كيف تعرف أنك متضرر عاطفياً؟ 10 علامات تعطيك الإجابة

كيف يتصرف الشخص المتضرر عاطفيا للهروب من مشاعره (بي بي سي)
كيف يتصرف الشخص المتضرر عاطفيا للهروب من مشاعره (بي بي سي)
TT

كيف تعرف أنك متضرر عاطفياً؟ 10 علامات تعطيك الإجابة

كيف يتصرف الشخص المتضرر عاطفيا للهروب من مشاعره (بي بي سي)
كيف يتصرف الشخص المتضرر عاطفيا للهروب من مشاعره (بي بي سي)

هل لاحظت يوماً ما أن بعض الأشخاص يتعاملون بلامبالاة مع ظرف مؤلم، أو يهربون من الأحاديث التي ترتبط بمرحلة زمنية معينة من عمرهم، أو حتى يمارسون سلوكيات قهرية كالإفراط بممارسة الرياضة... كما لو أنهم يتجنبون أو يهربون من جوهر أمر ما؟

ربما يكون السبب في ذلك هو الطريقة التي يتجاهلون بها المسائل الجادة، وقد تكون هذه الإشارات الدقيقة علامات على وجود شخص متضرر عاطفياً، وفق تقرير لموقع «باور أوف بوزتيفيتي»، وتكشف هذه التلميحات أكثر بكثير مما تراه العين.

وبحسب التقرير، غالباً ما تكون معرفة علامات الضرر العاطفي هي الخطوة الأولى نحو الشفاء والتعافي. يمكن للضرر العاطفي أن يتسلل بمهارة إلى أفعالنا وردود فعلنا وقراراتنا اليومية، وأحياناً من دون أن نعرف ذلك.

ويكشف التقرير 10 علامات تشير إلى أن شخصاً ما قد يعاني من جروح عاطفية، ويقدم نظرة ثاقبة لكل من السلوكيات نفسها وطرق الشفاء:

1- اللامبالاة المنسقة

واحدة من أكثر العلامات المؤثرة في الضرر العاطفي هي اللامبالاة. ويحدث هذا عندما يبدو شخص ما منعزلاً بشكل غير عادي في المواقف التي يُتوقع فيها عادةً إظهار المشاعر.

قد يبدون غير مهتمين خلال أحداث الحياة المهمة أو غير مستجيبين للأخبار، الأمر الذي عادة ما يثير رد فعل قوياً. غالباً ما يكون هذا السلوك بمثابة إجراء وقائي، حيث يحمي الشخص نفسه من المشاعر التي يعدّها مؤلمة أو ساحقة.

مثال: لم تظهر أميليا مشاعرها في العمل عندما علمت أنها لم تحصل على الترقية المتوقعة، وبدلاً من إظهار خيبة الأمل، قامت على الفور بتحويل المناقشة إلى مشروع جديد.

2- تجنب الذاكرة القهرية

يعد تجنب الذكريات المؤلمة شائعاً بين أولئك الذين عانوا من الصدمات العاطفية. قد يتجلى ذلك في تغيير الموضوع فجأة أو المغادرة عند طرح موضوعات معينة. فالتجنب هو آلية دفاعية لإبعاد الذكريات المؤلمة.

على سبيل المثال: يقوم ليو بتغيير الموضوع إلى الأفلام أو البرامج التلفزيونية الحديثة كلما ذكر الأصدقاء ذكريات الكلية، خصوصاً إذا كانت تتضمن صديقته السابقة، مما يشير إلى عدم ارتياحه للماضي.

3- المبالغة في التفاصيل التافهة

في بعض الأحيان، أولئك الذين يتعاملون مع الضرر العاطفي سوف يقدمون تفسيرات مفصلة بشكل مفرط حول القضايا البسيطة أو الدنيوية. يمكن أن يكون هذا الإفراط في التفاصيل بمثابة تكتيك لتشتيت الانتباه لتجنب مناقشة موضوعات أعمق وأكثر عاطفية.

على سبيل المثال: غالباً ما تخوض ساندي في تفاصيل مفرطة حول المهام البسيطة خلال الاجتماعات، مثل تنظيم البريد الإلكتروني الخاص بها، وتتجنب المناقشات حول مشكلات المشروع الأكثر تأثيراً.

4- أنماط النوم المضطربة

يمكن أن تشير أنماط النوم المضطربة، خصوصاً تلك التي تنطوي على أحلام رمزية بشكل واضح، إلى صراعات عاطفية لم يتم حلها. غالباً ما تعكس اضطرابات النوم هذه محاولة النفس حل المشكلات التي لم يتم حلها.

