بسبب «أقوى فلفل في العالم»... رقائق بطاطس تُدخل أطفالاً يابانيين المستشفى

رقائق البطاطس غير مخصصة للاستهلاك من قِبل الأطفال دون سن 18 عاماً (إندبندنت)
رقائق البطاطس غير مخصصة للاستهلاك من قِبل الأطفال دون سن 18 عاماً (إندبندنت)
TT

بسبب «أقوى فلفل في العالم»... رقائق بطاطس تُدخل أطفالاً يابانيين المستشفى

رقائق البطاطس غير مخصصة للاستهلاك من قِبل الأطفال دون سن 18 عاماً (إندبندنت)
رقائق البطاطس غير مخصصة للاستهلاك من قِبل الأطفال دون سن 18 عاماً (إندبندنت)

أُدخل ما لا يقل عن 14 طالباً من مدرسة ثانوية في طوكيو، المستشفى بعد تناول رقائق البطاطس «شيبس» الحارة، أثناء استراحة الصباح، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

عانى الأطفال الغثيان وألماً في الفم، بعد تناول «رقائق الكاري آر 18 +»، وذكرت صحيفة «أساهي شيمبون» اليابانية أن أحدهم أصيب بمرض شديد، لدرجة أنه اضطر لنقله على كرسي متحرك.

يجري تسويق رقائق البطاطس على أنها غير مخصصة للاستهلاك من قِبل الأطفال دون سن 18 عاماً بسبب بهاراتها الشديدة الناتجة عن «فلفل الشبح»، المعروف أيضاً باسم «بوت غولوكيا».

وذكر التقرير أن أحد الطلاب أحضر هذه الرقائق إلى مدرسة روكوجو كوكا الثانوية؛ «للاستمتاع فقط» في 16 يوليو (تموز) الحالي.

وتناول ما يقرب من 30 طالباً رقائق البطاطس، وجرى نقل 14 منهم إلى المستشفى، جميعهم من الفتيات باستثناء واحد.

وفقاً لشركة «Isoyama Corp» التي تصنع المقرمشات، يأتي المنتج مع تحذيرات على العبوة تنص على أنه «يجب على الأشخاص الذين تقلُّ أعمارهم عن 18 عاماً، الامتناع عن تناول هذا المنتج؛ لأنه حار جداً».

واعتذر ممثل الشركة عن الحادث، وأعرب عن أمله في الشفاء العاجل للطلاب.

وأبلغت المدرسة الشرطة عن الحادثة قائلة إن عدداً من الطلاب يواجهون آلاماً بعد تناول الوجبة الخفيفة الحارة.

في عام 2007، صنّفت موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية «فلفل الشبح» بوصفه «الأقوى في العالم»؛ أي الأكثر حرارة.

واكتسبت الوجبات الخفيفة الحارة شعبية واسعة، في الآونة الأخيرة، غالباً نتيجة تحديات وسائل التواصل الاجتماعي، لكنها تسببت أحياناً في إرسال أشخاص إلى المستشفى، بل كانت متورطة في وفاة مراهق من ولاية ماساتشوستس الأميركية، العام الماضي.


مقالات ذات صلة

«الحنين للوطن»... كيف تتعامل مع الوحدة في الجامعة؟

يوميات الشرق طالب يذاكر قبيل امتحانات شهادة الثانوية العامة في مصر (إ.ب.أ)

«الحنين للوطن»... كيف تتعامل مع الوحدة في الجامعة؟

يعد الذهاب إلى الجامعة لحظة كبيرة في حياة الشخص - بالنسبة لكثيرين، ستكون هذه هي المرة الأولى التي يعيشون فيها بعيداً عن المنزل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا قرار حظر الهواتف الجوالة يهدف إلى تحسين سلوك التلاميذ (د.ب.أ)

حتى لأغراض التعلم... دولة أوروبية تقرر حظر الهواتف في الفصول الدراسية

من المقرر حظر الهواتف الجوالة في الفصول الدراسية الإيطالية في العام الدراسي الجديد بالمدارس، بموجب مرسوم أصدرته، اليوم الخميس، الإدارة اليمينية.

«الشرق الأوسط» (روما)
يوميات الشرق 11 طالباً من ذوي الاحتياجات الخاصة يتابعون برنامجاً أكاديمياً متخصصاً يمتدّ 3 سنوات (Next Step @ AUB)

الطلّاب ذوو الاحتياجات الخاصة في أحضان الجامعة الأميركية ببيروت

لم يكن خرّيجو مدارس الدمج ليحلموا باستكمال دراستهم الأكاديمية لو لم تفتح الجامعة الأميركية في بيروت ذراعَيها لهم ضمن برنامج خاص في إطار التعليم المستمر.

