حديقة في كوبا تحوَّلت ملاذاً لأصغر طائر في العالم

صورة لطائر من بيكسباي
صورة لطائر من بيكسباي
TT

حديقة في كوبا تحوَّلت ملاذاً لأصغر طائر في العالم

صورة لطائر من بيكسباي
صورة لطائر من بيكسباي

في بالبيتيه، تحولت حديقة برنابي هيرنانديز ملاذاً للطائر الطنان الموجود فقط في كوبا، وهو أصغر طائر في العالم، إذ يتراوح طوله بين 5 و6 سنتيمترات، ووزنه بالغرامات بين 1.6 و2.5.

ويقول الرجل السبعيني وهو ينظر إلى طائرين يتوجّهان إلى وعاء مياه صغير معلّق في الحديقة: «لا نملّ منه قط. فدائماً نكتشف شيئا جديداً عنه!».

ومع أنّ اسمه العلمي «ميليسوغا هيليناي»، فإنّ الكوبيين أطلقوا عليه اسم «زونزونسيتو» أو «زونزون» الصغير، وهو اسم يُطلق على الطيور الطنانة، في إشارة إلى طنين أجنحتها التي يمكن أن ترف ما يصل إلى مائة مرة في الثانية.

وفي الحديقة المظللة؛ حيث تنمو أشجار المانجو والجوافة والأفوكادو، تطير 6 من هذه الطيور الطنانة بسرعة كبيرة في الحديقة، تحت أعين عدد قليل من السياح الذين كانوا يحملون هواتفهم ويلتقطون صوراً لها.

لكنّ برنابي هيرنانديز وزوجته خوانا ماتوس، ما كانا ينويان تحويل حديقتهما المتواضعة إلى هذا المكان الثمين الذي يُسمى اليوم «لا كاسا دي لوس كوليبريز» والمُتاح للزوار.

وبدأ الموضوع قبل 20 سنة، عندما اضطر برنابي إلى إعادة بناء كل شيء، بعدما دمّر إعصار «ميشيل» منزله في قرية صغيرة تقع داخل سييناغا دي زاباتا، وهي أكبر الأراضي الرطبة في منطقة البحر الكاريبي. وخصصت له الحكومة المعدات والأرض لإعادة بناء منزل في قرية بالبيتيه، على أطراف سييناغا.

ويقول: «لقد انتقلت إلى هنا، ولكن لم تكن هناك طيور»، مضيفاً: «زرعت نبات بوناسي لتوفير ظل وجذب بعض الطيور»، في إشارة إلى شجيرة هاميليا باتينز، الشهيرة بثمارها التي تجذب الطيور.

«حشرة»

لكنّه لم يكن يدرك أنّ الطائر الطنان يحبّ تحديداً رحيق أزهار بوناسي، ولم يستغرق ظهور أول الطيور وقتاً طويلاً.

ويقول: «عندما رأيت طير زونزونسيتو للمرة الأولى، اعتقدت أنه حشرة». ثم قرر أن يزرع نباتات بوناسي أخرى التي تتميّز بأنها تزهر طوال العام. فباتت حديقته تستقطب شيئاً فشيئاً الطيور الطنانة التي تعشش في الغابة المجاورة.

ويمكن رصد نوع آخر من الطيور الطنانة، أكبر بقليل (10 سنتيمترات) وأكثر شيوعاً، هو «ريكورديا ريكوردي» الموجود ليس فقط في كوبا؛ بل أيضاً في بعض الجزر المجاورة لمنطقة البحر الكاريبي.

وبفضل النصائح التي قدّمها المرشدون في متنزه سييناغا دي زاباتا الطبيعي، الشهير بضمّه أنواعاً كثيرة من الطيور (175 نوعاً بين مهاجرة ومستوطنة)، تعلّم برنابي وخوانا كيفية تحضير خليط دقيق من الماء والسكر، ووضعه في أوعية الشرب، وتنظيف الأخيرة بعناية لتجنّب الفطريات.

لاحظ الزوجان أنّ رأس ذكر هذا الطير يتحوّل إلى الأحمر خلال موسم التكاثر. ولا يزال هذا الطير يثير فضول العلماء والزوار بقدرته على التحليق إلى الخلف.

ويعتبر أوريستيس مارتينيز -وهو عالم طيور هاوٍ مشهور متحدر أيضاً من سييناغا دي زاباتا- أنّ محمية برنابي مفيدة للطائر الطنان.

ويقول: «إنّها تحمي الطائر. فخلال فترة التكاثر، تجمع الأنثى الطعام للصيصان بسهولة أكبر». ويصنّف الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة «ميليسوغا هيليناي» ضمن الأنواع «القريبة من التهديد بالانقراض» ويقدّر أعدادها بما بين 22 ألفاً و66 ألف طائر.

وعندما ضرب إعصار «ميشيل» المنطقة في عام 2001: «اختفت طيور (زونزونسيتو)، ولم تعد هناك زهور، ونفق عدد كبير منها».

