«صوت الياقوت»... أقدم فرقة روك في السعودية برصيد 70 أغنية

مؤسِّسها لـ«الشرق الأوسط»: المملكة تحتضن نحو 50 فرقة

المؤسِّس محمد الحجاج مع أخيه الممثل إبراهيم الحجاج في عرض موسيقي (الشرق الأوسط)
المؤسِّس محمد الحجاج مع أخيه الممثل إبراهيم الحجاج في عرض موسيقي (الشرق الأوسط)
TT

«صوت الياقوت»... أقدم فرقة روك في السعودية برصيد 70 أغنية

المؤسِّس محمد الحجاج مع أخيه الممثل إبراهيم الحجاج في عرض موسيقي (الشرق الأوسط)
المؤسِّس محمد الحجاج مع أخيه الممثل إبراهيم الحجاج في عرض موسيقي (الشرق الأوسط)

عام 1996، أسَّس شاب سعودي من مدينة الدمام فرقة متخصّصة بموسيقى الروك؛ تُعدّ الأولى من نوعها في البلاد باسم «Sound of Ruby» أو «صوت الياقوت». لم يكن هذا الصنف الموسيقي حاضراً تماماً في المملكة، ومع ذلك صمدت الفرقة إلى اليوم، مقدِّمة نحو 70 أغنية؛ لتعمل حالياً على تسجيل ألبوم جديد.

أطلَّت «صوت الياقوت» التي تُعدّ رائدة الروك في السعودية، بأغنية لفيلم «سطار» الذي صدر عام 2022 وحقّق أعلى مبيعات في شباك التذاكر بتاريخ الأفلام بالمملكة. اللافت أنّ مؤسّسها هو محمد الحجاج، الأخ الأكبر للممثل إبراهيم الحجاج بطل «سطار»، مما مهَّد للتعاون بينهما، بما يؤكد النَّفَس الطويل الذي لا تزال تتمتّع به الفرقة بعد كل تلك السنوات.

يروي محمد الحجاج لـ«الشرق الأوسط» قصة بداية فرقته التي تشكّلت مع رواج موسيقى الروك في تسعينات القرن الماضي، تزامناً مع صعود جماهيرية فرق شهيرة آنذاك، مثل «Nirvana»، و«Pearl Jam»، و«Alice in Chains» وغيرها... مضيفاً: «حملتُ حبّاً كبيراً لهذه الموسيقى إلى درجة أنني شاهدتُ يومياً قناة (إم تي في ميوزيك) لنحو 5 ساعات، منتظراً ظهور الفرق المفضّلة لديّ».

تزامن ذلك مع تعلُّق الحجاج بآلة الغيتار منذ طفولته، ثم بدأ في تكوين الفرقة مع أصدقائه الذين يحبّون هذا اللون الموسيقي. حينها وُلدت «صوت الياقوت» قبل نحو 28 عاماً. يتابع: «لدينا ألبومات كثيرة، والمتوافرة حالياً في منصّات الاستماع هي 8 أو 10، بمعدل 60 أو 70 أغنية. المسيرة طويلة، وأنا شغوف بالكتابة والتسجيل أيضاً. نواصل العمل على تسجيل ألبومنا حالياً».

صورة غلاف ألبوم «سيروتونين» الصادر عام 2014 («إنستغرام» الحجاج)

أعضاء الفرقة

تضمّ أربعة أعضاء؛ هم: محمد الحجاج (غيتار/ مغنٍّ)، وكمال خليل (بايس)، ونادر الفصام (غيتار)، وفارس الشواف (درامز). يضيف الحجاج: «ميّز فرقتنا حبّنا للموسيقى والإخلاص في العمل؛ فهي ليست موسيقى تجارية، بل نُسجّل ما يجول في خاطرنا. ويميّزنا أيضاً أنّ لكل عضو موهبة يخدم بها الفرقة. أنا في التأليف والكتابة، وكمال خليل هو مهندس الصوت الذي سجّل جميع ألبوماتنا، أما نادر الفصام فيضيف المقامات العربية للأغنيات بعزف السولو، وفارس بالدرامز».

تعلّم الحجاج عزف الغيتار في التسعينات بشكل منفرد (الشرق الأوسط)

ويبدو لافتاً أن علاقة محمد الحجاج بالغيتار تشكّلت في مرحلة صعُب فيها تعلُّم العزف على هذه الآلة الموسيقية في البلاد، والأمر عينه ينطبق على بقية أعضاء فرقته. عن ذلك يقول: «في مطلع التسعينات، لم يُوجَد إنترنت ولا معاهد أو مدارس موسيقية؛ لذا تعلّم جميع أعضاء الفرقة ذاتياً، إمّا من الكتب أو بشكل سماعي».

