«عيد الحب» في بيروت... منافسة ساخنة بين الحفلات

الفنانون المصريون أبرز نجومه هذا العام

شيرين تُحيي «عيد الحب» ليلة 17 فبراير في «فوروم دو بيروت» (إنستغرام)
شيرين تُحيي «عيد الحب» ليلة 17 فبراير في «فوروم دو بيروت» (إنستغرام)
TT

«عيد الحب» في بيروت... منافسة ساخنة بين الحفلات

شيرين تُحيي «عيد الحب» ليلة 17 فبراير في «فوروم دو بيروت» (إنستغرام)
شيرين تُحيي «عيد الحب» ليلة 17 فبراير في «فوروم دو بيروت» (إنستغرام)

تُواصل إعلانات حفلات «عيد الحب» في لبنان اكتساح الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي. فهي تُقام في بيروت، كما في مناطق أدما وجبيل وريفون وغيرها. النجوم اللبنانيون شبه غائبين عن إحيائها، وسط توافُد فنانين مصريين قرّروا إحياء المناسبة مع جمهورهم اللبناني.

متعهّدو الحفلات استقدموا مطربين مصريين من الصف الأول للاحتفال بـ«السان فالنتاين»، واختاروا أسماء محبوبة ليمضي معها اللبنانيون سهرة حب لا تشبه ما سبقها. كما شيرين عبد الوهاب وهاني شاكر، تطلّ روبي التي تُقدّم أولى حفلاتها في العاصمة اللبنانية.

روبي تحضر للمرة الأولى إلى بيروت لإحياء «عيد الحب» (إنستغرام)

لماذا هذا التردُّد الفني اللافت للنجوم المصريين إلى الساحة الفنية؟ يجيب متعهّد حفل هاني شاكر، منجد شريف: «لأنّ اللبناني يحبّ التجديد، وللنجم المصري شعبيته في لبنان. المتعهّد خضر عكنان لعب دوراً بارزاً في هذا الإطار، وعبَّد الطريق أمام عودة نجوم مصر إلى الساحة اللبنانية».

عكنان سبّاق في استقدام نجوم مصريين إلى لبنان في السنوات الأخيرة، وهو مَن يقف وراء إقامة حفلات إيهاب توفيق، ومصطفى قمر، وهاني شاكر، وعندما لمس زملاؤه نجاح حفلاته، ساروا على خطاه. يتابع شريف لـ«الشرق الأوسط»: «تمتاز حفلات عيد الحب هذه السنة بالمنافسة الحامية، لوَضْعها بعض النجوم المصريين في وجه بعضهم. قد نعرف سلفاً مَن سيربح الجولة. ولكن الجمهور اللبناني متنوّع، ويرضي جميع النجوم، مع فوارق بسيطة بنسب الحجوزات».

بطاقات حفل هاني شاكر نفدت تماماً (إنستغرام)

عن حفلة هاني شاكر في 13 فبراير (شباط) الحالي بفندق «كورال بيتش» ببيروت، يؤكد: «نفدت جميع البطاقات. لهذا الفنان الكبير جمهور هائل في لبنان اشتاق للفن الأصيل». أما تكلفة بطاقات الدخول، فتتراوح بين 50 و400 دولار. يوضح المتعهّد شريف: «الأسعار متاحة للجميع؛ ترتفع وتيرتها لدى الراغبين في تناول العشاء أيضاً. عندها يبدأ سعر البطاقة من 125 إلى 400 دولار».

المنافسة الحامية تتمثّل بمواجهة مباشرة بين نجمتين مصريتين في حفلتين منفصلتين ليلة 17 فبراير: الأولى تُحييها الفنانة روبي في ملهى «أو بيروت» بمنطقة أنطلياس، والثانية لشيرين عبد الوهاب في «فوروم دو بيروت». تتراوح أسعار بطاقات سهرة شيرين من دون عشاء بين 50 و150 دولاراً، أما العشاء، فيكون ضمن أماكن تتراوح أسعارها بين 250 و600 دولار.

بدورها، تبدأ أسعار سهرة روبي، التي تحظى بشعبية بين الشباب اللبناني، بـ100 لغاية 300 دولار. وتشهد حفلتها إقبالاً واسعاً، وفق ما يؤكد أحد العاملين لإنجازها.

ملحم زين من الفنانين اللبنانيين القلّة المُحتفين بالمناسبة في لبنان (إنستغرام)

لبنانياً، يخوض النجمان مروان خوري وملحم زين تجربة تُشبه المنافسة بين شيرين وروبي. فيُحيي خوري حفلة في 10 فبراير بـ«كازينو لبنان»، يرافقه الموسيقي غي مانوكيان، بينما يُحيي زين المناسبة في الليلة عينها، في مدينة جبيل بمطعم «أوريزون». أما أسعار البطاقات، فتبدأ من 100 لغاية 200 دولار، وترتفع في حفلة خوري لتلامس الـ600 دولار للأماكن المُصنّفة «في آي بي».

