هل انتهى عصر الرموز غير القابلة للاستبدال «إن إف تي» (NFT) والافتتان باقتناء الأعمال الفنية الرقمية؟ ما يبدو ظاهراً هو أن الاهتمام بالأعمال الفنية المنفذة بصيغة «إن إف تي» قد خفت كثيراً، خاصة بعد انهيار أسعار البيتكوين.
في قمة انتشارها حققت الأعمال الرقمية بهذه الصيغة مبالغ ضخمة، واعتبرت منفذاً جديداً للاستثمار والإبداع أيضاً. على سبيل المثال، حققت أول تغريدة لجاك دورزي، مطور تطبيق «تويتر» لدى بيعها بصيغة «إن إف تي»، مبلغ 2.9 مليون دولار في 2021 عندما ابتاعها المستثمر الإيراني سينا إيستافي، ولكن في شهر يوليو (تموز) الماضي نقلت المواقع الإلكترونية أن سعر التغريدة اليوم أصبح 4 دولارات فقط. وقتها كان المستثمر الإيراني إيستافي يأمل في إعادة بيع التغريدة الرقمية مقابل 48 مليون دولار والتبرع بنصف العائد للأعمال الخيرية، لكن السوق الرقمية لم تحقق حلمه.
الانهيار في قيمة الرموز غير القابلة للاستبدال «إن إف تي» أدى إلى حالة تذمر وندم لدى المستثمرين، وآخرهم مجموعة تقوم حالياً بمقاضاة 40 جهة، منها «دار مزادات سوذبيز» ومشاهير أمثال «جاستن بيبر» و«باريس هيلتون» و«يوغا لابز» المطور للأعمال الرقمية «بورد إيبز» (القردة الضجرة). والاتهام هو المغالاة في تقييم وترويج مجموعة الرموز غير القابلة للاستبدال لـ«بورد إيبز» من دون الكشف عن روابطهم المالية بها. وكانت «سوذبيز» قد باعت عن طريق المزاد عدد 101 من «بورد إيبز» (القردة الضجرة) بصيغة «إن إف تي» في مزاد حقق أكثر من 24 مليون دولار.
ونقلت «سي إن أن» (شركة تعقب سوق العملات المشفرة «كوين جيكو») أن الرسوم الرقمية الملونة للقردة يمكن شراؤها الآن بأقل من 52.445 دولار. في مايو (أيار) 2022، كان أرخص رمز من الممكن أن يُكلف هواة الجمع أكثر من 400 ألف دولار. من جانبها، قالت دار المزادات، في بيان: «إن الادعاءات في هذه القضية لا أساس لها من الصحة، وإن شركة سوذبيز مستعدة للدفاع عن نفسها بقوة».
Welcome to the club, @adidasoriginals https://t.co/e20iVx92Uz
— Bored Ape Yacht Club (@BoredApeYC) December 2, 2021
في الوقت نفسه، قال متحدث باسم «يوغا لابس» عبر البريد الإلكتروني: «نعتقد أن هذه الادعاءات الجديدة، مثل تلك التي وردت في التكرار السابق لهذه الشكوى الانتهازية، لا تستند إلى أي أساس من الصحة أو الحقائق». المستثمرون (المصطلح الذي رفضه المتحدث باسم «يوغا لابس»، ووصفهم بدلاً من ذلك بأنهم «مشترون مزعومون لمنتجاتنا») يسعون إلى محاكمة أمام هيئة المحلفين وطالبوا تعويضات أكثر من 5 ملايين دولار.
السوق والسقوط الحر
تُستخدم الرموز غير القابلة للاستبدال لتحويل الأعمال الفنية وغيرها من المقتنيات الرقمية إلى نوع واحد من الأصول القابلة للتحقق التي يمكن تداولها عبر سلاسل الكتل. بدأت رموز «نادي يخوت القردة الضجرة»، وهي مجموعة من 10 آلاف من الرموز غير القابلة للاستبدال مستضافة على سلسلة كتل «إيثيريوم»، في أبريل (أيار) لعام 2021. وتتضمن هذه الصور قردة كارتونية ذات خصائص وميزات مولدة حاسوبياً، مثل الفراء الذهبي، والعيون الليزرية، وملابس الهيب هوب. كما تشير الدعوى القضائية ضد الجهة المُنشئة إلى أسماء كثير من الشركات الأخرى المشاركة في الترويج لتلك الرموز، مثل «أديداس» عملاق الأدوات الرياضية، بزعم أنها تآمرت في «مخطط ضخم» لتضخيم الأسعار بشكل مصطنع. تأتي الدعوى القضائية في الوقت الذي تتعرض فيه مساحات كبيرة من الأصول الرقمية، التي تشمل الرموز غير القابلة للاستبدال والعملات المشفرة التي تُستخدم عادة في شرائها، إلى الانهيار بعد الازدهار الناجم عن الجائحة. وهي واحدة من عدة قضايا متصلة بالعملات المشفرة، رُفعت إلى المحكمة في الأشهر الأخيرة.