سبب بسيط مدهش يجعل الأطفال يتعلمون الكلام مبكرا!

سبب بسيط مدهش يجعل الأطفال يتعلمون الكلام مبكرا!
TT

سبب بسيط مدهش يجعل الأطفال يتعلمون الكلام مبكرا!

سبب بسيط مدهش يجعل الأطفال يتعلمون الكلام مبكرا!

تعتبر السنوات الأربع الأولى من حياة الإنسان حاسمة لتطور اللغة، ومع ذلك فإن السرعة التي يتعلم بها الأطفال الكلام تختلف بشكل كبير.

ويردد معظم الأطفال كلمات مفردة بحلول عمر 18 شهرًا، ويتقدمون في استخدام العبارات والجمل في عمر سنتين أو ثلاث سنوات تقريبًا، لكن آخرين يبدأون الكلام في وقت مبكر جدًا.

ولسنوات عديدة، تساءلت عالمة النفس إليكا بيرغلسون من جامعة هارفارد عن الفروق الفردية التي تؤدي إلى هذا الطيف من القدرات. وقد أظهرت دراستها الرصدية الأخيرة حول هذا الموضوع نتائج مذهلة؛ فبعد تسجيلها 1001 طفل تحت سن الرابعة، فوجئت هي وفريق دولي من علماء النفس بعدم العثور على أي صلة بين مقدار نطق الطفل خلال النهار وجنسه أو حالته الاجتماعية والاقتصادية أو مستوى التعرض للغات متعددة. وبدلاً من ذلك، وجد الباحثون أن الأطفال الأكثر ثرثرة في الدراسة العالمية هم أولئك الذين يميلون إلى سماع المزيد من كلام البالغين.

وكتبت بيرغلسون وزملاؤها «يُعزا تباطؤ تطور اللغة في كثير من الأحيان إلى الآباء من خلفيات اجتماعية واقتصادية منخفضة يقدمون مدخلات أقل لأطفالهم (من وجهة نظر الطبقة المتوسطة المتمحورة حول الغرب)، ما يؤدي إلى دعوات لتدخلات سلوكية تهدف إلى زيادتها». واضافوا «قد يسلط مؤيدو مثل هذه التدخلات الضوء على ارتباطنا بين حديث البالغين وخطاب الأطفال؛ وقد يؤكد النقاد بدلاً من ذلك على اكتشافنا بأن الوضع الاجتماعي والاقتصادي لم يكن مهمًا في تحليلاتنا الرئيسية ولا في كل التحليلات الأخرى التي حاولناها». مشددة «هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لمعرفة التفسير الصحيح. إذ لا يمكن لنتائج الدراسة أن تكشف سبب التشابك الشديد بين كلام الأطفال وحديث البالغين، ولكن هناك بعض التفسيرات المحتملة؛ فقد تكون البيئات الأكثر ثرثرة تشجع المزيد من الكلام بين الأطفال. فيما يشير السيناريو الأخير إلى أن جعل البالغين يتحدثون أكثر مع أطفالهم قد يكون مفيدًا». وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» عن مجلة «PNAS» العلمية المرموقة.

تشمل أبحاث بيرغلسون 12 دولة و43 لغة ومناطق إقليمية وحضرية.

وباستخدام التعلم الآلي لفحص أكثر من 40 ألف ساعة من التسجيلات، اختبرت بيرغلسون وزملاؤها مجموعة متنوعة من العوامل التي قد تؤثر على عدد المرات والمرحلة المبكرة التي يثرثر فيها الطفل أو يقول المقاطع أو الكلمات أو الجمل.

وفي النهاية، لم يجد الفريق أي ارتباط مقنع بين عدد الأصوات التي يصدرها الطفل في اليوم وجنسه أو وضعه الاجتماعي والاقتصادي (كما يحدده المستوى التعليمي للأم). وبدلاً من ذلك، كشفت النتائج أن الأطفال دون سن الرابعة ينتجون حوالى 66 نطقًا إضافيًا في الساعة مع كل عام من التطور؛ وهذا أمر متوقع؛ حيث يرتبط العمر ارتباطًا وثيقًا بالتطور المعرفي، ولكن كان هناك عامل آخر أظهر أيضًا تأثيرًا قويًا بشكل مدهش؛ فالأطفال الذين سمعوا البالغين يتحدثون أكثر، كانوا يميلون إلى التحدث أكثر بأنفسهم.

