«القاهرة للكتاب 2025»: «دورة استثنائية» بمشاركة 1345 ناشراً

سلطنة عمان ضيف شرف وأحمد مستجير شخصية الدورة

«القاهرة للكتاب 2025»: «دورة استثنائية» بمشاركة 1345 ناشراً
TT

«القاهرة للكتاب 2025»: «دورة استثنائية» بمشاركة 1345 ناشراً

«القاهرة للكتاب 2025»: «دورة استثنائية» بمشاركة 1345 ناشراً

تبلورت ملامح الدورة الـ56 من «معرض القاهرة الدولي للكتاب»، التي ستنطلق فعالياتها 23 يناير (كانون الثاني) الحالي وتستمر حتى 5 فبراير (شباط) المقبل، بمشاركة 1345 ناشراً من 80 دولة، منها 10 دول تشارك للمرة الأولى، وذلك بمركز «مصر للمعارض الدولية»، بمنطقة «التجمع الخامس»، تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وكشف وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو عن شعار الدورة الجديدة وهو «اقرأ... في البدء كان الكلمة»، مشيراً في تصريحات بالمؤتمر الصحافي الذي عُقد بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية للإعلان عن تفاصيل الدورة الجديدة إلى أننا إزاء «دورة استثنائية»، على كل المستويات. وفي هذ السياق، أعلن هنو عن مبادرة لترجمة العلوم الإنسانية في مجال الذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع وزارة الخارجية، بهدف «تعزيز الفهم المتبادل بين الثقافات المختلفة من خلال توفير ترجمات دقيقة وعالية الجودة للكتب والمقالات العلمية».

كما تم الإعلان عن إطلاق «منصة كتب رقمية» بالتعاون مع وزارة الاتصالات، وهي تستهدف «إتاحة الوصول إلى مجموعة واسعة من الكتب الثقافية والتراثية»، على أن تشمل كثيراً من النسخ الرقمية من إصدارات «الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية»، «مما يسهم في إثراء المحتوى الثقافي، ويعزز من ريادة مصر الثقافية».

وفي خطوة أخرى لتعزيز المحتوى الثقافي، أعلن وزير الثقافة عن إطلاق بودكاست للمعرض بالتعاون مع «الهيئة الوطنية للإعلام»، حيث سيتيح للمستمعين فرصة التعرف على أحدث الإصدارات الأدبية والثقافية، فضلاً عن المشاركة في نقاشات حول مواضيع متنوعة تتعلق بالثقافة والفنون. كما تم الإعلان عن إطلاق «صالة الكتب المخفّضة»، التي تهدف إلى توفير مجموعة من الكتب بأسعار مناسبة للجميع، في إطار جهود الوزارة لجعل الثقافة متاحة لكل الفئات، وتعزيز دور القراءة في بناء المجتمع.

وقوبل الإعلان عن ضيف الشرف في الدورة الجديدة، وهي سلطنة عمان، بحالة من الارتياح الشديد؛ نظراً لما يتمتع به البلد الخليجي من ثراء ثقافي وملامح فريدة على مستوى الهوية الوطنية، وهو ما أكد عليه سفير السلطنة في القاهرة في كلمته بمستهل المؤتمر الصحافي.

وأشار السفير عبد الله بن ناصر الرحبي إلى أن الدورة الجديدة من المعرض تشهد احتشاد رموز عُمانية من شعراء وروائيين وباحثين وأكاديميين ومبدعين، يمثلون مختلف الأجيال والمجالات الثقافية، عادّاً أن هذه المشاركة تمثل لوحةً تُعبّر عن التنوع الثقافي العماني الذي يعكس عراقة التقاليد وأصالة التاريخ الممتد لخمسة آلاف عام، على حد تعبيره.

