من زميلين إلى زوجين... كيف التقى الأمير ويليام زوجته كيت؟

القصة الكاملة لكيفية لقائهما حيث يتناول الموسم السادس من «ذا كراون» علاقتهما الرومانسية

الأمير ويليام وكيت خلال حفل زفافهما عام 2011 (أ.ب)
الأمير ويليام وكيت خلال حفل زفافهما عام 2011 (أ.ب)
TT

من زميلين إلى زوجين... كيف التقى الأمير ويليام زوجته كيت؟

الأمير ويليام وكيت خلال حفل زفافهما عام 2011 (أ.ب)
الأمير ويليام وكيت خلال حفل زفافهما عام 2011 (أ.ب)

نظراً لأن الموسم السادس من مسلسل «ذا كراون» وصل إلى منصة «نتفليكس»، فمن المتوقع أن يُظهر هذا الجزء الأمير البريطاني ويليام عندما كان شاباً بالغاً، وأيامه في جامعة سانت أندروز في إدنبرة، أسكوتلندا.

على الرغم من أن المقطع الدعائي للجزء الأول من الموسم يصور بشكل أساسي الأشهر الأخيرة للأميرة ديانا قبل وفاتها المفاجئة، فإن الجزء الثاني - الذي سيصدر في 14 ديسمبر (كانون الأول) - من المرجح أن يصور اللحظة المصيرية التي التقى فيها ويليام زوجته المستقبلية، كيت ميدلتون، في أثناء دراسته بالجامعة.

كما يعلم عديد من محبي العائلة المالكة البريطانية، عاش ويليام وكيت قصة حب عندما كانا طالبَين في جامعة سانت أندروز في عام 2001. وبعد 10 سنوات، تزوجا في حفل ملكي فخم في كنيسة «وستمنستر». ومنذ ذلك الحين، رحبا بثلاثة أطفال في العائلة المالكة: الأمير جورج، البالغ من العمر الآن 10 أعوام، والأميرة شارلوت (8 أعوام)، والأمير لويس (5 أعوام).

الأمير ويليام وزوجته كيت وأطفالهما الثلاثة (رويترز)

ووسط عرض الحلقات الأربع الأولى من الموسم السادس من «ذا كراون» على «نتفليكس»، دعونا نلقي نظرة على قصة ويليام وكيت الرومانسية، من زميلَي الدراسة إلى الزوج والزوجة، وفقاً لتقرير لصحيفة «إندبندنت».

الأمير البريطاني ويليام وزوجته كيت يزوران مؤسسة خيرية في أسكوتلندا (رويترز)

البداية

بعد تخرجه في كلية إيتون، تابَعَ الأمير ويليام تعليمه في جامعة سانت أندروز في عام 2001، حيث التحق باسم «ويليام ويلز» ودرس تاريخ الفن. هناك التقى كاثرين إليزابيث ميدلتون من بوكلبوري، بيركشاير، الابنة الكبرى لمايكل وكارول ميدلتون.

أسست والدتها شركة «Party Pieces»، وهي شركة تبيع لوازم حفلات الأطفال، في عام 1987. وبينما كانت عائلة كيت مرتبطة جيداً بالفعل بأعضاء العائلة المالكة والأرستقراطية البريطانية، فقد حققت نجاحاً مالياً من خلال أعمالها الخاصة بمستلزمات الحفلات.

يشاع أن كيت لفتت انتباه ويليام لأول مرة عندما عرضت فستاناً ضمن عرض خيري في مارس (آذار) 2002. وبينما التقيا في الفصل الدراسي الأول لهما في الجامعة، لم يرَ ويليام كيت أكثر من مجرد صديقة، حتى ظهرت في العرض في الفستان، الذي تم بيعه لاحقاً بالمزاد مقابل 78 ألف جنيه إسترليني. وبحسب ما ورد، دفع ويليام 200 جنيه إسترليني مقابل الحصول على مقعد في الصف الأمامي في عرض الأزياء.

