وسط إقبال متزايد... المزاد الدولي للصقور يستقطب الزوّار

الاستعداد للمنافسات وتطوير المزارع يسيطران على اهتمامات المشاركين

يستمر المزاد الدولي حتى 24 من الشهر الحالي (تصوير: تركي العقيلي)
يستمر المزاد الدولي حتى 24 من الشهر الحالي (تصوير: تركي العقيلي)
TT

وسط إقبال متزايد... المزاد الدولي للصقور يستقطب الزوّار

يستمر المزاد الدولي حتى 24 من الشهر الحالي (تصوير: تركي العقيلي)
يستمر المزاد الدولي حتى 24 من الشهر الحالي (تصوير: تركي العقيلي)

تفرض صفقات بيع «الصقور» حضورها في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات في ملهم شمال العاصمة السعودية، حيث يقام «المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور» على مدى 20 يوماً حتى الـ24 من أغسطس (آب) الحالي، بتنظيم «نادي الصقور السعودي».

ويتوقع أن يرتفع الإقبال مع إجازة نهاية الأسبوع الحالي، وبيّن وليد الطويل، المتحدث الرسمي لنادي الصقور السعودي، لـ«الشرق الأوسط»، أن الإنتاج المحلي أصبح وجهة لجميع المنتجين الدوليين في أنحاء العالم، كما أقام النادي برنامج «صقّار المستقبل» لتوعية وتعريف الجيل الجديد والشباب وتطوير هذه الهواية لديهم.

وسائل إنتاج عديدة تستخدمها المزارع المشاركة (تصوير: تركي العقيلي)

من جهته كشف الدكتور فيكتور دانيل، معالج الصقور، أنه لجعل الصقر يتمتع بصحة جيدة تجب تهيئته بشكل صحيح وفقاً للأجواء الحارة والدول التي يستطيع التكيّف مع مناخها.

استخدام جميع وسائل الإنتاج

أعرب عدد من ملّاك مزارع الإنتاج عن سعادتهم بما لمسوه خلال مشاركتهم في النسخة الحالية من «المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور 2024»، مشيرين إلى استخدامهم لأحدث الوسائل المستخدمة في هذا القطاع الذي يحظى باهتمام الكثير في المنطقة وحول العالم.

نواف المعيقلي من محافظة الوجه في تبوك (شمال غربي السعودية) وهو مالك مزرعة إنتاج صقور، أوضح أنه يستخدم كل وسائل الإنتاج في إنتاج الصقور من تلقيح صناعي وطبيعي، وأضاف أن مزرعته أنتجت هذا العام 23 طيراً، وجرى بيع عدد منها خلال مشاركته في المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور، الأمر الذي جعله يستفيد من مشاركته في النسخة الحالية، بغرض تطوير مشاركته في النسخة المقبلة.

حضور دولي لفت أنظار الزوّار السعوديين (تصوير: تركي العقيلي)

من جانبه أشاد عبد العزيز السميري (صاحب مزرعة إنتاج كندية) بما رآه خلال المزاد في نسخته الحاليّة، ولفت إلى أن مزرعته أنتجت 26 طيراً، شارك بعدد منها في المزاد الدولي من أنواع مثل (القرموش بيور، وبيور، وجير الشيهان، والتبوع) ونجح في إتمام صفقات بيع عدد منها.

الاستعداد للمنافسات والأشواط

أما على صعيد المهتمّين بالمشاركة في المنافسات، قال سعود بن لبده إنه وجد ما يبحث عنه خلال استعداده للمشاركة في منافسات جائزة «مهرجان الملك عبد العزيز للصقور» و«كأس العلا للصقور» ونجح في الحصول على صقر من نوع (القرموش بيور) من إحدى المزارع في المزاد، للدخول في شوط (القراميش) بالمنافسات القادمة.

وعبد الله العجمي، أحد هواة الصقارة، الذي يحضر إلى المزاد للمرة الأولى، أعرب عن انبهاره بما رآه، الأمر الذي دفعه للدخول في الإنتاج والمشاركة في المزاد بالنسخة المقبلة في فئة «الحر».

واستقطب المزاد كثيراً من المهتمّين من خارج البلاد، فضلاً عن حضور دبلوماسي لممثّلي بعثات أجنبية لدى السعودية، الأمر الذي لاحظه الزوّار في إشارة إلى أهميّة المنصة التي يقدّمها المزاد الدولي لإنتاج الصقور لمزارع الإنتاج والصقّارين.

السفير الألماني لدى السعودية يستمع لشرح عن أحد أنواع الصقور والأغذية التي تقدم لها خلال زيارته المزاد (واس)

وتشهد ليالي منصة «المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور 2024» صفقات بيع صقور من مزارع الإنتاج والصقّارين، وشهدت الليلة الرابعة من ليالي منصة «المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور 2024» بيع 3 صقور بقيمة 122 ألف ريال (قرابة 33 ألف دولار).