محبّو مروان خوري يمضون معه المناسبة في «كازينو لبنان» (إنستغرام)

بقية الحفلات تتوزّع على عدد من مطاعم ومقاهي لبنان، لتشمل منطقتَي بنشعي في الشمال، وبلدة ريفون في منطقة كسروان. فيُحيي معين شريف سهرة عيد الحب في مطعم «بحيرة بنشعي» بـ10 فبراير، بينما يُحيي سعد رمضان وماهر جاه في الليلة عينها حفلة بمطعم «أديب بالاس» في ريفون.

زياد برجي يُحيي «عيد الحب» في مطعم «كولت» البيروتي (إنستغرام)

من جهته، يختار الفنان زياد برجي مطعم «كولت» في بيروت للاحتفاء بالمناسبة؛ بينما هواة الطرب الأصيل والقدود الحلبية على موعد مع الفنان شادي جميل في مطعم «أطلال بلازا» بمنطقة طبرجا.

برنار سوفا يقدّم حفلة رومانسية في «كازينو لبنان» (إنستغرام)

ومن الحفلات الرومانسية المُنتظرة، تلك التي يُحييها المغنّي الفرنسي برنار سوفا، فيقدّم واحدة من أجمل حفلاته في عيد الحب بـ9 فبراير في «كازينو لبنان»، يؤدّي خلالها باقة من أغنياته المعروفة، التي توقظ ذكريات أجيال من اللبنانيين.


مقالات ذات صلة

«الفلانتين المصري» يبرز «سوشيالياً» ويغيب في الشارع

يوميات الشرق منشورات لعيد الحب المصري على «السوشيال ميديا» (صفحة «في حب مصر» على «إكس»)

«الفلانتين المصري» يبرز «سوشيالياً» ويغيب في الشارع

برز «الفلانتين المصري»، أو عيد الحب، على «السوشيال ميديا»، وتصدّر «الترند» على «غوغل» بمصر، الاثنين، بينما اختفت مظاهره في الشارع.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الحب يمكن أن يجعل الناس غافلين عن أخطاء الشريك (رويترز)

بمناسبة «الفالنتاين»... هكذا «يؤثر» الحب في عقولنا

يؤثر الوقوع في الحب في العقل، إذ يستهلك أفكارنا، ويشحن عواطفنا، وأحياناً يجعلنا نتصرف بطريقة لا تتفق مع شخصيتنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تصدّر كولومبيا الزهور إلى نحو 100 دولة (أ.ف.ب)

700 مليون زهرة من كولومبيا إلى العالم في عيد الحب

صدّرت كولومبيا، المُنتِج الرئيسي للزهور في القارة الأميركية، أكثر من 700 مليون زهرة بمناسبة عيد الحب، إلى دول عدة، أبرزها الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)
يوميات الشرق برنار سوفا أشعل حنين اللبنانيين (ستار سيستم)

برنار سوفا يفتتح حفلات الحب بلبنان بسهرة تعبق بالحنين

لفح الحنين اللبنانيين إلى أيام خلت مع أغنيات لم تفارق ذاكرتهم للفرنسي برنار سوفا. وعلى مدى 90 دقيقة، ردّدوا معه كلماتها الرومانسية، فنقلتهم إلى الماضي القريب.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق في عيد الحب... حفل زفاف جماعي لأكثر من 660 ثنائياً في المكسيك (صور)

في عيد الحب... حفل زفاف جماعي لأكثر من 660 ثنائياً في المكسيك (صور)

عقد أكثر من 660 ثنائياً قرانهم، أمس (الاثنين)، يوم عيد الحب، في حفل زفاف جماعي نُظّم في إحدى ضواحي العاصمة المكسيكية مكسيكو، في ظل أجواء سادها الفرح والتأثر، إذ ظهرت ابتسامات المتزوجين من خلف الكمامات. ومن بين الأزواج الذين عقدوا قرانهم الثنائي فرانشيسكو كالفو (74 عاماً) وروزابيلا سيلفا (67 عاماً)، وهما أرملان التقيا قبل خمس سنوات. وقالت سيلفا وهي تقف إلى جانب زوجها: «لم أكن أعتقد أنّني سأتمتّع بفرصة أخرى، لكنّ الحب لا يعرف الوقت». وأشار جوناثان غارسيا البالغ 40 عاماً إلى أنّ الزفاف الجماعي بالنسبة إليه هو تقليد عائلي. وقال غارسيا: «إنّ اثنين من شقيقاتي تزوّجتا بهذه الطريقة ورأينا أنّهما سعيدت

«الشرق الأوسط» (سيوداد نيزاهوال كويوتل)

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

يطمح الفنان المصري هشام نوّار إلى إعادة تشكيل الجسد بصرياً عبر معرضه «الجميلات النائمات» متشبعاً بالعديد من الثيمات الأيقونية في الفن والأدب والتاريخ الإنساني، خصوصاً في التعامل مع الجسد الأنثوي، بما يحمله من دلالات متعددة وجماليات عابرة للزمان ومحيّدة للمكان.

