6 ملم، والجبل الأسود بالريث 4.3 ملم، وبيش 2.6 ملم، وسجّلت منطقة الرياض 1.2 ملم في محافظة الرين.

الأرقام المهمة التي سجلتها جازان تعطي مؤشرات ذات دلالة بخصوص واقع الظروف المناخية بمناطق السعودية (واس)

وتزامن سقوط الأمطار الغزيرة التي تشهدها السعودية مع بزوغ «نجم سهيل» في الجزيرة العربية، إذ مثل ظهوره بداية العد التنازلي لفصل الصيف، حيث تتراجع زاوية سقوط أشعة الشمس، ويبدأ النهار يقصر تدريجياً ويبرد آخر الليل بشكل ملموس، وتبدأ الشمس تميل نحو الجنوب بعدما كانت عمودية بداية فصل الصيف، لذلك كان العرب يستبشرون بطلوع هذا النجم.

بزوغ «نجم سهيل» في الجزيرة العربية يمثل بداية العد التنازلي لفصل الصيف (واس)

وأبدى عشاق الطبيعة ومطاردو الظواهر الطبيعية، ومحبو تسلق الجبال وارتياد المناطق البرية، والمتنزهون في جبال وبراري ووديان منطقة جازان، حالة من الدهشة نظراً لما تشهده المنطقة من صيف مطير، وأجواء ساحرة، وجمال طبيعي، في ظل افتراش الأزهار والمسطحات الخضراء والمساحات العشبية التي غطت المناطق الجبلية كافة والسهول البرية.

مناظر جبال فيفا تستهوي المتنزهين والزائرين (واس)

وحظيت تلك المواقع من غابات وحقول ووديان غنّاء بتوافد الأهالي والزوار لقضاء أوقات ماتعة في المناطق البرية والجبلية لمشاهدة الطبيعة الخلابة والتنزه والتقاط الصور لها وتداولها على نطاق واسع في شبكات الجوالات الذكية ومنصات التواصل الاجتماعي.

كما عززت الأمطار الموسمية الغزيرة على منطقة الباحة في زيادة الغطاء النباتي والطبيعة خضراء على امتداد سهولها وجبالها، حيث تُعد هذه الأمطار أهم مصدر لري وتنمية الغطاء النباتي في المنطقة مما جعلها ضمن المناطق على مستوى المملكة التي تحتوي على مساحات غطاء نباتي من الغابات المحلية، التي تغلب عليها الأشجار المعمرة مثل: «أشجار العرعر، والطلح، والزيتون، والعتم، والنباتات العطرية مثل: الحبق، والنعناع، والكادي، والريحان، والبعيثران»، إلى جانب النباتات العشبية الحولية التي تعتمد على موسم الأمطار.

زوار يستمتعون بالأجواء الماطرة (واس)

وجدّدت مديرية الدفاع المدني تحذيراتها للجميع بأخذ الحيطة والحذر، أثناء هطول الأمطار والبقاء في أماكن آمنة، وعدم المجازفة بعبور الأودية عند جريانها، وعدم الاقتراب من تجمعات المياه، واتباع المسارات والطرقات الرئيسية، والالتزام بالتعليمات والإرشادات المعلنة عبر وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي، وأهابت بالتواصل لطلب المساعدة في الحالات الطارئة.


مقالات ذات صلة

انطلاق «شتاء طنطورة» في العُلا بفعاليات ثقافية وتراثية

يوميات الشرق المهرجان يجمع بين الثقافة والتراث والفنون التي تتميز بها العلا (واس)

انطلاق «شتاء طنطورة» في العُلا بفعاليات ثقافية وتراثية

انطلقت فعاليات مهرجان «شتاء طنطورة» في نسخته الجديدة بمحافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، ليجمع بين الثقافة والتراث والفنون التي تتميز بها المنطقة.

«الشرق الأوسط» (العُلا)
يوميات الشرق دور النشر شهدت إقبالاً كبيراً من الزوار من مختلف الأعمار (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

«جدة للكتاب»... مزيج غني بالمعرفة والإبداع بأحدث الإصدارات الأدبية

يعايش الزائر لـ«معرض جدة للكتاب 2024» مزيجاً غنياً من المعرفة والإبداع يستكشف عبره أحدث الإصدارات الأدبية، ويشهد العديد من الندوات وورش العمل والجلسات الحوارية.

إبراهيم القرشي (جدة)
عالم الاعمال مطعم «لاريا» الإيطالي ينتقل من شواطئ بحيرة كومو إلى فندق «ماندارين أورينتال الفيصلية»

مطعم «لاريا» الإيطالي ينتقل من شواطئ بحيرة كومو إلى فندق «ماندارين أورينتال الفيصلية»

أعلن فندق «ماندارين أورينتال الفيصلية» بالرياض عن استضافته لفترة محدودة لمطعم «لاريا» (L~ARIA) الإيطالي الفاخر.