وفي المتوسط، من بين كل 100 صوت بالغ يسمعه طفل خلال ساعة، يصدر الطفل 27 صوتًا إضافيًا. وقد نما تأثير (حديث الكبار) بمقدار 16 صوتًا مع كل عام من نمو الطفل.

ولوضع أهمية هذا التأثير في منظوره الصحيح، فإن الأطفال في الدراسة الذين أظهروا تطورًا لغويًا غير معياري، مثل عسر القراءة، أنتجوا 20 نطقًا أقل في الساعة مقارنة بأقرانهم. وقد اتسعت هذه الفجوة بنحو 8 أصوات في الساعة كل عام.

جدير بالذكر أن الدراسة الحالية قامت فقط بإحصاء الأصوات التي تم إصدارها خلال النهار، ما يعني أنها لم تدرس مدى تعقيد اللغة التي يستخدمها الأطفال. ونتيجة لذلك، قد تظل العوامل الاجتماعية والاقتصادية أو الجنسانية تؤثر على بعض عناصر تطور اللغة التي تم التغاضي عنها في هذه الدراسة؛ على سبيل المثال، يمكن للأطفال الذين نشأوا في أسر اجتماعية واقتصادية أعلى أن يكون لديهم آباء يقرأون لهم أكثر، ما قد يعزز تطور مفرداتهم أو قواعدهم.


مقالات ذات صلة

دراسة: الجرعات المنخفضة من الأسبارتام تؤثر على صحة القلب والدماغ

صحتك أنواع مختلفة من المحليات الصناعية (أ.ف.ب)

دراسة: الجرعات المنخفضة من الأسبارتام تؤثر على صحة القلب والدماغ

تشير دراسة حديثة أُجريت على الفئران إلى أن هذا المُحلِّي، حتى بجرعات منخفضة، قد يُؤثر سلباً على صحة القلب والدماغ على المدى الطويل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق ممارسة الكتابة الحرة تساعد على تنشيط الدماغ (جامعة يوتا الأميركية)

5 تمارين ذهنية لتنشيط الدماغ بعد سن الأربعين

تؤكد بحوث حديثة أن الدماغ لا يتوقف عن التطور مع التقدم في العمر؛ بل يواصل إنتاج خلايا عصبية جديدة حتى بعد منتصف العمر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الدراسة أجراها المركز الطبي التابع لمستشفيات جامعة كليفلاند الأميركية (بيكسباي)

دراسة تفتح الباب لإمكانية عكس مسار ألزهايمر

أشارت دراسة علمية حديثة إلى إمكانية عكس مسار مرض ألزهايمر عبر استعادة التوازن الطاقي داخل الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق عادة ما تكون العلاقة بين الأشخاص النرجسيين آسرة ومضرة (رويترز)

هل يصلح النرجسيون للعمل معاً؟

يُنظر إلى النرجسية عادةً على أنها صفة فردية. فالنرجسيون، المقتنعون بقدراتهم ومواهبهم، يبدو أنهم مصممون على شق طريقهم بأنفسهم نحو القمة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق التفاؤل ممارسة يومية هادئة للبقاء في اللحظة الحاضرة والتمسك بالأمل (بيكسلز)

7 حيل نفسية لمواكبة وتيرة العالم المتسارعة في 2026

مع اقترابنا من عام 2026، لا تزال وتيرة التغيير التي اعتدنا عليها خلال السنوات القليلة الماضية مستمرة دون أي مؤشرات على التباطؤ.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

نجحوا في «تغيير حياة الناس»... الملك تشارلز يكرّم ألف شخصية بريطانية

الملك تشارلز (أ.ف.ب)
الملك تشارلز (أ.ف.ب)
TT

نجحوا في «تغيير حياة الناس»... الملك تشارلز يكرّم ألف شخصية بريطانية

الملك تشارلز (أ.ف.ب)
الملك تشارلز (أ.ف.ب)

كرّم الملك تشارلز الثالث، الاثنين، ألف بريطاني من بينهم الممثل إدريس إلبا وعدد من لاعبات منتخبات إنجلترا النسائية لكرة القدم والرغبي اللاتي حققن نجاحات هذا العام، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال رئيس الوزراء كير ستارمر إنّ قائمة أسماء المكرّمين هذه، التي تُنشر سنويا قبل رأس السنة، «تحتفي بأفضل مَن في بريطانيا: الأشخاص الذين يضعون المصلحة العامة فوق مصالحهم الشخصية» وينجحون في «تغيير حياة الناس».

