جوزيف عطية لـ«الشرق الأوسط»: الفن يرتكز على العفوية والصدق

يقول إن لكل حفل يحييه مذاقه ونكهته الخاصين به

جوزيف عطية خلال حفله في {أعياد بيروت} ({الشرق الأوسط})
جوزيف عطية خلال حفله في {أعياد بيروت} ({الشرق الأوسط})
TT

جوزيف عطية لـ«الشرق الأوسط»: الفن يرتكز على العفوية والصدق

جوزيف عطية خلال حفله في {أعياد بيروت} ({الشرق الأوسط})
جوزيف عطية خلال حفله في {أعياد بيروت} ({الشرق الأوسط})

يثبت الفنان جوزيف عطية مكانته على الساحة الفنية يوماً بعد يوم. وأخيراً، خلال إطلالته في مهرجان «أعياد بيروت» استطاع أن ينتزع النجومية بجدارة، فأثبت مرة جديدة أنه نجم متألق. وقد شهد حفله زحفاً بشرياً وتفاعلاً منقطع النظير. ولعلّ تميزه عن غيره من أبناء جيله من الفنانين يكمن بخامة صوته. فهي تتلون بكل لحن وكلمة يؤديهما، فتبرز إمكاناته وقدراته في غناء الفولكلور اللبناني كما الأغاني الرومانسية والوطنية وحتى المصرية.

كل حفل يحييه يحمل منه ذكرى خاصة. وكلما تراكمت تجاربه في هذا المجال، شعر بثبات مكانته أكثر فأكثر. ويعلّق: «مهرجانات (أعياد بيروت) لها مذاقها الخاص. ووقف على خشبتها أهم وأشهر النجوم العرب والأجانب إلى جانب المطربين اللبنانيين. فتاريخ هذا المسرح يحسب له ألف حساب، وكذلك الجمهور الذي يزين مدارجه».

جوزيف عطية مع إليانا في لقطة من أغنية {ولا غلطة} (قناته على {يوتيوب})

ويتابع عطية أنه لا يستطيع تفضيل جمهور عن آخر ولا حفل عن غيره. «في جولاتي خارج لبنان أكتشف ميزة كل جمهور. وتفاعله معي يزوّدني بالحماسة. وفي أستراليا وكندا وأميركا وصلني من الجاليات العربية هذا الشوق الكبير للوطن».

يضع الأعمال الطربية والأصيلة في مقدمة ما يفتقده الناس هذه الأيام. «لا شك أن الأغاني الرومانسية تحجز لها مكانة كبيرة. وعندما أؤديها ألمس مدى مخاطبتها الناس. لذلك لا أحصر نفسي في لون غنائي واحد، لأن لكل لون حصته من حب الجمهور».

أحدثت أغنية عطية «لبنان رح يرجع» حالة فنية دفعت بالبعض لتصنيفها بما يشبه النشيد الوطني. وعندما يؤديها عطية في أي حفل يحييه تولّد أجواء حماسية لافتة.

لا يستبعد جوزيف فكرة القيام بمسرحية غنائية ({الشرق الأوسط})

وفي حفلته الأخيرة وسط بيروت ارتدى العلم اللبناني انسجاماً مع تلويح الجمهور به من بعيد. فهل يفكر اليوم بإعداد أغنية جديدة من هذا النوع؟ يردّ لـ«الشرق الأوسط»: «مشروع إعداد أغنية وطنية جديدة وارد دائماً. ولكن نجاح الفنان بأغنية من هذا النوع هو برأيي سيف ذو حدّين. فمن الصعب أن يعيد الكرّة من دون أن يضمن للعمل الانتشار نفسه. فعمل بهذه الأهمية، قد لا يمكننا إيجاد ما يوازيه أهمية بسهولة».

من الإنجازات التي حققها عطيّة أخيراً هو تكريمه بجائزة ضمن مهرجان «بياف» (بيروت الدولي). سبق وحصد جوائز عدة خلال مشواره، فماذا بالنسبة لتكريمه من قلب بيروت؟ «الجائزة النابعة من محبة الناس في الوطن الأم لها معانٍ خاصة. وهذا المهرجان بالذات الذي يسلّط الضوء على بيروت الثقافة ودورها كعاصمة عربية، أشعرتني جائزته بالفخر. أدرك أن أي تكريم يحصل يحمل صبغة معنوية، ولكنه يترك عند المكرّم شعوراً مغايراً في بلده. فكأنه مكافأة على إنجازاته التي حققها بالجهد والمثابرة».