مع ذلك، أشار بعض الخبراء الملكيين إلى أن التحاق كيت بجامعة سانت أندروز كان مرتبطاً تماماً بلقاء زوجها المستقبلي. كتب روبرت لاسي، كاتب السيرة الذاتية البريطاني والمستشار التاريخي لـ«The Crown»، في كتابه لعام 2020 «Battle of Brothers: William and Harry - The Inside Story of a Family in Tumult» أنه لم يكن من المفترض أن يتم تسجيل كيت في سانت أندروز على الإطلاق.

قال لاسي لمجلة «إيل» في عام 2020: «كانت كيت استراتيجية للغاية. لقد تخلت عن مكانها في إحدى الجامعات البريطانية الرائدة، إدنبرة، واختارت جامعة أخرى (سانت أندروز) ربما لا تتمتع بالمعيار الأكاديمي نفسه. لقد ذهبت بالفعل إلى إدنبرة لترتيب أماكن إقامتها في الشقة، لكنها غيّرت جامعاتها وغيّرت مقرراتها الدراسية إلى تاريخ الفن؛ لأن ذلك كان مرتبطاً بويليام. لقد أخّرت تعليمها لمدة عام».

وفقاً لكتاب لاسي، ارتفعت طلبات الالتحاق بجامعة سانت أندروز بنسبة 44 في المائة بعد إعلان أن ويليام سيلتحق بالجامعة في أسكوتلندا. بدأ الثنائي في المواعدة بعد وقت قصير من عرض الأزياء الخيري، وعاشا معاً في شقة خارج الحرم الجامعي، قبل أن ينتقلا إلى كوخ خارج المدينة لقضاء عامهما الأخير.

في مقابلة خطوبتهما عام 2010، تحدث ويليام وكيت أخيراً عن كيفية ازدهار علاقتهما الرومانسية عندما كانا طلاباً في سانت أندروز. قالت كيت عن ويليام: «في الواقع، لوني كان أحمر عندما التقيتك، وشعرت بالخجل الشديد من مقابلتك... لقد استغرق الأمر بعض الوقت حتى نتعرف على بعضنا بعضاً، لكننا أصبحنا صديقَين مقربَين جداً، بسرعة».

وأضاف ويليام: «انتقلنا للعيش معاً بوصفنا صديقَين. عشنا مع صديقَين آخرين أيضاً، وقد ازدهرت العلاقة نوعاً ما من هناك، حقاً. لقد رأينا مزيداً من بعضنا بعضاً، وكما تعلمون، فقد قضينا وقتاً أطول قليلاً معاً».

تخرّج كل من ويليام وكيت في جامعة سانت أندروز في 23 يونيو (حزيران) 2005، واحتفلا بزواجهما بعد 6 سنوات فقط. وشاركت عائلة ميدلتون صورة أصبحت الآن مميزة للزوجين في يوم تخرجهما.

ويليام وكيت ميدلتون يقفان جنباً إلى جنب بعد تخرجهما في جامعة سانت أندروز في أسكوتلندا (أ.ب)

انفصال لفترة وجيزة

بعد تخرجهما، انخرطت كيت ببطء في الحياة الملكية عندما حضرت أول حفل زفاف ملكي لها - حفل زفاف لورا باركر بولز، ابنة الملكة كاميلا، وهاري لوبيز في عام 2006. كان هذا أول ظهور علني لويليام وكيت معاً، ولكن بحلول عام 2007، أثار الزوجان شائعات عن انفصالهما.

وانفصل الاثنان بالفعل لفترة وجيزة، وذلك بعد شعور كيت بالإحباط بسبب عدم التزام ويليام، وفقاً لصحيفة «الغارديان». خلال هذا الوقت، انتقلت إلى لندن وعملت في وظائف عدة في مجالَي البيع بالتجزئة والتسويق.

عندما سُئلت عن الانفصال خلال مقابلة خطوبتهما، شاركت كيت مزيداً من التفاصيل حول ذلك، وقالت: «في ذلك الوقت لم أكن سعيدة جداً بهذا الأمر، لكنه جعلني شخصاً أقوى... تكتشف أشياء عن نفسك ربما لم تكن تدركها».

