حكومة جنوب أفريقيا تسعى لوقف بيع مقتنيات مانديلا بالمزاد العلني

ابنته ماكازيوي مانديلا منظمة المزاد: إنهم يحاولون سرقة أشياء لا تخصهم

TT

حكومة جنوب أفريقيا تسعى لوقف بيع مقتنيات مانديلا بالمزاد العلني

نلسون مانديلا (إ.ب.أ)
نلسون مانديلا (إ.ب.أ)

تسعى وكالة موارد التراث في جنوب أفريقيا إلى منع بيع عشرات المقتنيات الشخصية لنيلسون مانديلا في مزاد علني، قائلة يوم الخميس، إنها قدمت أوراقاً قضائية للطعن في حكم سمح ببيع هذه المقتنيات.

قالت دار غيرنسي للمزادات في نيويورك هذا الأسبوع، إنها تعتزم بيع نحو 70 قطعة من مقتنيات مانديلا في 22 فبراير (شباط) كجزء من جهود جمع الأموال لدعم إنشاء حديقة تذكارية بالقرب من مكان دفن مانديلا، رئيس جنوب أفريقيا السابق.

قميص نلسون مانديلا (دار غيرنسي للمزادات)

كان المسؤولون في جنوب أفريقيا قد منعوا في وقت سابق محاولة لبيع هذه المقتنيات على أساس أن بعضها يمثل تراثاً وطنياً. ولكن منظمي عملية البيع المخطط لها، بقيادة الابنة الكبرى للسيد مانديلا، الدكتورة ماكازيوي مانديلا، قد فازوا بحكم قضائي الشهر الماضي.

في حكمها، وجدت لجنة مكونة من ثلاثة قضاة من المحكمة العليا في بريتوريا أن مطالبة الحكومة بهذه الأشياء بوصفها من الآثار التراثية «مطالبة مبالغ فيها»، لكن وكالة موارد التراث في جنوب أفريقيا قالت يوم الخميس إنها، في حين تحترم قرار المحكمة، فإنها انضمت إلى وزارة الرياضة والفنون والثقافة، والمتحف - الذي يدير الجزيرة التي سُجن فيها السيد مانديلا لفترة طويلة - للحصول على إذن لاستئناف الحكم.

رسم بتوقيع مانديلا يعرض في المزاد (دار غيرنسي للمزادات)

رفضت وكالة التراث المعروفة باسم «ساهرا» التعليق في وقت سابق من هذا الأسبوع، عندما طلبت منها صحيفة «نيويورك تايمز» التعليق على الحكم القضائي وعملية البيع المزمعة. لكن الحكومة قالت في بيانها الصادر، يوم الخميس، إنها قدمت أوراقاً قضائية في ديسمبر (كانون الأول) في محاولة للحصول على إذن بتقديم استئناف رسمي لقرار المحكمة.

وقالت الوكالة في بيانها: «إن الوكالة والوزارة والمتحف تقوم على وجه السرعة بتقييم قانونية المزاد الوشيك وآثاره، والنظر في جميع سبل الانتصاف المتاحة». وهذا لا يهدف فقط إلى حماية وتعزيز الالتزام بالحفاظ على التراث الثقافي الثري لجنوب أفريقيا، ولكن أيضا إلى المساهمة في الخطاب العالمي حول الإدارة المسؤولة للتراث الثقافي.

رسم بتوقيع نلسون مانديلا لجزيرة روبن حيث سجن (دار غيرنسي للمزادات)

قبل عدة سنوات، لفت أول جهد لترتيب مثل هذا البيع انتباه حكومة جنوب أفريقيا مباشرة بعد الإعلان عنه. واعترض المسؤولون في جنوب أفريقيا بوجه خاص على بيع مفتاح لزنزانة سجن جزيرة روبن حيث احتجز السيد مانديلا لسنوات. ونتيجة لذلك، ألغيت صفقة البيع عام 2022. (المفتاح غير مدرج حالياً في المزاد على الإنترنت المزمع إجراؤه في فبراير).

من بين البنود المدرجة للبيع هذه المرة: كتاب التعريف الرسمي بجنوب أفريقيا الخاص بمانديلا، والهدايا الشخصية التي قدمها الرؤساء الأميركيون، وكثير من قمصانه «ماديبا» الملونة.

حقيبة مانديلا (دار غيرنسي للمزادات)

أصدرت المحكمة العليا في بريتوريا الحكم الشهر الماضي الذي بدا أنه بمثابة ضوء أخضر للمزاد الأخير المخطط له، وسوف تنظر المحكمة الآن ما إذا كانت سوف تسمح باستئناف قرارها من عدمه. وفي حال السماح بالطعن، فإن محكمة الاستئناف العليا في البلاد ستنظر فيه، بحسب محامين من جنوب أفريقيا.