على سبيل المثال: يصف ماكس غالباً ليالي مضطربة مليئة بأحلام غريبة ومفككة حول البحث عن شيء بعيد المنال، مما قد يعكس مشكلاته التي لم يتم حلها مع والده المنفصل عنه.

5- الصدى الاجتماعي

يمكن لعكس سلوكيات الآخرين وعواطفهم، بدلاً من التعبير عن ردود أفعال شخصية حقيقية، أن يكشف عن الشخص المتضرر عاطفياً. قد يحدث هذا الصدى الاجتماعي لأن الفرد يشعر بعدم الأمان أو عدم اليقين بشأن كيفية التعبير عن نفسه الحقيقية.

على سبيل المثال: تتبنى جون آراء وسلوكيات أصدقائها الصرحاء في المواقف الاجتماعية، ونادراً ما تعبّر عن آرائها وتعدّل موقفها بناءً على من توجد معهم.

6- التمسك بالروتين

قد يكون الالتزام الصارم بالروتين بشكل غير عادي بمثابة آلية للتكيف بالنسبة لأولئك الذين عانوا من اضطرابات عاطفية. توفر هذه الدقة في الروتين اليومي إحساساً بالسيطرة والقدرة على التنبؤ في عالم قد يبدو فوضوياً وغير آمن إلى حد كبير.

على سبيل المثال: يقوم كارلوس بجدولة يومه بالكامل بدقة ويصبح قلقاً وسريع الانفعال إذا عطلت أي أنشطة غير مخطط لها روتينه، مما يظهر اعتماده على جدول صارم لتحقيق الاستقرار العاطفي.

7- أخذ قيمتك من الآخرين

يمكن أن يكون البحث عن التطمين الدائم من الآخرين علامة واضحة على الضرر العاطفي. قد لا يكون الأفراد قادرين على الثقة في أحكامهم، وغالباً ما يتطلعون إلى الآخرين لتأكيد قيمتها.

مثال: تسعى ليزي باستمرار إلى الحصول على طمأنة من زملائها بشأن جودة عملها؛ إنها لا تثق في أفضل حكم لها من دون موافقتهم.

8- الإفراط في الخصوصية

يمكن أن تشير الحاجة المتزايدة للخصوصية ورد الفعل الشديد على التدخلات المتصورة إلى مشكلات الثقة الأساسية، التي غالباً ما تنبع من خيانات أو انتهاكات سابقة. يمكن أن تؤدي هذه اليقظة المفرطة إلى العزلة وصعوبة تكوين علاقات وثيقة.

مثال: يصبح أمير دفاعياً وغير مرتاح عندما يسأله زملاء العمل عن حياته الشخصية، مفضِّلاً إبقاء باب مكتبه مغلقاً وتجنب المحادثات غير المتعلقة بالعمل.

9 - عاطفة انتقائية

الانخراط عاطفياً فقط في السياقات «الآمنة»، مثل الحيوانات الأليفة أو في العلاقات السطحية، أمر ممكن لحماية النفس من التفاعلات الأعمق، التي تجعلنا أكثر ضعفاً. هذا الاستثمار العاطفي الانتقائي يبقي العلاقات الهادفة بعيدة، مما يقلل من خطر الألم العاطفي.

على سبيل المثال: تتفاعل تينا عاطفياً مع أصدقائها الذين يمارسون الألعاب عبر الإنترنت لساعات، وتتبادل القصص الشخصية والعواطف، لكنها تظل بعيدة ومتحفظة مع عائلتها.

10- استبدال سلوك قهري بآخر

إن التحول من سلوك قهري إلى آخر، سواء كان ذلك من تعاطي المخدرات إلى الإفراط في ممارسة الرياضة، يمكن أن يشير إلى محاولة التعامل مع الاحتياجات العاطفية التي لم تتم معالجتها. يمكن أن توفر هذه البدائل راحة مؤقتة ولكنها عادة ما تفشل في فحص الأسباب الجذرية للاضطراب العاطفي.

مثال: بعد الإقلاع عن التدخين، انغمس أليكس في التدريب الماراثوني. ثم تحول إلى تمضية ساعات وساعات على ألعاب الفيديو عندما تسببت إصابة بإيقافه عن الجري. دائماً ما يُستبدل سلوك قهري بآخر.

هل تحاول التعافي من هذه المشاعر؟ قدم التقرير هذه النصائح:

- اطلب المساعدة من الاختصاصيين: تمنحك استشارة المعالج التوجيه والدعم اللازمَين لفهم الجروح العاطفية وعلاجها. يمكن لأخصائي الصحة العقلية أن يقدم نصائح وتقنيات علاجية مصممة خصيصاً مثل العلاج السلوكي المعرفي، الذي يكون فعالاً بشكل خاص في علاج الصدمات والقلق.

