روبوت للكشف المبكر عن سرطان الثدي

الباحثون أجروا تجارب المحاكاة على ثدي مصنوع من السيليكون (جامعة بريستول البريطانية)
الباحثون أجروا تجارب المحاكاة على ثدي مصنوع من السيليكون (جامعة بريستول البريطانية)
TT

روبوت للكشف المبكر عن سرطان الثدي

الباحثون أجروا تجارب المحاكاة على ثدي مصنوع من السيليكون (جامعة بريستول البريطانية)
الباحثون أجروا تجارب المحاكاة على ثدي مصنوع من السيليكون (جامعة بريستول البريطانية)

عادة يُجرى فحص الثدي السريري، من قبل الطبيب أو الاختصاصي المعالج، للبحث عن أي علامات أو أعراض لسرطان الثدي. ويُجرى الفحص باستخدام اليدين لتحديد ما إذا كانت هناك أيّ تغيرات في شكل وملمس الثديين، أو أي كتل أو تورمات أو تغيرات أخرى في نسيج الثدي.

لكن باحثين بجامعة بريستول البريطانية، طوروا روبوتاً جديداً، يمكنه إجراء فحوصات الثدي السريرية، وتشخيص سرطان الثدي مبكراً. وتكتسب الدقة أهمية قصوى في هذه الفحوص الطبية اللمسية لضمان نتائج إيجابية للمرضى.

وطوّر الفريق، الروبوت باستخدام الطباعة الثلاثية الأبعاد وغيرها من تقنيات التحكم العددي المحوسب، واستخدموا مجموعة من التجارب المعملية وتجارب المحاكاة على ثدي مصنوع من السيليكون.

وفي المختبر، تمكنوا من إجراء التجارب على ثدي السيليكون لإثبات دقة عمليات المحاكاة واكتشاف قوى المعدات الحقيقية بشكل تجريبي.

وسمحت عمليات المحاكاة للفريق بإجراء آلاف عمليات الجس واختبار كثير من السيناريوهات الافتراضية مثل حساب الفرق في الكفاءة عند استخدام مستشعرين أو ثلاثة أو أربعة أجهزة استشعار في الوقت نفسه.

وأوضح الباحثون، أن الروبوت يستند إلى تطبيقات محددة للغاية تماثل الطريقة التي يستخدمها الفاحصون البشريون للثدي، ويمكنه اكتشاف الكتل باستخدام تكنولوجيا الاستشعار على أعماق أكبر من ذي قبل.

الروبوت الجديد يمكنه إجراء فحوصات الثدي السريرية (جامعة بريستول البريطانية)

وتوقع الفريق أن هذه الطريقة في الفحص يمكن أن تحدث ثورة في كيفية مراقبة النساء لصحة ثديهن من خلال منحهن إمكانية الوصول إلى أجهزة فحوصات الثدي السريرية الإلكترونية الآمنة، التي تقع في أماكن يسهل الوصول إليها، مثل الصيدليات والمراكز الصحية، التي تقدم نتائج دقيقة.

من جانبه، قال الباحث الرئيسي للفريق بمختبر بريستول للروبوتات، الدكتور جورج جينكينسون: «أظهرت التجارب أن نظامنا الآلي يتمتع بالبراعة اللازمة لإجراء فحص سريري للثدي، ونأمل في أن يساعد ذلك مستقبلا في تشخيص السرطان مبكراً».

وأضاف في تصريحات على موقع الجامعة: «الروبوت يوفر طريقة منخفضة المخاطر لتسجيل البيانات الصحية بشكل موضوعي، ويمكن استخدام ذلك، على سبيل المثال، لمقارنة الفحوصات المتعاقبة بسهولة أكبر، أو كجزء من حزمة المعلومات المرسلة إلى اختصاصي إذا تمت إحالة المريض لمزيد من الفحص».

وتابع: «نأمل في أن يساهم هذا الروبوت في استكمال ترسانة التقنيات المستخدمة لتشخيص سرطان الثدي، وتوليد كمية كبيرة من البيانات المرتبطة به والتي قد تكون مفيدة في محاولة تحديد الاتجاهات الواسعة النطاق التي يمكن أن تساعد في تشخيص سرطان الثدي في وقت مبكر».

وأشار إلى أن «الهدف النهائي للفريق هو أن يكون لدى هذا الروبوت، القدرة على اكتشاف الكتل بشكل أكثر دقة وأعمق مما هو ممكن فقط من خلال تطبيق اللمس البشري، ويمكن أيضا دمجه مع تقنيات أخرى موجودة، مثل الفحص بالموجات فوق الصوتية».