واستعرض الرحبي أبرز ملامح الثقافة العمانية، مثل الأزياء الوطنية، بجمال ألوانها وخصوصية تصاميمها، حيث تعكس شخصية عمانية متفردة، وتُشكّل مرآةً عاكسةً لعراقة الثقافة العمانية وثرائها، وكذلك الفنون التقليدية، مثل «الرزحة»، و«العازي»، والأدب العماني المتمثل في الشعر والنثر، الذي لطالما كان شاهداً على عُمق الفكر العماني ورُقيّه.

وتطرق في حديثه إلى الحرف اليدوية، مثل صناعة الخناجر والسفن والقوارب الخشبية، التي تعد رمزاً للإبداع الذي يجمع بين الأصالة والابتكار، وكذلك المطبخ العماني وما يقدمه من أطباق تقليدية تعكس ارتباط الإنسان العماني ببيئته وتراثه، إلى جانب العمارة العمانية التقليدية التي تتجلى في القلاع والحصون والمساجد العريقة، التي تمثل شاهداً حياً على التاريخ الطويل والحضارة الغنية لعمان.

ومن جانبه، عدّ محمد رشاد، رئيس «اتحاد الناشرين العرب»، «معرض القاهرة الدولي للكتاب»، «الأكثر جماهيرية في عدد الزوَّار»، فقد وصل عددهم في الدورة السابقة إلى أكثر من أربعة ملايين وسبعمائة وخمسة وثمانين ألف زائر، كما أن المعرض هو الأطول في عدد أيام فعالياته التي تبلغ ثلاثة عشر يوماً. وأشاد بإدخال «اتحاد الناشرين العرب» شريكاً في الإعداد والتنظيم للمعرض، من خلال تمثيله برئيسه في اللجنة الإدارية العليا لتنظيم المعرض.

وذكر أن معظم صنّاع النشر في العالم العربي، من ناشرين ومؤلفين ومصممي كتب، وأصحاب مطابع، ومستوردي مستلزمات إنتاج الكتب، وشركات التوزيع، يحرصون جمعياً على حضور المعرض، وهذه الميزة قلّما نجدها في المعارض الأخرى، على حد تعبيره.

وكان لافتاً أثناء المؤتمر الصحافي إتاحة الفرصة لسماع مقطع صوتي على لسان الراحل الدكتور أحمد مستجير، العالم والمفكّر ورائد الهندسة الوراثية، الذي تم اختياره شخصية المعرض في دورته الجديدة، وهو يتحدث عن تاريخ «معرض القاهرة للكتاب» وأهميته، مما أثار موجة من الحماسة والتأثر بين الحضور.

ووفق بيان سابق لـ«الهيئة العامة للكتاب»، الجهة المنظمة للمعرض، فإن الدكتور مستجير (1934 - 2006) تمكن بعبقريته الفذة من الجمع بين المعارف العلمية والأدبية، ليقدم إسهامات متفردة نظرت للعلم بعين الشاعر، والشعر بعقلية العالم، ليترك للأجيال إرثاً غنياً ومتنوعاً في العلوم والأدب.

ومن أبرز مؤلفاته: «دراسة في الانتخاب الوراثي»، و«النواحي التطبيقية في تحسين الحيوان والدواجن»، و«في بحور العلم»، و«هل ترجع أسراب البط؟»، و«علم اسمه السعادة»، كما ترجم كثيراً من المؤلفات الرائدة، مثل «طبيعة الحياة»، و«قصة الكم المثيرة»، و«صراع العلم والمجتمع»، و«الانقراض الكبير»، و«طعامنا المهندس وراثياً»، و«الطريق إلى السوبر مان».

كما أعلنت اللجنة الاستشارية للمعرض عن اختيار الكاتبة فاطمة المعدول لتكون شخصية الدورة الجديدة في أدب الطفل، حيث كتبت وأخرجت كثيراً من مسرحيات الصغار، وتجاوز عدد مؤلفاتها الخمسين في هذا السياق، مثل «حسن يرى كل شيء»، و«سلمى تعرف حقوقها»، و«عيون بسمة»، و«هند في السوق».