- أوجد شبكة دعم: أحط نفسك بالأصدقاء أو العائلة أو مجموعات الدعم التي تفهم تجاربك ويمكنها تقديم الدعم العاطفي. تخلق هذه العلاقات شبكة أمان، مما يسهل مشاركة المشاعر والخبرات من دون إصدار أحكام، مما يقلل بشكل كبير من مشاعر العزلة.

- طور آليات صحية للتكيف: استبدل السلوكيات الصحية بالضارة؛ مثل ممارسة الرياضة أو التأمل أو الهوايات الإبداعية لإدارة التوتر والعواطف بشكل بنّاء. يساعد الانخراط في هذه الأنشطة على صرف الانتباه عن الأفكار السلبية، ويعزز هرمون الإندورفين، ويعزز الصحة العامة.

- ممارسة اليقظة الذهنية والتأمل: يمكن أن تساعدك هذه التقنيات على البقاء حاضراً، وتقليل تأثير الأفكار والمشاعر السلبية. يمكن أن تزيد تمارين اليقظة الذهنية المنتظمة أيضاً من الوعي الذاتي، مما يسمح لك بفهم محفزاتك العاطفية بشكل أفضل وكيفية إدارتها بفعالية.

- ضع الحدود: تعلم قول «لا» ووضع الحدود مع الآخرين. يمكن أن يساعد ذلك على حماية مساحتك العاطفية والمساهمة في الشفاء. يجب عليك توصيل احتياجاتك بوضوح وحزم، مع التأكد من احترام الآخرين لحدودك الشخصية وقدراتك العاطفية.

- قم بتدوين مشاعرك بانتظام: يمكن أن يكون تدوين مشاعرك طريقة علاجية لمعالجة المشاعر. من المثير للاهتمام أيضاً تتبع رحلة الشفاء الخاصة بك. يمكن أن تكون كتابة اليوميات بمثابة ممارسة تأملية، مما يساعدك على تحديد أنماط الأفكار والسلوكيات التي قد تحتاج إلى تعديل في أثناء سعيك نحو التعافي.


مقالات ذات صلة

أضرار محتملة للإفراط في تناول أدوية الحساسية

يوميات الشرق مارسَ المشاركون ركوب الدراجات الثابتة 3 - 4 مرات أسبوعياً (جامعة أوريغون)

أضرار محتملة للإفراط في تناول أدوية الحساسية

عادةً ما تُثير كلمة «هيستامين» خيال البعض عن الحساسية الموسمية: سيلان الأنف، وحكة في الحلق، وحكة في العينين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك تناول القهوة من دون إضافات له فوائد صحية (جامعة ساوثهامبتون)

القهوة من دون إضافات أفضل لصحة القلب

كشفت دراسة أميركية عن أن تناول القهوة السوداء من دون إضافات مثل السكر أو الكريمة قد يعود بفوائد صحية ملموسة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك فريق علمي دولي: تجاهل أمراض الفم يقوّض جودة الحياة

فريق علمي دولي: تجاهل أمراض الفم يقوّض جودة الحياة

الالتهابات المزمنة في الفم ترتبط بوضوح بأمراض جهازية كبرى مثل أمراض القلب التاجية، والسكري من النوع الثاني، والسرطان.

د. عميد خالد عبد الحميد (لندن)
صحتك لقاح جديد للرضع يحمي من الفيروس المخلوي التنفسي

لقاح جديد للرضع يحمي من الفيروس المخلوي التنفسي

الإصابات تصبح أكثر خطورة بسبب ضعف المناعة وضيق المجاري الهوائية

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك مكان جلوسك في الأماكن العامة يمكن أن يؤثر بشكل كبير على تعرضك للضوضاء وبالتالي على سمعك (رويترز)

لتفادي فقدان السمع... أين يجب الجلوس في الطائرة والأماكن العامة؟

كشف أخصائي سمع أميركي عن أفضل الأماكن للجلوس في الأماكن العامة ووسائل المواصلات للوقاية من فقدان السمع.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

حملة على مواقع التواصل ترفض دخول أحد قيادات «الأفروسنتريك» إلى مصر

كابا كاميني في إحدى زياراته لمصر (صفحته على «فيسبوك»)
كابا كاميني في إحدى زياراته لمصر (صفحته على «فيسبوك»)
TT

حملة على مواقع التواصل ترفض دخول أحد قيادات «الأفروسنتريك» إلى مصر

كابا كاميني في إحدى زياراته لمصر (صفحته على «فيسبوك»)
كابا كاميني في إحدى زياراته لمصر (صفحته على «فيسبوك»)

عادت قضية «الأفروسنتريك» للواجهة مجدداً في مصر، مع انتشار إعلان لأحد قيادات حركة «الأفروسنتريك» ودعاتها المشهورين، يدعي البروفسير كابا كاميني، عن إنتاج فيلم وثائقي حول الأصول الأفريقية للحضارة المصرية القديمة، والإعلان عن قرب زيارته لمصر، وفق متابعين له.

