تكريم جامعة مصرية لخريج هندسة «بائع تين شوكي» يثير جدلاً

تكريم خريج الهندسة بائع التين الشوكي في جامعة سوهاج (جامعة سوهاج)
تكريم خريج الهندسة بائع التين الشوكي في جامعة سوهاج (جامعة سوهاج)
TT

تكريم جامعة مصرية لخريج هندسة «بائع تين شوكي» يثير جدلاً

تكريم خريج الهندسة بائع التين الشوكي في جامعة سوهاج (جامعة سوهاج)
تكريم خريج الهندسة بائع التين الشوكي في جامعة سوهاج (جامعة سوهاج)

أثار تكريم الدكتور حسان النعماني، رئيس جامعة سوهاج (جنوب مصر)، للطالب كمال محمد، خريج كلية الهندسة، الشهير بـ«بائع التين الشوكي»، جدلاً على «السوشيال ميديا»، وإن كان التكريم جاء في إطار حرص الجامعة على إبراز النماذج الإيجابية من الشباب داخل المجتمع السوهاجي، كما أشار رئيس الجامعة، فإن متابعين رأوا أن التكريم الحقيقي يكون بتوفير وظيفة مناسبة لخريج الهندسة.

وحظِي الطالب كمال محمد باهتمام كبير الأيام الماضية، بعد انتشار قصته على وسائل التواصل الاجتماعي، واستضافته في برامج تلفزيونية ليتحدث عن عمله في بيع التين الشوكي أثناء الدراسة.

وقال رئيس جامعة سوهاج في بيان بعد تكريم الخريج: «تحرص الجامعة على تكريم المجتهدين، وإبراز النماذج المثالية، التي يمكن أن تكون قدوة لغيرهم من الطلاب»، مؤكداً أن «العمل في أي مجال ليس به أي عيب، ولكنه يشرّف صاحبه؛ إذ استطاع رغم ذلك تحقيق حلم والدَيه بدخول كلية الهندسة».

وعدّ رئيس الجامعة أن «كمال محمد يمتلك قصة نجاح ملهمة»، مشيراً إلى أن البدء بأشياء بسيطة يؤدي في النهاية للتوفيق والنجاح. ووجّه رسالة للطلاب بأنه «من الكفاح يُولَد النجاح».

في حين أعرب خريج الهندسة كمال محمد عن سعادته بهذا التكريم، وقال إنه «وسام على صدره، وأنه تشرّف بالتخرج في جامعة سوهاج»، وعَدَّ التكريم دافعاً له لمواصلة الكفاح، وتشجيعاً وتحفيزاً له للعمل ومواجهة جميع التحديات.

وذكر أنه بدأ العمل في بيع التين الشوكي منذ 5 سنوات، وفي فترة الدراسة والإجازة، وأنه أيضاً عمل في مجالات عدّة منذ الصغر، ويتمنى العمل في شركة كبرى تعمل في المشروعات القومية.

وكتب دياب الشعيبي على حسابه في منصة «إكس» مشجعاً الشاب قائلاً: «بقوة وصبر وعزيمة الرجال تخرّج بائع التين الشوكي محمد كمال، ابن محافظة سوهاج، وحصل على بكالريوس الهندسة المدنية من جامعة سوهاج، بعد أن عانى الكثير ليتمّم دراسته»، وأنهى كلامه بعبارة: «على يد هؤلاء الشرفاء تُبنى الأوطان».

ورأى محمد بصل عبر حسابه في «فيسبوك»، أن قصة هذا الشاب «نموذج إيجابي طبعاً، ويتحدى عقبات نفسية واجتماعية وواقعية، ولكن لها دلالات شديدة السلبية عن سوق العمل والبطالة، وأوضاع خريجي كليات القمة»، وأشار إلى أن الأولى والمفهوم أن الجامعة تساعد في توظيفه بمكان يناسب دراسته.

وهو ما ظهر في فيديو لرئيس الجامعة حين أكّد في أحد البرامج أن هناك مصنعاً كبيراً وعد بتعيين الخريج المجتهد، الذي بدأ مشروعاً من الصفر، وعدّه «نموذجاً للشاب الواعي القوي الذي يأكل من عرق جبينه».

وتوالت التعليقات التي تشير إلى أن الشاب نموذج ملهم، ولكن ليس مكانه الطبيعي أن يبيع التين الشوكي.

وكتبت مروة فاروق على حسابها في «فيسبوك»: «وحتى يكتمل هذا المشهد، فقد يتم استضافة هذا الشاب في البرامج التلفزيونية للحديث عن قصته الملهمة، وكيف يحقّق من بيع التين الشوكي ما لا يحققه مؤسس (فيسبوك) ومالك (تويتر) وبينهما بيل غيتس!».

