13 فيلماً سعودياً قصيراً من عروض «المهرجانات» إلى منصة «نتفليكس»

تُعرَض حصرياً ضمن الموسم الثاني من برنامج «مواهب سعودية واعدة»

مشهد من فيلم «رقم هاتف قديم» (الشرق الأوسط)
مشهد من فيلم «رقم هاتف قديم» (الشرق الأوسط)
TT

13 فيلماً سعودياً قصيراً من عروض «المهرجانات» إلى منصة «نتفليكس»

مشهد من فيلم «رقم هاتف قديم» (الشرق الأوسط)
مشهد من فيلم «رقم هاتف قديم» (الشرق الأوسط)

بدءاً من اليوم الجمعة، يُعرَض 13 فيلماً سعودياً قصيراً بشكل حصري على منصة «نتفليكس»، تتناول جميعها حكايات من قلب المجتمع السعودي، وفيها ما حاز جوائز أو اختير للمشاركة في مهرجانات عدة، مما يعني أن مشاهدتها تمثّل فرصة للتعرّف عن قرب على اتجاه الأفلام السعودية القصيرة، ومدى قدرتها على سرد قصص سينمائية مستلهمة من قلب المجتمع وواقع الحياة اليومية.

ولأن الأفلام القصيرة بطبيعتها تُعرَض حصرياً في المهرجانات السينمائية، ولا تصل إلى شُبّاك تذاكر العرض التجاري، بخلاف الروائية الطويلة منها، فإن كثيراً منها يكاد يُنسى مع الوقت، مما يجعل إحياء عرضها في منصة يتابعها الملايين أمراً مساعداً على فهم التجربة السينمائية السعودية وتوثيقها بشكل أوضح.

أفلام من سينما الواقع

وتبدأ المجموعة بفيلم «يا حظي فيك» للمخرجة نورا بوشوشة، الذي يتناول قصة زواج سعودية، يعاني فيها الزوج أحمد من تبِعات إصابة زوجته سلمى بنوبات هوس ناتجة عن معاناتها من الاكتئاب الثنائي القطب، الذي بدأ معها بعد وفاة والدتها المفاجئ. وبينما يقرر أحمد أن يقف إلى جانب زوجته، يجد الزوجان نفسيهما عند مفترق الطرق.

وللعلاقات الزوجية فيلم آخر، إذ يأتي «شاي ورق» للمخرج محمد باقر، للتعبير بشكل فني عن مشاعر الألم والندم المصاحبة للعلاقات الفاشلة، فبينما يرتشف الزوج من الشاي؛ يتذكر بمرارة المواقف التي دارت مع طليقته والصراعات ومشاعر الحب التي عاشاها معاً، في فيلم يتناول الندم والألم الذي يعقب تجربة الانفصال.

أفلام تتناول العودة إلى الذات

ويأتي «رقم هاتف قديم» للمخرج علي سعيد، ضمن الأفلام المعروضة على «نتفليكس»، وهو يتمحور حول شخصية حامد (الممثل يعقوب الفرحان)، الذي يحاول تسديد ديونه، والتخلص من كل رواسب الماضي، لبدء رحلة روحية نحو ذاته، ومن ثَمّ يختار الذهاب برّاً إلى مكّة، غير أنه يتوقف خلال الطريق، ليرنّ جرسه الداخلي، ويخبره أنه لا يمكنه بلوغ الرحلة دون طلب العفو من شخص يسكن في ماضيه، ومن هنا يقرر العودة للمكان وللماضي. كما تضمّ المجموعة فيلم «زبرجد» للمخرج حسين المطلق، الذي تدور أحداثه حول يحيى (الممثل فيصل الأحمري)، الذي يعود إلى قريته للاستقرار فيها، بعد أن قرر ترك الكلية، ولكن بعد زيارة من صديق قديم لوالده، تنقلب حياته رأساً على عقب، مما يدفعه للتفكير في مغادرة القرية.

فيلمان فائزان بتحدي 48 ساعة

وتضم المجموعة فيلمين فائزين بـ(تحدي صناعة فيلم في 48 ساعة)، التي نظّمها «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي»، وهما «عندما يزدهر الأحمر» للمخرجة تالة الحربي، و«الطفل في خزانة ملابسه» لخالد زيدان. يكشف العمل الأول عما يدور في عقل فتاة تُحاصر نفسها بتوقعات مستحيلة، مما يقودها إلى سلسلة من الأفعال «الكمالية» المرضيّة التي لا تنحو إلا إلى تدمير الذات. أما الفيلم الثاني فتنطلق قصته من ذكريات الطفولة، وكيفية تأويل الإنسان تجاربه الأولى في الحياة، وبما يشعر نحوها.