يجد من الصعوبة تكرار تجربته في أغنية {لبنان رح يرجع} ({الشرق الأوسط})

من يحضر جوزيف عطية في أي حفل يقيمه يلحظ عنده حضوراً طاغياً على الخشبة. فيترك لدى مشاهده الانطباع بأنه بطل مسرحية غنائية. وتسأله «الشرق الأوسط» عن إمكانية لعب بطولة مسرحية من هذا النوع؟ «لم يخطر على بالي أبداً أن أقوم بهذه الخطوة الفنية. ورأي الناس فيّ بهذه الطريقة يثلج قلبي. لا شك أني أجيد التحكم بحركتي على المسرح مما يزودني بطاقة هائلة. ولذلك لا أستبعد تقديم مسرحية من هذا النوع إذا ما قدّر لي ذلك».

يبتعد عطية في معظم الوقت عن الظهور باستمرار تحت الأضواء. فهو يفضل أن يحافظ على نمط حياته الطبيعي. ويتابع: «لم أقصد القيام بذلك عن سابق تصميم. فطبيعة حياتي الهادئة تدفعني للالتزام بهذا الخط الاجتماعي. فأنا مرتاح بأسلوب حياتي هذا وأعتقد أني سأحافظ عليه دائماً».

لا أحصر نفسي في لون غنائي واحد لأن لكل لون حصته من حب الجمهور

جوزيف عطية

أحلام عطيّة كثيرة، ولكنه في المقابل لا يخطط لها. «أعيش على (ما قدّر الله). فلا تأخذ مني أحلامي الحيّز الأكبر من تفكيري. أعمل بعفوية وأعتزّ بصداقتي وقربي من الناس. والجميل أن الأمور تسير كما أشتهي. برأيي أن الفن يرتبط ارتباطاً مباشراً بالعفوية والصدق. فهما ركيزتان تؤمن للفنان استمرارية تدوم». وعن الملحنين الذين يحبّ التعاون معهم فيسمّي كلاً من مروان خوري وزياد برجي.

في ثنائية جديدة لم يسبق أن قدمها مع مغنية أطلّ جوزيف عطية في أغنية «ديو» مع الفنانة إليانا. سبق وتعاون مع المغني العالمي فوديل بأغنية «تلاقينا تاني». فكيف حصل هذا اللقاء مع الفنانة المذكورة؟ يخبر «الشرق الأوسط»: «الأمر حصل بعفوية وما خدمه هو الانسجام الغنائي بيني وبين إليانا. فخامة صوتنا كانت متلائمة، وقد صوّرنا عمل (ولا غلطة) في فرنسا. وحضرت بيننا منذ اللحظة الأولى كيمياء، ومع تناسق خامتنا الصوتية، ولد عمل يحمل روحاً فنية ونبض غناء أحبهما الناس».

الانسجام الغنائي بيني وبين إليانا ولّد عملاً يحمل روحاً فنية ونبض غناء أحبهما الناس

جوزيف عطية

قريباً يقوم جوزيف عطية بجولة فنية في أميركا وكندا، ويسبقها بعدة حفلات يحييها ما بين سوريا والأردن، ومدينة دبي. وبالنسبة للأشخاص الذين يستشيرهم قبل أي خطوة يقدم عليها يقول: «ألجأ إلى أشخاص كثيرين وفي مقدمهم فريق إدارة أعمالي وعلى رأسه أمين أبي ياغي. كما أصغي لأصدقاء أثق بهم ومقربين مني. وفي النهاية أختار ما يناسب قناعاتي. فالأغاني التي أقدمها يجب أن تحرّك أحاسيسي وتتلاءم مع أفكاري. فلا أقدم على عمل لا أحبه. ولا مرة ذهبت باتجاه مبالغ فيه أو تطرّفت في خياري. وأعتقد أن ما أقوم به يتفق مع شخصيتي، كوني أسير في الطريق الصحيح».

يعترف بأنه أحياناً لم يقدّر نجاح أغنية كما توقّع له فريق العمل. «أغنية (بعد الشوق) أفضل مثال على ذلك. تعاوني مع أشخاص متمرسين ومحترفين هو بمثابة إضافة لي. هذا الأمر لا يقتصر على خياراتي الغنائية بل على خطوات فنية أخرى أقوم بها».

