رغم التهديدات بالقتل... بيلا حديد تكسر صمتها حول حرب غزة: «قلبي ينزف»

عارضة الأزياء بيلا حديد (رويترز)
عارضة الأزياء بيلا حديد (رويترز)
TT

رغم التهديدات بالقتل... بيلا حديد تكسر صمتها حول حرب غزة: «قلبي ينزف»

عارضة الأزياء بيلا حديد (رويترز)
عارضة الأزياء بيلا حديد (رويترز)

نشرت عارضة الأزياء الفلسطينية الأصل، بيلا حديد، بياناً مكتوباً على حسابها على منصة «إنستغرام» تدين فيه هجمات «حماس»، وتدافع خلاله عن حياة الفلسطينيين الأبرياء وسط الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

شاركت عارضة الأزياء الشهيرة منشوراً على موقع «إنستغرام» تطلب فيه من الجمهور «مسامحتها» على صمتها وسط هجمات «حماس» والانتقام الإسرائيلي، وأخبرت متابعيها بأنها جهدت للعثور على الكلمات «المثالية» للرد على الأحداث «المعقدة والمروعة للغاية».

وأوضحت أنه وسط تلقيها «مئات التهديدات بالقتل يومياً»، وتسريب رقم هاتفها، شعرت هي وعائلتها بعدم الأمان. ورغم الخطر، فإن حديد كتبت أن «الخوف ليس خياراً». وأضافت: «إن شعب وأطفال فلسطين، خصوصاً في غزة، لا يستطيعون تحمل صمتنا. نحن لسنا شجعاناً، بل هم كذلك».

وتابعت: «قلبي ينزف من الألم والصدمة، وكذلك من صدمة الأجيال في دمي الفلسطيني... بعد رؤية آثار الضربات الجوية في غزة، أشعر بالحزن مع جميع الأمهات اللواتي فقدن أطفالهن، والأطفال الذين يبكون وحدهم، وجميع الآباء والإخوة والأخوات والأعمام والعمات والأصدقاء المفقودين الذين لن يسيروا على هذه الأرض مرة أخرى».

وأضافت سفيرة «ديور» أنها «تحزن» على العائلات الإسرائيلية التي عانت من الخسارة والألم بعد هجمات «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول). وكتبت: «أدين الهجمات الإرهابية على المدنيين في أي مكان».

وأشارت إلى أن «إيذاء النساء والأطفال وممارسة الإرهاب لا يفيدان حركة فلسطين الحرة... أنا أؤمن من أعماق قلبي بأنه لا يجوز إبعاد أي طفل أو أي شخص في أي مكان عن أسرته سواء بشكل مؤقت أو إلى أجل غير مسمى». وأضافت: «هذا ينطبق على الشعبَين الإسرائيلي والفلسطيني على حد سواء».

وفي ضوء الصراع المستمر، شددت حديد على أهمية فهم «المشقة التي تواجه فكرة أن تكون فلسطينياً، في عالم لا ينظر إلينا إلا على أننا مجرد إرهابيين يقاومون السلام». وقالت إن هذه الفكرة «غير صحيحة على الإطلاق».

واستطردت في وصف تجربة والدها بوصفه مواطناً فلسطينياً، وُلد في الناصرة عام 1948، وهو عام «النكبة» الذي تم فيه تهجير 750 ألف فلسطيني. وقالت إن عائلة والدها «طُردت» من فلسطين وأُجبرت على أن تصبح لاجئة.

وكتبت عارضة الأزياء الشهيرة أنه على مدار 75 عاماً، شهدت عائلتها «غزوات مستوطنين وحشية» شملت تدمير مجتمعات بأكملها، بالإضافة إلى القتل بدم بارد و«إبعاد العائلات قسراً عن منازلها». وقالت إن هذا سبب ألماً «لا يمكن تصوره».

وخاطبت حديد معجبيها قائلة: «علينا جميعاً أن نقف معاً للدفاع عن الإنسانية والرحمة، ونطالب قادتنا بأن يفعلوا الشيء نفسه... جميع الأديان تدعو للسلام، أما الحكومات فهي الفاسدة».

وأضافت: «هناك أزمة إنسانية عاجلة في غزة تجب معالجتها. وتحتاج الأسر إلى الحصول على الماء والغذاء. تحتاج المستشفيات إلى الوقود لتشغيل المولدات، والعناية بالجرحى، وإبقاء الناس على قيد الحياة».

وكتبت أنه حتى أثناء الحرب «يجب الالتزام بالقوانين»، بغض النظر عن الظروف. وشجعت معجبيها على «مواصلة الضغط» على زعماء العالم لتذكيرهم بالمحنة الفلسطينية حتى يصبح عدد أقل من المدنيين الأبرياء «الضحايا المنسيين في هذه الحرب».

وفي الماضي، اتخذت حديد مواقف علنية، فوقفت مع حركة «فلسطين الحرة». وفي مايو (أيار) 2021، تلقت ردود فعل عامة عنيفة لحضورها مسيرة مؤيدة لفلسطين في مدينة نيويورك مع شقيقتها جيجي.


