أثارت المشادة الكلامية التي وقعت بين المخرج المصري خالد يوسف، والناقد الفني المصري طارق الشناوي، على الهواء، بشأن فيلم «الإسكندراني» الذي تم طرحه بدور العرض المصرية أخيراً، تفاعلاً عبر منصات «السوشيال ميديا» في مصر، خلال الساعات الماضية.
وانطلقت شرارة الخلاف بين الثنائي حينما عبر الناقد طارق الشناوي عن رأيه في فيلم «الإسكندراني»، عبر برنامج «مصر الجديدة» بفضائية «etc»، وقال إن «المخرج استخدم العنف والضرب بشكل غير مبرر في سياق الفيلم، كما انتقد إيقاع الفيلم بسبب وجود اختلاف بين الزمن الذي كتب فيه المؤلف الراحل أسامة أنور عكاشة القصة، والزمن الذي يتناوله العمل على حد تعبيره، لافتاً إلى أنه كان ينبغي عمل تحديثات على قصة عكاشة».
كما أشار الناقد المصري إلى أن الفيلم يتضمن عيوباً عدة على الرغم من تصدره إيرادات دور العرض المصرية: «الجمهور هو من يحكم على جودة الأعمال المعروضة، وليس المخرج. والفيلم به مشاكل عدة حتى لو كان على مستوى الإيرادات هو الأفضل».
ودافع الشناوي عن جملته التي وصف بها المخرج خالد يوسف حين قال «اتشعبط» في تاريخ أسامة أنور عكاشة: «الكلمة ليس بها أي إهانة، ولا تعد سباً وقذفاً، ولكن خالد يوسف لديه عصبية».
وفي المقابل، رفض المخرج خالد يوسف تصريحات الشناوي، مؤكداً في البرنامج ذاته أن «رؤيته الإخراجية تتماشى مع رؤية أسامة أنور عكاشة: «التزمت برؤية الكاتب الراحل لأنها تتوافق مع رؤيتي، وأعتز بكل التغييرات التي قمت بها على السيناريو، وأرفض كلمة (اتشعبط) على نجاح أسامة أنور عكاشة؛ لأن 80 في المائة من أفلامي حققت نجاحاً منقطع النظير، وحصدت جوائز في كبرى المهرجانات السينمائية».
ووصف المخرج تصريحات وكتابات طارق الشناوي عن الفيلم بأنها «انطباعات صحافية وليست نقداً فنياً».
وأثارت هذه المشادة الكلامية انقساماً بين جمهور «السوشيال ميديا» في مصر، فبينما أيد متابعون تصريحات الشناوي عن الفيلم، فإن آخرين دعموا يوسف على حساب الشناوي.
ويبدو الفيلم في ظاهره صراعاً بين جيلين؛ الأب علي الإسكندراني (بيومي فؤاد)، وابنه الوحيد بكر الإسكندراني (أحمد العوضي)، الذي يتمرد على العمل مع أبيه في الوكالة الشعبية ويسافر عشر سنوات لأوروبا - «صورت بعض مشاهده في إيطاليا» - يعود الابن وقد أصبح ثرياً وقوياً، ويتواصل الصدام بين الأب والابن، ويتحول إلى صراع بين القيم والمادة، حين يقرر الابن أن يشتري كل شيء، من المحال إلى البيوت والناس، فيسخر منه الأب قائلاً: «إوعى تكون اشتريت المرسي أبو العباس».
ويرى الناقد محمد نبيل أن السينمائيين العرب بوجه عام يرفضون تقبل النقد الفني حينما يكون ضد رغبتهم: «النقد الفني عبارة عن دراسة متخصصة للعمل الفني، بشرح مزايا وعيوب هذه الصناعة سواء على مستوى التمثيل أو الإخراج أو الكتابة، وهو أمر يحترمه كافة صناع السينما في العالم إلا في وطننا العربي؛ إذ إن أغلبية صناع السينما يهللون حينما يتم مدحهم، لكنهم يتذمرون وقت مناقشة العيوب، ويرفضون النقد، ويعتبرونه خلافاً شخصياً».
لكن نبيل قال في الوقت ذاته إن «هناك نقاداً يتحاملون بعض الوقت على صناع الأفلام، ويتحدثون بشكل لاذع، رغم إيماني الكامل بعدم وجود ناقد يرغب في تعريض قيمته الفنية للخطر من أجل الهجوم على عمل فني بشكل شخصي».
ويذكر أن الناقد الفني طارق الشناوي كان قد دخل في معارك عدة خلال الفترة الماضية بسبب انتقاداته وآرائه الفنية، من بينها خلافه الحاد مع الفنان مصطفى قمر الذي وصل لساحات المحاكم المصرية؛ إذ وصف الشناوي فيلم قمر الأخير «حريم كريم 2» بأنه «لا يمت لفن السينما»، وهو ما اعتبره قمر إهانة بالنسبة له، وقام بمهاجمته عبر وسائل الإعلام المصرية والعربية، قائلاً إن «الخلاف بينهما شخصي منذ أكثر من 20 عاماً».