كاظم الساهر يطلق «Hold your fire» لوقف الحرب على غزة

وصفه متعهد حفلاته بالسبّاق إلى المبادرات الإنسانية

كاظم الساهر خلال تسجيل الأغنية (فيسبوك كاظم الساهر)
كاظم الساهر خلال تسجيل الأغنية (فيسبوك كاظم الساهر)
TT

كاظم الساهر يطلق «Hold your fire» لوقف الحرب على غزة

كاظم الساهر خلال تسجيل الأغنية (فيسبوك كاظم الساهر)
كاظم الساهر خلال تسجيل الأغنية (فيسبوك كاظم الساهر)

«إنها دعوة للسلام والتفاهم»... بهذه الكلمات اختصر الفنان كاظم الساهر الرسالة التي تحملها أغنيته «Hold your fire» (أوقفوا نيرانكم)، موضحاً عبر حسابه على «إنستغرام» أنه كتب كلمات الأغنية منذ شهر تقريباً، وسجّلها في نيويورك بالتعاون مع جمعية الموسيقى التابعة للأمم المتحدة.

وكان الساهر قد قدم هذه الأغنية موجهاً من خلالها نداء لإيقاف الحرب في غزة. وحصدت بعد يوم على إصدارها نحو نصف مليون مشاهدة، محققاً من خلالها نجاحاً من نوع آخر يضاف إلى مسيرته الفنية.

بوستر أغنية «Hold your fire» لكاظم الساهر

الفكرة واللحن يعودان لكاظم الساهر، أما كلماتها فكتبها توم لو، وهي من توزيع ميشال فاضل، وقد رافقه فيها فريق كورال بقيادة بيريندا فونجوفا. يقول مطلع الأغنية: «في أعماق قلوبنا نتوق إلى السلام، ندعو للحظة أن تتوقف فيها الحرب... أوقفوا نيرانكم، أوقفوها، من أجل أولئك الذين يحبون... من أجلك، ومن أجلي».

وكان الساهر قد أطل عبر صفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي، وعبّر عن مشاعره الحزينة تجاه حرب غزة. ومما قاله: «القلب حزين ومحبط لما نشاهد من أحداث دامية يدفع ثمنها الأبرياء. كلنا معكم إخواننا في غزة، وأتمنى أن ينتهي هذا المشهد، وأن يعمّ السلام والأمل».

وفي مرة ثانية كتب عبر صفحته على «إنستغرام» ناشراً مقطعاً من أغنيته «أوقفوا نيرانكم»: «تهدف الأغنية لمنح الموسيقى بعداً إنسانياً عملياً يتخطى الترفيه، لتصبح وسيلة فاعلة لدعم السلام والجهود الإنسانية في غزة خصوصاً. وسيتم التبرع بعائدات الأغنية، لدعم أنشطة الأمم المتحدة الإنسانية، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ومناطق النزاع في الشرق الأوسط».

وتضمن كليب الأغنية بعض مشاهد الدمار والخراب التي تعرض لها قطاع غزة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

رافقه في الغناء فريق كورال أوبرالي (فيسبوك كاظم الساهر)

وكان الساهر قد كشف عن كواليس تحضير الأغنية أثناء وجوده في معرض الشارقة للكتاب قبل أسابيع، معلناً أنه اتفق مع جمعية الأمم المتحدة للموسيقى الكلاسيكية على بدء تجهيزها، فكتب الكلمات باللغة العربية في البداية، قبل أن تُترجم إلى الإنجليزية. كما أوضح عبر الحساب نفسه أنه قرّر أداءها بالإنجليزية لإيصال الرسالة إلى العالم.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» وصف ميشال حايك متعهد حفلات كاظم الساهر الفنان العراقي بأنه صاحب مبادرات إنسانية عديدة. وتابع: «مهما تحدثت عن كاظم الساهر الإنسان أبقى مقصراً. فهو لطالما كان سباقاً في المجال الإنساني وتولى القيام بمبادرات عديدة في هذا الصدد». ويذكر حايك واحدة من هذه المبادرات التي خص فيها الساهر أطفال العراق بريع بعض من حفلاته: «في روحه جانب إنساني كبير يوازي قيمة الفن الأصيل الذي يقدمه. وعندما كنت أزوره في منزله بدبي مؤخراً، كان منشغلاً بالتحضير لهذه الأغنية، ومتأثراً جداً بما يحصل في غزة. حتى إنه طلب مني إلغاء حفلاته في مسقط وعمان بسبب الأوضاع في غزة».

