أصدرت المحكمة الاقتصادية في مصر، الثلاثاء، حكماً بحبس مصممة الغرافيك المصرية غادة والي 6 أشهر وكفالة 10 آلاف جنيه (الدولار الأميركي يعادل نحو 31 جنيهاً في البنوك المصرية)، وتعويض مؤقت 100 ألف جنيه في قضية «رسومات مترو القاهرة»؛ حسب وسائل إعلام رسمية مصرية.
وكان الفنان الروسي جورجي كوراسوف اتهم المصممة المصرية باستخدام 4 من لوحاته في تصميمات محطة مترو «كلية البنات» في القاهرة من دون إذنه، ما عدّه «تعدياً على حقوقه المالية والأدبية».
وبعد بلاغ من محامي الفنان الروسي في عام 2022، أزالت وزارة النقل المصرية التصميمات الملصقة على جدران محطة مترو «كلية البنات»، وأشار الفنان إلى «استخدام 4 لوحات من أعماله في التصميمات، وأن بعضها يعود استخدام تاريخها لنحو 27 عاماً».
وانتهت تحقيقات النيابة العامة المصرية إلى أن الرسومات المنسوبة لوالي «مقلدة ومنسوخة من لوحات الفنان جورجي كوراسوف»، وأحيلت القضية إلى المحكمة الاقتصادية التي نظرتها في 8 يناير (كانون الثاني) الحالي، وقررت تأجيلها لإصدار الحكم.
وخلال التحقيقات أنكرت والي سرقة لوحات الفنان الروسي، وذكرت أنها تعاقدت على تنفيذ خطة دعائية وترويجية للخط الثالث لمترو أنفاق القاهرة، مع وضع خطة كاملة للأنشطة الفعاليات داخل محطات المترو، وأن الشركة التي تمثلها «واليز ستوديوز» أعدت تصميمات لأربع محطات هي: «العباسية، وباب الشعرية، وهليوبوليس، وكلية البنات».
وذكرت والي في حوارات إعلامية سابقة أنها استوحت تصميمات محطة «كلية البنات» من الفن المصري القديم، وتحديداً من رسومات معابد بالأقصر، واعتبرت أن مرد «التشابه بين التصميمات وبين لوحات الفنان الروسي يعود إلى استلهام الاثنين من الحضارة المصرية القديمة، واعتماد الاثنين على المدرسة التكعيبية».
وقالت في لقاء تلفزيوني سابق: «إذا كان الفنان الروسي يقول إنني سرقت منه التصميم، فيكون هو أيضاً سارقاً من أعمال بيكاسو».
وانتقد الفنان الروسي تصريحات المصممة المصرية، لافتاً إلى أن «إحدى لوحاته التي استخدمت في محطة كلية البنات لا تعود للفن المصري القديم وإنما إلى الحضارة اليونانية وتحديداً قصة بينلوبي وأوديسيوس في الملحمة الشهيرة الأوديسا».
وثمّن الفنان التشكيلي والناقد المصري صلاح بيصار الحكم، مشيراً إلى «وجود جدّية في تفعيل قوانين حقوق الملكية الفكرية»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا الحكم يؤكد شبهة النقل، وشبهة تقمص أعمال فنان آخر عن قصد»، ودعا بيصار الجهات المختصة إلى «تفعيل قوانين حقوق الملكية الفكرية بشكل موسع لحماية الإبداع والإنتاج الفني».
ولفت إلى أن «الموضوع يتضمن إساءتين: الأولى لمترو الأنفاق الذي تضمّ بعض محطات الخط الثالث منه تصاميم موجودة بالفعل نفذها عميد كلية الفنون الجميلة الأسبق محمد مكاوي، فما الدّاعي لوضع رسومات فوق الموزاييك، أما الإساءة الثانية فتتمثل بالنقل من فنان روسي، وهي إساءة في حق الإبداع التشكيلي وفن التصميم المصري».
ونوه بيصار إلى أنه «لا توجد مشكلة في أن يستلهم الفنان من فنان آخر أو يتأثر به، فهذا يقيم حواراً وتفاعلاً بين الفنانين ويؤكد شخصية الفنان الأول المؤثر، لكن حين يتم استنساخ التصميمات تضيع حقوق الملكية الفكرية، لذلك نحيي العدالة لأن هذا الحكم سيكون رادعاً لمن يفكر في تكرار هذا الأمر».
وأشار إلى أن «هذه الواقعة فردية، وأن شباب الفنانين يعملون بجهد، وهذا ما يؤكّده صالون الشباب الموجود حالياً في قصر الفنون بدار الأوبرا المصرية». ودعا بيصار المصممة المصرية «للاستفادة من هذه التجربة التي تعرضت لها، وأن تعمل بشخصيتها وبطريقتها الخاصة».