قال كيفن مالونغا، رئيس كلية ريغينيسي للقانون في جوهانسبرغ: «أشعر أنهم ربما سوف يمنحون ذلك الإذن بالاستئناف».

وقال أرلان إيتنغر، رئيس مؤسسة غيرنسي، يوم الخميس، إنه شعر بالصدمة عندما علم أن الحكومة تخطط للاستئناف. وقال إنَّه لم يتضح بعد كيف يمكن أن يؤثر ذلك على خطط المزاد.

وأضاف: «من الواضح أن هذا أمر مقلق للغاية، وليس شيئاً كان لدينا فكرة عنه أو شعور به». وأضاف أنه تحدث مع عائلة مانديلا «ولا يعرفون شيئاً عن ذلك».

"يد أفريقيا" طبعة يد مانديلا مع توقيعه (دار غيرنسي للمزادات)

ثم أضاف: «موقفنا أن نكون أقوياء، ونرى كيف سوف تسير الأمور».

في مقابلة قصيرة يوم الخميس، قالت الدكتورة مانديلا إنها لا ترى أي سبب يدعو إلى توقف المزاد المزمع. وقالت عن وكالة التراث في جنوب أفريقيا: «في كل مرة ذهبوا فيها إلى المحكمة، كانوا يخسرون». وأضافت: «ليس لديهم أي أسس يستندون إليها. إنهم يحاولون سرقة أشياء لا تخصهم».

* «خدمة نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

«إنها فعلا لذيذة»... صيني يأكل موزة اشتراها بـ6 ملايين دولار

يوميات الشرق رجل الأعمال الصيني الأميركي جاستن صن يأكل عملاً فنياً على شكل موزة مكون من موزة طازجة ملتصقة بالحائط بشريط لاصق في هونغ كونغ في 29 نوفمبر 2024 بعد شراء العمل الفني الاستفزازي في مزاد في نيويورك مقابل 6.2 مليون دولار (أ.ف.ب)

«إنها فعلا لذيذة»... صيني يأكل موزة اشتراها بـ6 ملايين دولار

أوفى رجل اشترى عملاً فنياً يمثل موزة مثبتة على حائط لقاء 6.2 مليون دولار، بوعده الجمعة، وأقدم على تناول قطعة الفاكهة.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
يوميات الشرق الموزة الصفراء المثبتة على الحائط الأبيض بشريط لاصق فضي هي عمل بعنوان «كوميدي» للفنان الإيطالي ماوريتسيو كاتيلان (أ.ب)

سعرها 35 سنتاً... بائع فواكه في مانهاتن يتحسّر على «موزة» بيعت بملايين الدولارات

باع عامل مهاجر موزة أصبحت لاحقاً جزءاً من عمل فني عبثي بيع بمبلغ مذهل بلغ 6.2 مليون دولار في مزاد «سوذبيز».

يوميات الشرق «الكلب الإسباني» (سوذبيز)

«كلب» من القرن الـ18 بمليونَي إسترليني

المرّة الأخيرة التي أُتيحت للجمهور فرصة مشاهدتها كانت عام 1972 داخل دار «سوذبيز» للمزادات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق نادرة جداً (مواقع التواصل)

للبيع... تذكرة لدخول مسرح بريستول تعود إلى عام 1766

من المتوقَّع أن تُحقّق ما وُصفَت بأنها «قطعة حقيقية من تاريخ بريستول» آلاف الجنيهات منذ عرضها للبيع في مزاد ببريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
ثقافة وفنون رجل يشير إلى التكوين الفني «الكوميدي» في مزاد في ميامي بيتش الأميركية (رويترز) play-circle 01:27

موزة مثبتة بشريط لاصق تباع بـ 6.2 مليون دولار في مزاد فني

بيعت لوحة تنتمي للفن التصوري تتكون من ثمرة موز مثبتة بشريط لاصق على الجدار، بنحو 6.2 مليون دولار في مزاد في نيويورك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

يطمح الفنان المصري هشام نوّار إلى إعادة تشكيل الجسد بصرياً عبر معرضه «الجميلات النائمات» متشبعاً بالعديد من الثيمات الأيقونية في الفن والأدب والتاريخ الإنساني، خصوصاً في التعامل مع الجسد الأنثوي، بما يحمله من دلالات متعددة وجماليات عابرة للزمان ومحيّدة للمكان.

