كيف استطاع الرومان إطالة ليالي الصيف؟

مارسوا فنّ «الإطالة الفصلي» واعتمدوا الساعة القديمة

خطوط الساعة الشمسية الرومانية القديمة تختلف في الطول باختلاف الفصول (بي بي سي)
خطوط الساعة الشمسية الرومانية القديمة تختلف في الطول باختلاف الفصول (بي بي سي)
TT
20

كيف استطاع الرومان إطالة ليالي الصيف؟

خطوط الساعة الشمسية الرومانية القديمة تختلف في الطول باختلاف الفصول (بي بي سي)
خطوط الساعة الشمسية الرومانية القديمة تختلف في الطول باختلاف الفصول (بي بي سي)

تطبّق نحو ثلث دول العالم التوقيت الصيفي، وتقع الغالبية العظمى منها في أوروبا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا. ويهدف هذا النظام إلى الحصول على مساءات صيفية أطول وصباحات شتوية ممتدّة.

ويتضمّن تطبيقه تقديم الساعات إلى الأمام بساعة في فصل الربيع، ثم تراجعها بالمقدار عينه إلى التوقيت القياسي العادي في فصل الخريف.

وذكرت شبكة «بي بي سي» أنه في العصور القديمة الرومانية، لم يكن ثمة نظام مثل التوقيت الصيفي الذي نعرفه اليوم. وبدلاً من ذلك، كان الرومان يمارسون فنّ «الإطالة الفصلي»، حيث اتّبعوا نظاماً يقسم الساعات إلى فترات تتغيّر مع الفصول. ففي الصيف، كانت ساعات النهار أطول من ساعات الليل، بينما في الشتاء، كانت الساعات النهارية أقصر من الليلية.

وبدلاً من تعديل الساعات عند انتقال الفصول، كما يحدُث في التوقيت الصيفي الحديث، اتّبع الرومان نظاماً مرناً يتكيّف مع فترات النهار والليل طوال العام. بناءً على ذلك، لم يكن عليهم تعديل الساعات بشكل مستمر، بل كانوا يعتمدون على الساعات الشمسية وغيرها من آلات قياس الزمن المتاحة في ذلك الوقت.

كما نفعل اليوم، كان الرومان القدماء يقسمون كل يوم إلى 24 وحدة، ولكن طوال معظم السنة، لم تكن تلك الوحدات متساوية الطول. ففي ذروة الصيف، حيث تكون الشمس مشرقةً لأطول فترة، كانت الوحدة تستغرق 75 دقيقة خلال النهار، ومجرّد 45 دقيقة في الليل. وفي منتصف الشتاء، عندما يكون النهار أقصر، كان النمط معكوساً، حيث تكون الساعة 45 دقيقة فقط، بينما تكون 75 دقيقة خلال الليل.

واكتشف باحثون، بقيادة أليساندرو لاونارو، أستاذ الدراسات الكلاسيكية في جامعة كامبريدج البريطانية، كتلة حجرية جيرية في موقع بلدة رومانية قديمة بوسط إيطاليا، تبيّن لاحقاً أنها ساعة شمسية رومانية قديمة، تحتفظ بخطوطها ونقشها، وتُظهر الحلّ الروماني القديم لمعضلة استغلال ضوء النهار المتاح في أوقات مختلفة من السنة، وهو موضوع مثير للاهتمام في الدراسات التاريخية والأثرية.

وقدّر الباحثون أنّ هناك نحو 600 ساعة شمسية يونانية ورومانية قديمة متبقية، وتلتزم 99 في المائة منها بهذا النظام الموسمي لقياس الوقت الذي ابتكره المصريون القدماء، وتبنّته لاحقاً الحضارات الأخرى.

ويشير أستاذ تاريخ العلوم في العصور القديمة بجامعة نيويورك، ألكسندر جونز، إلى أنّ «هذه الساعات كانت موجودة في كل مكان، سواء في الأماكن الخاصة مثل الحدائق، أم في الأماكن العامة. وبفضل هذا النظام لم يفوّت الرومان القدماء أي لحظة من ضوء النهار؛ فإذا كانت الشمس مشرقة، فهذا يعني رسمياً بدء النهار والانطلاق في العمل».