ميشال حايك ألغى حفلات للساهر بسبب الحرب في غزة (ميشال حايك)

ويشير حايك إلى أن فكرة الأغنية تعود إلى كاظم الساهر «لأنه يبقى صاحب القرار الأول والأخير في انتقاء أعماله. ولو لم يكن صاحب مشاعر رقيقة إلى آخر حدّ لما فكّر بتقديمها». ويختم لـ«الشرق الأوسط»: «قد يعتقد البعض أنني أبالغ حين أتحدث عن قيصر الغناء العربي، لكن العكس صحيح، فعطاءاته الإنسانية غير محدودة، تماماً كالفنية. وصفاته الحميدة إنساناً وفناناً جعلته يتربّع على عرش الغناء بلا منازع».

وأشار الساهر في حديث إعلامي إلى أنه في بداية التحضير للأغنية لم يُجِد غناءها بالإنجليزية بالشكل المطلوب، لذلك سجّلها أربع مرات داخل الاستديو ولم يقتنع بأدائه، فاضطر للسفر إلى أميركا، حيث استعان بمطربين أوبراليين هناك لمساعدته على غنائها بالشكل المطلوب. وأضاف أنه كان عندما يسجّل الأغنية يستشير أحفاده في أميركا، وهم على دراية كاملة باللغة الإنجليزية. وبالفعل سمعوا جميع النسخ التي سجلها، إلى أن أعجبتهم واحدة فطُرحها في الأسواق.


مقالات ذات صلة

اللبناني ألان برجي: مجتمعنا الاستهلاكي قضى على الموسيقى الأصيلة

يوميات الشرق هدفه الخروج من الصندوق التقليدي للعزف (صور ألان برجي)

اللبناني ألان برجي: مجتمعنا الاستهلاكي قضى على الموسيقى الأصيلة

يفاجئك ألان برجي بأسلوب تفكيره وكيفية استخدامه الموسيقى آلةً للعبور نحو الزمن. يُلقَّب بـ«أوركسترا في رجل».

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق «بلد بيست» سيتيح لمحبي الموسيقى والثقافة فرصة استكشاف الإرث العريق لمنطقة «البلد» في جدة (ميدل بيست)

مهرجان «بلد بيست»... مزيج إبداعي موسيقي في «جدة التاريخية» أواخر يناير

تطلق منصة «ميدل بيست» النسخة الثالثة من مهرجان «بَلَد بيست»، في قلب مدينة جدة التاريخية (غرب السعودية) يومي 30 و31 يناير (كانون الثاني) المقبل.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق الاستماع إلى الموسيقى يمكنه تغيير كيفية تذكر الناس للماضي (رويترز)

الموسيقى قد تغير طريقة تذكرنا للماضي

أكدت دراسة جديدة أن الاستماع إلى الموسيقى لا يمكن أن يحفز الذكريات فحسب، بل يمكنه أيضاً تغيير كيفية تذكُّر الناس لها.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق تمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة (الشرق الأوسط)

حفل لإحياء تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب بالأوبرا المصرية

في إطار استعادة تراث كبار الموسيقيين، وضمن سلسلة «وهّابيات» التي أطلقتها دار الأوبرا المصرية، يقام حفل لاستعادة تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق يهدف الحفل إلى تزويد اللبنانيين بجرعات أمل من خلال الموسيقى (الجامعة الأميركية)

بيروت تحتفل بـ«التناغم في الوحدة والتضامن»... الموسيقى تولّد الأمل

يمثّل الحفل لحظات يلتقي خلالها الناس مع الفرح، وهو يتألّف من 3 أقسام تتوزّع على أغنيات روحانية، وأخرى وطنية، وترانيم ميلادية...

فيفيان حداد (بيروت)

قصص ملهمة وعروض متنوعة تتوج الدورة الثانية لمهرجان الرياض للمسرح

المهرجان يساهم في تسليط الضوء على التنوع الثقافي والإبداعي (تصوير: تركي العقيلي)
المهرجان يساهم في تسليط الضوء على التنوع الثقافي والإبداعي (تصوير: تركي العقيلي)
TT

قصص ملهمة وعروض متنوعة تتوج الدورة الثانية لمهرجان الرياض للمسرح

المهرجان يساهم في تسليط الضوء على التنوع الثقافي والإبداعي (تصوير: تركي العقيلي)
المهرجان يساهم في تسليط الضوء على التنوع الثقافي والإبداعي (تصوير: تركي العقيلي)

اختتم «مهرجان الرياض للمسرح»، الخميس، دورته الثانية التي شهدت على مدى اثني عشر يوماً، مجموعة من العروض المسرحية المتنوعة، ومنصة محورية لدعم المسرحيين السعوديين، واكتشاف وتطوير المواهب الناشئة، والاحتفاء بالأعمال المميزة.