وعما إذا هو يطمح لدخول مجال التمثيل السينمائي، يختم لـ«الشرق الأوسط»: «أحلامي بالفن لا حدود لها، وأكثر ما أعمل وأجتهد للوصول إليه هو التطور. فلن أتأخر في المستقبل عن القيام بأي خطوة تصبّ في خانة التقدم. وهذا الأمر يشمل السينما والمسرح».


مقالات ذات صلة

لماذا تراجعت أعداد مطربات الغناء الشعبي في مصر؟

الوتر السادس الفنانة المصرية فاطمة عيد (حسابها على {فيسبوك})

لماذا تراجعت أعداد مطربات الغناء الشعبي في مصر؟

رتبطت الأغنية الشعبية في مصر بأزياء وكلمات وألحان وطقوس لافتة عبرت عن مناسبات وحكايات من عمق الشارع، كما نال مطربوها شهرة واسعة، من خلال شرائط الكاسيت.....

داليا ماهر (القاهرة)
الوتر السادس سبق وحوّل كلام لجبران خليل جبران إلى أغنية لم تكتمل ملامحها (حسابه على {إنستغرام})

الفنان زاف لـ«الشرق الأوسط»: لماذا يتحكّم الشرّ بكوكبنا؟

فاجأ الفنان جوزف عبود والمشهور باسم «زاف» متابعيه على «إنستغرام» بطرحه قَسَم الراحل جبران تويني في أغنية.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الملصق الترويجي لحفل تامر عاشور

«مهرجان الموسيقى العربية» يتصدر الاهتمام في مصر

تصدر «مهرجان الموسيقى العربية» بنسخته الـ32 الاهتمام في مصر قبل ساعات من حفل الافتتاح، المقرر مساء الجمعة، مع تعديلات حدثت باللحظات الأخيرة على حفلات المهرجان.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق النجمة الأميركية جينيفر لوبيز برفقة زوجها السابق الممثل بن أفليك (رويترز)

بعد طلاقها من بن أفليك... جينيفر لوبيز تكسر صمتها

تحدثت النجمة الأميركية جينيفر لوبيز بصراحة عن طلاقها من بن أفليك بعد زواج دام عامين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الوتر السادس المخرج بول عقيقي لوّن مشاهد الكليب بسيارة «فولكسفاغن» قديمة صفراء (باسكال مشعلاني)

باسكال مشعلاني لـ«الشرق الأوسط»: نحن شعب يحبّ السلام... والفنّ مسؤولية

«ما حبيتش» هي الأغنية التي أصدرتها أخيراً الفنانة باسكال مشعلاني، وقد لوّنتها بلمسة تونسية تجيدها. فهي تعود للملحن والمغني التونسي علي الرياحي.

فيفيان حداد (بيروت)

لماذا تراجعت أعداد مطربات الغناء الشعبي في مصر؟

الفنانة المصرية فاطمة عيد (حسابها على {فيسبوك})
الفنانة المصرية فاطمة عيد (حسابها على {فيسبوك})
TT

لماذا تراجعت أعداد مطربات الغناء الشعبي في مصر؟

الفنانة المصرية فاطمة عيد (حسابها على {فيسبوك})
الفنانة المصرية فاطمة عيد (حسابها على {فيسبوك})

ارتبطت الأغنية الشعبية في مصر بأزياء وكلمات وألحان وطقوس لافتة عبرت عن مناسبات وحكايات من عمق الشارع، كما نال مطربوها شهرة واسعة، من خلال شرائط الكاسيت، والأعراس الشعبية، والبرامج التلفزيونية، وغيرها من الفعاليات الفنية.

ومع التغيرات التي طرأت على الوسط الغنائي في مصر أصبحت الأغنية الشعبية تعاني ندرة المطربات؛ وذلك منذ العقد الأول من الألفية الجديدة، وفق آراء البعض منهم.

الفنانة الشعبية شفيقة (أرشيفية)

وشهدت الأغنية الشعبية انطلاق أسماء نسائية عدة على مدار سنوات من بينها: حياة صبري، ومنيرة المهدية، ونعيمة المصرية، وخضرة محمد خضر، وبدرية السيد، وجمالات شيحة، ورضا شيحة، وفاطمة سرحان، وعايدة الشاعر، وليلى نظمي، وشفيقة، وفاطمة عيد، وهدى السنباطي، وغيرهن.

