معدلات الخصوبة لن تكفي للحفاظ على مستويات سكان العالم بحلول نهاية القرن

معدل الخصوبة العالمي انخفض من نحو خمسة أطفال في عام 1950 إلى 2.2 في عام 2021 (رويترز)
معدل الخصوبة العالمي انخفض من نحو خمسة أطفال في عام 1950 إلى 2.2 في عام 2021 (رويترز)
TT

معدلات الخصوبة لن تكفي للحفاظ على مستويات سكان العالم بحلول نهاية القرن

معدل الخصوبة العالمي انخفض من نحو خمسة أطفال في عام 1950 إلى 2.2 في عام 2021 (رويترز)
معدل الخصوبة العالمي انخفض من نحو خمسة أطفال في عام 1950 إلى 2.2 في عام 2021 (رويترز)

أظهرت دراسة نشرت أمس الأربعاء أن معدلات الخصوبة في جميع الدول تقريباً ستكون منخفضة للغاية بحيث لا يمكنها الحفاظ على مستويات السكان بحلول نهاية القرن وأن معظم المواليد الأحياء حول العالم سيكونون من الدول الأكثر فقراً.

وأوضح الباحث ستاين إميل فولسيت من معهد قياسات الصحة والتقييم في جامعة واشنطن بسياتل أن هذا الاتجاه سيؤدي إلى تقسيم العالم بين «طفرة مواليد» و«كساد مواليد»، وأن الطفرة ستتركز في الدول منخفضة الدخل الأكثر عرضة لعدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وتتوقع الدراسة التي نشرت في مجلة «ذا لانسيت» أن 155 من 204 دول ومناطق في جميع أنحاء العالم، بواقع 76 في المائة، سوف يكون لديها معدلات خصوبة أقل من مستويات إحلال السكان بحلول 2050. وبحلول عام 2100 من المتوقع أن يرتفع هذا إلى 198، بواقع 97 في المائة، بحسب تقديرات الباحثين.

وتستند التوقعات إلى الدراسات الاستقصائية والتعدادات ومصادر البيانات الأخرى التي تم جمعها من عام 1950 حتى عام 2021 كجزء من دراسة العبء العالمي للأمراض والإصابات وعوامل الخطر.

وقال باحثون إن أكثر من ثلاثة أرباع المواليد الأحياء سيكونون في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل بحلول نهاية القرن، وإن أكثر من نصفهم سيكون في أفريقيا جنوب الصحراء.

وتظهر البيانات أن معدل الخصوبة العالمي، أي متوسط ​​عدد المواليد لكل امرأة، انخفض من نحو خمسة أطفال في عام 1950 إلى 2.2 في عام 2021.

وبحلول عام 2021، كان لدى 110 دول وأقاليم، أي 54 في المائة، معدلات أقل من مستوى إحلال السكان البالغ 2.1 طفل لكل امرأة.

وتسلط الدراسة الضوء على اتجاه مثير للقلق بشكل خاص بالنسبة لدول مثل كوريا الجنوبية وصربيا، حيث يقل معدل الخصوبة عن 1.1 طفل لكل امرأة، مما يعرضها لتحديات ترتبط بانكماش القوى العاملة.


مقالات ذات صلة

طريقة فعّالة لتقليل التهابات جذور الأسنان

يوميات الشرق التهابات جذور الأسنان تنشأ نتيجة تسوس الأسنان غير المُعالج (جامعة نبراسكا)

طريقة فعّالة لتقليل التهابات جذور الأسنان

عدّت دراسة برازيلية الجمع بين ممارسة التمارين البدنية وتناول مكملات «أوميغا-3» طريقة علاجية فعّالة يُمكنها أن تُخفف بشكل كبير من التهابات جذور الأسنان المزمنة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك الكافيين المُستهلك في أثناء الحمل أو الذي يمر عبر حليب الأم قد يوفر حماية للرضيع (جامعة مانيتوبا)

الكافيين قد يكون وسيلة لوقاية الرضّع من «الموت المفاجئ»

أورد بحث علمي جديد أن للكافيين دوراً وقائياً محتملاً ضد متلازمة موت الرضع المفاجئ، من خلال تعويض نقص الأكسجة المتقطع، ما يمثل تحولاً في فهم أسباب هذه الظاهرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك العلاج الجديد يعتمد على تقنية التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (جامعة طوكيو)

تكنولوجيا غير جراحية لتحسين تفاعل المصابين بالتوحد

كشفت دراسة يابانية عن إمكانية استخدام علاج غير جراحي لتحسين التفاعل الاجتماعي والمرونة الذهنية لدى المصابين بالتوحد، من خلال تحفيز الدماغ.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق راحة أم خطر على الحياة؟ (غيتي)

«قيلولة قاتلة؟»... دراسة تُحذّر من النوم قبل الغروب

توصَّل فريق من الباحثين إلى أنّ الحصول على قسط من النوم قبل غروب الشمس ربما يرتبط بزيادة احتمالات الوفاة للأشخاص في منتصف العمر وكبار السنّ.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
صحتك تزداد الحاجة لاختبارات سهلة وفعالة وقليلة التكلفة لتشخيص المرض في وقت مبكر (مايو كلينك)

اختبار للدم يشخِّص ألزهايمر بدقة تصل إلى 95 %

أكدت دراسة جديدة، قادها باحثون من مستشفى «مايو كلينك» الأميركية، دقة فحص دم مُعتمد من إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA).