وجاءت بداية الليلة بالصقر الأول «فرخ جير بيور» من مزرعة «إلداجي» البريطانية، وبِيع بمبلغ 43 ألف ريال، بعدها عرض الصقر الثاني «فرخ جير بيور» من مزرعة «فيل» الفرنسية، وبِيع بمبلغ 31 ألف ريال، في حين اختُتِمت الليلة مع الصقر الثالث «فرخ جير بيور» من مزرعة الإنتاج «إلداجي» البريطانية أيضاً، وبدأت المزايدة عليه بـ 20 ألف ريال، ليتم بيعه في النهاية بمبلغ 48 ألف ريال.

ليالي منصة «المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور 2024» تشهد صفقات بيع صقور (تصوير: تركي العقيلي)

ويهدف المزاد إلى توفير منصةً موثوقةً وفريدةً من نوعها لنخبة الصقور من حول العالم، والصقور من السلالات الحائزة على بطولات دولية، من خلال تنظيم مزاد تنافسي مباشر وسريع، يجمع الصقارين والمنتجين وعشاق الصقور من السعوديين ومختلف دول العالم، ويستمر نقل فعالياته عبر القنوات التلفزيونية والبث المباشر لمنصات التواصل الاجتماعي.


مقالات ذات صلة

«لقد كان الخطأ الأكبر في حياتي»... رسالة أينشتاين عن القنبلة الذرية بالمزاد

العالم الرسالة المؤرخة في أغسطس 1939 (موقع دار كريستيز)

«لقد كان الخطأ الأكبر في حياتي»... رسالة أينشتاين عن القنبلة الذرية بالمزاد

في الثاني من أغسطس (آب) عام 1939، كتب ألبرت أينشتاين إلى الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت وكانت رسالته كفيلة بخلق مشروع «مانهاتن» وصناعة القنبلة الذرية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الخزانة التي استخدمها لاعب كرة السلة الأميركي كوبي براينت تُعرض في مزاد (أ.ف.ب)

خزانة كوبي براينت لتبديل الملابس تُعرض في مزاد

تعرض دار «سوذبيز» في مزاد تقيمه في نيويورك الخزانة التي كان النجم الراحل لدوري كرة السلة الأميركي للمحترفين كوبي براينت يستخدمها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الأميرة ديانا الى جانب طفليها هاري (يمين) وويليام (رويترز)

رسالة من ديانا إلى مدبرة منزلها تكشف «عشق» ويليام لشقيقه الصغير

تصف رسالة كتبتها الأميرة البريطانية الراحلة ديانا بخط يدها كيف أن الأمير ويليام «يعشق شقيقه الصغير» ويغمره بالعناق والقبلات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق توقيع البيتلز (مزاد داوسونز)

بيع تواقيع ماو والبيتلز ومانديلا في بريطانيا

بيعت تواقيع لبعض أبرز الشخصيات في القرن الـ20 بأكثر من 78 ألف جنيه إسترليني ضمن مزاد علني أُقيم في إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق هيكل عظمي لديناصور من نوع «ستيغوصور» (أ.ب)

بين 4 و6 ملايين دولار... طرح أكبر هيكل عظمي لـ«ستيغوصور» في مزاد

سيُطرح أكبر هيكل عظمي لديناصور من نوع «ستيغوصور» أُعيد تجميعه وكان قد اكتُشف عام 2022 في كولورادو، للبيع ضمن مزاد لدار «سوذبيز» مرتقب الأسبوع المقبل في نيويورك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

منير محمد فوزي يتحدث عن والده «الكاره للنكد والمحب للفرح والمرح»

الفنان المصري الراحل محمد فوزي (الشرق الأوسط)
الفنان المصري الراحل محمد فوزي (الشرق الأوسط)
TT

منير محمد فوزي يتحدث عن والده «الكاره للنكد والمحب للفرح والمرح»

الفنان المصري الراحل محمد فوزي (الشرق الأوسط)
الفنان المصري الراحل محمد فوزي (الشرق الأوسط)

على الرغم من مرور أكثر من نصف قرن على رحيل الفنان المصري محمد فوزي، فإن أفلامه وألحانه التي قدّمها خلال مشواره الفني الذي بدأ مطلع أربعينات القرن الماضي، واستمر حتى قبيل رحيله بسنوات قليلة، ما زالت تمثّل جزءاً أصيلاً من الحركة الفنية والموسيقية في مصر.

وبالتزامن مع الاحتفال بذكرى ميلاد فوزي الـ106، التي توافق 15 أغسطس (آب) 1918، تحدّث الدكتور منير محمد فوزي، الذي يعمل في مجال طب «النساء والتوليد» عن والده «الكاره للنكد والمحب للفرح والمرح»، وفق قوله.

ويقول منير، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إنه لم ير والده متجهماً حتى في أشد حالاته المرضية، وكذلك بعد تأميم شركة «مصر فون» للأسطوانات التي كان يملكها، رغم تأثره المادي، لكنه لم يتحدث ولم يبد اعتراضه.

وحول تقديم سيرة والده في عمل درامي قال: «لا يوجد من يجسّد شخصيته باقتدار، فمهما حاول فلن يقتنع المشاهد؛ لأن (أفلامه وأغنياته وألحانه واسكتشاته) ما زالت موجودة، والمقارنة بين القديم والحديث لن تكون منصفة».