وللمخرج خالد زيدان فيلم ثان يُعرَض ضمن المجموعة؛ وهو «عثمان»، الذي يحكي قصة الحارس عثمان (الممثل أحمد يعقوب)، الذي يعمل في بوابة مستشفى عام، ويعيش حياته بهدوء مع ابن عمه فهد، لكن تتغير الأحداث بشكل يوقظ عثمان من سباته العميق ويجبره على مواجهة الواقع.

بوستر فيلم «مرثية سكون» (الشرق الأوسط)

أفلام خيالية

يضاف لذلك فيلم «أرجيحة» للمخرجة رنيم المهندس، وهو فيلم خيالي موسيقي «غنائي»، يجسد قصة طفلة تبلغ من العمر 10 أعوام، تودّع والدها في كل مرة يتوجه بها إلى عمله على الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية، وخلال لحظة وداعها له تطلب منه التردد إلى مكان بداخله «أرجيحة»، إلى أن توجه والدها إلى عمله دون عودة، وبدأت الطفلة رحلة بحث عنه، مسترجعة شريطاً من الذكريات عندما كانت تُهامسه، لتعلُّقها بذلك المكان منذ طفولتها.

أما فيلم «مرثية سكون» للمخرج ماجد زهير سمان، فيكشف الصراع الذي يعيشه البطل مع الكيان الشرير الذي يدخل حياته بشكل غير متوقع، ومحاولاته التعايش معه، وهو فيلم مليء بالرمزيات وممزوج بالفنون البصرية والسمعية التي تضفي على القصة البسيطة بعداً فنياً جديداً في الطرح.

بوستر فيلم «يا حظي فيك» (الشرق الأوسط)

أفلام قصيرة متنوعة

وتضم القائمة أيضاً فيلم «شريط فيديو تبدل» للمخرجة مها ساعاتي، وفيلم «يلا، يلا، بينا» للمخرج محمد حماد، وهما فيلمان حازا دعم «صندوق البحر الأحمر» التابع للمهرجان. إلى جانب فيلم «أول مرة تحب يا قلبي» للمخرج فيصل بوحيشي، الحائز عدداً من الجوائز، ويروي قصةً مؤثرةً لرجل عجوز يلتقي بحبه الأول بعد 50 عاماً. وأخيراً فيلم «إعادة توجيه» لفهد العتيبي، وهو فيلم من وحي عالم مجهول وغامض، وفيه يتلقّى مقرصن مغمور مكالمة هاتفية من المستقبل البعيد، ليحذّره من خطر على وشك الحدوث.


مقالات ذات صلة

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما  مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» بمفاجأة رائعة

محمد رُضا‬ (القاهرة)

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)
في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)
TT

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)
في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)

كل 10 دقائق تُقتل امرأةٌ عمداً في هذا العالم، على يد شريكها أو أحد أفراد عائلتها. هذا ليس عنواناً جذّاباً لمسلسل جريمة على «نتفليكس»، بل هي أرقام عام 2023، التي نشرتها «هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة» عشيّة اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة، الذي يحلّ في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام.

ليس هذا تاريخاً للاحتفال، إنما للتذكير بأنّ ثلثَ نساء العالم يتعرّضن للعنف الجسدي، على الأقل مرة واحدة خلال حياتهنّ، وذلك دائماً وفق أرقام الهيئة الأمميّة. وفي 2023، قضت 51100 امرأة جرّاء التعنيف من قبل زوجٍ أو أبٍ أو شقيق.

كل 10 دقائق تُقتَل امرأة على يد شريكها أو فرد من عائلتها (الأمم المتحدة)

«نانسي» تخلّت عن كل شيء واختارت نفسها

من بين المعنَّفات مَن نجونَ ليشهدن الحياة وليروين الحكاية. من داخل الملجأ الخاص بمنظّمة «أبعاد» اللبنانية والحاملة لواء حماية النساء من العنف، تفتح كلٌ من «نانسي» و«سهى» و«هناء» قلوبهنّ المجروحة لـ«الشرق الأوسط». يُخفين وجوههنّ وأسماءهنّ الحقيقية، خوفاً من أن يسهل على أزواجهنّ المعنّفين العثور عليهنّ.