وتصاعدت حملةٌ على وسائل التواصل تشير إلى أن «وجود كابا في مصر غير مرحب به»، وتصدر اسمه «الترند» على «إكس» في مصر، الأربعاء، تحت عنوان «مش عايزين كابا في مصر».

وأعلن «البروفسور كابا»، كما يسمي نفسه على صفحته بـ«فيسبوك»، عن فيلم وثائقي تم إنتاجه بالفعل، ومن المقرر عرضه يوم 20 يونيو (حزيران) الحالي بعنوان «نيجوس إن كيميت»، وترجمتها «الملك في مصر» أو «الملك في الأرض السوداء»، وقُوبل هذا الإعلان بسيل من التعليقات على صفحة الناشط الأميركي مفادها أنه «غير مرحب به في مصر».

ونشرت صاحبة حساب على «إكس» تدعى «جيسي يسري» صورة لكابا وهو يمسك مفتاح الحياة «عنخ» وكتبت معلقةً أن هذا هو «كابا» زعيم «الأفروسنتريك» الذين يقولون إنهم أحفاد المصريين القدماء، وإن المصريين الحاليين دخلاء على مصر. ولفتت إلى أن «كابا» سيأتي إلى مصر الجمعة المقبل 20 يونيو (حزيران) الحالي، وأنه نظم تجمعاً اسمه «زنوج كيميت»، ومن المعروف أن «كيميت» هو اسم قديم لمصر، ويعني «الأرض السوداء»، وطالبت صاحبة التعليق الدولة ممثلة في وزارة الثقافة والسياحة بأن يتخذوا الاحتياطات اللازمة، وأن يحرصوا على أن يرافقه مرشدون سياحيون مثقفون وطنيون، لمنع المهازل التي حصلت في زياراته السابقة، وفق تعبيرها.

وعلّق البعض متسائلاً لماذا لا تمنعه وزارة الداخلية من دخول مصر طالما أنه غير مرغوب فيه؟ وتصاعدت تعليقات أخرى ترفض حضوره إلى مصر وتدعو لمنعه من دخولها، في مقابل تعليقات أخرى تدعو لتجاهله وعدم إعطائه قيمة كبيرة لأن الاهتمام به بهذا الشكل يمنحه شهرة.

بينما نشر آخرون ما يفيد بأن المصريين القدماء رسموا الأفارقة على المعابد كأسرى وعبيد مقيدين، رداً على مزاعم «الأفروسنتريك».

وتتكرر بين فترة وأخرى مزاعم من بعض أنصار «الأفروسنتريك» تنسب الحضارة المصرية القديمة إلى الأفارقة السود، وتدعي أن مصر الحديثة تستولي على هذا الإرث وتنسبه إلى غير أصله، وهو ما يصفه عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف مكتبة الإسكندرية، بأنها «ادعاءات تفتقر إلى الأساس العلمي، ولا تستند إلى أي أدلة أثرية، لغوية، أو بيولوجية معتمدة».

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الحضارة المصرية القديمة نشأت على ضفاف النيل، وتميزت باستقلالها الثقافي والديني واللغوي، ولم تكن حضارة معزولة، بل تفاعلت مع محيطها، مع احتفاظها بهويتها المتفردة، والدراسات العلمية المستندة إلى تحليل المومياوات، والنقوش، والفن الجنائزي، واللغة المصرية القديمة، تؤكد جميعها أن سكان مصر القديمة كانوا من أصول محلية تشكلت تاريخياً داخل وادي النيل، ولا يمكن اختزالهم في تصنيفات عرقية حديثة».

أحد منشورات كابا حول الفيلم الوثائقي (صفحته على «فيسبوك»)

ويدعو عبد البصير إلى التعامل مع مثل هذه الحركات على 3 مستويات، «أولاً المنع إذا ثبت الضرر بالأمن القومي أو التحريض على الكراهية، ثانياً عدم التضخيم الإعلامي لهم حتى لا يحصلوا على شهرة لا يستحقونها، ثالثاً تقوية أدوات المعرفة والدفاع الثقافي الوطني عبر برامج وخطط التوعية المتنوعة».