الأمير البريطاني ويليام وزوجته كيت ميدلتون (رويترز)

العودة... والزواج

مع ذلك، يبدو أن الاثنين قد أعادا إحياء علاقتهما الرومانسية في يوليو (تموز) من العام نفسه عندما حضرت كيت حفل تكريم الأميرة ديانا مع شقيقتها الصغرى، بيبا ميدلتون. بحلول أبريل (نيسان) 2008، كانت كيت بجانب ويليام عندما حصل على أجنحة سلاح الجو الملكي البريطاني بعد تدريبه ليصبح طياراً.

في عام 2010، بعد زيارة والدَي كيت إلى بيركهول - المقر الخاص للملك تشارلز في ملكية بالمورال - أكد كلارنس هاوس أن ويليام قدّم لكيت خاتم والدته من الياقوت، وأنه من المقرر أن يتزوجا في العام التالي.

ويليام قدم لكيت خاتم والدته من الياقوت عام 2010 (أ.ب)

خلال زيارته الرسمية الأخيرة إلى كينيا، شارك الملك تشارلز تفاصيل حول كيفية طرح ويليام السؤال على كيت. وقال في كلمته: «هنا، على مرأى من جبل كينيا، تقدم ابني، أمير ويلز لخطبة زوجته، التي أصبحت الآن زوجة ابني الحبيبة».

في 29 أبريل 2011، تبادلا عهود الزواج في حفل كبير في كنيسة «وستمنستر» وأصبحا معروفَين بـ«دوق ودوقة كمبردج». وبعد ذلك بعامين، وُلد ابنهما الأول، والثاني في ترتيب ولاية العرش - الأمير جورج ألكسندر لويس من كمبردج - في 22 يوليو 2013.

بينما اتخذت الأسرة، المكونة من 5 أفراد، من قصر كنسينغتون مقراً لإقامتها الرسمي لسنوات عديدة، نقل ويليام وكيت عائلتهما إلى Adelaide Cottage في ملكية وندسور العام الماضي، في محاولة لوضع أطفالهما في المقام الأول، ومنحهم مزيداً من الحرية خارج حياة المدينة.


مقالات ذات صلة

الملك تشارلز يجرّد شقيقه أندرو من لقبين آخرين

يوميات الشرق الأمير البريطاني أندرو (يسار) يتحدث مع شقيقه الملك تشارلز (رويترز)

الملك تشارلز يجرّد شقيقه أندرو من لقبين آخرين

جرّد الملك تشارلز الثالث ملك بريطانيا شقيقه أندرو رسمياً من لقبين جديدَين، في أحدث إجراء من الملك لإظهار حسمه فيما يتعلق بعلاقة أخيه المثيرة للجدل بإبستين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا الأمير ويليام (أ.ف.ب) play-circle

الأمير ويليام يزور أطفال غزة الذين يتلقون العلاج في بريطانيا... ويتأثر بشجاعتهم

تأثر الأمير ويليام، أمير ويلز، بشجاعة أطفال غزة المصابين بأمراض خطيرة جراء الحرب الإسرائيلية في القطاع، والذين يتلقون العلاج في المستشفيات البريطانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كارثة تضرب مشروع الأمير ويليام البيئي (شراكة أراضي الخث في الجنوب الغربي)

«هجوم كيميائي» على أشجار الأمير ويليام

تعرَّضت أشجار صفصاف، زُرعت ضمن مشروع لاستعادة الطبيعة في أراضٍ تابعة للأمير ويليام داخل متنزه دارتمور الوطني البريطاني، لعملية تسميم مُتعمَّدة...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأميرة البريطانية ديانا تقف إلى جانب زوجها تشارلز (رويترز)

على ماذا ندمت الأميرة ديانا قبل 10 أيام من وفاتها؟

كشفت الأميرة البريطانية ديانا عن ندم كان يرافقها، وذلك قبل 10 أيام من وفاتها، حيث ارتبط الأمر بولديها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا الأمير البريطاني السابق أندرو (أ.ف.ب) play-circle

ستارمر تعليقاً على صمت أندرو: يجب تقديم المعلومات ذات الصلة بقضية إبستين

قال رئيس الوزراء البريطاني إن أي شخص لديه معلومات بشأن التحقيقات حول جيفري إبستين يجب أن يدلي بها، بعد أن تجاهل الأمير السابق أندرو طلباً للإدلاء بشهادته.