وأشارت تعليقات أخرى إلى خبر التكريم بوصفه مستحَقاً للخريج، وأبرزَته محافظة سوهاج على صفحتها في موقع «فيسبوك».


مقالات ذات صلة

مصر: ضحية جديدة تُصعّد حملة مكافحة التنمّر ضد الأطفال

يوميات الشرق وزارة التربية والتعليم أطلقت حملات لمكافحة التنمر (فيسبوك)

مصر: ضحية جديدة تُصعّد حملة مكافحة التنمّر ضد الأطفال

في حادث مأساوي بمحافظة الإسكندرية (شمال مصر)، تخلّصت طفلة (11 عاماً) في المرحلة الابتدائية بالتعليم من حياتها، بعد أن تعرضت لضغوط نفسية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان شكري سرحان (حساب الإعلامي محسن سرحان على «فيسبوك»)

شكري سرحان يعود للأضواء بعد «انتقاد موهبته»

عاد الفنان المصري شكري سرحان الملقب بـ«ابن النيل» إلى الأضواء مجدداً بعد مرور 27 عاماً على رحيله، وذلك عقب «انتقاد موهبته»، وأن نجوميته كانت أكبر من موهبته.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق تمثال ديليسبس بمتحف قناة السويس (فيسبوك)

لماذا يرفض مصريون إعادة تمثال ديليسبس لمدخل قناة السويس؟

في الوقت الذي يشهد تصاعداً للجدل حول إعادة تمثال ديليسبس إلى مكانه الأصلي في المدخل الشمالي لقناة السويس قرر القضاء تأجيل النظر في طعن على قرار الإعادة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق لكل مفقود قصة (شرطة ويست مدلاندز)

صورة مشوَّشة تكشف مكان بريطانية اختفت قبل 52 عاماً

عثرت الشرطة البريطانية على امرأة اختفت قبل أكثر من 5 عقود؛ وهي على قيد الحياة، بعدما نشر أفرادها صورة مشوَّشة لها، بُعيد 52 عاماً من اختفائها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الكاتب أحمد المسلماني  (حساب المركز الإعلامي للهيئة الوطنية للإعلام بفيسبوك)

مصر: ترحيب بإلغاء الإعلانات بإذاعة «القرآن الكريم»

حظي قرار «الهيئة الوطنية للإعلام» في مصر بإلغاء «الفواصل الإعلانية» من إذاعة «القرآن الكريم» بردود فعل إيجابية وترحيب واسع عبر تعليقات «سوشيالية».

داليا ماهر (القاهرة )

السنة الأمازيغية 2975... احتفاء بالجذور وحفاظ على التقاليد

نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)
نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)
TT

السنة الأمازيغية 2975... احتفاء بالجذور وحفاظ على التقاليد

نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)
نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)

يحتفل الأمازيغ حول العالم وخاصة في المغرب العربي بعيد رأس السنة الأمازيغية في 12 أو 13 من يناير (كانون الثاني)، التي توافق عام 2975 بالتقويم الأمازيغي. ويطلق على العيد اسم «يناير»، وتحمل الاحتفالات به معاني متوارثة للتأكيد على التمسك بالأرض والاعتزاز بخيراتها.

وتتميز الاحتفالات بطقوس وتقاليد متنوعة توارثها شعب الأمازيغ لأجيال عديدة، في أجواء عائلية ومليئة بالفعاليات الثقافية والفنية.

وينتشر الاحتفال ﺑ«يناير» بشكل خاص في دول المغرب والجزائر وتونس وليبيا والنيجر ومالي وسيوة بمصر.

أمازيغ يحتفلون بالعام الجديد من التقويم الأمازيغي في الرباط بالمغرب 13 يناير 2023 (رويترز)

جذور الاحتفال

يعود تاريخ الاحتفال برأس السنة الأمازيغية إلى العصور القديمة، وهو متجذر في الحكايات الشعبية والأساطير في شمال أفريقيا، ويمثل الرابطة بين الأمازيغ والأرض التي يعيشون عليها، فضلاً عن ثروة الأرض وكرمها. ومن ثمّ فإن يناير هو احتفال بالطبيعة والحياة الزراعية والبعث والوفرة.

ويرتبط الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة بأصل تقويمي نشأ قبل التاريخ، يعكس تنظيم الحياة وفق دورات الفصول.

وفي الآونة الأخيرة، اكتسب الاحتفال برأس السنة الأمازيغية أهمية إضافية كوسيلة للحفاظ على الهوية الثقافية الأمازيغية حية.