وتأسست حركة «الأفروسنتريزم» أو «الأفروسنتريك» في ثمانينات القرن العشرين على يد الناشط الأميركي أفريقي الأصل موليفي أسانتي، الذي قدم العديد من الكتب، بل وأنشأ معهداً للأبحاث باسمه يسعى من خلاله لإعادة تقييم وتقدير الثقافة الأفريقية وإثبات مركزيتها في الحضارات القديمة، وفق تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية.

فيما يشير عالم الآثار المصري، الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، إلى وجود «حرب شرسة من (الأفروسنتريك) على الحضارة المصرية تتعدد أشكالها، تمثلت في عرض شبكة (نتفليكس) فيلم (الملكة كليوباترا) الذي يسيء إلى الحضارة المصرية، ويُظهر الملكة كليوباترا ببشرة سوداء ترويجاً لفكر (الأفروسنتريك) بأن الحضارة المصرية أصلها أفريقي في تحدٍ واضحٍ للرفض المصري من متخصصين وغيرهم لهذا الطرح».

ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «الدعوات التي تطالب بمنع دخول دعاة هذه الحركة إلى مصر تعتمد على رأي الجهات الأمنية، وإذا لم تتمكن فصراعنا هو صراع هوية ومجابهة الغزو الفكري تعتمد على تعزيز الهوية وبناء الإنسان المصري، وتأكيد عمق وجذور الشخصية المصرية وهو أقوى الأسلحة»، مطالباً بـ«خطة ممنهجة وممولة من وزارة الثقافة ووزارة السياحة والآثار لمجابهة (الأفروسنتريك) عبر برامج إعلامية موجهة باللغة العربية وعدة لغات لتوضيح حقيقة الهوية والشخصية المصرية عبر العصور، لأن هذه الحركات هدفها الطعن في الهوية».

وسبق أن تصاعدت قضية «الأفروسنتريك» في مصر مع إنتاج شبكة «نتفليكس» فيلماً عن الملكة كليوباترا عام 2023، يظهرها ببشرة سمراء وشعر مجعد، وهو ما اعترضت عليه وزارة السياحة والآثار، ووصفته بـ«تزييف التاريخ» و«المغالطة الصارخة»، ونشرت أدلة تؤكد الملامح اليونانية التي كانت تتمتع بها الملكة البطلمية، صاحبة البشرة البيضاء والملامح الرقيقة، وأكدت الوزارة وقتها بالأدلة وفحوصات الحمض النووي للمومياوات أن «المصريين القدماء لا يحملون ملامح الأفارقة».

جانب من الصور التي نشرها كابا عن الفيلم الوثائقي (صفحته على «فيسبوك»)

ويرى الخبير السياحي والباحث في الحضارة المصرية القديمة، بسام الشماع، أن «(الأفروسنتريك) الذين يدّعون أن الحضارات الأفريقية القديمة التي كانت قائمة جنوب الصحراء تم السطو عليها من المصريين، لم ينجحوا في إثبات ما يدعونه، بل وأرى هناك مبالغة في إعطائهم أكثر من قدرهم»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «من واقع خبرتي كمرشد سياحي أرى مبالغة كبيرة في إعطاء هذه الحركة قيمة، فهم يحاولون منذ نحو 100 سنة أن يرسخوا فكرهم ولكنهم فشلوا، وحين تم إنتاج فيلم (الملكة كليوباترا) السمراء أثبتت الإحصاءات أنه حصل على أقل نسبة مشاهدة في تلك الفترة».

وأشار إلى محاولات أخرى لسرقة الحضارة المصرية أو تزييفها، موضحاً: «هناك محاولات من اليهود للسطو على الحضارة المصرية ومحاولات من الأميركيين والتقنيين لترويج فكرة أن الكائنات الفضائية هي التي صنعت الحضارة المصرية، وهذه الدعاوى هي ما يجب أن نواجهها بالتوعية العلمية المنضبطة».

وأضاف الشماع أن «زمن المنع انتهى، لن نستطيع منع هؤلاء من دخول مصر، بل بالعكس فكرة تصويرهم على أنهم عبيد أو المنع سيجذب التعاطف معهم عالمياً، لذلك يجب أن يتم مواجهتهم بشكل عملي أكثر جدية»، ودعا إلى «إقامة مؤتمر دولي أمام الأهرامات يضم كبار العلماء في الحضارة، ينتهي بتوصيات تنفي كل المزاعم التي تشاع عن الحضارة المصرية القديمة، مثل مزاعم (الأفروسنتريك) أو الكائنات الفضائية أو المزاعم اليهودية حول الحضارة المصرية».