ورغم أن المطربة الشعبية فاطمة عيد تعتبر إحدى رائدات الأغنية الشعبية في مصر لكنها اعتمدت في السنوات الأخيرة على إصدار أغنيات منفردة، واكتفت بذلك ولم يعد لها وجود مكثف في الحفلات الجماهيرية والتلفزيونية مثل السابق.

كما لمع اسم المطربة الشعبية هدى السنباطي أخيراً، من خلال مشاركتها في ديو «ولعانة» مع الفنان أحمد مكي عبر مسلسل «الكبير أوي»، برغم وجودها على القائمة منذ ما يقرب من 50 عاماً.

وتراجعت أعداد مطربات الأغنية الشعبية بعد أن كن نجمات لحفلات غنائية، ورائدات في إصدار «شرائط الكاسيت»، حتى التسعينات ومطلع الألفية، واقتصرت الساحة الشعبية بالوقت الحالي على المطربتين بوسي وأمينة، وفق تصنيف البعض لهما.

فلماذا شهد الشارع المصري تراجعاً في عدد المطربات الشعبيات وخاصة منذ مطلع الألفية الجديدة؟

ووفق الدكتور محمد عبد الله، الأستاذ بكلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان، فإن عجلة «الأغنية الشعبية» لم تتوقف لكنها شهدت تغييرات جذرية، وسحب منها البساط قليلاً، لكنها راسخة وتحتاج إلى تسليط الضوء من خلال التجول بالمحافظات المصرية.

الفنانة الشعبية هدى السنباطي (يوتيوب)

ونوه عبد الله بأن المطربة الشعبية تتمتع بمواصفات شكلية لم نعد نراها، كما أن الساحة الفنية تخلو حالياً من الأسماء النسائية، بسبب تغييرات السوق ومطالب الناس التي تتطلع لألوان فنية أخرى.

وشدد عبد الله في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، على أن الفن الشعبي لن يندثر، لكن الناس تشبعت منه خلال السنوات الماضية، والعبرة بخروج أسماء جديدة تجد من يدعمها؛ لأننا في عصر السوشيال ميديا التي تتحكم في متطلبات السوق.

الفنانة الشعبية عايدة الشاعر (يوتيوب)

ويطمح عبد الله أن تتبنى وزارة الثقافة بقطاعاتها المختلفة المواهب، وعمل برامج للغناء الشعبي، وإظهار المواهب التي تحقق مشاهدات واسعة على موقع «تيك توك».

من جانبها، ترى الشاعرة المصرية منة عدلي القيعي أن الصوت النسائي قليل بشكل عام وليس في اللون الشعبي فقط، وأرجعت منة ندرة ظهور مطربات شعبيات على الساحة للإنتاج الذي يجب عليه الاهتمام بالمواهب التي تملأ مواقع التواصل الاجتماعي، وفق قولها.

ونوهت القيعي بأن العملية الإنتاجية هي المتحكمة في كل الأدوات بشكل عام، فلم نعد نرى الأزياء الشعبية، وأغاني الفلكلور، والسيرة الهلالية، والحكايات الشعبية، والآلات التي اعتدنا عليها، سواء في الأغنيات الرجالية أو النسائية.

وتضيف القيعي لـ«الشرق الأوسط» أن الساحة الرجالية أيضاً تعاني من قلة عدد المطربين، كما نوهت القيعي إلى أن قنوات الأغاني مطلع الألفية الجديدة كانت كفيلة بانتشار أي اسم فني من الجنسين خلال ساعات، لأن القنوات كانت الأكثر متابعة، لكن بعد انتشار السوشيال ميديا فإن حجم دورها قل.

الفنانة الشعبية جمالات شيحة (يوتيوب)

ولخصت القيعي الأزمة في الإيمان بالفكرة والإنتاج وليس في الكلمات والألحان، مؤكدة أن الغناء الشعبي جمهوره أصبح قليلاً، لكن عندما يظهر فنان يجذب الناس سيزداد العدد مجدداً.