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

هل تتأثر «الانتعاشة السياحية» المصرية بالتصعيد الإسرائيلي - الإيراني؟

تأجيل الافتتاح الرسمي للمتحف الكبير بسبب التصعيد العسكري بالمنطقة (إدارة المتحف)
تأجيل الافتتاح الرسمي للمتحف الكبير بسبب التصعيد العسكري بالمنطقة (إدارة المتحف)
TT

هل تتأثر «الانتعاشة السياحية» المصرية بالتصعيد الإسرائيلي - الإيراني؟

تأجيل الافتتاح الرسمي للمتحف الكبير بسبب التصعيد العسكري بالمنطقة (إدارة المتحف)
تأجيل الافتتاح الرسمي للمتحف الكبير بسبب التصعيد العسكري بالمنطقة (إدارة المتحف)

في أولى تداعيات التصعيد الإسرائيلي - الإيراني أعلنت الحكومة المصرية تأجيل افتتاح «المتحف المصري الكبير» لنهاية العام الحالي، كما شكلت مصر غرفة عمليات لمتابعة التداعيات المتلاحقة للتصعيد الإسرائيلي - الإيراني الأخير. وتباينت الآراء بشأن تأثير الأحداث على ما حققته القاهرة من «انتعاشة سياحية»، في الآونة الأخيرة، راهنين حجم التأثير على الإيرادات السياحية بمدى تصاعد التوترات في المنطقة.

وأعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، السبت، تأجيل افتتاح المتحف المصري الكبير إلى الربع الأخير من العام الحالي، وقال، في تصريحات صحافية، إن «الحكومة تضع كل السيناريوهات في حال تصاعد الصراع».

وأوضحت وزارة السياحة والآثار، في إفادة رسمية السبت، أنه «في ضوء تطورات الأحداث الإقليمية الراهنة، فقد تقرر إرجاء الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، الذي كان مقرراً في الثالث من يوليو (تموز) المقبل»، مشيرة إلى أنه «سيتم تحديد موعد جديد للافتتاح الرسمي للمتحف خلال الربع الأخير من العام الحالي، على أن يتم الإعلان عنه في الوقت المناسب، وذلك بعد التنسيق مع جميع الجهات المعنية لضمان تنظيم فعالية تليق بمكانة مصر السياحية والثقافية على الساحة الدولية».

ووفق الإفادة فإن «هذا القرار أيضاً جاء انطلاقاً من المسؤولية الوطنية للدولة المصرية، وحرصها على تقديم حدث استثنائي عالمي في أجواء تليق بعظمة الحضارة المصرية وتراثها الفريد، وبما يضمن مشاركة دولية واسعة تواكب أهمية الحدث».

توقعات متباينة بشأن تأثر السياحة في مصر بالتصعيد الإيراني - الإسرائيلي (الشرق الأوسط)

وكان من المقرر إغلاق المتحف منتصف الشهر الحالي تمهيداً للافتتاح، لكن في ضوء التأجيل، سيواصل المتحف استقبال زائريه في المناطق التي شهدت افتتاحاً تجريبياً منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وحتى اقتراب موعد الافتتاح الرسمي الجديد.

وسبق أن تأجل افتتاح المتحف أكثر من مرة، بسبب تداعيات جائحة (كوفيد - 19)، وحرب غزة. ويعرض المتحف للمرة الأولى المقتنيات الكاملة للفرعون الذهبي «توت عنخ آمون»، منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر (تشرين الثاني) 1922، إضافة إلى مجموعة مميزة من الآثار المصرية. وكانت مصر تتوقع أن يساهم المتحف في تنشيط السياحة وزيادة عائداتها.

وعلى صعيد التداعيات السياحية للتصعيد، أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، في إفادة رسمية مساء الجمعة، عن تشكيل غرفة عمليات لمتابعة الحركة السياحية بمختلف المقاصد المصرية في ضوء التداعيات المتلاحقة الناتجة عن تطورات الأوضاع الإقليمية.

أهرامات الجيزة (الصفحة الرسمية لوزارة السياحة والآثار)

وبحسب الإفادة فإن «غرفة العمليات التي يتابع عملها وزير السياحة والآثار شريف فتحي تتولى التنسيق مع الجهات المعنية داخل مصر وخارجها بشأن حركة الطيران وعودة حجاج السياحة البريين، وتضم ممثلين عن الإدارات المركزية لشركات السياحة، والمنشآت الفندقية والمحال والأنشطة السياحية، إلى جانب وحدة الطيران بالوزارة».