مقالات ذات صلة

ورقة علمية تكشف عن إصدار تجريبي نادر من النقود الأموية على معدن الرصاص

يوميات الشرق المسكوكة الرصاصية و دينار الخليفة الواقف ضرب دمشق (الشرق الأوسط)

ورقة علمية تكشف عن إصدار تجريبي نادر من النقود الأموية على معدن الرصاص

كشفت ورقة علمية جديدة عن اكتشاف جديد في تاريخ النقود الإسلامية المبكرة حيث أظهرت دراسة حديثة توثق لأول مرة وجود مسكوكة أموية مصنوعة من الرصاص.

مساعد الزياني (الرياض)
يوميات الشرق بعض أعضاء فريق عمل المشروع المكوَّن من كوادر سعودية ودولية (هيئة التراث)

«الجزيرة العربية الخضراء» يُعيد كتابة التاريخ الطبيعي لأراضي السعودية

مشروع علمي سعودي مشترك مع فريق بحثي عالمي يهدف إلى دراسة دلالات الوجود البشري في الجزيرة على مدى عصور ما قبل التاريخ.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق تاريخ في لوحة (كريستيز)

جدارية هندية أُهمِلت لعقود سعرها 13.8 مليون دولار

بعد عقود من النسيان، أُعيد اكتشاف تحفة زيتية على القماش للرسام الهندي مقبول فيدا حسين، مما أدّى إلى تحطيم الأرقام القياسية للفنّ الهندي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم الرئيس الفرنسي حينها نيكولا ساركوزي يصافح الزعيم الليبي معمر القذافي لدى وصول الأول في زيارة رسمية إلى ليبيا في 25 يوليو 2007 (أ.ف.ب)

فرنسا: ساركوزي كان «صاحب القرار الفعلي» في الصفقة المبرمة مع القذافي

أكّدت النيابة المالية الفرنسية أن الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي كان «صاحب القرار والراعي الفعلي» لصفقة الفساد التي أبرمها معاونان له مع القذافي سنة 2005.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الكشف قد يُغيِّر فَهْم التاريخ (جامعة دورهام)

كنز من العصر الحديدي قد يُغيّر تاريخ بريطانيا

كُشِف عن أحد أكبر وأهم كنوز العصر الحديدي التي عُثر عليها في المملكة المتحدة على الإطلاق، مما قد يُغيّر فهمنا للحياة في بريطانيا قبل 2000 عام.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: المسرح القومي يحتضن الملتقى الدولي الأول للحكي 

افتتاح ملتقى القاهرة الدولي للحكي (فيسبوك)
افتتاح ملتقى القاهرة الدولي للحكي (فيسبوك)
TT
20

مصر: المسرح القومي يحتضن الملتقى الدولي الأول للحكي 

افتتاح ملتقى القاهرة الدولي للحكي (فيسبوك)
افتتاح ملتقى القاهرة الدولي للحكي (فيسبوك)

برعاية وزارة الثقافة المصرية، احتضن «المسرح القومي» حفل افتتاح الدورة الأولى لـ«ملتقى القاهرة الدولي للحكي»، الذي شهد حضور رئيس مجلس أمناء الملتقى الدكتورة إيناس عبد الدايم، ونخبة من الفنانين، من بينهم سيد رجب، وشريف الدسوقي، وصبري فواز، ومحمود عزب، والمخرج هشام عطوة، رئيس البيت الفني للمسرح.

ويستمر «ملتقى الحكي» حتى 22 أبريل (نيسان) الحالي، وتحمل دورته الأولى اسم المخرج حسن الجريتلي، مؤسس فرقة الورشة، كما كرّم الملتقى في دورته الأولى، برئاسة المخرج عادل حسان، الفنانين شريف الدسوقي، وسيد رجب، باعتبارهما من رواد فن الحكي بمصر.

وقال الفنان شريف الدسوقي: «إن فن الحكي مظلوم بشكل كبير، ولا يتم تسليط الضوء عليه، ويعاني من القصور الإعلامي رغم أهميته»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الملتقى يعد فرصة سانحة لكافة المهتمين بهذا الفن للحضور والتفاعل والمتابعة».

