موسم حافل بالمسلسلات يقوده «السارق المحبوب» والعائلة المالكة

منصات البث تحاول ملء الفراغ وسط استمرار إضراب الكتّاب

من المسلسلات العائدة إلى «نتفليكس» هذا الموسم «لوبين» و«ذا كراون» (نتفليكس)
من المسلسلات العائدة إلى «نتفليكس» هذا الموسم «لوبين» و«ذا كراون» (نتفليكس)
TT

موسم حافل بالمسلسلات يقوده «السارق المحبوب» والعائلة المالكة

من المسلسلات العائدة إلى «نتفليكس» هذا الموسم «لوبين» و«ذا كراون» (نتفليكس)
من المسلسلات العائدة إلى «نتفليكس» هذا الموسم «لوبين» و«ذا كراون» (نتفليكس)

مع استمرار إضراب الكتّاب في هوليوود منذ أكثر من 4 أشهر، الذي تهتزّ على وقعه كبرى استوديوهات الإنتاج، تجهد منصّات البثّ لملء الفراغ بالمسلسلات والأفلام المناسبة. وفي وقتٍ من المتوقع أن تفوق الخسائر مئات ملايين الدولارات، وأن يتخطى عدد العاطلين عن العمل في القطاع 17 ألفاً، يهدّد الإضراب بجدّية اقتصاد المنصات الضخم.

في الأثناء، ما زالت المنصات وشبكات البثّ العالمية قادرةً حتى اللحظة أن تضخّ محتوىً كافياً لمشاهديها، وسط قلقٍ من تناقُص ما في جعبتها مطلع 2024، في حال مواصلة الإضراب. إلا أن برمجة خريف 2023 لا توحي بشحٍّ كبير، إذ من المرتقب أن ينطلق عدد لا بأس به من المسلسلات المهمة هذا الموسم.

جعبة «نتفليكس» منتفخة بالمسلسلات

يبدو أن «نتفليكس» مرتاحة أكثر من غيرها من المنصات، محصّنةً بمجموعة من المسلسلات التي أعلنت عنها. تتوّج المنصة سنتَها بالموسم السادس والأخير من «The Crown» (ذا كراون). لم يُكشَف بعد عن موعد انطلاق العرض، غير أن «نتفليكس» سبق أن وعدت مشاهديها بأنّ المسلسل حاضر على روزنامة 2023.

إد ماكفي وميغ بيللامي يؤديان شخصيتَي ويليام وكايت في الموسم الأخير من «ذا كراون» (نتفليكس)

ينتقل الموسم الأخير بالمشاهدين من منتصف تسعينات القرن الماضي إلى الألفيّة الجديدة، مروراً بالحدث الذي هزّ العائلة البريطانيّة المالكة والعالم؛ تراجيديا وفاة الأميرة ديانا عام 1997. مشهدياً، لا يستفيض المسلسل في تفاصيل الحادث المأساوي، غير أنه يواكب انعكاساته على الأميرَين ويليام وهاري.

أما أضواء الموسم فمن المرجّح أن تُصوَّب على الثنائي ويليام وكايت، الذي يؤدّي دورَيهما ممثلان جديدان هما إد ماكفي وميغ بيللامي. في المقابل، يحافظ القديم على قِدَمه في الأدوار الأساسية المتبقية، كديانا وتشارلز والملكة إليزابيث والأمير فيليب وغيرهم. ووفق «نتفليكس»، فإن الموسم الأخير سيتخلله زفاف تشارلز وكاميلا.

زفاف تشارلز وكاميلا هو أحد الأحداث الأساسية في الموسم الأخير من «ذا كراون» (نتفليكس)

ضمن المواعيد الثابتة والمُعلن عنها على «نتفليكس»، الموسم الثالث من المسلسل الفرنسي «Lupin – لوبين»، الذي ينطلق عرضه في 5 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. يعود السارق المحبوب «آسان ديوب»، الذي يؤدّي دوره الممثل عمر سي، بعد سنتَين من الغياب. مشتاقاً إلى زوجته وابنه بعد شهور من التخفّي والهروب، يرجع ديوب إلى باريس للمّ الشمل. لكنّ المغامرة ستكون محفوفةً بالمخاطر، خصوصاً أنه المطلوب رقم واحد في المدينة.