«سطار»

يتوقف عند تجربة «سطار»: «كانت مشاركة ناجحة جداً لنجاح الفيلم. أثمر التعاون مع أخي الأصغر إبراهيم الحجاج، وكذلك (تلفاز 11) اختيار أغنية لمشهد في الفيلم. إبراهيم داعم كبير للفرقة ومِن عشاقها، ويحبّ أيضاً موسيقى الروك، وسبق أن سجّل معنا أغنيات كثيرة، منذ كان عمرها 12 عاماً».

غلاف أغنية «سوق الحبّ» التي أصدرتها الفرقة مؤخراً («إنستغرام» الحجاج)

جمهور الروك السعودي

موسيقى الروك التي انتشرت خلال ستينات القرن العشرين في أميركا وبريطانيا، بوصفها نمطاً موسيقياً شعبياً، قد تبدو مختلفة عن نمط الذوق الموسيقي السائد في السعودية. وبسؤال الحجاج عن مدى جماهيرية هذا اللون بين السعوديين، يجيب: «هناك جمهور لجميع أنواع الفنّ، وإنما جمهور الروك في السابق كان محدوداً، وعُدَّ أقلية. ولاحظنا في السنوات الأخيرة أنّ هذا العدد تفاقم بشكل كبير جداً، بدليل نجاح حفلات (إكس بي)، و(ميدل بيست)». وما بين الأمس واليوم، تغيّر كذلك واقع موسيقى الروك في السعودية كثيراً، فيختم الحجاج: «عدد فرق الروك اليوم نحو 50، تتشعّب بأساليب مختلفة».


مقالات ذات صلة

هاني شاكر: أعيش للغناء وأتفادى المشكلات

الوتر السادس أكد هاني أن الألبوم يتضمن 10 أغان منها أغنيتان خليجيتان وأخرى لبنانية (حسابه على «إنستغرام»)

هاني شاكر: أعيش للغناء وأتفادى المشكلات

يعود الفنان المصري هاني شاكر للغناء باللهجة الخليجية في ألبومه الجديد الذي سيحمل عنوان «يا ويل حالي»، المقرر إطلاق أغنياته خلال الأيام المقبلة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الوتر السادس جوزيف عطية خلال حفله في {أعياد بيروت} ({الشرق الأوسط})

جوزيف عطية لـ«الشرق الأوسط»: الفن يرتكز على العفوية والصدق

يثبت الفنان جوزيف عطية مكانته على الساحة الفنية يوماً بعد يوم.

فيفيان حداد (بيروت)
أوروبا نورا البالغة من العمر 17 عاماً من بودابست تقف في فيينا يوم الجمعة 9 أغسطس 2024 وقد ألغى المنظمون 3 حفلات لتايلور سويفت في الملعب في فيينا هذا الأسبوع يوم الأربعاء بعد أن أعلن المسؤولون اعتقالات بسبب مؤامرة واضحة لشن هجوم على حدث في منطقة فيينا مثل الحفلات الموسيقية (أ.ب)

النمسا: المشتبه به الرئيسي في مؤامرة حفل تايلور سويفت مؤيد لـ«داعش»

قالت وزارة الداخلية النمساوية (الجمعة) إن السلطات ألقت القبض على مشتبه به ثالث في فيينا فيما يتعلق بمخطط لهجوم على حفل نجمة موسيقى البوب، تايلور سويفت في فيينا.

«الشرق الأوسط» (فيينا )
يوميات الشرق النجمة الأميركية تايلور سويفت (أ.ف.ب)

هل ستؤثر أحداث فيينا على حفلات تايلور سويفت في لندن?

أكدت الشرطة البريطانية أنه لا يوجد ما يشير إلى أن مخطط الهجوم على حفل للمغنية تايلور سويفت في فيينا سيكون له تأثير على حفلاتها بملعب ويمبلي في لندن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية شروين حاجي بور (إنستغرام)

تخفيف عقوبة سجن مغنٍّ أصدر أغنية عن الاحتجاجات في إيران

أعلنت السلطة القضائية في إيران تخفيف الحكم بالسجن 3 سنوات الصادر بحق المغني شروين حاجي بور، الذي أصبحت أغنيته «براي» نشيد الحركة الاحتجاجية في البلاد.