ونال إلبا (53 عاماً) المعروف بدوريه في مسلسلي «لوثر» و«ذي واير»، وسام فارس، وهو أعلى تكريم في بريطانيا، تقديراً لالتزامه تجاه الفئات الشابة البريطانية.

إدريس إلبا يقف أمام عدسات المصورين على السجادة الحمراء لفيلم «بيت الديناميت» (أ.ب)

وأسس إلبا مؤسسة «إلبا هوب» الخيرية، ويقود حملات لمكافحة العنف بالسكاكين بين المراهقين، والذي يحصد عشرات الضحايا سنوياً في بريطانيا. كما أنتج عملاً وثائقياً يتمحور حول هذه القضية.

على الصعيد الرياضي، كُرّمت لاعبات منتخب إنجلترا لكرة القدم للسيدات، بعد فوزهنّ على إسبانيا في بطولة أمم أوروبا 2025 في يوليو (تموز).

وحصلت قائدة الفريق ليا ويليامسون على وسام قائد، بينما نالت اللاعبات أليكس غرينوود، وكيرا والش، وجورجيا ستانواي، وإيلا تون، وسام الإمبراطورية البريطانية برتبة عضو.

رفعت المدافعة الإنجليزية رقم 6 ليا ويليامسون (CL) ولاعبة خط الوسط الإنجليزية رقم 4 كيرا والش (CR) الكأس احتفالاً بفوز إنجلترا في المباراة النهائية لبطولة أمم أوروبا للسيدات 2025 بين إنجلترا وإسبانيا (أ.ف.ب)

ونالت المدربة الهولندية سارينا ويغمان التي قادت إنجلترا للفوز ببطولة أمم أوروبا عامي 2022 و2025، وساماً فخرياً نظراً إلى جنسيتها.

وكُرّمت أيضاً لاعبات منتخب إنجلترا للرغبي للسيدات اللاتي فزن على كندا ببطولة العالم في سبتمبر (أيلول)، بالإضافة إلى ثنائي التزلج على الجليد جاين تورفيل وكريستوفر دين اللذين حصدا ميداليات كثيرة.


ادخل 2026 بقرارات ذكية وصحية... إليك 10 منها لتحصين النفس والجسد

TT

ادخل 2026 بقرارات ذكية وصحية... إليك 10 منها لتحصين النفس والجسد

2026 سنة العناية الصحية والنفسية (بكساباي)
2026 سنة العناية الصحية والنفسية (بكساباي)

عندما سألت شركة «ستاتيستا» العالمية للإحصاءات عيّنةً من الألمان والأميركيين عن قراراتهم للسنة الجديدة، أجمعَ المستطلَعون على أجوبةٍ تقليدية تتكرّر مع حلول كل عامٍ جديد. في صدارة الوعود التي قطعوها على أنفسهم: توفير مزيد من المال، والالتزام أكثر بممارسة الرياضة، وتناول أطعمة صحية، وخسارة الوزن.

لكن ما هي أذكى الصيحات الصحية التي ستتصدّر الاهتمامات في 2026، وفق أحدث الدراسات العلمية، والطبية؟

اذهب عميقاً في دمِك

ما عاد تحليل الدم السنوي الروتيني كافياً للاطّلاع على الصورة كاملةً. ينصح الأطباء بالذهاب أبعد من مجرّد فحص مستوى الكولسترول، والسكّري، والفيتامين د؛ تشمل تلك الفحوص المتقدّمة معاينة مقاومة الإنسولين، والالتهابات، ومؤشرات الأيض، وحتى استكشاف المخاطر الجينية. وقد تساعد تلك التحاليل المعمّقة في إجراء التغييرات الملائمة على النظام الغذائي، ونمط الحياة بطريقة تقي من الأمراض المزمنة.

فحوص الدم المعمّقة والمتطورة ستزداد رواجاً (رويترز)

أوزمبيك وأخواتها... وبنات عمّها

عقارات «أوزمبيك»، و«ويغوفي»، و«مونجارو» وغيرها ممّا يهجس به كل من يرغبون في إنقاص وزنهم، ستجد مَن ينافسها في القطاع الصحي. إلا أنّ المنافسة لن تتجاوز حدود عائلة الـ«ببتيد» والتي تنتمي إليها أوزمبيك وأخواتها. أصناف متعددة من الببتيد تدخل سوق الدواء بقوة في 2026، في طليعتها تلك الخاصة بتحفيز إفراز هرمون النمو، ومنظّمات الأيض.