كريستين حبيب (بيروت)
شمال افريقيا صورة مثبتة من مقطع فيديو لفرق الإنقاذ تقوم بانتشال جثة الطالبة

طالبة مغربية تنتحر بعد ضبطها تغش في امتحانات البكالوريا

أقدمت طالبة كانت تجري امتحانات البكالوريا، صباح الاثنين، على الانتحار، بعد ضبطها متلبسة في حالة غش من طرف المكلفين بمهمة الحراسة في اليوم الأول من الامتحانات.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​  برج هوفر فوق جامعة ستانفورد في هذه الصورة الجوية في ستانفورد، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأميركية في 13 يناير 2017 (رويترز)

القبض على طلاب بجامعة ستانفورد بعد السيطرة على مكتب الرئيس

أُلقي القبض على أكثر من عشرة أشخاص في جامعة ستانفورد بكاليفورنيا، اليوم (الأربعاء)، بعدما احتشد طلاب مؤيدون للفلسطينيين داخل مبنى يضم مكتب رئيس الجامعة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بازار إسطنبول الكبير... التقليد يطيح بالتقاليد والمزوَّر ينهش الأصلي

مختلف موديلات الحقائب موجودة هنا (أ.ف.ب)
مختلف موديلات الحقائب موجودة هنا (أ.ف.ب)
TT

بازار إسطنبول الكبير... التقليد يطيح بالتقاليد والمزوَّر ينهش الأصلي

مختلف موديلات الحقائب موجودة هنا (أ.ف.ب)
مختلف موديلات الحقائب موجودة هنا (أ.ف.ب)

يختزل البازار الكبير في إسطنبول - أحد أكبر الأسواق المغطّاة في العالم - بوصفه مَعْلماً أثرياً بارزاً، تاريخاً عمره قرون، ويجسّد صفحات من مآثر السلطنة العثمانية. لكنّ مَن يعبُر عتبة أبوابه الضخمة يكتشف تغيُّر المشهد داخل أقبيته؛ فالتقليد أطاح بالتقاليد، وحلّت المنتجات المزوَّرة مكان أعمال الحِرفيين.

مَن يعبر عتبة أبوابه الضخمة يكتشف تغيُّر المشهد (أ.ف.ب)

وروت «وكالة الصحافة الفرنسية»، أنه في زاوية أحد الأقبية، يعرض مراهقٌ عطور «ديور» زائفة، بنحو 11 دولاراً، أمام سترات «مونكلر» غير أصلية، وفي ممرّ أبعد يتلقّى تاجر 40 دولاراً من أحد السائحين مقابل حقيبة «مايكل كورس» مزوّرة.

في هذا السياق، يقول كمال (36 عاماً)، وقد قضى 20 سنة من عمره في البازار الكبير الذي يقصده ملايين السياح سنوياً: «كل أوروبا تأتي إلى هنا! حتى زوجات لاعبي كرة القدم!». ويضيف البائع، المتردِّد في ذِكْر شهرته خوفاً من الرقابة، إنَّ حقائب اليد الزائفة المصنوعة من جلد العجل، الخاصة بماركة «سيلين»، أو من الجلد المبطَّن لدار «سان لوران»، «تتمتّع بجودة النسخ الأصلية عينها، لكنها أرخص بـ5 إلى 10 مرات».

حلّت المنتجات المزوّرة مكان أعمال الحِرفيين (أ.ف.ب)

وكان كمال اختبر أصلاً سلعاً مقلَّدة مصنوعة في تركيا قبل 15 عاماً، قبل أن تجتاح المنتجات المُقلّدة للسلع الفاخرة متاجر البازار. يقول: «باتت مختلف موديلات الحقائب موجودة هنا، فإذا كانت معروضة في متاجر الشانزليزيه ستكون موجودة هنا».

ويشعر قدامى التجّار في السوق، الذين يحتفظون بذكرى الحِرف الصغيرة التي انتشرت في أقبية البازار، باليأس من رؤية اجتياح المنتجات الزائفة.

وبات المتجر الأنيق للسجاد، المملوك لنائب رئيس جمعية تجّار البازار والعضو في مجلس إدارتها، هاشم غوريلي، مُحاطاً بتلك المنتجات. يقول الرجل الخمسيني: «في الماضي، نَدَر التقليد، وعندما كان البعض يبيعون حقائب زائفة، كانوا يُقدِمون على ذلك سرّاً؛ خوفاً من الدولة».