«الشرق الأوسط» (طهران)

«جبيل تحتضن بيروت» مدينة الأمل العنيد

المنزل التراثي بحجره العتيق وَهَب شكله المُهدَّم إلى فكرة إعادة الإحياء (صور جوني فنيانوس)
المنزل التراثي بحجره العتيق وَهَب شكله المُهدَّم إلى فكرة إعادة الإحياء (صور جوني فنيانوس)
TT

«جبيل تحتضن بيروت» مدينة الأمل العنيد

المنزل التراثي بحجره العتيق وَهَب شكله المُهدَّم إلى فكرة إعادة الإحياء (صور جوني فنيانوس)
المنزل التراثي بحجره العتيق وَهَب شكله المُهدَّم إلى فكرة إعادة الإحياء (صور جوني فنيانوس)

في داخل منزل تراثي جوار قلعة جبيل التاريخية، اتّكأت لوحات ومنحوتات تُخبر حكاية بيروت وفنّها التشكيلي. فالمَعْلم السياحي يستعدّ لعملية ترميمه، ممّا ألهم الدكتور في علم الإدراك البيئي جوني فنيانوس فكرةَ العلاقة بين اللوحة البيروتية ومأساة المرفأ في ذكراها الرابعة، وسط ما يبدو أنه دُمِّر أو هُشِّم جراء مشروع الترميم. في «ذي هاوس» الشهير بـ«قلب بيبلوس»، أُقيم معرض «إكسبو إكسبلو، جبيل تحتضن بيروت»، بمشاركة نحو 60 فناناً شكَّلت لوحاتهم ومنحوتاتهم سرداً تاريخياً لمدينة الأمل العنيد.

المنزل المُقبل على الهدم وإعادة البناء شكَّل محاكاة لبيروت (صور جوني فنيانوس)

تُخبر منسّقة الأعمال الفنّية كارلا شنتيري صفا «الشرق الأوسط»، بأنّ البَيْع أُريد منه رَيْع أعمال الترميم. فالمنزل المُقبل على الهدم وإعادة البناء شكَّل محاكاة لبيروت المُرتَطمة بالمآزق لكنها المُحرِّضة على النهوض. ليست فاجعة الرابع من أغسطس (آب) وحدها «سيّدة» العرض، وإن شكَّلت مناسبته وتحوّلت الناطقة الأولى باسمه. بل المدينة قبله وبعده، مُجسَّدة بإبداعات تشكيليين ونحّاتين صوَّروها متباهية وجريحة، فاقعة الألوان وبالأسود والأبيض، وبذروة جموحها واستغرابها وأسئلتها وهواجسها وصدى الآهات الهائمة في سمائها المُقمِرة رغم الظلمة.

المعرض يشكّل مشهدية بانورامية لثنائية الورطة والنجاة (صور جوني فنيانوس)

أُريد للذكرى الأليمة التجسُّد بجانب لوحات ومنحوتات تهمس أخبار بيروت بين الأمس واليوم. بدا المعرض أشبه بمسيرة وطن طبعها التشكيل والنحت على مدى عقود. فالمنزل التراثي المقسوم إلى غرف - بحجره العتيق وتشرُّب جدرانه رائحة الملح الآتية من البحر القريب - وَهَب جدرانه وزواياه ورمزية شكله المُهدَّم إلى إعادة الإحياء، فتُخبر تلك الجدران، وما عُلَّق عليها ووقف صامداً في زواياها، عن نُبل الاحتضان وجدوى التآزُر في المواجع. اللوحات؛ تلك النازفة بدماء الضحايا والبيوت المُشلَّعة، وتلك المُحاكية لمجد جبيل العائمة على صفاف البحر المتوسط، تُمثّل، إضافة إلى أخرى، ثيمات تعمَّد المعرض فرزها لخَلْق مزاج قابل ليُسقَط على الزائر؛ وهو الشعور الإنساني الموحَّد أمام المأساة أو النوستالجيا أو صفحات التاريخ.

وفَّر «ذي هاوس» على صاحب فكرة المعرض جوني فنيانوس هدم الجدران للإشارة إلى الخسائر بعد الانفجار الرهيب. فبعضها مُهدَّم من تلقائه مما سهَّل التنفيذ. «أردنا الإشارة إلى صمود الفنّ أمام الأهوال»، يقول لـ«الشرق الأوسط». ذلك الصمود تؤكّده لوحة تظلُ مُعلَّقة على جدران انهار ما حولها، وتجسّده موسيقى تُعزَف لتُطيّب الجراح، فيتسلّل نغمها إلى الفوضى والخراب والأرض المحروقة ليس بالنار وحدها بل بالقهر والغضب والموت.