وقال سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية، إن المهرجان يساهم في تسليط الضوء على التنوع الثقافي والإبداعي، ويعكس أهمية استدامة الجهود لتطوير المشهد المسرحي السعودي، وتعزيز التفاعل مع التجارب المسرحية العالمية.

شارك في نسخة هذا العام 20 عرضاً سعودياً (تصوير: تركي العقيلي)

من جهته، أكد مدير المهرجان الدكتور راشد الشمراني، أن المهرجان شكَّل منصة استثنائية للإبداع المسرحي، حيث نجح في جمع نخبة من المبدعين والمواهب الواعدة على خشبة واحدة، في حدث يُبرز مدى تطور قطاع المسرح في المملكة.

وأشار إلى أن المهرجان أكد التزام المملكة بتعزيز دور المسرح لكونه من الركائز الثقافية المهمة، ويُمثل بداية لحقبة جديدة من الوعي الفني والإبداعي، تُساهم في اكتشاف المواهب وبناء جيل جديد من الفنانين المسرحيين القادرين على مواكبة التطورات العالمية.

المهرجان شكَّل منصة استثنائية للإبداع المسرحي السعودي (تصوير: تركي العقيلي)

وخلال الحفل، أعلنت الأعمال الفائزة وتكريم الفائزين بجوائز الدورة الثانية للمهرجان، وقدمها على خشبة المسرح، رئيس لجنة التحكيم المخرج السعودي عامر الحمود.

ونالت ‏«مسرحية غيمة» جائزة أفضل مكياج مسرحي، و ‏«مسرحية سليق وباقيت» جائزة أفضل أزياء مسرحية، و «مسرحية رشيد واللي سواه في بلاد الواه واه» جائزة أفضل موسيقى مسرحية، و‏«مسرحية كونتينر» جائزة أفضل إضاءة مسرحية، ‏و«مسرحية طوق» جائزة أفضل ديكور مسرحي.

شهد الحفل إعلان الأعمال الفائزة وتكريم الفائزين بجوائز الدورة الثانية للمهرجان (تصوير: تركي العقيلي)

وجائزة أفضل نص مسرحي، نالتها ‏«مسرحية قمم: الكاتب عبد العزيز اليوسف»، وجائزة أفضل إخراج مسرحي لـ«مسرحية كونتينر: المخرج عقيل عبد المنعم الخميس».

‏وعلى صعيد الجوائز الفردية، نالت ‏«آمال الرمضان» جائزة أفضل ممثلة دور ثانٍ، وذهبت جائزة أفضل ممثل دور ثانٍ لـ«سعيد محمد عبد الله الشمراني»، وجائزة أفضل ممثلة دور أول لـ«فاطمة علي الجشي»، وجائزة أفضل ممثل دور أول، لـ«حسين يوسف».

يعكس المهرجان أهمية استدامة الجهود لتطوير المشهد المسرحي السعودي (تصوير: تركي العقيلي)

واختتمت سلسلة الجوائز، بتتويج «مسرحية طوق» بجائزة أفضل عرض مسرحي متكامل (المسار المعاصر)، و ‏«مسرحية حارسة المسرح» بجائزة أفضل عرض مسرحي متكامل (المسار الاجتماعي).

وتمثل الدورة الثانية للمهرجان امتداداً للنجاح الذي حققته الدورة الأولى، مع تطلعات طموحة لتقديم مزيد من الإبداع والتميز في السنوات المقبلة.

نجح المهرجان في جمع نخبة من المبدعين والمواهب الواعدة على خشبة واحدة (تصوير: تركي العقيلي)

وشارك في نسخة هذا العام، 20 عرضاً سعودياً مع برنامج شمل 3 ندوات، و6 ورشات عمل، و20 قراءة نقدية، وتوزعت العروض المشارِكة على مسارين؛ أحدهما للمسرح المعاصر وضم 11 عرضاً، والآخر للمسرح الاجتماعي وضم 9 عروض.

وشهدت الدورة الثانية من المهرجان، تكريم رائد المسرح السعودي، أحمد السباعي، الذي ساهم في إدخال المسرح إلى المملكة، وتطوير الفنون المسرحية، وأُقيم معرض فني يستعرض مسيرته الرائدة تضمّن عرضاً لمؤلفاته المسرحية والأدبية ومقتنياته الشخصية، إلى جانب الجوائز والشهادات التكريمية التي حصل عليها خلال مسيرته، وفيلماً وثائقياً يُبرز أبرز محطاته وإنجازاته الأدبية منذ الخمسينات، وصولاً إلى تأسيسه أول مسرح سعودي عام 1961م تحت اسم «دار قريش للتمثيل القصصي».