جسدُ «نانسي» الذي اعتادَ الضرب منذ الطفولة على يد الوالد، لم يُشفَ من الكدمات بعد الانتقال إلى البيت الزوجيّ في سن الـ17. «هذا التعنيف المزدوج من أبي ثم من زوجي سرق طفولتي وعُمري وصحّتي»، تقول الشابة التي أمضت 4 سنوات في علاقةٍ لم تَذُق منها أي عسل. «حصل الاعتداء الأول بعد أسبوع من الزواج، واستمرّ بشكلٍ شبه يوميّ ولأي سببٍ تافه»، تتابع «نانسي» التي أوت إلى «أبعاد» قبل سنتَين تقريباً.

تخبر أنّ ضرب زوجها لها تَركّزَ على رأسها ورجلَيها، وهي أُدخلت مرّتَين إلى المستشفى بسبب كثافة التعنيف. كما أنها أجهضت مراتٍ عدة جرّاء الضرب والتعب النفسي والحزن. إلا أن ذلك لم يردعه، بل واصل الاعتداء عليها جسدياً ولفظياً.

غالباً ما يبدأ التعنيف بعد فترة قصيرة من الزواج (أ.ف.ب)

«أريد أن أنجوَ بروحي... أريد أن أعيش»، تلك كانت العبارة التي همست بها «نانسي» لنفسها يوم قررت أن تخرج من البيت إلى غير رجعة. كانا قد تعاركا بشدّة وأعاد الكرّة بضربها وإيلامها، أما هي فكان فقد اختمر في ذهنها وجسدها رفضُ هذا العنف.

تروي كيف أنها في الليلة ذاتها، نظرت حولها إلى الأغراض التي ستتركها خلفها، وقررت أن تتخلّى عن كل شيء وتختار نفسها. «خرجتُ ليلاً هاربةً... ركضت بسرعة جنونيّة من دون أن آخذ معي حتى قطعة ملابس». لم تكن على لائحة مَعارفها في بيروت سوى سيدة مسنّة. اتّصلت بها وأخبرتها أنها هاربة في الشوارع، فوضعتها على اتصالٍ بالمؤسسة التي أوتها.

في ملجأ «أبعاد»، لم تعثر «نانسي» على الأمان فحسب، بل تعلّمت أن تتعامل مع الحياة وأن تضع خطة للمستقبل. هي تمضي أيامها في دراسة اللغة الإنجليزية والكومبيوتر وغير ذلك من مهارات، إلى جانب جلسات العلاج النفسي. أما الأهم، وفق ما تقول، فهو «أنني أحمي نفسي منه حتى وإن حاول العثور عليّ».

تقدّم «أبعاد» المأوى والعلاج النفسي ومجموعة من المهارات للنساء المعنّفات (منظمة أبعاد)

«سهى»... من عنف الأب إلى اعتداءات الزوج

تزوّجت «سهى» في سن الـ15. مثل «نانسي»، ظنّت أنها بذلك ستجد الخلاص من والدٍ معنّف، إلا أنها لاقت المصير ذاته في المنزل الزوجيّ. لم يكَدْ ينقضي بعض شهورٍ على ارتباطها به، حتى انهال زوجها عليها ضرباً. أما السبب فكان اكتشافها أنه يخونها واعتراضها على الأمر.

انضمّ إلى الزوج والدُه وشقيقه، فتناوبَ رجال العائلة على ضرب «سهى» وأولادها. نالت هي النصيب الأكبر من الاعتداءات وأُدخلت المستشفى مراتٍ عدة.

أصعبُ من الضرب والألم، كانت تلك اللحظة التي قررت فيها مغادرة البيت بعد 10 سنوات على زواجها. «كان من الصعب جداً أن أخرج وأترك أولادي خلفي وقد شعرت بالذنب تجاههم، لكنّي وصلت إلى مرحلةٍ لم أعد قادرة فيها على الاحتمال، لا جسدياً ولا نفسياً»، تبوح السيّدة العشرينيّة.

منذ شهرَين، وفي ليلةٍ كان قد خرج فيها الزوج من البيت، هربت «سهى» والدموع تنهمر من عينَيها على أطفالها الثلاثة، الذين تركتهم لمصيرٍ مجهول ولم تعرف عنهم شيئاً منذ ذلك الحين. اليوم، هي تحاول أن تجد طريقاً إليهم بمساعدة «أبعاد»، «الجمعيّة التي تمنحني الأمان والجهوزيّة النفسية كي أكون قوية عندما أخرج من هنا»، على ما تقول.

في اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة تحث الأمم المتحدة على التضامن النسائي لفضح المعنّفين (الأمم المتحدة)

«هناء» هربت مع طفلَيها

بين «هناء» ورفيقتَيها في الملجأ، «نانسي» و«سهى»، فرقٌ كبير؛ أولاً هي لم تتعرّض للعنف في بيت أبيها، ثم إنها تزوّجت في الـ26 وليس في سنٍ مبكرة. لكنّ المشترك بينهنّ، الزوج المعنّف الذي خانها وضربها على مدى 15 سنة. كما شاركت في الضرب ابنتاه من زواجه الأول، واللتان كانتا تعتديان على هناء وطفلَيها حتى في الأماكن العامة.

«اشتدّ عنفه في الفترة الأخيرة وهو كان يتركنا من دون طعام ويغادر البيت»، تروي «هناء». في تلك الآونة، كانت تتلقّى استشاراتٍ نفسية في أحد المستوصفات، وقد أرشدتها المعالجة إلى مؤسسة «أبعاد».

«بعد ليلة عنيفة تعرّضنا فيها للضرب المبرّح، تركت البيت مع ولديّ. لم أكن أريد أن أنقذ نفسي بقدر ما كنت أريد أن أنقذهما». لجأت السيّدة الأربعينية إلى «أبعاد»، وهي رغم تهديدات زوجها ومحاولاته الحثيثة للوصول إليها والطفلَين، تتماسك لتوجّه نصيحة إلى كل امرأة معنّفة: «امشي ولا تنظري خلفك. كلّما سكتّي عن الضرب، كلّما زاد الضرب».

باستطاعة النساء المعنّفات اللاجئات إلى «أبعاد» أن يجلبن أطفالهنّ معهنّ (منظمة أبعاد)

«حتى السلاح لا يعيدها إلى المعنّف»

لا توفّر «أبعاد» طريقةً لتقديم الحماية للنساء اللاجئات إليها. تؤكّد غيدا عناني، مؤسِسة المنظّمة ومديرتها، أن لا شيء يُرغم المرأة على العودة إلى الرجل المعنّف، بعد أن تكون قد أوت إلى «أبعاد». وتضيف في حديث مع «الشرق الأوسط»: «مهما تكن الضغوط، وحتى تهديد السلاح، لا يجعلنا نعيد السيّدة المعنّفة إلى بيتها رغم إرادتها. أما النزاعات الزوجيّة فتُحلّ لدى الجهات القضائية».

توضح عناني أنّ مراكز «أبعاد»، المفتوحة منها والمغلقة (الملاجئ)، تشرّع أبوابها لخدمة النساء المعنّفات وتقدّم حزمة رعاية شاملة لهنّ؛ من الإرشاد الاجتماعي، إلى الدعم النفسي، وتطوير المهارات من أجل تعزيز فرص العمل، وصولاً إلى خدمات الطب الشرعي، وليس انتهاءً بالإيواء.

كما تصبّ المنظمة تركيزها على ابتكار حلول طويلة الأمد، كالعثور على وظيفة، واستئجار منزل، أو تأسيس عملٍ خاص، وذلك بعد الخروج إلى الحياة من جديد، وفق ما تشرح عناني.

النساء المعنّفات بحاجة إلى خطط طويلة الأمد تساعدهنّ في العودة للحياة الطبيعية (رويترز)

أما أبرز التحديات التي تواجهها المنظّمة حالياً، ومن خلالها النساء عموماً، فهي انعكاسات الحرب الدائرة في لبنان. يحلّ اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة في وقتٍ «تتضاعف فيه احتمالات تعرّض النساء للعنف بسبب الاكتظاظ في مراكز إيواء النازحين، وانهيار منظومة المساءلة». وتضيف عناني أنّ «المعتدي يشعر بأنه من الأسهل عليه الاعتداء لأن ما من محاسبة، كما أنه يصعب على النساء الوصول إلى الموارد التي تحميهنّ كالشرطة والجمعيات الأهليّة».

وممّا يزيد من هشاشة أوضاع النساء كذلك، أن الأولويّة لديهنّ تصبح لتخطّي الحرب وليس لتخطّي العنف الذي تتعرّضن له، على غرار ما حصل مع إحدى النازحات من الجنوب اللبناني؛ التي لم تمُت جرّاء غارة إسرائيلية، بل قضت برصاصة في الرأس وجّهها إليها زوجها.