تكريم الفنان شريف الدسوقي في ملتقى القاهرة الدولي الأول للحكي (فيسبوك)
تكريم الفنان شريف الدسوقي في ملتقى القاهرة الدولي الأول للحكي (فيسبوك)

ويؤكد الدسوقي أن مشاركته في الملتقى لن تتوقف عند تكريمه فقط، بل سيقدم عرضاً بعنوان «ع الرايق»، على مسرح ساحة الهناجر، لعشاق فن الحكي. وعبّر الدسوقي عن فخره كون الدورة تحمل اسم المخرج حسن الجريتلي، خصوصاً أنه مؤسس فن الحكي في مصر، وفق قوله.

ويهتم الملتقى بفنون الحكي في مصر والعالم، حيث تتضمن الدورة الأولي مجموعة واسعة ومتنوعة من الفعاليات، تشمل «ورش الحكي»، و«العروض الفنية»، و«الدورات التدريبية»، التي تدور حول فنون الحكي المختلفة.

وتقام فعاليات الملتقى في «مكتبة القاهرة الكبرى»، و«بيت السناري»، و«بيت السحيمي»، و«قبة الغوري»، و«ساحة الهناجر»، و«سينما الهناجر»، حيث تعرض «سينما الهناجر» من خلال برنامج «سينما الحكاية» مجموعة من الأفلام التي تقدم فن الحكي، من بينها «الحطابة»، و«بنت البقال»، و«ورشة حكي»، و«ذاكرة الحجر».

ويشهد «بيت السناري» عدداً من العروض الفنية التي تعكس تنوع أساليب الحكي. من بينها: «لماذا لا يقفز الضفدع»، و«السلطانية»، و«حكايات من أزقة العالم الثالث»، وحكاية عن مشروع «عربية الحواديت»، و«على جسر الحواديت».

وتقدم الحكّاءة الفرنسية المغربية حليمة حمدان عرضين متتاليين، في «قبة الغوري»، إلى جانب أمسية «غناء من السيرة» للشيخ زين محمود، وحكاية «الأمير العاشق» لعزة موسى، ويقدم كورسين جودن من سويسرا حكاية «ميدو لازم يجمع الكمثرى».

ويقام عرض «حكايات مصرية»، في «بيت السحيمي»، بجانب عرض «مواعيد العرقوب»، وهي حكاية لعمر غباش من الإمارات، وحكاية «القصاص» لإسلام فودة من مصر، وتقدم «فرقة مساحة» عرض «تاء التأنيث».

ويكرم الملتقى عدداً من مشروعات الحكي المستقلة في «مكتبة القاهرة الكبرى». وهي «مكتبة الصخرة»، و«من هنا وهناك»، و«سفينة نوح»، و«رحلة لبيت الجدة»، و«إيزيس وأوزيريس».

عدد من حضور افتتاح ملتقى القاهرة الدولي للحكي (فيسبوك)
عدد من حضور افتتاح ملتقى القاهرة الدولي للحكي (فيسبوك)

ويقدم مجموعة من الحكائين عروضاً متنوعة. هي «أصل الحكاية»، و«لسه بتحب يا قلبي»، و«الحضن الأخير»، و«باب الخلق»، و«حكايات هناء»، و«13 شارع الحكايات»، بينما يشارك المخرج حسن الجريتلي، الذي تحمل الدورة الأولى من الملتقى اسمه، بعرض «ديوان الأيتام»، من إخراجه، وأداء علي عبد اللطيف.

ويشارك في تنظيم الملتقى مؤسسات عدة. هي: «اسمعونا»، و«بيت الحواديت»، و«صلة للفنون». وذلك في إطار خطة «البيت الفني للمسرح» للتعاون مع مؤسسات وفعاليات تهتم بنشر الفنون والثقافة، كما يدعم الملتقى عدداً من المؤسسات الثقافية والفنية بمصر، من بينها صندوق التنمية الثقافية، وقطاع المسرح بوزارة الثقافة، والمجلس القومي للمرأة، والسفارة الفرنسية بالقاهرة، والمركز الثقافي الفرنسي، ومكتبة الإسكندرية، وجامعة أسيوط، ونقابة المهن التمثيلية.