ومصطلح «يناير» هو أيضاً الاسم الذي يُطلق على الشهر الأول من التقويم الأمازيغي.

خلال احتفال لأمازيغ جزائريين برأس السنة الأمازيغية الجديدة «يناير» في ولاية تيزي وزو شرق العاصمة الجزائر (رويترز)

متى رأس السنة الأمازيغية؟

إن المساء الذي يسبق يناير (رأس السنة الأمازيغية) هو مناسبة تعرف باسم «باب السَنَة» عند القبائل في الجزائر أو «عيد سوغاس» عند الجماعات الأمازيغية في المغرب. ويصادف هذا الحدث يوم 12 يناير ويمثل بداية الاحتفالات في الجزائر، كما تبدأ جماعات أمازيغية في المغرب وأماكن أخرى احتفالاتها في 13 يناير.

يبدأ التقويم الزراعي للأمازيغ في 13 يناير وهو مستوحى من التقويم اليولياني الذي كان مهيمناً في شمال أفريقيا خلال أيام الحكم الروماني.

يمثل يناير أيضاً بداية فترة مدتها 20 يوماً تُعرف باسم «الليالي السود»، التي تمثل واحدة من أبرد أوقات السنة.

أمازيغ جزائريون يحتفلون بعيد رأس السنة الأمازيغية 2975 في قرية الساحل جنوب تيزي وزو شرقي العاصمة الجزائر 12 يناير 2025 (إ.ب.أ)

ما التقويم الأمازيغي؟

بدأ التقويم الأمازيغي في اتخاذ شكل رسمي في الستينات عندما قررت الأكاديمية البربرية، وهي جمعية ثقافية أمازيغية مقرها باريس، البدء في حساب السنوات الأمازيغية من عام 950 قبل الميلاد. تم اختيار التاريخ ليتوافق مع صعود الفرعون شيشنق الأول إلى عرش مصر.

وشيشنق كان أمازيغياً، وهو أحد أبرز الشخصيات الأمازيغية في تاريخ شمال أفريقيا القديم. بالنسبة للأمازيغ، يرمز هذا التاريخ إلى القوة والسلطة.

رجال أمازيغ يرتدون ملابس تقليدية يقدمون الطعام خلال احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)

كيف تستعد لرأس السنة الأمازيغية؟

تتركز احتفالات يناير على التجمعات العائلية والاستمتاع بالموسيقى المبهجة. تستعد معظم العائلات لهذا اليوم من خلال إعداد وليمة من الأطعمة التقليدية مع قيام الأمهات بتحضير الترتيبات الخاصة بالوجبة.

كما أصبح من المعتاد ارتداء الملابس التقليدية الأمازيغية والمجوهرات خصيصاً لهذه المناسبة.

وتماشياً مع معاني العيد المرتبطة بالتجديد والثروة والحياة، أصبح يناير مناسبة لأحداث مهمة لدى السكان مثل حفلات الزفاف والختان وقص شعر الطفل لأول مرة.

يحتفل الأمازيغ في جميع أنحاء منطقة المغرب العربي وكذلك أجزاء من مصر بعيد «يناير» أو رأس السنة الأمازيغية (أ.ف.ب)

ما الذي ترمز إليه الاحتفالات؟

يتعلق الاحتفال بيوم يناير بالعيش في وئام مع الطبيعة على الرغم من قدرتها على خلق ظروف تهدد الحياة، مثل الأمطار الغزيرة والبرد والتهديد الدائم بالمجاعة. وفي مواجهة هذه المصاعب، كان الأمازيغ القدماء يقدسون الطبيعة.

تغيرت المعتقدات الدينية مع وصول اليهودية والمسيحية والإسلام لاحقاً إلى شمال أفريقيا، لكن الاحتفال ظل قائماً.

تقول الأسطورة إن من يحتفل بيوم يناير سيقضي بقية العام دون أن يقلق بشأن المجاعة أو الفقر.

نساء يحضّرن طعاماً تقليدياً لعيد رأس السنة الأمازيغية (أ.ف.ب)

يتم التعبير عن وفرة الثروة من خلال طهي الكسكس مع سبعة خضراوات وسبعة توابل مختلفة.

في الماضي، كان على كل فرد من أفراد الأسرة أن يأكل دجاجة بمفرده للتأكد من شبعه في يوم يناير. وترمز البطن الممتلئة في يناير إلى الامتلاء والرخاء لمدة عام كامل.

ومن التقاليد أيضاً أن تأخذ النساء بعض الفتات وتتركه بالخارج للحشرات والطيور، وهي لفتة رمزية للتأكد من عدم جوع أي كائن حي في العيد.