ألوان الثقافة السعودية تزهو بتنوّعها في أول أيام معرض «أرتيجانو إن فييرا»، من خلال الجناح الوطني السعودي، الذي يبرز الاهتمام بعناصر التراث ونوافذ الفكر وأبعاد الثقافة، عبر جسر ممتدّ من التجربة الثقافية السعودية إلى العالم في حواضره ومدنه ومراكزه الرئيسية. وبدأ ضيوف المعرض المقام في مدينة ميلانو الإيطالية، بالتوافد إلى الجناح السعودي خلال اليوم الأول، والاستمتاع بتفاصيله الفنية والثقافية التي تعكس ما تتميز به الثقافة السعودية بجميع مكوناتها من تفرُّدٍ وإبداع متأصلٍ في تاريخها الممتد إلى مئات السنين، والتقط بعض الزوار صوراً وهم يرتدون الأزياء التقليدية من مختلف مناطق المملكة، ويتأملون الصور والشاشات التي تصور تراث المطبخ السعودي، وتنوع تضاريس جغرافيا المملكة، وثراءها الطبيعي والإنساني.
تجربة ثقافية مكتملة الأبعاد تقدمها النافذة السعودية المشاركة في المعرض، وتنقل الاحتفاء بأصالة الحِرف التقليدية في جميع المناطق السعودية، وإبداع نحو 25 حرفياً في الصناعات اليدوية الفريدة، وما يمتاز به المطبخ السعودي من تنوعٍ وتأنقٍ في مكتبات الطهي الوطنية، مع كثير من النوافذ الثقافية والإبداعية التي تعرف بالفنون السعودية وتعكس القدرات الوطنية.
جهود سعودية لتعزيز التعاون الدولي
تسعى وزارة الثقافة في السعودية إلى الاستثمار في هذه المساحات من التواصل والتثاقف الدّولي، لترسيخ التبادل الحضاري، وتجسير الأفكار، إلى جانب تعزيز حضور المبدعين السعوديين في المحافل الثقافية المحلية والعالمية، في إطار حرص وزارة الثقافة على تأكيد التبادل الثقافي الدّولي، بوصفهِ أحد أهدافها الاستراتيجية ضمن «رؤية السعودية 2030».
وخلال العام الحالي، سافرت الثقافة السعودية بتراثها وموسيقاها وفنونها إلى دول عدّة، شملت فرنسا وأميركا والمكسيك والهند وقطر وسواها، لتكثيف جهود نقل المشهد الثقافي السعودي بغناه وتطوره إلى العالم أجمع. وفي الإطار نفسه، تسعى السعودية، من خلال فوزها للمرة الثانية على التوالي بعضوية المجلس التنفيذي لـ«اليونيسكو» بالدورة 2023 - 2027، إلى مواصلة جهودها الحثيثة في تعزيز التعاون الدولي المشترك واستدامة دور «اليونيسكو» الحيوي في تحقيق المستهدفات الاستراتيجية للتنمية الثقافية والإنسانية. وتعد السعودية من أولى الدول المبادرة إلى ضمّ البعد الثقافي في جدول أعمال قمة مجموعة العشرين، وضمّ «اليونيسكو» طرفاً في الاجتماع المشترك الأول لوزراء الثقافة في المجموعة، وذلك إبان رئاستها لقمة العشرين 2020. الأمر الذي يعزز جهود الرياض في خدمة الأبعاد الثقافية وتضمينها جهود التعاون بين الأمم والمجتمعات.
تراث وطني غنيّ بكنوز متنوعة
يعكس الجناح الوطني السعودي في معرض «أرتيجانو إن فييرا» جهوداً وطنية حثيثة بذلت خلال السنوات القليلة الماضية لإثراء المشهد الثقافي وإغنائه بالمبادرات والفعاليات التي بثّت النشاط في الحراك الأدبي والفني والثقافي عموماً.
ويقدم مختلف الهيئات والكيانات الثقافية، التي تشارك في الجناح السعودي، تجربة فريدة لزوار المعرض، تسلط من خلالها الضوء على التراث الوطني الغني بكنوزه المتنوعة، والتجربة الثقافية السعودية الثرية بمكوناتها المختلفة، وما طبعه الحراك مؤخراً من أثر جليّ على حيويته وتطوره.
تشارك في الجناح هيئات «التراث، وفنون الطهي، والمسرح والفنون الأدائية»، و«المعهد الملكي للفنون التقليدية»، و«الشركة السعودية للحرف والصناعات اليدوية». وتبدأ رحلة الزائر للجناح السعودي من خلال جدارية الشعر العربي، الذي احتفت به السعودية خلال العام الحالي، وتوشك أن تتوج نهايته بسلسلة من الفعاليات، التي تعدّه رمزاً ثقافياً وعنصراً حضارياً في المكون السعودي العربي.
وفي الجناح الوطني، يُقدّم «الشعر العربي» متصلاً ومتفاعلاً مع الثقافة الإيطالية، عبر انتقاء أبياتٍ شعريةٍ وترجمتها، وعكسها على جداريات في المدخل قبل أن يبدأ الزائر رحلته، متعرّفاً على ثقافة السعودية وتراثها الغني، ومطَّلِعاً على إبداعات مواهبها، ومستمتعاً بصور من الثقافة السعودية وبما تزخر به من ثراء وتنوع.