المطربة الشعبية المصرية فاطمة عيد تؤكد أن الأغنية الشعبية موجودة ولن تنقرض، لكن الإنتاج الضئيل هو ما يجعلنا نلمس قلة في عدد المطربات الشعبيات، كما أكدت أن الغناء الشعبي بالنسبة للبعض ليس في المقدمة بل في درجة ثانية وثالثة.

وشددت عيد في حديثها لـ«الشرق الأوسط» على أنها ما زالت موجودة على الساحة الفنية وتحضر لشريط غنائي، كما أوضحت أن العائق وراء بروز أسماء فنية أخرى على الساحة الشعبية هو الدعم وتسليط الضوء عليها، كما أشارت إلى أن لا أحد يشبهها على الساحة، ولا يستطيع أحد غناء الموال بإتقان مثلها.

الإنتاج الضئيل هو ما يجعلنا نلمس قلة في عدد المطربات الشعبيات

فاطمة عيد

كما أوضحت عيد أن المطربتين بوسي وأمينة ليستا فنانتين شعبيتين بالشكل المتعارف عليه، لكنهما تقدمان الشعبي «المودرن»، ولونهما لا يشبه المطربات الشعبيات اللواتي قدمن حكايات العامل، والفلاح، والصعيدي، والأفراح الشعبية، وغيرها من المهن والمستويات.

«الأغنية الشعبية» شهدت تغييرات جذرية وسُحب منها البساط

الأكاديمي محمد عبد الله

ومن جانبها، أكدت المطربة الشعبية المصرية هدى السنباطي لـ«الشرق الأوسط»، أن اللون الذي تقدمه كل من المطربتين بوسي وأمينة لا يصنف ضمن مدارس الغناء الشعبي التي تتنوع حسب الطبقات الاجتماعية، وخصوصاً الطبقتين الفقيرة والمتوسطة، بل هي أغنيات للاستهلاك في الحفلات.

وشددت السنباطي على أن الغناء الشعبي هو أصل الحكاية والموضوعات الاجتماعية مثل الأخوة والصداقة والأبوة والبنوة، ومواويل الغزل والألم والرثاء التي تعبر عن المشاعر، وهي أساس كل بيت مصري.

وتضيف السنباطي: نحن نفتقد الغناء الشعبي الأصلي، وليس الأعمال التي تقدم في حفلات النخبة. كما أكدت على أن طمس هوية الغناء الشعبي وانقراضه بدآ بالفعل، ولم يعد لرواده نصيب من التقدير وميزانية القنوات، مؤكدة أن القنوات تحتاج إلى «الشو» وليس للغناء الشعبي، بل أصبحت «المهرجانات» هي السائدة.

الغناء الشعبي جمهوره أصبح قليلاً

الشاعرة منة القيعي

وتقول السنباطي إنها آخر مطربات الغناء الشعبي، مؤكدة أن موهبتها الغنائية لم تستغل بالشكل الأمثل ولم تجد الدعم المناسب، مثل اهتمام وزارة الثقافة بحفلات الأوبرا والموسيقى العربية، وفق قولها. وطالبت السنباطي بتجديد المسارح والبرامج، وتسليط الضوء على المواهب والفرق الشعبية في ربوع مصر.

ما تقدمه «بوسي وأمينة» لا يصنف ضمن مدارس الغناء الشعبي

هدى السنباطي

وتوضح السنباطي أن نجاحها عبر ديو «ولعانة»، مع الفنان أحمد مكي، لم يستغل من قبل المنتجين والقنوات لإحياء هذا الفن مثل سابق عهده، كما كشفت أن الأزمة تتلخص في الإنتاج، والإعلام الذي لا يهتم بـ«الغلابة» ومساعدتهم للظهور وإقامة الحفلات مثل السابق بالجلبابين الشعبي والصعيدي، ودعم البراعم وعازفي الآلات الموسيقية، وإظهارهم بالبرامج، وتسليط الضوء على عادات وتقاليد المحليات.

وكان التلفزيون المصري حريصاً على إظهار الأغنية الشعبية بشكل كبير عبر برنامج «الفن الشعبي» الذي كان يتجول بكاميراته في دلتا مصر وصعيدها لتقديم المواهب الغنائية الشعبية الرجالية والنسائية، وتسليط الضوء عليها عبر حلقات تستضيف نجومها بأزيائهم وآلاتهم وتجمعاتهم اللافتة.