الاقتصاد وزير السياحة متحدثاً للحضور مع انطلاق النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بالرياض (الشرق الأوسط)

وزير السياحة السعودي: الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً للمعارض والمؤتمرات

أكد وزير السياحة أحمد الخطيب، أنَّ الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً لقطاع المعارض والمؤتمرات، مع مشروعات تشمل مطارات جديدة، ومنتجعات، وبنية تحتية متطورة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
عالم الاعمال فندق «شيدي الحجر» في العلا: تجربة تجمع بين الفخامة وعراقة التاريخ

فندق «شيدي الحجر» في العلا: تجربة تجمع بين الفخامة وعراقة التاريخ

افتتح فندق شيدي الحجر أبوابه في مدينة الحِجر الأثرية في السعودية المدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

«الشرق الأوسط» (العلا)

اعترافات الفنانات خلال مقابلات إعلامية... جدل متجدد يُثير تفاعلاً

الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)
الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)
TT

اعترافات الفنانات خلال مقابلات إعلامية... جدل متجدد يُثير تفاعلاً

الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)
الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)

بعض التصريحات التي تدلي بها الفنانات المصريات لا تتوقف عن تجديد الجدل حولهن، وإثارة التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بتفاصيل حياتهن الشخصية والنصائح التي يوجهنها للجمهور بناء على تجاربهن، وهو أمر برز خلال لقاءات إعلامية عدة في الأسابيع الماضية.

أحدث هذه التصريحات كانت من نصيب الفنانة المصرية رانيا يوسف، في برنامج «ع الرايق»، بعدما تطرقت لتعرضها للضرب من زوجيها الأول والثاني، مع نصيحتها للفتيات بألا تقل فترة الخطوبة قبل الزواج عن 3 أو 4 سنوات، فضلاً عن نصيحتها لبناتها بعدم الزواج قبل سن الـ30 عاماً.

وقالت رانيا إن «طبيعة العلاقات في الوقت الحالي أصبحت تتطلب مزيداً من العمق والتفاهم بين الطرفين، بعيداً عن السطحية والانجذاب المؤقت»، محذرة من تعامل النساء بمشاعرهن عند البحث عن الشراكات العاطفية التي تحقق لهن السعادة والاستقرار.

وجاءت تصريحات رانيا بعد وقت قصير من تصريحات للفنانة زينة عن حياتها الشخصية وإنجابها طفليها التوأم بمفردها في الولايات المتحدة وصعوبة الأيام الأولى لهما مع مرضهما، بالإضافة إلى الفترة التي قضتها بمفردها في الغربة. وكذلك تطرقت إلى تفاصيل كثيرة عن حياتها، خصوصاً في ظل تحملها مسؤولية دور الأم والأب ووجودها مع نجليها بمفردها.

الفنانة المصرية زينة (فيسبوك)

وكانت الفنانة لبلبة قد أثارت جدلاً مشابهاً عندما تحدثت عن طفولتها الصعبة التي عاشتها واضطرارها للعمل من أجل الإنفاق على عائلتها بجانب انشغالها بمسؤوليات الأسرة وأشقائها، الأمر الذي جعلها تحاول أن تعوض ما لم تعشه في طفولتها.

من جهتها، تؤكد الناقدة المصرية ماجدة موريس أن «بعض الفنانين لا يكون قصدهم دائماً إثارة الجدل بالحديث عن حياتهم الشخصية أو مواقف سابقة مروا بها»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط» أن «بعض التصريحات تخرج بشكل عفوي، لكن التفاعل يحدث معها نتيجة اهتمام الجمهور بمتابعتهم».

وأضافت أن «رانيا يوسف على سبيل المثال مرّت بتجارب مختلفة، وبالتالي عندما تتحدث عن صعوبة ثقتها في الرجال، بالإضافة إلى نصيحتها بتأجيل خطوة الزواج للفتيات؛ فهي تحاول إبداء رأي تعتقد أنه صواب»، لافتة إلى أهمية التعامل مع الفنانين باعتبارهم بشراً من حقهم الإدلاء بآرائهم، لكن ليس بالضرورة أن تكون جميع آرائهم صحيحة أو غير قابلة للتغير مع مرور الوقت.

الفنانة المصرية لبلبة (فيسبوك)

وهنا يشير مدرس علم الاجتماع بجامعة بني سويف، محمد ناصف، إلى «ضرورة التفرقة بين المواقف الشخصية والخبرات التي يتحدث بها الأشخاص العاديون، وبين المشاهير الذين تكون لديهم قاعدة جماهيرية ومصداقية ربما أكثر من غيرهم وإمكانية وصول لأعداد أكبر من الجمهور عبر البرامج والمنصات»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «جزءاً من الجدل يكون مجتمعياً في الأساس، لكن بدايته تكون من تصريحات المشاهير».

وأضاف أن «هناك تبايناً في الآراء قد يصل لدرجة التناقض بين الأفراد داخل المجتمع، وهو أمر يتوجب فهمه في إطار الخلفيات الاجتماعية والعادات والخبرات التي يمر بها كل فرد، وبالتالي ستجد من يقتنع بكل رأي يقال حتى لو لم يكن صحيحاً من الناحية العلمية»، لافتاً إلى ضرورة فتح نقاشات أعمق حول بعض الآراء عبر وسائل الإعلام.

وهو الرأي الذي تدعمه الناقدة المصرية، موضحة أن «آراء الفنانين تسلط الضوء على موضوعات قد تكون محل جدل مجتمعي، لكن تبرز لوسائل الإعلام مع إعلانها من المشاهير»، لافتة إلى أن «بعض الآراء قد تعرض أصحابها لانتقادات من شرائح أكبر عبر مواقع التواصل، لكن على الأرجح يكون لدى الفنان القدرة على تحمل تبعات موقفه وشرح وجهة نظره التي ليس بالضرورة أن تتسق مع رأي الغالبية».