حددت الأبحاث في علم النفس العديد من الاحتياجات الأساسية التي تتعلق بالبشر بشكل عام، وكيف يمكن تلبية هذه الاحتياجات أو إحباطها في مكان العمل. لسوء الحظ، فإن مجرد تحديد ما يريده الأشخاص ويحتاجونه في العمل لا يُترجم تلقائياً إلى بيئة عمل صحية، وذلك لعدة أسباب. ففي بعض الأحيان تكون محاولات الفرد لتلبية احتياجاته مزعجة للمجموعة.
وفي كثير من الأحيان، تتعارض بيئة العمل وأهدافها مع توفير سياق مثالي يمكن للأشخاص العمل فيه. وفي أي وقت يجتمع فيه الأشخاص معاً بشكل منتظم، يمكن أن تعوق ديناميكيات المجموعة ظروف العمل المثالية. ونشر الباحث وخبير التنمية المهنية الواعية مايكل دبليو فيدرمان في مجلة «سيكولوجي توداي» بعض الوصفات التي قد تجعل العمل أكثر اقترابا نحو المثالية، وهي:
1. المعنى والغرض
عدت الدورية أن العمل المُرضي هو هدف سامٍ، لإنه يحدث فرقا. ليس من الضروري أن يكون تأثيره مُغيِّراً للعالم، ولكنه ضروري ويساهم في تحقيق هدف أكبر. ومن الناحية المثالية، من الواضح أن عملك يُحدث فرقاً لشخص ما في مكان ما. ومع ذلك، فإن الكثير منا يعمل في مجالات متخصصة داخل المنظمات الكبيرة. في تلك الحالات، من المهم أن تكون قادراً على تحديد كيف يتناسب ما تفعله في العمل مع السياق الأكبر، وقيمة ما تفعله كمساهمة في الأهداف النهائية ذات المغزى.
2. الاحترام والإنصاف
في بيئة عمل جيدة، يشعر الجميع بالاحترام، ويعتقدون أن الجميع يعاملون بشكل عادل. هذا لا يعني أنه يجب على الجميع أن يحب بعضهم البعض، أو حتى ينسجمون، ولكن لا يوجد تصور بأن بعض الناس يتم إهمالهم أو معاملتهم بشكل غير متساوٍ. ونتيجة لذلك، يشعر الناس بالأمان لكونهم على طبيعتهم.
ومن الجيد في بيئة العمل الصحية عدم وجود أشخاص يعاملون بشكل مختلف عن غيرهم، أو وجود «مفضلين» لدى الإدارة، أو حتى «كبش فداء» لأحد.
3. الاستقلالية والاختيار
بشكل عام، نحن نفضل المزيد من الخيارات والتحكم فيما نقوم به وكيف نفعل ذلك، وليس تقليله. في الواقع، يميل البشر إلى مقاومة التعدي على استقلاليتهم. وعدت «سيكولوجي توداي» أن الطريقة الرائعة لتثبيط الناس هي الإصرار على أن عليهم القيام بشيء ما، مع تحديد متى وكيف يجب القيام بذلك بطريقة صارمة ومحدودة.
وقد تكون تلك الطريقة ضرورية، لكن من المهم التأكيد على أن الصرامة ضرورية بسبب طبيعة العمل أو المنتج النهائي، وليس فقط بسبب احتياجات المشرف للسلطة أو السيطرة من قبل مدير بعينه.
4. الصداقة والعمل الجماعي
البشر مخلوقات اجتماعية، والعمل في بيئة داعمة اجتماعياً أمر مهم لتحقيق الرضا في العمل. ومن الناحية المثالية، أنت تحب الأشخاص الذين تعمل معهم، ويشاركونك درجة ما من التقارب أو الزمالة، وتعمل المجموعة بشكل جيد كفريق متماسك له هوية ومهمة مشتركة.
5. التحسن المستمر والتطور
الأشخاص الذين يؤدون عملاً ذا معنى يريدون القيام بعمل جيد. لذلك، يتضمن إعداد العمل المُرضي التركيز المشترك على التميز والتحسين المستمر. ومن الناحية المثالية، يستثمر كل فرد في الفريق في بذل قصارى جهده، ومساعدة بعضهم البعض على التطور المهني. لذا، فإن التعليقات البناءة الصريحة هي القاعدة، ويتم تقديمها وتلقيها بشكل مريح ومقدر.
6. التقدير
نحن بحاجة إلى أن ينظر إلينا كأفراد، وفي بيئة عمل صحية، يشعر الناس بالتقدير كأفراد. يتم الاعتراف بمساهمات كل شخص من قبل الإدارة والمجموعة ككل. في ثقافة العمل الصحية، يتم الاحتفال بالتميز والنجاحات ومكافأتهما علناً.