في العام الجديد، سيزداد الحديث عن الببتيد التي تدعم نمو العضل، وتقاوم الشيخوخة، وتعزّز المناعة. ووفق توقعات كبرى شركات تصنيع الدواء، فإنّ قيمة سوق الببتيد العالمي سترتفع إلى 260 مليار دولار بحلول 2030، بعد أن قُدّرت بـ224 مليار في 2024.

عضلاتٌ للصحة لا للاستعراض

الصحة السليمة في العضل السليم. هذا آخر ما توصّلت إليه الدراسات الطبية التي أثبتت أن الضمور العضلي ليس سببه التقدّم في السن فحسب، لكنه قد يصيب أي شخص حتى وإن كان في الـ30 من العمر.

يؤثّر انخفاض كتلة العضلات في الجسم سلباً على مقاومة الإنسولين، ويقلّل من المرونة الأيضيّة (التمثيل الغذائي)، ويؤثّر سلباً على الصحة عموماً على المدى الطويل، كارتفاع ضغط الدم، ومعدّلات السكّري. بالتالي فإنّ الحفاظ على كتلة عضليّة وازنة، وخالية من الدهون من خلال الرياضة، وتناول البروتين، ما عاد لأهداف جماليّة استعراضيّة فحسب، بل صحية أولاً.

الحفاظ على العضل لأهداف صحية وليست جماليّة (أ.ف.ب)

اعرف عدوّك: الأطعمة المصنّعة

وفق دراسة صادرة حديثاً عن مجموعة «سبرينغر نايتشر» العلمية، فإنّ الأطعمة المصنّعة تضاعف مخاطر الوفاة بنسبة 15 في المائة. أما «المكتبة الوطنية الأميركية للطب» فقد أشارت إلى أن حميةً مرتكزة إلى الأطعمة المصنّعة تزيد من التدهور الذهني بنسبة 28 في المائة.

يكمن الحلّ في العودة إلى الأطعمة الأقرب إلى شكلها الطبيعي، مثل الفاكهة، والخضار، والحبوب الكاملة، واللحوم، والأسماك غير المصنّعة. في الموازاة، يجب الابتعاد قدر المستطاع عن كل ما هو مصنّع مثل رقائق الشيبس، والمشروبات الغازية، وحبوب الإفطار المحلّاة، والنودلز سريعة التحضير، وناغتس الدجاج، والهوت دوغ...

حمية مرتكزة على الأطعمة المصنّعة تزيد من مخاطر التدهور الذهني (رويترز)

حافظ على دماغك

فضحت جائحة كورونا هشاشة الدماغ مع تزايد حالات ضعف الذاكرة، والتركيز، والتشتّت الذهني، لا سيّما وسط فئة الشباب. أكثر من أي وقت، تفرض حماية الذهن والدماغ نفسها، وذلك من خلال الحفاظ على حجم الدماغ، وسلامة المادة البيضاء، والحد من الالتهابات العصبية فيه.

يكمن جزء من الوقاية في مكوّنات غذائية معينة، مثل البروبيوتيك في اللبن (الزبادي)، والألياف في الحبوب، إضافةً إلى الثوم، والفاكهة الحمراء. كما تلعب بعض المكمّلات الغذائية دوراً في هذا الإطار، من بينها الأشواغاندا، والروديولا، والجنسنغ.

من المفيد بالتالي أن يضاف إلى لائحة قرارات السنة الجديدة الاستثمار في تطبيقات التدريب المعرفي، والمرتكزة معظمها على ألعاب محفّزة للذاكرة، وفي الأجهزة القابلة للارتداء مثل الساعات التي تتابع أداء الدماغ، وتَعافيه.

الحفاظ على صحة الدماغ من أولويات 2026 (بكساباي)

نوم العافية

قد تكون 2026 سنة العودة إلى مقولة الأجداد: «نام بكّير وفيق بكّير، وشوف الصحة كيف تصير». فما عاد من المُخجل الاعتذار عن حضور سهرة لمجرّد الخلود المبكر إلى النوم، ولعلّ الجيل زد هو الأكثر إدراكاً لهذا الواقع المستجدّ بأنّ النوم الجيّد ليس ترفاً، بل أولوية.

ومع دخول الأجهزة الإلكترونية الذكية الخاصة برَصد نوعية النوم، بات من الأسهل التحكّم بالأمر. في 2026، استعدوا لسماع المزيد عن تلك الوسائل المدعومة بالذكاء الاصطناعي، سواء للحدّ من حالات انقطاع النفس خلال النوم، أو لتقديم تدريب شخصي على النوم الجيد. كما ستسعى الفنادق إلى تزويد النزلاء بوسائل تُعطي الأولوية لنوم هانئ.

