«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

غياب مدير المهرجان يثير تساؤلات... ولجنة التحكيم تختار الفيلم السعودي

المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)
المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)
TT
20

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)
المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

أسدل مهرجان «القاهرة السينمائي الدولي» الستار على دورته الـ45 في حفل أُقيم، الجمعة، بإعلان جوائز المسابقات المتنوّعة التي تضمّنها. وحصدت دول رومانيا وروسيا والبرازيل «الأهرامات الثلاثة» الذهبية والفضية والبرونزية في المسابقة الدولية.

شهد المهرجان عرض 190 فيلماً من 72 دولة، كما استحدث مسابقات جديدة لأفلام «المسافة صفر»، و«أفضل فيلم أفريقي»، و«أفضل فيلم آسيوي»، إلى جانب مسابقته الدولية والبرامج الموازية.

وكما بدأ دورته بإعلان تضامنه مع لبنان وفلسطين، جاء ختامه مماثلاً، فكانت الفقرة الغنائية الوحيدة خلال الحفل لفرقة «وطن الفنون» القادمة من غزة مع صوت الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، وهو يُلقي أبياتاً من قصيدته «على هذه الأرض ما يستحق الحياة».

وأكد رئيس المهرجان الفنان حسين فهمي، أنّ «الفنّ قادر على سرد حكايات لأشخاص يستحقون الحياة»، موجّهاً الشكر إلى وزير الثقافة الذي حضر حفلَي الافتتاح والختام، والوزارات التي أسهمت في إقامته، والرعاة الذين دعّموه. كما وجّه التحية إلى رجل الأعمال نجيب ساويرس، مؤسِّس مهرجان «الجونة» الذي حضر الحفل، لدعمه مهرجان «القاهرة» خلال رئاسة فهمي الأولى له.

المخرجة السعودية جواهر العامري وأسرة فيلمها «انصراف» (إدارة المهرجان)
المخرجة السعودية جواهر العامري وأسرة فيلمها «انصراف» (إدارة المهرجان)

وأثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعالياته؛ فقالت الناقدة ماجدة خير الله إنّ «عدم حضوره قد يشير إلى وقوع خلافات»، مؤكدةً أنّ «أي عمل جماعي يمكن أن يتعرّض لهذا الأمر». وتابعت لـ«الشرق الأوسط» أنّ «عصام زكريا ناقد كبير ومحترم، وقد أدّى واجبه كاملاً، وهناك دائماً مَن يتطلّعون إلى القفز على نجاح الآخرين، ويعملون على الإيقاع بين أطراف كل عمل ناجح». وعبَّرت الناقدة المصرية عن حزنها لذلك، متمنيةً أن تُسوَّى أي خلافات خصوصاً بعد تقديم المهرجان دورة ناجحة.

وفي مسابقته الدولية، فاز الفيلم الروماني «العام الجديد الذي لم يأتِ أبداً» بجائزة «الهرم الذهبي» لأفضل فيلم للمخرج والمنتج بوجدان موريشانو، كما فاز الفيلم الروسي «طوابع البريد» للمخرجة ناتاليا نزاروفا بجائزة «الهرم الفضي» لأفضل فيلم، وحصل الفيلم البرازيلي «مالو» للمخرج بيدرو فريري على جائزة «الهرم البرونزي» لأفضل عمل أول.

وأيضاً، حاز لي كانغ شنغ على جائزة أفضل ممثل عن دوره في الفيلم الأميركي «قصر الشمس الزرقاء»، والممثل الروسي ماكسيم ستويانوف عن فيلم «طوابع البريد». كما حصلت بطلة الفيلم عينه على شهادة تقدير، في حين تُوّجت يارا دي نوفايس بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم البرازيلي «مالو»، وحصل الفيلم التركي «أيشا» على جائزة أفضل إسهام فنّي.

الفنانة كندة علوش شاركت في لجنة تحكيم أفلام «المسافة صفر» (إدارة المهرجان)
الفنانة كندة علوش شاركت في لجنة تحكيم أفلام «المسافة صفر» (إدارة المهرجان)

وأنصفت الجوائز كلاً من فلسطين ولبنان، ففاز الفيلم الفلسطيني «حالة عشق» بجائزتَي «أفضل فيلم» ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية»، ولجنة التحكيم الخاصة. وأعربت مخرجتاه منى خالدي وكارول منصور عن فخرهما بالجائزة التي أهدتاها إلى طواقم الإسعاف في غزة؛ إذ يوثّق الفيلم رحلة الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة داخل القطاع. ورغم اعتزازهما بالفوز، فإنهما أكدتا عدم شعورهما بالسعادة في ظلّ المجازر في فلسطين ولبنان.