«الشرق الأوسط» (لندن )

كريتي سانون تروي رحلتها من دروس شاروخان إلى شجاعة الاختيار

الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
TT

كريتي سانون تروي رحلتها من دروس شاروخان إلى شجاعة الاختيار

الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)

في واحدة من أكثر الجلسات جماهيرية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي هذا العام، حلّت الممثلة الهندية كريتي سانون في ندوة حوارية تحوّلت سريعاً من حوار تقليدي إلى عرض كامل تفاعل خلاله الجمهور بحماسة لافتة، حتى بدا المشهد وكأنه لقاء بين نجمة في ذروة تألقها وجمهور وجد فيها مزيجاً من الذكاء والعفوية والثقة.

منذ اللحظة الأولى، بدا واضحاً أن الجمهور جاء محملاً بأسئلته، فيما شجع التفاعل الجماهيري الممثلة الهندية على أن تجيب بصراحة عن كل ما يتعلق بمسيرتها، ومن بين كل أسماء الصناعة، لم يلمع في حديثها كما لمع اسم شاروخان. توقفت عند ذكره كما يتوقف شخص أمام لحظة صنعت في داخله تحولاً، وصفته بأنه «الأكثر ذكاءً وخفة ظل» ممن قابلتهم، ومثال حي على أن الفروسية والذوق الرفيع لا يزالان ممكنَين في صناعة صاخبة.

واستعادت كريتي كيف كان شاروخان ينظر إلى من يتحدث معه مباشرة، وكيف يمنح الجميع احتراماً متساوياً، حتى شعرت في بداياتها بأنها تلميذة تقع فجأة في حضرة أستاذ يعرف قواعد اللعبة من دون أن يستعرضها، ومع أن كثيرين يرون أن سانون دخلت عالم السينما من باب الجمال والأزياء، فإنها أكدت أن دراستها للهندسة لعبت دوراً في دخولها مجال الفن باعتبار أنها تعلمت منها أن كل شيء يجب أن يكون منطقياً وقائماً على أسئلة لماذا؟ وكيف؟

وأوضحت أن تحليل الأمور ومراجعتها منحتاها أدوات لم يمتلكها ممثلون آخرون، مروراً بتجارب وورشات تمثيل طويلة، فيما كانت هي تتعلم على أرض الواقع عبر طرح الأسئلة، حتى تلك التي قد يضيق منها البعض أو يعدها دليلاً على التردد.

الممثلة الهندية خلال جلستها الحوارية (مهرجان البحر الأحمر)

توقفت أيضاً في حديثها عند واحدة من أكثر محطاتها صعوبة، شخصية الروبوت «سيفرا» في فيلم «لقد وقعت في شرك كلامك»، شارحة أنها كانت لعبة توازن دقيقة بين أن تكون آلة بما يكفي ليصدّقها المشاهد، وإنسانة بما يكفي ليُصدّقها شريكها في الفيلم، مشيرة إلى أنها لم ترمش في أثناء الحوارات، وضبطت كل حركة لتكون دقيقة ومحسوبة، ورغم أنها معروفة بخفة الحركة و«العثرات الطريفة» كما وصفت نفسها، فإن أكثر ما أسعدها في الفيلم كان مشهد «الخلل» الذي ابتكرته بنفسها، لتمنح الشخصية ملمساً أكثر واقعية.

لكن اللحظة الأكثر دفئاً كانت عندما تحدثت عن الموسيقى، وعن دورها في مسيرتها؛ حيث روت كيف كانت غرف التسجيل التي تعمل فيها مع الملحّنين تشبه «متجر حلوى»، وكيف كان اللحن يُولد من جلسة ارتجال بسيطة تتحول بعد دقائق إلى أغنية جاهزة، ومع أن الجلسة كانت مليئة بالضحك واللحظات الخفيفة، فإنها لم تخفِ الجانب العميق من تجربتها، خصوصاً عندما تحدثت عن انتقالها من الإعلانات والصدفة إلى البطولة السينمائية.