ومن المستحيل على برنابي هيرنانديز معرفة عدد الطيور الطنانة التي تزور حديقته يومياً؛ لأن سرعة تحليقها تجعل تعدادها أمراً صعباً؛ لكنه يقول إنّه يراها طوال العام. ويبدي فرحته بأنّ كوبا «تضم أصغر طائر في العالم».


مقالات ذات صلة

«حدائق جيولوجية» سعودية في طريقها إلى «اليونيسكو»

يوميات الشرق جانب من إرث جيولوجي تتميّز به مناطق سعودية (الشرق الأوسط)

«حدائق جيولوجية» سعودية في طريقها إلى «اليونيسكو»

يعمل «المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر» في السعودية على دعم إنشاء وتأهيل وتطوير عدد من المواقع التي تتمتع بمقوّمات جيولوجية عالية.

غازي الحارثي (الرياض)
يوميات الشرق السحر لونه بنفسجيّ (أ.ف.ب)

زهرة الجاكاراندا الساحرة في لشبونة... جمالُها «يستحق تحمُّل الإزعاج!»

ما إنْ يحلّ الربيع، حتى تكتسي شوارع لشبونة بلونَي زهرة الجاكاراندا الأزرق والبنفسجي، فأصبح هذا المشهد صورة ملازِمة لاسم العاصمة البرتغالية، وبطاقة بريدية لها.

«الشرق الأوسط» (لشبونة)
يوميات الشرق معرض الزهور أعاد الإحساس بالجدوى (غيتي)

سجينات بريطانيات تعيدهنّ حديقة زهور إلى الحياة

يستضيف معرض «آر إتش إس تشيلسي» للزهور حديقة صمَّمتها وبنتها سجينات وسيدات أُطلقن مؤخراً من السجون البريطانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق حديقة وطنية في تايلاند تعيد القمامة إلى السياح المسؤولين عنها

حديقة وطنية في تايلاند تعيد القمامة إلى السياح المسؤولين عنها

إذا كنت من الأشخاص الذين يرمون القمامة على الأرض في العادة، فعليك التفكير أكثر من مرة بالذهاب إلى حديقة وطنية في تايلاند، حيث إن القمامة التي ترميها، تعود إليك مجدداً. وسيتم شحن القمامة إلى منزلك كتذكير على أنه عندما تكون في الطبيعة، فمن الأفضل أن تقوم بتنظيف أي مخلفات قد تتركها جانباً، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي». وقال وزير البيئة التايلاندي فاراوت سيلبا أرتشا إن السلطات في حديقة خاو ياي الوطنية الشهيرة بالقرب من بانكوك ستبدأ في إعادة القمامة إلى الأشخاص المسؤولين عنها. كما سيتم تسجيل المخالفين لدى الشرطة. ويتعين على زوار الحديقة تسجيل دخولهم مع وضع عناوينهم، مما يسهل على الحراس

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
يوميات الشرق ميلانيا ترمب تشرف على تجديد «حديقة الورود» بالبيت الأبيض

ميلانيا ترمب تشرف على تجديد «حديقة الورود» بالبيت الأبيض

أعلنت سيدة أميركا الأولى ميلانيا ترمب، أمس (الاثنين)، أنها ستشرف بنفسها على تجديد «حديقة الورود (روز غاردن)» في البيت الأبيض، وتعديل المساحة الخضراء الشهيرة المجاورة للمكتب البيضاوي والجناح الغربي، وفقاً لشبكة «سي إن إن». وتعتزم ميلانيا، زوجة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، استعادة التصميم الأصلي لـ«حديقة الورود» الذي أنشأه الرئيس جون.إف كيندي، ونفذته في عام 1962 مصممة الحدائق راشيل باني ميلون.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«السيد رامبو» و«معطر بالنعناع» يمثلان السينما المصرية في «فينيسيا»

لقطة من فيلم «معطر بالنعناع» الذي يشارك بمسابقة «أسبوع النقاد»
لقطة من فيلم «معطر بالنعناع» الذي يشارك بمسابقة «أسبوع النقاد»
TT

«السيد رامبو» و«معطر بالنعناع» يمثلان السينما المصرية في «فينيسيا»

لقطة من فيلم «معطر بالنعناع» الذي يشارك بمسابقة «أسبوع النقاد»
لقطة من فيلم «معطر بالنعناع» الذي يشارك بمسابقة «أسبوع النقاد»

تسجل السينما المصرية حضورها بالدورة الـ81 لمهرجان فينيسيا السينمائي (28 أغسطس / آب - 7 سبتمبر / أيلول 2024) بفيلمي «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، و«معطر بالنعناع»، وفق ما أعلنه المهرجان في مؤتمره الصحافي الثلاثاء للكشف عن تفاصيل دورته الـ81. «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» هو العمل الطويل الأول للمخرج خالد منصور، الذي جاء ضمن الاختيارات الرسمية للمهرجان حيث يشارك ببرنامج «ORIZZONTI EXTRA»، وتأتي هذه المشاركة بعد 12 عاماً من غياب الأفلام المصرية عن الاختيارات الرسمية، منذ عرض فيلم «الشتا اللي فات» للمخرج إبراهيم بطوط في دورة عام 2012.