وكانت لجنة تحكيم «أفلام من المسافة صفر» التي ضمَّت المنتج غابي خوري، والناقد أحمد شوقي، والفنانة كندة علوش؛ قد منحت جوائز لـ3 أفلام. وأشارت كندة إلى أنّ «هذه الأفلام جاءت طازجة من غزة ومن قلب الحرب، معبِّرة عن معاناة الشعب الفلسطيني». وفازت أفلام «جلد ناعم» لخميس مشهراوي، و«خارج التغطية» لمحمد الشريف، و«يوم دراسي» لأحمد الدنف بجوائز مالية قدّمتها شركة أفلام «مصر العالمية». كما منح «اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي»، برئاسة الإعلامي عمرو الليثي، جوائز مالية لأفضل 3 أفلام فلسطينية شاركت في المهرجان، فازت بها «أحلام كيلومتر مربع»، و«حالة عشق»، و«أحلام عابرة».

ليلى علوي على السجادة الحمراء في حفل الختام (إدارة المهرجان)
ليلى علوي على السجادة الحمراء في حفل الختام (إدارة المهرجان)

وحصد الفيلم اللبناني «أرزة» جائزتين لأفضل ممثلة لبطلته دياموند بو عبود، وأفضل سيناريو. فأكدت بو عبود تفاؤلها بالفوز في اليوم الذي يوافق عيد «الاستقلال اللبناني»، وأهدت الجائزة إلى أسرة الفيلم وعائلتها.

وفي مسابقة الأفلام القصيرة التي رأست لجنة تحكيمها المخرجة ساندرا نشأت، فاز الفيلم السعودي «انصراف» للمخرجة جواهر العامري بجائزة لجنة التحكيم الخاصة. وقالت جواهر، في كلمتها، إن المهرجان عزيز عليها، مؤكدة أنها في ظلّ فرحتها بالفوز لن تنسى «إخوتنا في فلسطين ولبنان والسودان». أما جائزة أفضل فيلم قصير فذهبت إلى الصيني «ديفيد»، وحاز الفيلم المصري «الأم والدب» على تنويه خاص.

كذلك فاز الفيلم المصري الطويل «دخل الربيع يضحك» من إخراج نهى عادل بـ4 جوائز؛ هي: «فيبرسي» لأفضل فيلم، وأفضل إسهام فنّي بالمسابقة الدولية، وأفضل مخرجة، وجائزة خاصة لبطلته رحاب عنان التي تخوض تجربتها الأولى ممثلةً بالفيلم. وذكرت مخرجته خلال تسلّمها الجوائز أنها الآن فقط تستطيع القول إنها مخرجة.

المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)
المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

كما فاز الفيلم المصري «أبو زعبل 89» للمخرج بسام مرتضى بجائزة أفضل فيلم وثائقي طويل، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، بالإضافة إلى تنويه خاص ضمن مسابقة «أسبوع النقاد». ووجَّه المخرج شكره إلى الفنان سيد رجب الذي شارك في الفيلم، قائلاً إنّ الجائزة الحقيقية هي في الالتفاف الكبير حول العمل. وأكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «النجاح الذي قُوبل به الفيلم في جميع عروضه بالمهرجان أذهلني»، وعَدّه تعويضاً عن فترة عمله الطويلة على الفيلم التي استغرقت 4 سنوات، مشيراً إلى قُرب عرضه تجارياً في الصالات. وحاز الممثل المغربي محمد خوي جائزة أفضل ممثل ضمن «آفاق السينما العربية» عن دوره في فيلم «المرجا الزرقا».

بدوره، يرى الناقد السعودي خالد ربيع أنّ الدورة 45 من «القاهرة السينمائي» تعكس السينما في أرقى عطائها، بفضل الجهود المكثَّفة لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا، وحضور الفنان حسين فهمي، وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أنّ «الدورة حظيت بأفلام ستخلّد عناوينها، على غرار فيلم (هنا) لتوم هانكس، والفيلم الإيراني (كعكتي المفضلة)، و(أبو زعبل 89) الذي حقّق معادلة الوثائقي الجماهيري، وغيرها... وكذلك الندوات المتميّزة، والماستر كلاس الثريّة».


مقالات ذات صلة

12 فيلماً جديداً برسم الدورة الـ78 لمهرجان «كان»

سينما «طريق الريح» لترينس مالك (بابلسبيرغ بيكتشرز)

12 فيلماً جديداً برسم الدورة الـ78 لمهرجان «كان»

محظوظة السينما بأفلامها، وأفلامها محظوظة بمهرجاناتها. من «برلين» إلى «نيويورك» ومن «تورنتو» و«مونتريال» إلى «سان سيباستيان».

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق وفاء الحكيم خلال العرض (إدارة مهرجان القاهرة للمونودراما)

عرضان مصريان في مهرجان الفجيرة المسرحي

تشهد الدورة الـ11 من مهرجان «الفجيرة الدولي للمونودراما» المقرر إقامته خلال الفترة من 10 إلى 18 أبريل (نيسان) المقبل بالإمارات مشاركة 18 عرضاً عربياً ودولياً.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الأطفال يحبون الزامبو (إنستغرام)

«الزامبو» أحد أغرب المهرجانات في المنطقة العربية

احتفلت مدينة الميناء في طرابلس، شمال لبنان، بواحدٍ من أغرب المهرجانات التي يمكن أن تراها على الإطلاق.