يذكر أن المعرض، الذي يستضيفه «غاليري ضي» بالزمالك (وسط القاهرة) حتى 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، يضم ما يزيد على 50 لوحة تتنوع خاماتها بين استخدام الألوان الزيتية على القماش بمساحات كبيرة، وبين الرسم بالألوان في مساحات أقل.

ويعدّ الجسد بمفهومه الجمالي والفني هو محور المعرض، والجسد الأنثوي تحديداً هو الأكثر حضوراً، بينما تبقى الوضعية الرئيسية التي اختارها الفنان، وهي فكرة «تمثال الكتلة» المصري القديم، وتوظيفه على هيئة فتاة نائمة هي الأكثر تعبيراً عن الفكرة التي يسعى لتقديمها، واضعاً ثيمتي الجمال، ممثلاً في الجسد الأنثوي، والنوم ممثلاً في وضعية واحدة تجسد المرأة، وهي نائمة في وضع أشبه بالجلوس، في إطار مشبع بالدلالات.

اللونان الأصفر والأحمر كانا لافتين في معظم الأعمال (الشرق الأوسط)

وعن المعرض، يقول هشام نوار: «الفكرة تستلهم تمثال الكتلة المصري القديم، فمعظم الشخصيات التي رسمتها تعود لهذا التمثال الذي ظهر في الدولة المصرية القديمة الوسطى، واستمر مع الدولة الحديثة، ويمثل شخصاً جالساً يضع يديه على ركبته، وكأنه يرتدي عباءة تخبئ تفاصيل جسده، فلا يظهر منه سوى انحناءات خفيفة، ويكون من الأمام مسطحاً وعليه كتابات، وكان يصنع للمتوفى، ويكتب عليه صلوات وأدعية للمتوفى».

ويضيف نوار لـ«الشرق الأوسط»: «تم عمل هذا التمثال لمهندس الدير البحري في الدولة الحديثة، الذي كان مسؤولاً عن تربية وتثقيف ابنة حتشبسوت، فيظهر في هيئة تمثال الكتلة، فيما تظهر رأس البنت من طرف عباءته، ومحمود مختار هو أول من اكتشف جماليات تمثال الكتلة، وعمل منها نحو 3 تماثيل شهيرة، هي (كاتمة الأسرار) و(الحزن) و(القيلولة)».

حلول جمالية بالخطوط والألوان (الشرق الأوسط)

وقد أهدى الفنان معرضه للكاتب الياباني الشهير ياسوناري كاواباتا (1899 - 1972) الحائز على نوبل عام 1968، صاحب رواية «منزل الجميلات النائمات» التي تحكي عن عجوز يقضي الليل بجوار فتاة جميلة نائمة بشرط ألا يلمسها، كما أهداه أيضاً للمثال المصري محمود مختار (1891 – 1934) تقديراً لتعامله مع فكرة «تمثال الكتلة».

وحول انتماء أعماله لمدرسة فنية بعينها، يقول: «لا يشغلني التصنيف، ما يشغلني معالجة خطوط الجسد البشري، كيف أجد في كل مرة حلاً مختلفاً للوضع نفسه، فكل لوحة بالنسبة لي تمثل الحالة الخاصة بها».

الفنان هشام نوار في معرضه «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

ويشير نوّار إلى أنه لم يتوقع أن يرسم كل هذه اللوحات، وتابع: «الفكرة وراء الجميلات النائمات الممنوع لمسهن، لكن تظل المتعة في الرؤية والحلم الذي يمكن أن يحلمه الشخص، حتى إن ماركيز قال إنه كان يتمنى أن يكتب هذه الرواية».

«يؤثر التلوين والتظليل على الكتلة، ويجعلها رغم ثباتها الظاهر في حال من الطفو وكأنها تسبح في فضاء حر، هنا تبرز ألوان الأرض الحارة التي احتفى بها الفنان، وتطغى درجات الأصفر والأحمر على درجات الأخضر والأزرق الباردة»، وفق الكاتبة المصرية مي التلمساني في تصديرها للمعرض.

أفكار متنوعة قدّمها الفنان خلال معرض «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

وتعدّ مي أن هذا المعرض «يكشف أهمية مقاومة الموت من خلال صحوة الوعي، ومقاومة الذكورية القاتلة من خلال الحفاوة بالجسد الأنثوي، ومقاومة الاستسهال البصري من خلال التعمق الفكري والفلسفي؛ ليثبت قدرة الفن الصادق على تجاوز الحدود».

وقدّم الفنان هشام نوّار 12 معرضاً خاصاً في مصر وإيطاليا، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية، وعمل في ترميم الآثار بمنطقة الأهرامات عام 1988، كما شارك مع الفنان آدم حنين في ترميم تمثال «أبو الهول».