مقالات ذات صلة

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

شؤون إقليمية جنود في مقبرة بالقدس خلال تشييع رقيب قُتل في غزة يوم 20 نوفمبر (أ.ب)

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

نشرت صحيفة «هآرتس» مقالاً بقلم «مقاتل في جيش الاحتياط»، خدم في كل من لبنان وقطاع غزة. جاء المقال بمثابة صرخة مدوية تدعو إلى وقف الحرب.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شمال افريقيا جانب من محادثات وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الإيراني في القاهرة الشهر الماضي (الخارجية المصرية)

مصر تطالب بخفض التوترات في المنطقة و«ضبط النفس»

أعرب وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الإيراني، عباس عراقجي، مساء الخميس، عن قلق بلاده «من استمرار التصعيد في المنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شؤون إقليمية وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير (رويترز)

ماذا نعرف عن «الخلية الفلسطينية» المتهمة بمحاولة اغتيال بن غفير؟

للمرة الثانية خلال ستة شهور، كشفت المخابرات الإسرائيلية عن محاولة لاغتيال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يعيش في مستوطنة بمدينة…

نظير مجلي (تل ابيب)
تحليل إخباري فلسطينيون يبحثون عن ضحايا عقب غارة إسرائيلية وسط مدينة غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري حديث إسرائيلي عن «إدارة عسكرية» لغزة يعقّد جهود «الهدنة»

الحديث الإسرائيلي عن خطط لإدارة غزة يراه خبراء، تحدثوا مع «الشرق الأوسط»، بمثابة «تعقيد خطير لجهود التهدئة المتواصلة بالمنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي المندوب الأميركي البديل لدى الأمم المتحدة روبرت وود يرفع يده لنقض مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال اجتماع لمجلس الأمن (أ.ف.ب)

أميركا تحبط الإجماع الدولي على المطالبة بوقف إطلاق النار فوراً في غزة

خرجت الولايات المتحدة عن إجماع بقية أعضاء مجلس الأمن لتعطيل مشروع قرار للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

علي بردى (واشنطن)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
TT

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب في جميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

وأظهرت الدراسة، التي قادها فريق من جامعة كوينزلاند في أستراليا، ونُشرت نتائجها، الجمعة، في دورية «The Lancet Psychiatry»، أن كثيرين من المصابين بالاكتئاب لا يتلقون العناية اللازمة، ما يزيد من معاناتهم ويؤثر سلباً على جودة حياتهم.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 300 مليون شخص الاكتئاب، مما يجعله السبب الرئيسي للإعاقة عالمياً. وتشير التقديرات إلى أن 5 في المائة من البالغين يعانون هذا المرض. وضمّت الدراسة فريقاً من الباحثين من منظمة الصحة العالمية وجامعتيْ واشنطن وهارفارد بالولايات المتحدة، وشملت تحليل بيانات من 204 دول؛ لتقييم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية النفسية.

وأظهرت النتائج أن 9 في المائة فقط من المصابين بالاكتئاب الشديد تلقّوا العلاج الكافي على مستوى العالم. كما وجدت الدراسة فجوة صغيرة بين الجنسين، حيث كان النساء أكثر حصولاً على العلاج بنسبة 10.2 في المائة، مقارنة بــ7.2 في المائة للرجال. ويُعرَّف العلاج الكافي بأنه تناول الدواء لمدة شهر على الأقل، إلى جانب 4 زيارات للطبيب، أو 8 جلسات مع متخصص.

كما أظهرت الدراسة أن نسبة العلاج الكافي في 90 دولة كانت أقل من 5 في المائة، مع تسجيل أدنى المعدلات في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا بنسبة 2 في المائة.

وفي أستراليا، أظهرت النتائج أن 70 في المائة من المصابين بالاكتئاب الشديد لم يتلقوا الحد الأدنى من العلاج، حيث حصل 30 في المائة فقط على العلاج الكافي خلال عام 2021.

وأشار الباحثون إلى أن كثيرين من المرضى يحتاجون إلى علاج يفوق الحد الأدنى لتخفيف معاناتهم، مؤكدين أن العلاجات الفعّالة متوفرة، ومع تقديم العلاج المناسب يمكن تحقيق الشفاء التام. وشدد الفريق على أهمية هذه النتائج لدعم خطة العمل الشاملة للصحة النفسية، التابعة لمنظمة الصحة العالمية (2013-2030)، التي تهدف إلى زيادة تغطية خدمات الصحة النفسية بنسبة 50 في المائة على الأقل، بحلول عام 2030. ونوه الباحثون بأن تحديد المناطق والفئات السكانية ذات معدلات علاج أقل، يمكن أن يساعد في وضع أولويات التدخل وتخصيص الموارد بشكل أفضل.

يشار إلى أن الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم، حيث يؤثر على ملايين الأشخاص من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، ويرتبط بشكل مباشر بمشاعر الحزن العميق، وفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية، مما يؤثر سلباً على الأداء الوظيفي والعلاقات الاجتماعية.