ويضيف: «والدي كان شخصاً مميزاً بملامحه وصوته وحركاته وضحكاته»، ويتابع متسائلاً: «من يقدر على مجاراة فوزي؟... من سيقدّم دوره فسيظلم نفسه ولن ينجح؛ لأن الوالد ما زال بيننا بأعماله».

الدكتور منير محمد فوزي (الشرق الأوسط)

ونفى منير أن تكون حياة والده درامية، موضحاً: «كان شخصاً يسير حسب الأحوال ويتكيّف معها، وظل ينتج جميع أنواع الفنون له ولغيره من زملائه. كما قدّم الألحان الدينية والأغنيات الوطنية وكان دائم البحث، بالإضافة إلى تقديمه أغنيات الأطفال، و(الفرانكو آراب)، وأيضاً قدّم أعمالاً دون موسيقى، ولحّن السلام الوطني للجمهورية الجزائرية».

ويستكمل منير: «والدي أنشأ أول مصنع للأسطوانات في الشرق الأوسط بعد الاعتماد على المصانع الخارجية لسنوات طويلة، وسافر لاستيراد الآلات واستقدم مهندسين وبدأ التصنيع، حتى أصبح المصنع يُدار بأيدٍ مصرية خالصة».

وعن السر وراء اهتمام الفنان الراحل بتقديم الأفلام والابتعاد عن المسرح قال: «والدي لم يكن لديه استعداد للوقوف على المسرح كل ليلة لإعادة الكلام نفسه، بعكس فكرة الفيلم الهادفة التي يؤديها على أكمل وجه، بجانب أرشيفه الثري من الأغنيات، كما أنه كان يحب تقديم الأوبريت الموسيقي وتلحينه ولا يفضّل تقديم المسرحيات».

تحدّث عن وصف نقاد لمحمد فوزي بأنه أحد نجوم التجديد الموسيقي في عصره قائلاً: «لم أر فناناً يشبهه في التجديد الفني، فقد كان سباقاً، واعتمد الأغنيات الخفيفة المرحة، وقدّم كل الألوان الفنية وأنتج ولحّن، وواكب كل التطورات».

وذكر منير أن والده تزوج بوالدته السيدة هداية عبد المحسن عام 1943، وهي بعمر الـ17، وكانت جارته في حي السكاكيني بالعباسية (شرق القاهرة)، وأنجبت شقيقيه الأكبر مهندس ضابط نبيل، والأوسط المهندس سمير، ومنير هو الابن الثالث الذي تأثر بمرض والده في هذه الفترة ورفض دخول الهندسة وقرر دراسة الطب.

ويقول منير: «فترة زواج والدي استمرت 9 سنوات قدّم خلالها مجموعة من الأفلام تتعدى الـ25 فيلماً غنائياً، وبعد الانفصال وزواج والدي فيما بعد بالفنانة مديحة يسري، وكذلك السيدة كريمة، كرّست والدتي كل حياتها لتربيتنا نحن الثلاثة».

ولفت منير إلى أن والده نشأ وسط أسرة كبيرة، وكان لديه 16 من الأشقاء، من بينهم الفنانة المصرية الراحلة هدى سلطان؛ إذ أكد أن علاقتهما كانت قوية، وكانت تجمعهما شواطئ مدينة الإسكندرية الساحلية في الإجازات بجانب الزيارات الأسرية.

الموسيقار محمد فوزي (الشرق الأوسط)

وعن علاقته بالفنانة الراحلة مديحة يسري، قال منير: «جمعتنا علاقة طيبة، فهي والدة أخي عمرو الذي تُوفي في حادث سير بعد انتهائه من دراسة مجال (السياحة والآثار)، وكنت دائم الوجود معها قبيل وفاته، وبعد ذلك أيضاً حرصت على زيارتها، وفاء لها ولأخي الراحل».

من جانبه، قال الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط» إن «الموسيقار محمد فوزي يملك تاريخاً فنياً حافلاً. كما أنه فنان له روح مختلفة، وخفة ظله طغت على أعماله التي ما زالت راسخة في الأذهان».

وأضاف الشناوي: «فوزي هو أكثر مطرب قدّم أفلاماً سينمائية تقرب من 36 فيلماً، لكن ظهور عبد الحليم حافظ أثر سلباً في إنتاجه. كما أن التأميم أضر به مادياً، وجعله يبتعد عن السينما، بعد أن تحكّمت فيه بعض الأمور الاقتصادية».

ويشير الشناوي إلى أن فوزي لم يلحّن لفنانين رجال بصورة لافتة، وكان يفضّل التلحين للأصوات النسائية على غرار شادية، وصباح، وليلى مراد، وفايزة أحمد.

بدأ محمد فوزي مشواره الفني عبر دور صغير في فيلم «سيف الجلاد»، وكانت أولى بطولاته السينمائية من خلال فيلم «أصحاب السعادة»، وتوالت أعماله، ومن بينها: «ليلى بنت الشاطئ»، و«ثورة المدينة»، و«بنات حواء»، و«ورد الغرام» وغيرها، ورحل عن عالمنا عام 1966 بعد معاناة مع المرض.