المعرض أشبه بمسيرة وطن طبعها التشكيل والنحت على مدى عقود (صور جوني فنيانوس)

ولأنّ الأذواق تتدخّل في شكل العلاقة بين العمل الفنّي ومُتلقّيه، توقّف فنيانوس ومعه كارلا شنتريري وتجمُّع الفنّ النسائي في لبنان، «آرتيست أوف بيروت»، مع منسّقة المعارض موريال أسمر، عند جدوى الفصل بين العناوين، فتتلاقى في ما يوحِّدها، أي المدينة، وتتشعَّب أمام ما مرَّت به، لتشكّل محطّاتها منذ عقود، حتى الذكرى الرابعة لاغتيال المرفأ، مشهدية بانورامية لثنائية الورطة والنجاة.

«ذي هاوس» الشهير بقلب بيبلوس في الليل (صور جوني فنيانوس)

المنحوتة فوق الردم، وصرخة «وي وِلْ رايز أغاين» (سننهض مرّة أخرى)، يُجسّدان أيضاً رؤية النحّات اللبناني بسام كريلوس للتجاوز، مُختزلة روح المعرض وفعل الاحتضان. وإنْ أيقظت الذكرى المرعبة مشاعرَ وأحالتها على فَيْضٍ يأسر العيون والخفقان ضمن لوحات ومنحوتات مُحاكية لليوم الأليم، فإنّ الجانب الآخر للعرض، أي التاريخ والتراث ومسار الإبداع اللبناني في فضاء الفنّ التشكيلي له حضوره، ويستوجب التوقّف عنده لمعاينة الماضي وإسقاطاته على ما تمنحه الريشة أو أداة التشكيل والنحت إلى المادة من فكرة وسياق.

المدينة مُجسَّدة بإبداعات تشكيليين ونحّاتين صوَّروها متباهية وجريحة (صور جوني فنيانوس)

يحلو لمنسّقة جميع الأعمال في المعرض الإشارة إليها فرادةً، بدءاً من المدرسة القديمة في التشكيل، مروراً بالتجريدي والمعاصر والواعد. تخشى من نسيان فنان لتأكيدها على نتاجهم في مسار الحركة التشكيلية اللبنانية، منذ مصطفى فروخ وعمر أنسي وسيزار الجميّل، إلى خطّ سامية عسيران، ومدارس جميل ملاعب وحسن جوني وحسين ماضي المُغادر في يناير (كانون الثاني) 2024 تاركاً الإرث القدير.

نحو 60 فناناً شكَّلت أعمالهم سرداً تاريخياً لمدينة الأمل العنيد (صور جوني فنيانوس)

بدوره، يتطلّع المدير العام لشركة «إيه إيه سي» للاستشارات، القائمة على مشروع «ذي هاوس»، أندريه أبي شديد، إلى استضافته نشاطات اجتماعية وثقافية وترفيهية بزخم بعد ترميمه. يقول لـ«الشرق الأوسط»: «الشركة تموِّل المشروع من خلال تجمُّع لشخصيات، لتشغيله في مرحلة ما بعد الترميم. إعادة إعمار المنزل التراثي محاكاة لإعادة الحياة إلى لبنان بعد كل أزمة»، مستعيداً أسطورة «طائر الفينيق» الشهيرة في بلسمة الجرح المتّسع. فالمنزل مثَّل الحاجة إلى نفض الخراب والعبور؛ ولمّا احتضن لوحات رُسم بعضها قبل 7 عقود، مع نتاج ما بعد الانفجار، شهد على لقاء المراحل التاريخية أمام عظمة الصمود.

تجسُّد فاجعة المرفأ بجانب لوحات ومنحوتات تهمس أخبار بيروت (صور جوني فنيانوس)

في منحوتة الأهراءات المُهشَّمة لبسام كريلوس، ولوحة الطائرة المغادرة فوق منازل المدينة وبحرها المُعانِق لصخرتها الأسطورية بمنطقة الروشة لجميل ملاعب، بجانب أعمال لعشرات، منهم ريتا عضيمة وندى كرم وبولا شاهين، والدخان اللئيم المُتصاعد من مقتلة أغسطس في لوحة جان جبور... حضرت بيروت بسحر المتغلّبين على عذاباتهم، المُحلّقين بأجنحة مكسورة.