تراهن «نتفليكس» على هذا الموسم من «لوبين»، لا سيّما أن المسلسل هو من بين الأكثر جماهيريّة والأعلى مشاهدةً في تاريخ المنصة. ووفق الأرقام، فإنّ 70 مليون حساباً شاهده خلال الشهر الأول من بداية عرض موسمه الأول مطلع 2021.

ومن بين المسلسلات الجديدة التي تعلّق عليها «نتفليكس» آمالاً كبيرة، وقد بدأت بالتسويق لها منذ فترة، «All The Light We Cannot See» (كل الضوء الذي لا يمكننا رؤيته). العمل هو اقتباس للرواية العالمية ذات العنوان نفسه والحائزة على جائزة بوليتزر عام 2015، وسينطلق عرضه في 2 نوفمبر (تشرين الثاني).

المسلسل الذي سيقتصر على موسم واحد مؤلف من 4 حلقات مدّة كل واحدة منها ساعة، يُصنَّف من بين إنتاجات «نتفليكس» الضخمة. أما الحكاية فتدور حول فتاة فرنسية ضريرة تفقد الاتصال بوالدها خلال الحرب العالمية الثانية، فتسعى للبحث عنه والاجتماع به من جديد. لكنها لا تجد إلى جانبها لمساعدتها سوى جنديّ نازيّ. ومن اللافت أنّ الممثلة التي تؤدّي دور البطلة «ماري لور» في تجربتها التمثيلية الأولى، هي فاقدة للبصر فعلاً، وقد اختارها المنتج والمخرج شون ليفي من بين الآلاف.

بعيداً عن الدراما، يطلّ على مشاهدي «نتفليكس» مسلسل اجتماعي كوميدي في 15 سبتمبر (أيلول) الحالي بعنوان «Miseducation» (سوء تربية). ليس جديداً على المنصة العالمية الاستعانة بإنتاجاتٍ من أنحاء العالم، وتزداد الحاجة إلى ذلك حالياً تحت وطأة الإضراب الأميركي، أما «Miseducation» فصناعة جنوب أفريقية مائة في المائة.

في قلب الحكاية، الشابّة «مبالي» التي تحاول أن تخترع لنفسها حياة جديدة وسط أصدقاء جدد، بعد أن هزّت فضيحة فساد عائلتها. رحلة مبالي لإنقاذ سمعتها وحياتها لا تخلو من الطرائف والتشويق.

ملصق المسلسل الجنوب أفريقي «Miseducation» (نتفليكس)

مسلسل قصير إنما مليء بالرعب آتٍ إلى «نتفليكس» في 12 أكتوبر، وهو «The Fall of the House of Usher» (انهيار منزل آشر). القصة مقتبسة من رواية الأديب الأميركي إدغار آلان بو الصادرة عام 1839، وهي تغوص في عالم من العتمة والأشباح والقبور والقصور المسكونة.

ومن بين المسلسلات المرتقبة على «نتفليكس» الشهر المقبل، جزءٌ آخر من الدراما الإسبانية «Elite» (إيليت). وليس التجديد للمسلسل للموسم السابع على التوالي، سوى دليل على شعبيّته خصوصاً في صفوف المراهقين والشباب، لِما يعرضه من قضايا تثير اهتمامهم.

ماذا في جعبة باقي المنصات؟

بالانتقال إلى Apple TV+ (آبل تي في بلاس)، يحين أهمّ المواعيد على المنصة الأسبوع المقبل، حيث ينطلق عرض الموسم الثالث من المسلسل الشهير «The Morning Show» (البرنامج الصباحي). يعود الثنائي المحبوب «أليكس» و«برادلي»، أو جنيفر أنيستون وريز ويثرسبون إلى يومياتهما التلفزيونية غير الاعتياديّة. وسيشهد الموسم الجديد تطوّرات في حياة كلٍ منهما وفي برنامجهما، إضافةً إلى دخول وجوهٍ جديدة إلى المسلسل.