سوسن الأبطح (طرابلس (شمال لبنان))
سينما من «كثبان- 2»: أفضل تصوير (وورنر)

يومان على الأوسكار... من سيفوز ولماذا؟

يومان فقط يفصلانا عن حفل جوائز الأوسكار الـ97. تلك الجائزة الأقدم تاريخياً والأكثر متابعة بين كل الجوائز السنوية.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق نال الفيلم إشادات عدة بسبب مستواه الفني - (إدارة المهرجان)

«Têtes Brûlées»... عندما يواجه الأطفال فاجعة الفقد

الفيلم الروائي التونسي - البلجيكي «Têtes Brûlées»، الذي عرض للمرة الأولى عالمياً في مسابقة «أجيال +14» بمهرجان «برلين السينمائي» عبّر عن مشاعر الفقد والحزن.

أحمد عدلي (القاهرة )

«مفاتيح الحوار»... خدعة سهلة لإجراء محادثات قصيرة ناجحة

الأبحاث وجدت أن مشاركة حياتنا بطريقة تدريجية ومتبادلة هي أساس الصداقة القوية (رويترز)
الأبحاث وجدت أن مشاركة حياتنا بطريقة تدريجية ومتبادلة هي أساس الصداقة القوية (رويترز)
TT
20

«مفاتيح الحوار»... خدعة سهلة لإجراء محادثات قصيرة ناجحة

الأبحاث وجدت أن مشاركة حياتنا بطريقة تدريجية ومتبادلة هي أساس الصداقة القوية (رويترز)
الأبحاث وجدت أن مشاركة حياتنا بطريقة تدريجية ومتبادلة هي أساس الصداقة القوية (رويترز)

للتواصل مع الآخرين، لا يمكننا إخفاء جوانب كبيرة من أنفسنا. علينا أن نكون مستعدين للكشف، إلى حد ما، عما نفكر فيه، ونفعله، ونشعر به، ونتعلق به، لنمنح شريكنا في المحادثة أموراً ليتفاعل معها.

مع أن الأمر قد يكون صعباً على الانطوائيين، أو القلقين اجتماعياً، فقد وجدت الأبحاث أن مشاركة حياتنا بطريقة تدريجية ومتبادلة هي أساس الصداقة القوية.

لحسن الحظ، هناك خدعة سهلة يستخدمها أكثر الأشخاص ثقة وتواصلاً ومحبة، وهي تتضمن استغلال «مفاتيح الحوار»، وفقاً لشبكة «سي إن بي سي».

كيفية اكتشاف «مفاتيح الحوار»

ابتكر عالم النفس الاجتماعي آدم ماستروياني «مفاتيح الحوار» التي قد تكون أي شيء يثير اهتمامك، أو يذكرك بشيء آخر، أو يثير سؤالاً. أمسك بالمفتاح الذي يلفت انتباهك، وادخل من هذا الباب. إليك مثالاً:

قلت لزميلك: «صباح الخير! كيف كانت عطلة نهاية الأسبوع؟»، ليجبيك زميلك: «رائعة. قمتُ أنا وشريكي ببعض الأعمال في منزل والدي».

الآن، لديك مجموعة من المفاتيح التي تُستخدم يومياً. ربما سمعتَ كلمة «شريك»، «عمل»، «أبي»، «مكان». أياً كان الجزء الذي تذكَّره عقلك من تلك الجملة، يمكنك إرجاعه إلى إجابة ذات صلة: «رائع. هل أنت من محبي الأعمال اليدوية، أم شريكك؟»... أو «هذا رائع. ما الذي عملت عليه؟».

ومهما كان جوابك، قدِّم بعضاً من أفكارك الخاصة - ما تفكر فيه، أو تفعله، أو تشعر به، أو تتذكره. حاول تقديم معلومات شخصية؛ حيث إن إخبار زميلك أو صديقك عن نفسك يُحسّن صورتك لديه، مما يجعلك أكثر ارتباطاً به.

مهما كان اختيارك، فأنت ببساطة منحتهم فرصة للتحدُّث، ثم استمع لما يقدمونه واستمر. الأمر أشبه برمي الكرة ذهاباً وإياباً.

لا تُرهق نفسك

لا يُشترط أن تكون هذه المحادثات «مُبهرة» أو «استثنائية». قلّل الضغط على نفسك بخفض مستوى التحدي بشكل كبير.

والسعي لإجراء محادثات استثنائية: عندما نُلزم أنفسنا بمعايير الظهور بطريقة مُبهرة أو استثنائية أو فائقة الذكاء، «قد يجعل من يُجرونها غرباء عن أي شخص آخر على الأرض»، وفقاً لعالم النفس غاس كوني.

خصوصاً بالنسبة للكماليين، عندما نعتاد على الطموح العالي، قد يبدو خفض المستوى أمراً خاطئاً، لكنه يسمح لمزيد من الأصدقاء والأصدقاء المُحتملين بتجاوز الحواجز والتقرب منّا.