مقالات ذات صلة

«الثقافة المصرية» تراهن على الذكاء الاصطناعي في «القاهرة للكتاب»

يوميات الشرق اختيار سلطنة عمان «ضيف شرف» الدورة الـ56 من معرض القاهرة للكتاب (وزارة الثقافة المصرية)

«الثقافة المصرية» تراهن على الذكاء الاصطناعي في «القاهرة للكتاب»

تحت شعار «اقرأ… في البدء كان الكلمة» تنطلق فعاليات الدورة الـ56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب في 23 من شهر يناير الحالي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق لوحات المعرض يستعيد بها الفنان رضا خليل ذكريات صباه (الشرق الأوسط)

«سينما ترسو»... يستعيد ملامح أفلام المُهمشين والبسطاء

معرض «سينما ترسو» يتضمن أفكاراً عدّة مستوحاة من سينما المهمشين والبسطاء تستدعي الذكريات والبهجة

محمد عجم (القاهرة )
يوميات الشرق عمل للفنانة خلود البكر (حافظ غاليري)

«صبا نجد»... حكايات 7 فنانات من الرياض

بعنوان بعضه شعر وأكثره حب وحنين، يستعرض معرض «صبا نجد» الذي يقدمه «حافظ غاليري»، بحي جاكس في الدرعية يوم 15 يناير، حكايات لفنانات سعوديات معاصرات من الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق مرايا تتجاوز مفهومها التقليدي لتُحلّق خارج الصندوق (ذا ميرور بروجيكت)

مرايا تتعدَّى دورَها الوظيفي نحو الجمال الفنّي في غاليري بيروتيّ

من الضياع وجد الخطوة الأولى. صقل عبد الله بركة رغبته في النحت وطوَّر مهارته. أنجز الشكل وصبَّ ضمنه المرآة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق المعرض يتضمّن برنامجاً ثقافياً متنوعاً يهدف إلى تشجيع القراءة والإبداع (واس)

انطلاق «معرض جازان للكتاب» فبراير المقبل

يسعى «معرض جازان للكتاب» خلال الفترة بين 11 و17 فبراير 2025 إلى إبراز الإرث الثقافي الغني للمنطقة.

«الشرق الأوسط» (جيزان)

السعودية: تأهيل آلاف المعلمات في الفنون الموسيقية

خطة لتأسيس النشء في المهارات الموسيقية وتأهيلهم عبر المناهج الدراسية (وزارة الثقافة)
خطة لتأسيس النشء في المهارات الموسيقية وتأهيلهم عبر المناهج الدراسية (وزارة الثقافة)
TT

السعودية: تأهيل آلاف المعلمات في الفنون الموسيقية

خطة لتأسيس النشء في المهارات الموسيقية وتأهيلهم عبر المناهج الدراسية (وزارة الثقافة)
خطة لتأسيس النشء في المهارات الموسيقية وتأهيلهم عبر المناهج الدراسية (وزارة الثقافة)

فتحت وزارتا «الثقافة» و«التعليم» في السعودية، الأحد، التسجيل للمرحلة الثانية من برنامج تأهيل معلمات رياض الأطفال للتدريب على مهارات الفنون الموسيقية.

ويُنفذ البرنامج تحت مظلة استراتيجية تنمية القدرات الثقافية التي أطلقتها الوزارتان في ديسمبر (كانون الأول) 2022 ضمن الشراكة القائمة بينهما، بإشراف هيئة الموسيقى، وبالتعاون مع مختصين في التعليم والتدريب لرياض الأطفال.

وتأتي هذه الخطوة استكمالاً للنجاح الذي حققته المرحلة الأولى، والتي أسهمت في تدريب أكثر من 12 ألف معلمة في مدارس رياض الأطفال الحكومية والأهلية.