يذكر أن المعرض، الذي يستضيفه «غاليري ضي» بالزمالك (وسط القاهرة) حتى 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، يضم ما يزيد على 50 لوحة تتنوع خاماتها بين استخدام الألوان الزيتية على القماش بمساحات كبيرة، وبين الرسم بالألوان في مساحات أقل.

ويعدّ الجسد بمفهومه الجمالي والفني هو محور المعرض، والجسد الأنثوي تحديداً هو الأكثر حضوراً، بينما تبقى الوضعية الرئيسية التي اختارها الفنان، وهي فكرة «تمثال الكتلة» المصري القديم، وتوظيفه على هيئة فتاة نائمة هي الأكثر تعبيراً عن الفكرة التي يسعى لتقديمها، واضعاً ثيمتي الجمال، ممثلاً في الجسد الأنثوي، والنوم ممثلاً في وضعية واحدة تجسد المرأة، وهي نائمة في وضع أشبه بالجلوس، في إطار مشبع بالدلالات.

اللونان الأصفر والأحمر كانا لافتين في معظم الأعمال (الشرق الأوسط)

وعن المعرض، يقول هشام نوار: «الفكرة تستلهم تمثال الكتلة المصري القديم، فمعظم الشخصيات التي رسمتها تعود لهذا التمثال الذي ظهر في الدولة المصرية القديمة الوسطى، واستمر مع الدولة الحديثة، ويمثل شخصاً جالساً يضع يديه على ركبته، وكأنه يرتدي عباءة تخبئ تفاصيل جسده، فلا يظهر منه سوى انحناءات خفيفة، ويكون من الأمام مسطحاً وعليه كتابات، وكان يصنع للمتوفى، ويكتب عليه صلوات وأدعية للمتوفى».

ويضيف نوار لـ«الشرق الأوسط»: «تم عمل هذا التمثال لمهندس الدير البحري في الدولة الحديثة، الذي كان مسؤولاً عن تربية وتثقيف ابنة حتشبسوت، فيظهر في هيئة تمثال الكتلة، فيما تظهر رأس البنت من طرف عباءته، ومحمود مختار هو أول من اكتشف جماليات تمثال الكتلة، وعمل منها نحو 3 تماثيل شهيرة، هي (كاتمة الأسرار) و(الحزن) و(القيلولة)».

حلول جمالية بالخطوط والألوان (الشرق الأوسط)

وقد أهدى الفنان معرضه للكاتب الياباني الشهير ياسوناري كاواباتا (1899 - 1972) الحائز على نوبل عام 1968، صاحب رواية «منزل الجميلات النائمات» التي تحكي عن عجوز يقضي الليل بجوار فتاة جميلة نائمة بشرط ألا يلمسها، كما أهداه أيضاً للمثال المصري محمود مختار (1891 – 1934) تقديراً لتعامله مع فكرة «تمثال الكتلة».

وحول انتماء أعماله لمدرسة فنية بعينها، يقول: «لا يشغلني التصنيف، ما يشغلني معالجة خطوط الجسد البشري، كيف أجد في كل مرة حلاً مختلفاً للوضع نفسه، فكل لوحة بالنسبة لي تمثل الحالة الخاصة بها».

الفنان هشام نوار في معرضه «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

ويشير نوّار إلى أنه لم يتوقع أن يرسم كل هذه اللوحات، وتابع: «الفكرة وراء الجميلات النائمات الممنوع لمسهن، لكن تظل المتعة في الرؤية والحلم الذي يمكن أن يحلمه الشخص، حتى إن ماركيز قال إنه كان يتمنى أن يكتب هذه الرواية».

«يؤثر التلوين والتظليل على الكتلة، ويجعلها رغم ثباتها الظاهر في حال من الطفو وكأنها تسبح في فضاء حر، هنا تبرز ألوان الأرض الحارة التي احتفى بها الفنان، وتطغى درجات الأصفر والأحمر على درجات الأخضر والأزرق الباردة»، وفق الكاتبة المصرية مي التلمساني في تصديرها للمعرض.

أفكار متنوعة قدّمها الفنان خلال معرض «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

وتعدّ مي أن هذا المعرض «يكشف أهمية مقاومة الموت من خلال صحوة الوعي، ومقاومة الذكورية القاتلة من خلال الحفاوة بالجسد الأنثوي، ومقاومة الاستسهال البصري من خلال التعمق الفكري والفلسفي؛ ليثبت قدرة الفن الصادق على تجاوز الحدود».

وقدّم الفنان هشام نوّار 12 معرضاً خاصاً في مصر وإيطاليا، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية، وعمل في ترميم الآثار بمنطقة الأهرامات عام 1988، كما شارك مع الفنان آدم حنين في ترميم تمثال «أبو الهول».