وجد أحدث تقييم عالمي أن أكثر من 40 % من الأنواع البرمائية مهددة بالانقراض حاليا؛ حيث تختفي البرمائيات بشكل أسرع مما يمكننا دراستها، لكن قائمة الأسباب لحمايتها طويلة، بما في ذلك دورها في الطب ومكافحة الآفات وتنبيهنا للظروف البيئية وجعل الكوكب أكثر جمالا، حسب ما يوضح عالم البيئة ري وايلد كيلسي نيم. ففي حين أن المرض وفقدان الموائل أديا إلى انخفاض أكثر من 90 % من أعداد البرمائيات قبل عام 2004، إلا أن هناك سببًا رئيسيًا جديدًا هو تغير المناخ. إذ إن تأثيرات أنظمتنا الجوية المتغيرة والتأثيرات الناتجة على الظروف البيئية تؤدي الآن إلى 39 في المائة من الانخفاض بهذه المجموعة القديمة من الحيوانات. ولا يزال فقدان الموائل مرتفعًا بنسبة 37 %، رغم عقود من المناشدات من علماء البيئة لحماية هذه الحيوانات المدهشة وغير العادية في كثير من الأحيان، وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» عن مجلة «نيتشر» العلمية.
من جانبه، قال عالم الحيوان جوناثان بيلي بجامعة أكسفورد «ان هذه الأنواع هي طيور الكناري؛ فهي حساسة للغاية لعوامل مثل تغير المناخ والتلوث، ما يؤدي إلى الانقراض، وهي بمثابة تحذير صارخ من الأشياء القادمة».
من جهتها، قامت جينيفر لويدتكي عالمة البيئة البرية وزملاؤها بتقييم 8011 نوعًا من البرمائيات لتحديث وضعها في القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض الصادرة عن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN). وكان التقييم السابق عام 2004.
إلّا أنّه من المؤسف أن الوضع تدهور منذ ذلك الحين، وفق الباحثين؛ الذين يذهبون في ورقتهم البحثية الى انه «قد يصل عدد حالات انقراض البرمائيات المعروفة إلى 222 على مدار الـ 150 عامًا».
جدير بالذكر، انخفضت أعداد ضفدع شيريكي المهرج (Atelopus chiriquiensis) والضفدع النهاري ذي الخطم الحاد (Taudactylus acutirostris) بسرعة في التسعينيات بسبب مرض فطري (داء الكيتريوميكوسيس». في حين شوهد Craugastor myllomyllon وPseudoeurycea exspectata آخر مرة في السبعينيات. ويعتقد أنه تم القضاء عليهما عن طريق التوسع الزراعي. كما تسبب الأمراض والتلوث تشوهات غريبة في بعض الأنواع، بينما تواجه البرمائيات الأخرى أيضًا تهديدات بشرية أخرى مثل الصيد الجائر.
كما أن تأثيرات الحرائق المتكررة والمدمرة وانخفاض رطوبة التربة تؤثر بالفعل على خمسة أنواع من السمندل في الولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن يؤثر انخفاض هطول الأمطار في المناطق الاستوائية الرطبة في أستراليا والبرازيل على تكاثر الضفادع. في حين أن البرمائيات التي تعيش على قمم الجبال الفنزويلية لا يمكنها إلا أن تتسلق ارتفاعًا كبيرًا لمتابعة المناخ المتغير. وفي هذا الاطار، تحذر لويدتكي وفريقها من أن «التأثيرات الحقيقية ربما يتم الاستهانة بها». لكن المعلومات التي جمعوها يمكن أن تساعد في توجيه جهود الحفظ. مضيفة «تظهر هذه الدراسة النقاط الساخنة للمرض في البرمائيات وسط وشرق أفريقيا باعتبارها مصدر قلق ناشئا للحفاظ عليها في القارة».
بدوره، يوضح عالم الأحياء بجامعة ستيلينبوش جون ميزي المؤسس المشارك لـ Synchronicity Earth آدم سويدان، بالقول «لو تم تحديث القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة على نطاق مماثل في السبعينيات كما هو الحال اليوم، لكان من الممكن أن نتتبع وباء مرض البرمائيات الكاسح قبل 20 عامًا قبل تدمير مجموعات البرمائيات».
ونظرًا لأن البرمائيات تسيطر على أعداد الحشرات، فإن انقراضها يمكن أن يؤثر على رفاهيتنا. ومن أجل ذلك، حدثت زيادات بحالات الملاريا أعقاب انخفاض أنواع الضفادع التي تأكل البعوض في أميركا الجنوبية بين الثمانينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
ويخلص نيم الى القول «قد لا نتمكن دائمًا من رؤيته... لكن انقراض البرمائيات يؤثر علينا جميعًا. إذ تعد حماية واستعادة البرمائيات حلاً لأزمة المناخ بسبب دورها الرئيسي في الحفاظ على صحة النظم البيئية المخزنة للكربون».