كما «تتابع الغرفة أيضاً أوضاع السائحين الموجودين في مصر من مختلف الدول التي تم إغلاق مجالاتها الجوية تأثراً بالأحداث»، وفق الإفادة التي أكدت أن «وزيري السياحة والآثار والطيران المدني المصريين يتابعان المستجدات من كثب، للوقوف على أي تطورات».

وشهدت منطقة الشرق الأوسط إغلاقاً واسعاً لعدد من المجالات الجوية الحيوية بعد بدء الضربات الإسرائيلية على منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية في إيران فجر الجمعة. ما أدى إلى شلل مؤقت في حركة الطيران، خصوصاً في أجواء، إسرائيل، وإيران، والعراق، والأردن، وسوريا.

وأوضح مصدر مطلع بوزارة السياحة والآثار لـ«الشرق الأوسط» أن «الوزارة تتابع تطورات المشهد الإقليمي لتقييم تأثيره على حركة السياحة»، مشيراً إلى أنه «حتى الآن لم يتم إلغاء أي حجوزات سياحية». وقال: «مصر استطاعت على مدار العام الماضي تجاوز اضطرابات جيوسياسية كان من المتوقع أن تلقي بظلالها على معدلات السياحة».

ولا يعتقد الخبير السياحي محمد كارم أن حركة السياحة في مصر ستتأثر بالتصعيد الأخير. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «حركة السياحة بين مصر وكل من إيران وإسرائيل ليست كبيرة»، لكنه أشار إلى أن «مدناً مثل طابا ونويبع قد تشهد تراجعاً في الإشغالات الفندقية وهذا أمر طبيعي مرتبط بالأحداث».

أحد مباني القاهرة التاريخية بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)

وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أشارت تقارير إعلامية مصرية إلى «إغلاق نحو 90 في المائة من المنشآت السياحية (فنادق وكامبات) في مدينتي طابا ونويبع الواقعتين بسيناء على شاطئ البحر الأحمر وتراجع معدل الإشغالات الفندقية في شرم الشيخ ومدن جنوب سيناء نتيجة الحرب على غزة».

في المقابل، توقع الخبير السياحي أحمد عبد العزيز أن «تتأثر حركة السياحة القادمة لمصر، لا سيما إذا تصاعدت الأحداث أكثر من ذلك». وقال إن «التأثر لن يكون بسبب خوف الناس من السفر بل بسبب إيقاف الرحلات في بعض مطارات دول المنطقة».

وأوضح عبد العزيز أن «عدداً من الرحلات لم تتم منذ بدء التصعيد بسبب إيقاف حركة الطيران في مطارات عربية، بالأردن والعراق».

وبينما أشار عبد العزيز إلى أن تحذيرات السفر الدولية بشأن التوترات في المنطقة لا تشمل مصر، قال إن «عدداً من البرامج السياحية الدولية لا سيما تلك القادمة من أميركا اللاتينية تكون برامج ثلاثية تشمل الأردن وإسرائيل ومصر»، متوقعاً أن «تشهد هذه البرامج تراجعاً في الفترة المقبلة ما سيؤثر بالتبعية وبشكل غير مباشر على عائدات السياحة المصرية».

واستقبلت مصر، وفق بيانات رسمية، 15.7 مليون سائح خلال عام 2024، ما يُعدّ أعلى رقمٍ تحققه البلاد في تاريخها. وقال رئيس الوزراء المصري في إفادة رسمية في فبراير (شباط) الماضي: «لولا الاضطرابات الإقليمية التي تحيط بمصر لارتفع هذا الرقم إلى 18 مليون سائح».

معبد رمسيس الثاني بأبو سمبل (الشرق الأوسط)

وأكد كارم أنه على مدار العام الماضي ورغم الاضطرابات السياسية في المنطقة شهدت مصر «انتعاشة سياحية» ما يؤكد أنها «لن تتأثر بالتصعيد الأخير»، على حد قوله.

وتجاوزت السياحة المصرية اضطرابات تشهدها المنطقة مسجلة أرقاماً قياسية هذا العام. ووفق إفادة لمجلس الوزراء المصري، سجلت أعداد السياحة الوافدة للبلاد زيادة بنسبة 25 في المائة منذ بداية العام الحالي.

مدينة القاهرة التاريخية تجتذب الكثير من السائحين (الشرق الأوسط)

وكانت مصر تستهدف الوصول إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2028 عبر استراتيجية أعلنتها الحكومة سابقاً، لكنها عادت وعدلت الاستراتيجية ورحّلت هدفها إلى عام 2031.

ويعد قطاع السياحة ركناً أساسياً للاقتصاد المصري، ومصدراً مؤثراً في توفير العملة الصعبة، وفرص العمل. ووفق بيانات البنك المركزي المصري بلغت عائدات السياحة خلال عام 2024 نحو 15.3 مليار دولار، مقابل 14.1 مليار دولار في 2023.