وفي انتظار «البرنامج الصباحي» الأشهر على الإطلاق، تفتتح Apple TV+ الموسم الدرامي مع «The Changeling». ينتمي المسلسل المؤلّف من 8 حلقات إلى فئة الرعب الخياليّ، وتلاحق قصته رجلاً في رحلة بحثه عن زوجته التي توارت عن الأنظار بعد أن ارتكبت أمراً فظيعاً عقب ولادة طفلهما الأوّل.

خلال شهر أكتوبر، ينطلق على المنصة ذاتها مسلسل «Lessons in Chemistry» (دروس في الكيمياء). الدراما، التي تدور أحداثها في خمسينات القرن الماضي، مقتبسة من رواية حطّمت أرقام المبيعات منذ سنتين. وفي قلب الأحداث، إليزابيث الطامحة إلى أن تصبح عالمة، غير أن عقبات المجتمع الذكوري وتحديات حياتها الخاصة ترغمانها على سلوك طريق آخر، وتقديم برنامج للطهو.

الممثلة بري لارسون بطلة مسلسل «Lessons in Chemistry» (Apple TV+)

أما منصة أمازون برايم المتضررة هي الأخرى من إضراب الكتّاب في هوليوود، فتحاول ملء الفراغ بمجموعة من المسلسلات، في طليعتها السلسلة الوثائقية القصيرة «Fake Sheikh» (الشيخ المزيّف). يروي العمل سيرة الصحافي البريطاني مظهر محمود الذي احتال على عدد كبير من شخصيات المرموقة، مستخدماً هويّات مزيّة بهدف إيقاعهم في شركه.


مقالات ذات صلة

شركات أميركية معرضة لخسائر جمة مع قرب الانتخابات الرئاسية

الاقتصاد نائبة الرئيس كامالا هاريس على اليسار والمرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب (أ.ب)

شركات أميركية معرضة لخسائر جمة مع قرب الانتخابات الرئاسية

بينما بات المناخ السياسي أكثر استقطابا من أي وقت مضى في أميركا، تجد الشركات الكبرى نفسها في مرمى نيران الانتقادات والاتهامات بدعم مرشح ما في الانتخابات الرئاسية

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق المسلسل الجديد مقتبس من قصة كُتبت في القرن الـ14 (نتفليكس)

«ذا ديكاميرون» على «نتفليكس»... حفلةُ جنون عبثيّ وضياعٌ في الهويّة الدراميّة

من بين أغرب إنتاجات «نتفليكس»، مسلسل «ذا ديكاميرون» يقتبس قصته من القرون الوسطى ويدخل في متاهاتٍ كثيرة شكلاً ومضموناً.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق منشأة نتفليكس في العاصمة الإسبانية مدريد (الشرق الأوسط)

«نتفليكس» تتطلع لمد الجسور بين الثقافات وتمكين رواة القصص المحلية نحو العالمية

تأمل شبكة «نتفليكس»، من خلال مساعيها في تطوير صناعة الأفلام والمحتوى، في دمج القصص من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والترويج لها نحو العالمية، وذلك من خلال…

مساعد الزياني (مدريد)
إعلام عرض برنامج «عقول مظلمة» على منصة «نتفليكس»

عرض برنامج «عقول مظلمة» على منصة «نتفليكس»

يعُرض برنامج «عقول مظلمة»، أول برنامج تلفزيوني عن الجريمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من إنتاج «SRMG Studios» للمرة الأولى على منصة «نتفليكس».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق مشهد من مسلسل «ذا بويز» (برايم فيديو)

محاولة اغتيال ترمب تلقي بظلالها على مسلسل أميركي

تأتي المرحلة الأخيرة من الموسم الرابع لمسلسل «ذا بويز» (الفتيان)، مع تحذير بعد محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، السبت الماضي، في بنسلفانيا. …

«الشرق الأوسط» (لندن)

جهاز منزلي لقياس التوتر

التوتر يشكل جزءاً من حياتنا اليومية (جامعة ستانفورد)
التوتر يشكل جزءاً من حياتنا اليومية (جامعة ستانفورد)
TT

جهاز منزلي لقياس التوتر

التوتر يشكل جزءاً من حياتنا اليومية (جامعة ستانفورد)
التوتر يشكل جزءاً من حياتنا اليومية (جامعة ستانفورد)

طوّر باحثون من الصين والمملكة المتحدة جهازاً جديداً، للكشف عن مستويات التوتر في الدم من المنزل، وأوضح الباحثون، أن الجهاز يمكن أن يسهم في تحسين دقة وسهولة قياس مستويات التوتر، ما يجعل من الممكن مراقبة الصحة النفسية والتعامل مع التوتر بشكل أفضل، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Talent».