وروت كيف أن فيلم «ميمي» منحها مساحة أكبر مما حصلت عليه في أي عمل سابق، وغيّر نظرتها إلى نفسها بوصفها ممثلة، مؤكدة أن ذلك العمل حرّرها من الحاجة الدائمة إلى إثبات ذاتها، وأعطاها الشجاعة لاختيار أدوار أكثر مجازفة. ومنذ ذلك الحين -كما تقول- لم تعد في سباق مع أحد، ولا تبحث عن لائحة إيرادات، بل عن أن تكون أفضل مما كانت عليه أمس.

وحين سُئلت عن فيلمها الجديد «تيري عشق مين» وعن موجة النقاشات التي أثارها على مواقع التواصل، أكدت أنها تتابع الآراء بشغف، لأن السينما تشبه اللوحة الفنية التي يراها كل شخص من زاوية مختلفة، مشيرة إلى أن الناس يتفاعلون مع قصة الفيلم، لأنهم قد عرفوا في حياتهم شخصاً مثل الممثلين.

وأكدت أن جزءاً من التفاعل يرجع إلى كون العمل يعرض الحب السام من جهة، لكنه يتيح للشخصية النسائية أن تُسمّيه وتواجهه، وهذا ما تعدّه تطوراً مهماً في كتابة الشخصيات النسائية، فلم تعد المرأة مجرد ضحية أو محبوبة مثالية، «فالمرأة المعاصرة على الشاشة يمكن أن تكون معقدة، متناقضة، واقعية، ومحبوبة رغم كل ذلك»، حسب تعبيرها.


جيسيكا ألبا تكشف عن مشروع سينمائي مع هيفاء المنصور

جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
TT

جيسيكا ألبا تكشف عن مشروع سينمائي مع هيفاء المنصور

جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)

كشفت الفنانة الأميركية جيسيكا ألبا عن ملامح مشروع سينمائي جديد يجمعها بالمخرجة السعودية هيفاء المنصور، مشيرة خلال ندوتها في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» إلى أن هذا التعاون لم يتشكل بين ليلة وضحاها، بل جاء نتيجة نقاشات طويلة امتدت على مدار سنوات.

وأوضحت في اللقاء الذي أقيم، الجمعة، أن الفكرة التي استقرتا عليها تدور حول قصة إنسانية عميقة تتناول علاقة ابنة بوالدها المتقدّم في العمر، ضمن سردية تقترب من تفاصيل العائلة وتحولاتها، وتسلّط الضوء على هشاشة العلاقات حين تواجه الزمن، وما يتركه ذلك من أسئلة مفتوحة حول الذاكرة والواجب العاطفي والمسؤولية المتبادلة.

وأضافت أن ما شدّها إلى المشروع ليس موضوعه فقط، بل الطريقة التي تقارب بها هيفاء المنصور هذه العلاقات الحسّاسة وتحولها إلى لغة بصرية تتسم بالهدوء والصدق، لافتة إلى أن «هذا التعاون يمثّل بالنسبة لي مرحلة جديدة في اختياراتي الفنية، خصوصاً أنني أصبحت أكثر ميلاً للأعمال التي تمنح الشخصيات النسائية مركزاً واضحاً داخل الحكاية، بعيداً عن الأنماط التقليدية التي سيطرت طويلاً على حضور المرأة في السينما التجارية».

وأشارت إلى أنها تبحث اليوم عن قصص تستطيع فيها المرأة أن تظهر بوصفها شخصية كاملة، تملك مساحتها في اتخاذ القرارات والتأثير في مسار الحكاية، وهو ما تراه في مشروعها مع المنصور، الذي وصفته بأنه «قريب من قلبها»؛ لأنه يعيد صياغة علاقة الأم والابنة من منظور مختلف.

وخلال الندوة، قدّمت ألبا قراءة موسّعة لتغيّر مسارها المهني خلال السنوات الأخيرة، فهي، كما أوضحت، لم تعد تنظر إلى التمثيل بوصفه مركز عملها الوحيد، بل بات اهتمامها الأكبر موجّهاً نحو الإنتاج وصناعة القرار داخل الكواليس.