2026 سنة الوعي بأهمية النوم باكراً (بكسلز)

شهيق زفير

بما أن الصحة النفسية لا تقلّ أهميةً عن الصحة الجسدية، فإنّ الاعتناء بها سيتصدّر في 2026. والبداية مع ازدياد رواج تمارين التنفّس. هذه الحركة الأبسط والأسهل التي تستخفّ بها الأكثرية هي الأساس للاستقرار النفسي. تساعد تمارين التنفّس على تنظيم الجهاز العصبي، بمجرّد الشهيق والزفير.

تمارين التنفس مفتاح لصحة نفسية وجسدية أفضل (بكسلز)

لا داعي للتوتّر في العمل

بقَدر ما تمنح أولويةً لإنتاجيتها، فإنّ الشركات العالمية باتت تحرص أكثر من أي وقت على الاستقرار النفسي لموظّفيها. بالموازاة، تَضاعف الوعي بأنّ التوتّر في العمل يؤثّر سلباً على الصحة النفسية والعصبية. وتشير الدراسات والأبحاث إلى أنّ رؤساء مجلس إدارة كبرى الشركات الذين يمنحون أولويةً للنوم السليم، والرياضة، والتأمّل يبرهنون عن ذكاء عاطفي متقدّم، وعن قدرة أكبر على اتخاذ القرارات الصائبة.

باختصار، انقضت الأيام التي كان يضحّي الموظّفون فيها بصحّتهم وأعصابهم من أجل النجاح المهني، وإرضاء مديريهم.

ولّت أيام التضحية بالصحة والأعصاب من أجل العمل (بكسلز)

ارمِ الهاتف جانباً

في 2026، من المتوقع أن يزداد الوعي بضرورة الانقطاع عن العالم الرقمي من أجل تحصين الصحة النفسية. على اختلاف أجيالهم، سيعود الناس إلى اهتماماتٍ كانت رائجة في الماضي، مثل الحِرَف اليدوية، والتلوين، وكتابة اليوميات، والأنشطة الرياضية الجماعية. سيتعمّق مفهوم التخلّص من السموم الرقمية، والانقطاع عن العالم الافتراضي، والابتعاد قدر المستطاع عن الهاتف.

الثراء الروحي

سيشهد عام 2026 عودةً للاهتمام بإثراء الروح بالتوازي مع الاعتناء بالجسد. وتؤكد أحدث الأبحاث أن الأشخاص الذين يمارسون طقوساً روحية راسخة مثل التأمّل، واليوغا، وتمارين التنفس، والتطوّع لأهداف إنسانية، لا يعيشون حياة أطول فحسب، بل حياة أفضل أيضاً.


مصر لإعادة هيكلة «ماسبيرو»

مبنى ماسبيرو يضم اتحاد الإذاعة والتلفزيون (الهيئة الوطنية للإعلام)
مبنى ماسبيرو يضم اتحاد الإذاعة والتلفزيون (الهيئة الوطنية للإعلام)
TT

مصر لإعادة هيكلة «ماسبيرو»

مبنى ماسبيرو يضم اتحاد الإذاعة والتلفزيون (الهيئة الوطنية للإعلام)
مبنى ماسبيرو يضم اتحاد الإذاعة والتلفزيون (الهيئة الوطنية للإعلام)

تستعد «الهيئة الوطنية للإعلام» بمصر، لإعادة هيكلة «ماسبيرو»، من خلال «خطة حكومية»، تمكنه من تحقيق أهداف مع زيادة موارده المالية، إذ تم استعراض الخطة التي تهدف للإصلاح الهيكلي ورفع الكفاءة، خلال اجتماع عقده رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، مع رئيس لجنة إصلاح وإعادة هيكلة الهيئات الاقتصادية، من بينها الهيئة الوطنية للإعلام، بحضور رئيسها أحمد المسلماني، الاثنين، إلى جانب الحديث عن عدد آخر من الهيئات الاقتصادية بمصر.

وأكد مدبولي خلال الاجتماع على دور «الهيئة الوطنية للإعلام» في تنمية الوعي «الثقافي والاجتماعي» ونشر «المعرفة والتنوير»، والمساهمة بأثر إيجابي في «بناء الشخصية المصرية الوطنية، و«تعزيز الانتماء»، و«ترسيخ القيم والثوابت المجتمعية»، مؤكداً على «ضرورة مواكبة كل ما هو حديث في المنظومة الإعلامية»، واستعداده لتقديم الدعم لاستعادة الهيئة مكانتها.