السعودية تهدف إلى تطوير القطاع الموسيقي في البلاد على الأصعدة كافة (واس)

وتهدف المرحلة الجديدة لتقديم برنامج تدريبي شامل لنحو 17 ألف معلمة، ودعم جاهزية اللواتي اجتزن السابقة، لضمان استمرارية الأثر التعليمي. وسيعمل الفريق المعني على قياس أثر التدريب، وتطوير محتواه الحالي بما يضمن تحقيق أعلى معايير الجودة.

ويأتي تدريس الموسيقى ضمن الإطار الوطني للثقافة الذي تعمل عليه الوزارتان، ويتعلق بإدراجها والفنون الأخرى في مناهج التعليم العام، حيث يبدأ تدريجياً من مراحل رياض الأطفال، وصفوف التعليم الابتدائية الأولية، وسيشمل جميع المدارس.

وأكد الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي، في تعليق سابق له على منصة «إكس»، أن «التعليم أساس البناء وتطوير القدرات الثقافية»، وذلك عقب إطلاق أول برنامج بكالوريوس للسينما والمسرح، الذي تزامن مع اعتماد «مجلس شؤون الجامعات» إنشاء أول كلية للفنون.

كانت وزارة الثقافة قد أطلقت في فبراير (شباط) 2024، أول كلية للفنون بجامعة الملك سعود في الرياض، لتهيئة بيئة تعليمية وفنية داعمة للبحث والابتكار، واستقطاب الطلبة المتميزين والموهوبين وفقاً لمعايير قبول محددة، وإعداد خريجين مؤهلين فنياً وعلمياً ومهنياً، وإجراء بحوث ودراسات علمية متخصصة.

وجاء تدشين الكلية بشراكة استراتيجية تجمع الوزارة مع الجامعة، تحقيقاً لمستهدفات «رؤية السعودية 2030» التي تُعنى بالإبداع والتميز في مختلف المجالات الفنية والثقافية، وبهدف تطوير المواهب والكفاءات، وخلق فرص مميزة للموهوبين بسوق العمل.

وضمّت الكلية 3 أقسام، بينها «الفنون الأدائية» الذي يقدم برامج دراسية في علوم «المسرح، والسينما، والموسيقى»، لتلبية احتياج سوق العمل من المهن الثقافية بكفاءاتٍ عالية مُتمكِنة، تقودُ مستقبل القطاع نحو تحقيق المستهدفات الوطنية الطموحة.

الكلية تسهم في تطوير وتنمية المشهد الفني السعودي (وزارة الثقافة)

وأعلن وزير الثقافة السعودي، في ديسمبر 2020، الترخيص لأول معهدين للموسيقى في المملكة. ودعا جميع المهتمين في القطاعين الخاص وغير الربحي «لتقديم طلبات تراخيص المعاهد في المجالات الثقافية المختلفة، على منصة متخصصة».

وفي سبتمبر (أيلول) 2023، دشن معهد البيت الموسيقي في الرياض أول برنامج دبلوم معتمَد من نوعه في السعودية، لتأهيل الخريجين للعمل بصفتهم معلمي موسيقى بالمدارس، دعماً لاستراتيجية التنمية الثقافية، وتطوير الهواة أكاديمياً ليتمكنوا من نقل معارفهم إلى الآخرين؛ كجزء من خطة تعليمها في مختلف القطاعات التعليمية.

وتسعى وزارة الثقافة من خلال الهيئة إلى تنظيم وتطوير قطاع الموسيقى في السعودية، ودعم وتشجيع الممارسين فيه، كما ستعمل مع الجهات المختصة على دعم حماية حقوق الملكية الفكرية في المجالات ذات العلاقة به، وإقامة الدورات التدريبية، واعتماد البرامج المهنية ذات العلاقة، وتشجيع الناشطين في المجال على إنتاج وتطوير المحتوى الموسيقي.