وأكدت أن دخولها عالم الإنتاج لم يكن مجرد انتقال وظيفي، وإنما خطوة جاءت نتيجة إحساس عميق بأن القصص التي تُقدَّم على الشاشة ما زالت تعكس تمثيلاً ناقصاً للنساء وللأقليات العرقية، خصوصاً للمجتمع اللاتيني الذي تنتمي إليه.

وتحدثت ألبا عن تجربة تأسيس شركتها الإنتاجية الجديدة، معتبرة أن الهدف منها هو خلق مساحة لصناع المحتوى الذين لا يجدون غالباً فرصة لعرض رؤاهم، موضحة أن «غياب التنوّع في مواقع اتخاذ القرار داخل هوليوود جعل الكثير من القصص تُروى من زاوية واحدة، ما أدّى إلى تكريس صور نمطية ضيّقة، خصوصاً فيما يتعلّق بالجاليات اللاتينية التي غالباً ما تظهر في الأعمال ضمن أدوار مرتبطة بالعنف أو الجريمة أو الأعمال الهامشية».

وشددت على أنها تريد أن تساهم في معالجة هذا الخلل، ليس عبر الخطابات فقط، بل من خلال إنتاج أعمال تظهر فيها الشخصيات اللاتينية والعربية والنساء بصورة كاملة، إنسانية، متنوّعة، لافتة إلى أن تنوّع التجارب الحياتية هو العنصر الذي يجعل صناعة السينما أكثر ثراء، وأن غياب هذا التنوع يجعل الكثير من الكتّاب والمخرجين عاجزين عن تخيّل شخصيات خارج ما اعتادوا عليه.

وأضافت أن مهمتها اليوم، من موقعها الجديد، هي فتح المجال أمام أصوات غير مسموعة، سواء كانت نسائية أو تنتمي إلى أقليات ثقافية واجتماعية، لافتة إلى أنها تعمل على تطوير فيلم جديد مع المخرج روبرت رودريغيز، يعتمد على مزيج من الكوميديا العائلية وأجواء أفلام السرقة، مع طاقم تمثيل لاتيني بالكامل.

وأوضحت أن هذا العمل يأتي امتداداً لرغبتها في دعم المواهب اللاتينية، وفي الوقت نفسه تقديم أعمال جماهيرية لا تُختزل في سرديات العنف أو الهوامش الاجتماعية، واصفة المشروع بأنه خطوة مختلفة على مستوى بنية الحكاية؛ لأنه يجمع بين الترفيه والأسئلة العائلية، ويقدّم الشخصيات اللاتينية في إطار طبيعي وغير مصطنع.

وتوقفت جيسيكا عند مشاركتها المرتقبة في فيلم «الشجرة الزرقاء»، ويتناول علاقة أم بابنتها التي تبحث عن استقلاليتها رغم حساسية ظروفها موضحة أن ما جذبها لهذا العمل هو طبيعته الهادئة، واعتماده على بناء علاقة حميمة بين شخصيتين، بعيداً عن الصراعات المفتعلة، معتبرة أن هذا النوع من الحكايات يمثّل مرحلة أصبحت قريبة جداً منها في هذه الفترة من حياتها.


«الآثار المسترَدة»... محاولات مصرية لاستعادة التراث «المنهوب»

جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
TT

«الآثار المسترَدة»... محاولات مصرية لاستعادة التراث «المنهوب»

جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)

في إطار الجهود المصرية المستمرة للحفاظ على التراث وحمايته واستعادة الآثار المصرية المنهوبة من الخارج وصيانتها، تعدَّدت الجهود الرسمية والأهلية والبحثية والأكاديمية للعمل على حفظ التراث واستعادة الآثار المُهرَّبة، واستضافت مكتبة الإسكندرية مؤتمراً علمياً، بالتعاون مع مؤسسة ألمانية، تناول استرداد الآثار المصرية من الخارج، وحفظ وصيانة التراث.

