بعد 100 عام... دراسة تقدم تفسيراً لـ«لعنة مقبرة توت عنخ آمون»

يقول أحد العلماء إنه حل لغز «لعنة توت عنخ آمون» بعد أكثر من 100 عام (رويترز)
يقول أحد العلماء إنه حل لغز «لعنة توت عنخ آمون» بعد أكثر من 100 عام (رويترز)
TT

بعد 100 عام... دراسة تقدم تفسيراً لـ«لعنة مقبرة توت عنخ آمون»

يقول أحد العلماء إنه حل لغز «لعنة توت عنخ آمون» بعد أكثر من 100 عام (رويترز)
يقول أحد العلماء إنه حل لغز «لعنة توت عنخ آمون» بعد أكثر من 100 عام (رويترز)

حيرت ما وصفت بأنها لعنة مرتبطة بمقبرة الملك توت عنخ آمون في مصر علماء الآثار؛ إذ يخشى أن تكون مرتبطة بالوفاة الغامضة للعديد من المنقبين الذين اكتشفوها في عام 1922، ومع ذلك، يقول أحد العلماء إنه حلّ لغز «لعنة توت عنخ آمون» بعد أكثر من 100 عام، بحسب تقرير لصحيفة «نيويورك بوست».

ويعتقد أن مستويات الإشعاع السامة المنبعثة من اليورانيوم والنفايات السامة ظلت موجودة داخل المقبرة منذ أن تم إغلاقها قبل أكثر من 3000 عام، حسبما كتب روس فيلوز الشهر الماضي في دراسة نُشرت في مجلة الاستكشاف العلمي «جورنال أوف ساينس».

وبحسب الدراسة، فإن مستوى الإشعاع داخل مقبرة توت عنخ آمون مرتفع للغاية لدرجة أن أي شخص يتلامس معه يمكن أن يصاب بجرعة مميتة من مرض الإشعاع والسرطان.

وقال فيلوز في دراسته: «يتميز كل من سكان مصر المعاصرة والقديمة بارتفاع غير عادي في حالات الإصابة بالسرطانات المكونة للدم (سرطان العظام والدم الليمفاوية)، والتي يعرف أن السبب الرئيسي المعروف لها هو التعرض للإشعاع».

فتح تابوت الملك توت عنخ آمون بعد ثلاث سنوات من اكتشاف المقبرة (ويكيميديا)

ومع ذلك، فإن هذا النشاط الإشعاعي ليس معزولاً في مقبرة توت عنخ آمون، بحسب الصحيفة.

وكشف فيلوز أنه «تم توثيق مستويات إشعاع عالية بشكل غير عادي في أطلال مقابر المملكة القديمة».

وأضاف: «تم اكتشاف الإشعاع بواسطة عداد غيغر في موقعين بالجيزة بجوار الأهرامات، وتم اكتشاف غاز الرادون (وهو غاز مشع) أيضاً في عدة مقابر تحت الأرض في سقارة».

وتبين أن جميع هذه القراءات «مشعة بشكل مكثف».

ووفق الدراسة، فإن الدراسات الحديثة أكدت وجود مستويات عالية جداً من الإشعاع في المقابر المصرية القديمة، في حدود 10 أضعاف معايير السلامة المقبولة.

ومن المفترض أيضاً أن أولئك الذين بنوا المقابر القديمة كانوا على علم بالسموم بناءً على التحذيرات الغريبة المنحوتة على الجدران، وفق الصحيفة.

وأشار فيلوز إلى أن «طبيعة اللعنة كانت منقوشة بوضوح على بعض المقابر، مع ترجمة إحداها بشكل واضح على النحو التالي: من يكسرون هذا القبر سيواجهون الموت بمرض لا يستطيع أي طبيب تشخيصه».

ربما تكون الترجمات الأخرى «المشؤومة» على حد وصف الصحيفة مثل: «ممنوع بسبب الأرواح الشريرة» قد غذت بشكل كبير الخوف من بقاء اللعنات الخارقة للطبيعة في المواقع القديمة.

وتزايدت هذه المخاوف مع الوفاة الغامضة للورد كارنارفون، الذي قام بتمويل أعمال التنقيب في عام 1922، ويقال إنه سار عبر الغرف المليئة بالكنوز هو والعديد من الأشخاص الآخرين بعد أن فتحوا المقبرة.

وكتب فيلوز: «توفي كارنارفون في غضون أسابيع قليلة من التشخيص غير المؤكد لتسمم الدم والالتهاب الرئوي».

ووفق الدراسة، فإن عالم المصريات آرثر ويجال أخبر زملاءه أن كارنارفون «سيموت في غضون ستة أسابيع» عند دخوله.

وتوفي هوارد كارتر، أول شخص مشى داخل مقبرة توت عنخ آمون مع كارنارفون، في عام 1939 بعد معركة طويلة مع سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين، الذي كان يشتبه في أنه ناجم عن التسمم الإشعاعي.

وكان عالم المصريات البريطاني والمنقّب المستقل آرثر ويجال حاضراً عند افتتاح مقبرة توت، ويُنسب إليه أيضاً الفضل في بدء «أسطورة» اللعنة، توفي بمرض السرطان عن عمر يناهز 54 عاماً عام 1934، على ما ذكرت الصحيفة.

ولفتت الصحيفة إلى أنه في المجمل، توفي ستة من أصل 26 شخصاً كانوا حاضرين عند فتح المقبرة في غضون عقد من الزمن بسبب الاختناق والسكتة الدماغية والسكري وفشل القلب والالتهاب الرئوي والتسمم والملاريا والتعرض للأشعة السينية.

وفي حين يمكن اعتبار الوفيات غريبة، فمن المحتمل أيضاً أن تكون نظرية «اللعنة» تغذيها وقائع غريبة التي حدثت عند افتتاحها.