ويرى غازي أولوداغ، الذي يبيع أطقم شاي على بُعد ممرّين، أنّ «البازار خسر طابعه الفريد، فلم يَعُد يضم سوى منتجات مستوردة أو زائفة، والوضع يزداد سوءاً كل عام».

يشعر قُدامى التجّار باليأس من رؤية اجتياح الزائف (أ.ف.ب)

وفي متجرها للسجاد الحِرفي، تأسف فلورنس هايلبرون أوغوتغن؛ لأنّ صديقتها العاملة في تصنيع الجلود، و«كانت تصنّع حقائب أصلية من الجلد الجميل جداً»، اضطرت إلى إقفال متجرها؛ لعجزها عن كسب لقمة عيشها منه. وتقول التاجرة العاملة في البازار منذ عام 1998: «باتت أجمل المتاجر تلك التي تعرض منتجات مقلّدة! فأصحابها الوحيدون القادرون على دفع إيجارات تتراوح بين 10 و15 ألف دولار شهرياً في الزقاق الرئيسي، هم يحتكرون كل المداخيل».

وتؤكد أنَّ «مَن يصنعون منتجات حِرفية لا يستطيعون مجاراة السوق، فالبازار يخسر روحيّته»، مُعربةً عن قلقها من أنَّ «بعض الزبائن من النوع الراقي أحجموا عن التبضّع منه؛ لأنهم لا يريدون رؤية المنتجات المقلَّدة فقط».

والتزييف المنتشر في مختلف أنحاء تركيا، إحدى الدول الرئيسية لإنتاج المنتجات المقلَّدة وعبورها، بعد الصين وهونغ كونغ، يحمل مكاسب غير متوقَّعة، ينتهي جزء منها في جيوب الدولة، على شكل ضرائب خصوصاً.

أما المبالغ المتبقّية، فتغذّي الاقتصاد بأكمله، من صغار الموزّعين، إلى تجّار الجملة الذين يُصدِّرون إلى الاتحاد الأوروبي أيضاً.

وتقول المُحاضِرة في علم الجريمة لدى «جامعة باث» في إنجلترا ديلارا بورال: «الأرباح هائلة؛ إذ تُباع حقائب يد بآلاف الدولارات في البازار الكبير»، مؤكدةً أنّ الجماعات الإجرامية قد تكون نشطة، «لكن لا يمكننا القول إنَّ كل عمليات التزوير في تركيا مرتبطة بالجريمة المنظَّمة. هذا غير صحيح».

وتضيف أنّ هذه التجارة تُسهَّل من خلال «التسامح الثقافي الكبير» الذي «يمتدّ في بعض الحالات إلى مَن يُفترَض بهم تنفيذ القوانين، وعناصر الشرطة والقضاة».

البازار الكبير يقصده ملايين السياح سنوياً (أ.ف.ب)

وتحاول شركات المحاماة التركية، المفوَّضة من الشركات الكبرى المتخصِّصة بالسلع الفاخرة، وَقْف هذه الأعمال المُربِحة، لكنّ عمليات البيع في البازار الكبير مسألة صعبة جداً بالنسبة إليها.

تقول سينا ياسار أوغلو، المحامية في مكتب «مور أوغلو أرسيفين» للمحاماة في إسطنبول، الذي يضمّ 20 محامياً متخصّصين في قضايا الملكية الفكرية، إنّ «المشكلة تكمن في إلزامية الحصول على إذن تفتيش لكل متجر، وثمة آلاف المتاجر في البازار؛ لذا نحتاج إلى آلاف أذون التفتيش».

لكنّ ناطقاً باسم مجلس إدارة البازار الكبير يؤكد أنَّ «شرطة إسطنبول تنفّذ عمليات تفتيش متكرّرة».

وأمام متجره الصغير البالغة مساحته 2.5 متر مربع، الذي يدفع 1000 دولار شهرياً ليستأجره، يقول مراد إنه يفكر يومياً في عمليات الرقابة، ففي عام 2018، حضر عناصر الشرطة إلى متجره وصادروا 800 حقيبة زائفة، وفُرِضَت عليه غرامات مقدارها 40 ألف يورو، بالإضافة إلى دفعه أتعاب المحامين.

لكنّ التاجر (27 عاماً) المتحدّر من أورفة (جنوب شرق)، استأنف عمله. يقول: «ليس لدي خيار، وإلا ماذا أفعل؟ أعود إلى القرية لأكون راعياً؟ لا أرغب في ذلك».