مقالات ذات صلة

صحتك مريضة بسرطان الثدي (رويترز)

تقرير: النساء الشابات أكثر عرضة للإصابة بالسرطان من الرجال

تمثل حالة الأختين رورك ظاهرة منتشرة في الولايات المتحدة، وهي تشخيص المزيد من النساء الشابات بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك هناك أطعمة ينبغي على الأشخاص تجنبها في وجبة الإفطار (رويترز)

لصحة أفضل... تجنَّب تناول هذه الأطعمة في وجبة الإفطار

حذرت خبيرة تغذية أميركية من تناول بعض الأطعمة في وجبة الإفطار، مشيرة إلى أضرارها الكبيرة صحياً على المدى الطويل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تناول الأشخاص مكملات «أوميغا 3» يساعدهم في الحفاظ على هدوئهم (رويترز)

لحياة أكثر هدوءاً وعدوانية أقل... تناول هذا المكمل الغذائي

كشفت دراسة جديدة أن تناول الأشخاص مكملات «أوميغا 3» يساعدهم في الحفاظ على هدوئهم ويقلل من سلوكهم العدواني بنسبة 28 في المائة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تناول كميات أكبر من اللحوم الحمراء يزيد من خطر الإصابة بالخرف (رويترز)

دراسة: تناول اللحوم الحمراء يزيد خطر إصابتك بالخرف

كشفت دراسة جديدة، عن أن تناول كميات أكبر من اللحوم الحمراء، خصوصاً في الأشكال المصنَّعة، يزيد من خطر الإصابة بالخرف.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

ممارسة التمارين الهوائية تكافح ألزهايمر

التمارين الهوائية تعتمد على التنفس العميق والمنتظم لزيادة تدفق الأكسجين في الجسم (جامعة سياتل)
التمارين الهوائية تعتمد على التنفس العميق والمنتظم لزيادة تدفق الأكسجين في الجسم (جامعة سياتل)
TT

ممارسة التمارين الهوائية تكافح ألزهايمر

التمارين الهوائية تعتمد على التنفس العميق والمنتظم لزيادة تدفق الأكسجين في الجسم (جامعة سياتل)
التمارين الهوائية تعتمد على التنفس العميق والمنتظم لزيادة تدفق الأكسجين في الجسم (جامعة سياتل)

أفادت دراسة بحثية قادها فريق من جامعة بريستول البريطانية بأن ممارسة التمارين الهوائية بانتظام يمكن أن تقلل بشكل كبير من المؤشرات المرضية المرتبطة بمرض ألزهايمر.

وأوضح الباحثون أن هذه النتائج تقدم أملاً جديداً لمواجهة هذا المرض المدمر الذي يصيب الملايين حول العالم، وفق النتائج المنشورة، الأربعاء، في دورية (Brain Research).

ويذكر أن مرض ألزهايمر هو اضطراب دماغي يؤثر على الذاكرة والتفكير والسلوك، ويُعد أكثر أنواع الخرف شيوعاً. ويبدأ بفقدان الذاكرة قصيرة المدى، مثل نسيان المواعيد أو الأحداث اليومية، وقد يتطور ليؤثر على اتخاذ القرارات، والتواصل، والأنشطة اليومية.

وينجم المرض عن تراكم بروتينات في الدماغ، أبرزها لويحات بروتين «الأميلويد» وبروتين «تاو»، التي تسبب تدهور خلايا الدماغ. وعلى الرغم من عدم وجود علاج شافٍ للمرض، فإن العلاجات المتاحة تساعد في تخفيف الأعراض وإبطاء تقدم المرض.

وركزت الدراسة على «الحُصين»، المنطقة المسؤولة عن الذاكرة والتعلم في الدماغ، حيث قاست تأثير التمارين الهوائية على العلامات الرئيسية لمرض ألزهايمر، مثل لويحات «الأميلويد»، وبروتين «تاو»، وتراكم الحديد في الخلايا العصبية المنتجة للميالين.

وتشمل التمارين الهوائية أنشطة مثل المشي السريع، والجري، والسباحة، وركوب الدراجة، وتمارين الرقص، التي تعتمد على التنفس العميق والمنتظم لزيادة تدفق الأكسجين في الجسم. وتساعد هذه الأنشطة على تحسين القدرة التحملية، وتعزيز صحة القلب، وتقوية الجهاز التنفسي.

وأظهرت الدراسة على حيوانات التجارب أن التمارين الهوائية أدت إلى تراجع العلامات الرئيسية لمرض ألزهايمر بنسب تتراوح بين 58 و76 في المائة، مما يقلل من تأثير البروتينات الضارة على وظائف الدماغ، بالإضافة إلى تراجع تراكم الحديد في الخلايا المنتجة للميالين، وهو ما يرتبط بتقليل الأضرار في الخلايا العصبية.

كما أسهمت التمارين في زيادة أعداد الخلايا قليلة التغصن؛ مما يعزز صحة الألياف العصبية ويحسن التواصل بين الخلايا. كما انخفضت الالتهابات الدماغية.

ووفق النتائج، ساعدت التمارين الهوائية أيضاً في تحسين التواصل بين الخلايا العصبية، الأمر الذي يسهم في استعادة التوازن الوظيفي للدماغ مع التقدم في العمر. كما تم تقليل معدل موت الخلايا، وهو عامل مهم في إبطاء التدهور المعرفي.

وأكد الباحثون أن النتائج توفر أساساً علمياً قوياً لإجراء تجارب سريرية على البشر لاختبار تأثير التمارين الهوائية على المؤشرات المرضية لألزهايمر.

وأشاروا إلى أهمية دمج التمارين الهوائية ضمن أنماط الحياة اليومية، خصوصاً لكبار السن، بوصفها وسيلة محتملة لإبطاء تقدم المرض أو الوقاية منه.

وأوصى الفريق بتركيز المبادرات الصحية العامة على تصميم برامج رياضية مخصصة للفئات الأكثر عرضة للإصابة بألزهايمر، مما يعزز الصحة العامة ويحد من تأثير المرض على المجتمع.