وبحسب ما ورد، عانى كارنارفون من لدغة بعوضة أصبحت شديدة العدوى. وفي الوقت الذي فتحت فيه الحفارات المقبرة، أفادت التقارير بأن القاهرة عانت من انقطاع غريب في التيار الكهربائي وعاصفة رملية غريبة، وفقاً لما ذكرته «ناشيونال جيوغرافيك».

وفي مرحلة ما أثناء التنقيب، قيل إن كلب كارنارفون المفضل أطلق عواءً مخيفاً وسقط فجأة ميتاً، وفق «نيويورك بوست».

ومن منظور تاريخي، يعد اكتشاف المقبرة في وادي الملوك من أروع الاكتشافات التي أعطت المجتمع الحديث لمحة عن رحلة الملوك المصريين إلى الحياة الآخرة.

وتم اكتشاف خمسة آلاف قطعة، من بينها أحذية جنائزية من الذهب الخالص، وتماثيل وألعاب وحيوانات غريبة، داخل مقابر توت عنخ آمون.

وتولى توت عنخ آمون العرش كفرعون في عمر تسع أو عشر سنوات، وحكم في الفترة ما بين 1332 قبل الميلاد و1323 قبل الميلاد. وتوفي عندما بلغ 18 عاماً.


مقالات ذات صلة

مصر تستعيد ذكرى اكتشاف حجر رشيد وفك رموز «الهيروغليفية»

يوميات الشرق حجر رشيد الذي ساعد في ترجمة اللغة المصرية القديمة (وزارة السياحة والآثار)

مصر تستعيد ذكرى اكتشاف حجر رشيد وفك رموز «الهيروغليفية»

استعادت وزارة السياحة المصرية الذكرى 226 لاكتشاف حجر رشيد، حيث تم اكتشافه في يوليو (تموز) عام 1799 على يد أحد ضباط  الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق فريق من علماء الآثار يبحرون في بحيرة أوهريد بقرية لين الألبانية (رويترز)

اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا

أعلن علماء آثار أنهم اكتشفوا أقدم مستوطنة بشرية بنيت على بحيرة أوروبية خلال عملهم على شواطئ بحيرة أوهريد في ألبانيا.

«الشرق الأوسط» (تيرانا)
ثقافة وفنون ست قطع زخرفية من محفوظات المتحف الوطني السعودي مصدرها موقع الصناعية في تيماء

خزف من موقع «الصناعية» في واحة تيماء بالسعودية

تمتدّ واحة تيماء بين جبال الحجاز وصحراء النفود الكبيرة، وتُعرف بمعالمها الأثرية العديدة، وأشهرها موقع سُمّي «قصر الحمراء»، يطلّ على بحيرة منطقة «الصبخة»

محمود الزيباوي
يوميات الشرق منطقة الأهرامات من أشهر المناطق السياحية في مصر (وزارة السياحة والآثار)

فيديو الحفر بجوار الأهرامات يثير ضجة في مصر

أثار مقطع فيديو لعملية حفر في محيط منطقة الأهرامات الأثرية بالجيزة ضجةً في مصر، بعد أن تداولته برامج متلفزة ومواقع «سوشيالية» عدة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق جدران المقبرتين مغطاة بالرسوم والمشاهد الطقوسية (وزارة السياحة والآثار)

مصر تفتح مقبرة «الأخوين» في سوهاج للجمهور

تستعد مصر لإعادة إحياء مقبرة «الأخوين» بمدينة أتريبس الأثرية في محافظة سوهاج (جنوب مصر)، بعد الانتهاء من مشروع ترميمها وصيانتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

صاحب واقعة «فيديو حفل كولدبلاي»... استقالة الرئيس التنفيذي لشركة «أسترونومر»

لقطة من الفيديو المتداول لآندي بايرون وكريستين كابوت خلال حفل فرقة «كولدبلاي»
لقطة من الفيديو المتداول لآندي بايرون وكريستين كابوت خلال حفل فرقة «كولدبلاي»
TT

صاحب واقعة «فيديو حفل كولدبلاي»... استقالة الرئيس التنفيذي لشركة «أسترونومر»

لقطة من الفيديو المتداول لآندي بايرون وكريستين كابوت خلال حفل فرقة «كولدبلاي»
لقطة من الفيديو المتداول لآندي بايرون وكريستين كابوت خلال حفل فرقة «كولدبلاي»

أعلن الرئيس التنفيذي لشركة التكنولوجيا الأميركية «أسترونومر» استقالته بعد أن أثار مقطع فيديو تم تصويره خلال حفل موسيقي لفرقة «كولدبلاي» جدلاً واسعاً.

ووفقاً لبيان نشرته الشركة على موقع «لينكد إن»، يوم السبت، استقال آندي بايرون من منصبه كرئيس تنفيذي للشركة.

وقالت الشركة في منشورها على «لينكد إن»: «تلتزم أسترونومر بالقيم والثقافة التي وجهتنا منذ تأسيسنا. ويتوقع من قادتنا أن يحددوا المعايير في السلوك والمساءلة على حد سواء، ومؤخراً، لم يتم الوفاء بهذا المعيار»، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية.

يأتي هذا الإجراء بعد يوم من إعلان الشركة عن وضع بايرون في إجازة، وفتح مجلس الإدارة تحقيقاً رسميا في الحادثة التي انتشرت بشكل واسع.

وانتشر مقطع فيديو يظهر فيه بايرون وهو يعانق رئيسة قسم الموارد البشرية في شركته، كريستين كابوت، عبر شاشة العرض العملاقة (جامبوترون) خلال حفل «كولدبلاي»؛ ما دفعهما للهرب من مكانهما محرجين، ما أثار اتهامات بالخيانة.