وركز المؤتمر على تجارب مصر في استرداد القطع الأثرية التي خرجت من البلاد بطرق غير قانونية، سواء عبر المتاحف الأجنبية أو الأسواق غير المشروعة. وشارك فيه عدد من المسؤولين والخبراء المصريين والدوليين، وتم عرض نماذج بارزة من الآثار المسترَدة حديثاً، مثل التوابيت المذهبة والقطع الخشبية النادرة، مع مناقشة الإجراءات القانونية والدبلوماسية التي اعتمدتها مصر لاستعادة هذه القطع الأثرية وحمايتها بوصفها جزءاً من التراث العالمي.

وأكد عالم الآثار المصرية، الدكتور حسين عبد البصير، أن هذه الجهود تمثل رسالةً قويةً للعالم حول أهمية حماية التراث الثقافي المصري والعربي والعالمي، وأن استعادة كل قطعة أثرية هي خطوة نحو الحفاظ على الهوية الوطنية وإعادة حق الأجيال القادمة في التراث الحضاري لمصر، والعالم العربي، والعالم.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن دور المجتمع المدني والجمعيات الأثرية مهم في دعم هذه الجهود، من خلال التوعية، والبحث العلمي، والتعاون مع المنظمات الدولية؛ لتقوية موقف مصر القانوني في مواجهة التجارة غير المشروعة بالآثار.

جانب من المؤتمر الذي ناقش الآثار المسترَدة وحفظ التراث (الشرق الأوسط)

وتحت عنوان «الاتجار بالآثار سرقة للتاريخ وطمس للهوية»، تحدَّث الدكتور شعبان الأمير، أستاذ ترميم الآثار ومواد التراث بكلية الآثار بجامعة الفيوم، وتناول التنقيب والاتجار بالآثار وتقارير اليونيسكو حول هذه العمليات، التي تُقدَّر بنحو 10 مليارات دولار سنوياً، وهي ثالث أكبر عملية تجارية بعد المخدرات والسلاح على مستوى العالم.

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «حماية التراث واجب وطني ومجتمعي، والاتجار بالآثار يعدّ سرقةً للتاريخ وطمساً ومحواً وفقداناً للهوية». وأشار إلى أن المؤتمر تناول أبحاثاً حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والهندسة، والكيمياء، والوعي المجتمعي، وغيرها من الموضوعات التي اهتمت بكيفية حماية التراث والآثار، والحد من عمليات التنقيب غير الشرعي، وعمليات التسجيل والتوثيق والفحص والتحليل تمهيداً لعمليات الترميم والصيانة والحفظ والعرض المتحفي أو بالمواقع الأثرية.

وفي ورقة بحثية بالمؤتمر، تناولت الدكتورة منى لملوم، قوة الميديا ووسائل الإعلام المختلفة في المطالبة باسترداد الآثار، مشيرة إلى الحملات التي تقوم بها وسائل الإعلام من أجل الضغط لاسترداد الآثار المُهرَّبة من مصر بطرق غير مشروعة. وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أنها «تناولت كثيراً من النماذج، منها استعادة تمثال من أميركا عام 2019 بجهود رسمية كبيرة، بالإضافة إلى قوة الإعلام، وكذلك الضغط من خلال حملات صحافية وأهلية، إلى جانب الجهود الحكومية لاستعادة آثار مصرية مهمة مثل رأس نفرتيتي من ألمانيا، وجدارية (الزودياك) أو الأبراج السماوية من متحف اللوفر، فضلاً عن استعادة حجر رشيد من المتحف البريطاني».

ولفتت د. منى إلى دور الدراما والسينما في التعامل مع الآثار والتاريخ مثل فيلم «المومياء» من إخراج شادي عبد السلام الذي لعب دوراً إيجابياً وصُنِّف من أهم 100 فيلم مصري في القرن الـ20، وهناك نماذج سلبية مثل مسلسل «كليوباترا» الذي أنتجته «نتفليكس» وقوبل بهجوم شديد لتجسيد الملكة المصرية بممثلة سوداء، و«اضطرت الشبكة إلى تغيير تصنيف الفيلم من (وثائقي) إلى (درامي) تحت ضغط (الميديا)» على حد تعبيرها.