ونوه رئيس الوزراء، خلال الاجتماع، بوجود لجنة خاصة بإعادة حوكمة الهيئات الاقتصادية التابعة للدولة، وهي لجنة «إصلاح وإعادة هيكلة الهيئات الاقتصادية»، وتتولى دراسة التحديات التي تواجه كل هيئة، وآليات إعادة هيكلتها، وفقاً لما تمتلكه من مقومات.

رئيس الوزراء مصطفى مدبولي وأحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)

وتعليقاً على خطة التطوير المنتظرة لـ«ماسبيرو»، أكدت الدكتورة ليلى عبد المجيد، عميدة كلية الإعلام في جامعة القاهرة سابقاً، أن تطوير التلفزيون الحكومي مطلوب بشدة، فلا بد من وجود قنوات بارزة تعبر عن سياسة الدولة، لافتة في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المنصات والتطور التكنولوجي لم يصلا لكل الناس، خصوصاً الفئات الأقل من الناحية الاقتصادية، التي تحتاج لإعلام يخاطبهم ويعبر عن اهتماماتهم، وهو دور إعلام الدولة».

وأوضح رئيس لجنة إصلاح وإعادة هيكلة الهيئات الاقتصادية، الدكتور حسين عيسى، أنه بعد دراسة 59 هيئة في المرحلة الأولى، تم الاتفاق على بقاء 39 هيئة اقتصادية، وتصفية وإلغاء عدد 4 هيئات، ودمج 7 مع غيرها، وتحويل 9 هيئات من اقتصادية إلى عامة، لافتاً إلى «التوافق على عدد من الهيئات الاقتصادية، التي يجب الإبقاء عليها، وضرورة رفع كفاءة أدائها، وإعادة هيكلتها، وأن تكون هناك خطة لتشغيلها، وزيادة مواردها».

واستعرض عيسى ما تملكه «الهيئة الوطنية للإعلام» من مقومات تمكنها من تحقيق «الاستدامة المالية»، كما تم طرح عدد من المقترحات التي تسهم في زيادة موارد الهيئة المالية.

وكشف أحمد المسلماني، خلال الاجتماع، عن خطوات الإصلاح التي تمت بالفعل، من بينها دمج وتطوير بعض القنوات، بجانب الإجراءات التي تم اتخاذها أخيراً، من بينها التعاقد مع إحدى شركات «السوشيال ميديا»، والإعداد لإطلاق منصة رقمية خاصة بـ«ماسبيرو»، بهدف استغلال رصيده، بالإضافة للعمل على إصلاح شركة «صوت القاهرة»، ووكالتها الإعلانية. ومتابعة فض «التشابك المالي» بين الهيئة وأحد البنوك.

ونوه المسلماني لخطط الهيئة القادمة، مثل «إعداد خطة شاملة للتطوير»، ستُعرض آخر يناير (كانون الثاني) المقبل، وتشمل «إعادة الهيكلة ورفع الكفاءة».

ووفق تصريحات عميدة كلية الإعلام سابقاً، فإن «القائمين على خطة التطوير لا بد أن يعلموا أن الهدف ليس الربح، بل تجاوز بعض المشكلات الاقتصادية الموجودة بالفعل منذ سنوات والتصدي للمعوقات التي تواجه أبناء (ماسبيرو)»، مؤكدة أن «هذا المبنى العريق هو كيان إعلامي يتمتع بدور مهم وتاريخي في معالجة القضايا التي تهم المجتمع».

في السياق، عقدت اللجنة الرئيسية لـ«تطوير الإعلام»، الاثنين، اجتماعها الختامي، برئاسة المهندس خالد عبد العزيز، رئيس «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام»، وتم خلال الاجتماع مناقشة سبل إعداد التقرير النهائي للجنة في شكل توصيات قابلة للتنفيذ.

واختتمت ليلى عبد المجيد حديثها لـ«الشرق الأوسط» مؤكدة على «ضرورة أن يتم التطوير وفق هدف ورؤية وخطة مدروسة في ضوء المتاح، مع الاهتمام بفئات بعينها واستهدافهم بشكل مباشر مثل سابق عهد (ماسبيرو)»، ما سيؤدي، وفق قولها، إلى «نتائج مجتمعية ملموسة بالمقام الأول وليست اقتصادية».