يحتفل المركز الثقافي الفرنسي في شهر مارس (آذار) من كل عام بالفرنكفونية حول العالم. ويحيي المركز في لبنان كعادته في كل سنة، نشاطات ثقافية تواكب المناسبة. هذا العام اتخذ البرنامج الموزع على عدة مدن لبنانية عنوان «الكائنات الحية»، وبدأها في مركزه بالعاصمة بيروت الذي شهد مناسبتين بالتوازي، تمثلتا في إعادة افتتاح صالتيه للعروض الفنية والأفلام السينمائية. حمل المعرض اسم «العالم من دون نهاية»، فيما شكّل عرض الفيلم الفرنسي «المملكة الحيوانية» عودة الحياة لصالة «مونتاين» السينمائية.
يتألف المعرض من مجموعة أعمال فنية نفّذها طلاب الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة (ألبا) قسم التصميم الفني، واستوحوا رسوماتهم من كتاب «العالم من دون نهاية» لكريستوف بلاين وجان مارك جنكوفيشي، ويتناول الكتاب بواسطة الصور المتحركة التغييرات المناخية التي يشهدها كوكب الأرض.
وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» تشير سابين سيورتينو، رئيسة المركز الفرنسي في لبنان، إلى أن الاحتفالات الخاصة بالفرنكفونية تمتد على طول أيام السنة، ولكنها في شهر مارس تأخذ حيّزاً أكثر خصوصية. وتتابع: «قررنا إعادة افتتاح الغاليري الخاص بالعروض الفنية، وكذلك صالة سينما (مونتاين) للأفلام. وأطلقنا شعار (الكائنات الحية) على هذه النشاطات. واستهللناها بمعرض يخرج بموضوعه عن المألوف ويطرح أسئلة مصيرية حول التغييرات المناخية. فجميعنا على علم بأن كوكبنا ليس بأفضل حالاته. ولا بدّ من تسليط الضوء على حلول لهذه المشكلات. لذا تعاونا مع جيل من الطلاب الشباب من جامعة الـ(ألبا)، لما يبدونه من اهتمام كبير بكل هذه الأسئلة المطروحة ويرغبون في إيجاد حل لها. وقد وضعوا سينوغرافيا خاصة بالموضوع محاولين ترجمتها، منطلقين من واقع لبنان البيئي. فكانت شراكة رائعة نعتزّ بها، لا سيّما أن المعرض يستمر لنحو 90 يوماً».
ورأت سيورتينو أن الفيلم الفرنسي «المملكة الحيوانية» (le reigne animal) عمل لاقى شهرة واسعة في فرنسا والعالم، وختمت لـ«الشرق الأوسط»: «أردنا من خلال عرضه بمناسبة إعادة افتتاح صالتنا السينمائية، أن يتعرّف اللبنانيون إليه، فتكون فرصة سانحة لمشاهدته قبل نزوله إلى الصالات السينمائية».
حوارات قصيرة وأخرى طويلة ضمن فن الرسوم المتحركة تطبع لوحات المعرض، بينها ما يدل الزائر، تحت عنوان «ماذا علينا أن نخترع»، على حلول لمشكلة معينة. وفي أخرى نستمتع بمعلومات تمدنا بها هذه اللوحات، فنتعرف إلى عدد المولدات الكهربائية لنحو 20 ألف عمارة، ويتبين أنها تبلغ نحو 9360 مولداً تتوزع في بيروت. ونستنتج أن معدل التلوث في الهواء يوازي 4 سجائر دخان في قارورة حليب طفل.
يقول رالف ضومط المشرف على تنفيذ الرسومات المتحركة في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «قد يتساءل كثيرون عما إذا كان لبنان رغم صغر مساحته يساهم في التلوث البيئي للكرة الأرضية. ولذلك حاورت الصحافية سوزان بعقليني والنائبة نجاة عون حول هذا الموضوع، فشرحتا بدقة نسبة مشاركة لبنان في هذا التلوث. وهو ما نقلته الرسوم ومحتوى المعرض كما ترون. بذلك يستطيع الزائر أن يأخذ فكرة واضحة مبنية على العلم والدراسات عن التلوث في لبنان».