ويروي فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» قصة الشاب «حسن» الذي يعيد اكتشاف نفسه، ويضطر لمواجهة مخاوف ماضيه خلال رحلته لإنقاذ كلبه وصديقه الوحيد «رامبو» من مصير مجهول، بعدما تورط في حادث خطير دون ذنب ليصبح بين ليلة وضُحاها مُطارداً من قبل سكان الحي.

الفيلم من بطولة عصام عمر، والممثلة الأردنية ركين سعد، وسماء إبراهيم، وأحمد بهاء، وهو أحد مؤسسي فرقة «شارموفرز» الغنائية في أول أفلامه ممثلاً، إضافة إلى عدد من الوجوه الشابة وضيوف الشرف.

بوستر الفيلم الذي جاء ضمن الاختيارات الرسمية لمهرجان فينيسيا

وشارك المنتج محمد حفظي الناقدة رشا حسني إنتاج الفيلم، الذي تخوض من خلاله أولى تجاربها في مجال الإنتاج، كما حصل العمل على دعم إنتاجي من صندوق البحر الأحمر، ومن الصندوق العربي للثقافة والفنون «آفاق»، كما حصل على جائزتي تطوير من «منصة الجونة» .

وقال المخرج خالد منصور إن اختيار أول أفلامه في مهرجان فينيسيا شيء «يخض» أي إنسان في هذا الموقف، لكنه أيضاً يسعده للغاية، لأنه يشعر أن ما قدّمه يصل للناس، سواء في مصر أو خارج مصر، لنؤكد أن هناك سينما في مصر، وأن لدينا صناعة مهمة ومواهب واعدة. وأضاف، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن الفيلم استغرق 7 سنوات حيث بدأه منذ 2017، ووجد صعوبة كبيرة في تمويله، ومن خلاله يقدم قصة بسيطة تشبهنا، وهذا كان الأهم بالنسبة له.

وعَدّ المنتج محمد حفظي مشاركة الفيلم في الاختيار الرسمي لمهرجان «فينيسيا» حضوراً مهماً للسينما المصرية، افتقدناه طويلاً في هذا المهرجان العريق، حسبما أكد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «الفيلم يضمّ مواهب كثيرة تحمّس لها، على غرار بطليه عصام عمر وركين سعد، وأحمد بهاء، كما شاهدت لمخرجه خالد منصور فيلمين قصيرين رائعين».

عصام عمر في لقطة من فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»

موضحاً أنه «يقدم من خلال فيلم (البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو) لغة سينمائية عالية»، ويؤكد حفظي أنه «أبدى حماسه لإنتاج الفيلم منذ قرأ السيناريو الذي عُرض عليه كمشروع شبه جاهز بفريق عمله»، لافتاً إلى «أن رشا حسني عملت عليه طويلاً».

كما يبدي حفظي سعادته باختيار فيلم «معطر بالنعناع» للمخرج ومدير التصوير محمد حمدي، بمسابقة «أسبوع النقاد» بالمهرجان نفسه: «شاهدت لقطات منه خلال مشاركته في مهرجان (مراكش) كمشروع في مرحلة الإنتاج، وأتشوق لمشاهدته في فينيسيا».

ويعد فيلم «معطر بالنعناع» أول الأفلام الروائية الطويلة لمخرجه محمد حمدي الذي يعمل مدير تصوير، وقد حاز جائزة «إيمي»، وتدور أحداث الفيلم من خلال صديقين «علاء ومهدي» الأول طبيب ثلاثيني، والثاني يعاني من ظاهرة غريبة حيث ينمو النعناع على جسده، وتجذب رائحة النعناع أخطاراً تلاحقهما في شوارع المدينة المتهالكة، ويضطران إلى الانتظار والاختفاء في الشوارع التي كانا يعيشان فيها بأمان.

لقطة من فيلم «معطر بالنعناع» الذي يشارك بمسابقة «أسبوع النقاد»

وكان المخرج قد تحدث عن فيلمه في تصريحات سابقة قائلاً إنها «قصة صديقين تحاصرهما بشكل مأساوي إشكالية البقاء على قيد الحياة، وهي قصة تمثل جيلاً بأكمله يسكنه الشك في المستقبل، ما يولّد لديه إحساساً بالخوف يظهر على شكل مرض مُعدٍ، ويقوم ببطولة الفيلم علاء الدين حمادة، مهدي أبو بهات، عبد الرحمن زين الدين».

ركين سعد في لقطة من فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»

وأشاد الناقد أندرو محسن بالحضور السينمائي المصري في دورة هذا العام لمهرجان فينيسيا بفيلمين روائيين، وبمخرجين في عملهما الأول، ما عدّه أمراً يدعو للتفاؤل، وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن فيلم «معطر بالنعناع» حصل على عدة منح تطوير، وإن مخرجه عُرف كمدير تصوير، ومن بين أفلامه التي قام بتصويرها وشارك في إنتاجها «الميدان» الذي حاز جوائز عدة، وقد اختار أبطال فيلمه «معطر بالنعناع» من ممثلين غير محترفين، وأبدى محسن تشوقه لمشاهدة الفيلمين خلال حضوره المهرجان.