ويشكّل التوتر جزءاً من حياتنا اليومية، بدءاً من متطلّبات العمل المستمرة، وصولاً إلى ضغوط الحياة اليومية، مثل توصيل الأطفال إلى المدرسة، ويمكن لتجاهُل مستويات التوتر المرتفعة أن يؤدي لمشاكل صحية ونفسية خطيرة، مثل الاكتئاب ومرض ألزهايمر، ولرصد هذه الحالة ابتكر فريق البحث الجهاز الذي يمكنه قياس مستويات هرمون الكورتيزول، وهو مؤشر حيوي للتوتر في الدم بدقة.

ويُعَد الكورتيزول من أهم الهرمونات التي تعكس مستويات التوتر، ومن ثم فإن قياسه بدقة يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في تشخيص التوتر. ويستخدم الجهاز الجديد جزيئات نانوية من أكسيد الإيريديوم، وهي جزيئات صغيرة جداً تعمل على تحسين فاعلية الجهاز، وهذه الجزيئات تغطي الأقطاب الكهربائية في الجهاز.

وأكسيد الإيريديوم مركب كيميائي يستخدم في الإلكترونيات والمحفزات الكيميائية بفضل استقراره وحساسيته العالية، ويُعدّ مثالياً لتحسين أداء أجهزة قياس الكورتيزول بفضل فاعليته في ظروف متنوعة.

ويقيس الجهاز مستويات الكورتيزول من خلال وضع عينة من الدم على الجهاز، حيث يتفاعل الكورتيزول مع الأقطاب الكهربائية المُعدّلة بالجزيئات النانوية من أكسيد الإيريديوم.

ويولد التفاعل بين الكورتيزول والجزيئات النانوية إشارات كهربائية، وهذه الإشارات تُترجَم إلى قراءة لمستويات الكورتيزول في العينة، كما يقيس الجهاز التغيرات في الإشارات الكهربائية بدقة لتحديد كمية الكورتيزول.

ووجد الباحثون أن الجهاز قادر على قياس مستويات الكورتيزول بدقة حتى عندما تكون الكميات منخفضة جداً، ما يجعله مناسباً لاستخدامه في المنزل، ويتفوق الجهاز الجديد على الأجهزة المماثلة الحالية التي غالباً ما تكون أقل حساسية ولا يمكنها قياس الكورتيزول بكفاءة في التركيزات المنخفضة.

كما يستطيع الجهاز تمييز الكورتيزول عن هرمونات مشابهة مثل التستوستيرون والبروجيستيرون، بفضل التحسينات في الأقطاب الكهربائية، بينما تواجه الأجهزة الحالية صعوبة في هذا التمييز، ما قد يؤدي إلى نتائج غير دقيقة.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة بجامعة شيان جياوتونغ - ليفربول في الصين، الدكتور تشيوشن دونغ: «هذه هي المرة الأولى التي يُستخدم فيها أكسيد الإيريديوم بهذه الطريقة، حيث أنتجنا جهازاً بسيطاً وقليل التكلفة لقياس الكورتيزول».

وأضاف عبر موقع «يوريك أليرت» أن الجهاز يمكنه الكشف عن جزيئات الكورتيزول بتركيز أقل بمقدار 3000 مرة من النطاق الطبيعي في الدم.

وأشار الباحثون إلى أن هذا التقدم في التكنولوجيا يعزّز الآمال في إمكانية إجراء اختبارات التوتر في المنزل بطريقة دقيقة وسهلة، ما قد يُحدِث ثورة في كيفية إدارة مستويات التوتر بشكل يومي.