«الطريق إلى مكة»... مشاهد نادرة لحجاج مصريين مطلع القرن العشرين

معرض توثيقي يضم صوراً ومقتنيات بـ«متحف الحضارة»

الملصق الدعائي للمعرض
الملصق الدعائي للمعرض
TT

«الطريق إلى مكة»... مشاهد نادرة لحجاج مصريين مطلع القرن العشرين

الملصق الدعائي للمعرض
الملصق الدعائي للمعرض

افتتح «المتحف القومي للحضارة»، صباح (الاثنين)، معرضاً توثيقياً يضم مجموعة نادرة من الصور الفوتوغرافية التي تجسد إحدى رحلات الحجاج إلى بيت الله الحرام، الذين كانوا ضمن البعثة المصرية عام 1904، كما يعرض للمرة الأولى أجزاء نادرة من كسوة الكعبة المشرفة والمحمل ، وذلك بمناسبة عيد الأضحى المبارك وموسم الحج.

جزء من كسوة الكعبة المشرفة (الشرق الأوسط)

ويعبر المعرض المقام تحت عنوان «الطريق إلى مكة» عن ارتباط الإنسان بمقدساته وطقوسه الروحية بواسطة التصوير الفوتوغرافي وسيلة تعبير واقعية توثيقية، فضلاً عن المشاعر المرهفة والأحاسيس الجياشة المرتبطة بشعيرة الحج، وفق الدكتور ميسرة عبد الله، نائب الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «يتضمن المعرض قطعاً من كسوة الكعبة المشرفة والبيرق الخاص بـ(طلعة المحمل)، ويعود إلى عهد الخديو إسماعيل، ويعرض لأول مرة (علم السواري) والفرسان المسؤولين عن حماية المحمل، إضافةً إلى (باب التوبة) الذي يوضع على الكعبة المشرفة».

وبخلاف خصوصية ما يتضمنه المعرض من مقتنيات نادرة، فإنه يكتسب أهمية إضافية، وفق عبد الله، لأنه يعكس أحد أهم أدوار المتحف القومي للحضارة المصرية مؤسسة علمية فنية ثقافية، علاوة على دوره في عرض المقتنيات الأثرية.

يعبر المعرض عن ارتباط الإنسان بمقدساته وطقوسه الروحية من خلال مقتنياته (الشرق الأوسط)

ويشدد عبد الله على أن المتحف ليس مجرد مؤسسة لعرض الآثار القديمة، إنما يعرض كافة أوجه الثقافة، وهو ما ينعكس في الفعاليات الثرية التي يقدمها، نظراً لما يمتلكه من مجموعات متفردة للغاية تتعلق برحلة الحج، فإنه أراد أن يطلع عليها الجمهور مواكبةً لأداء هذه الشعيرة الكبرى من شعائر الدين الإسلامي الحنيف، كما أنه من واجبه الثقافي والأدبي أن يقدم لزواره بعضاً من هذه المقتنيات التي لم تعرض من قبل.

مقتنيات نادرة بمعرض «الطريق إلى مكة»

ويمتلك المتحف كسوتين للكعبة، لكن بسبب صعوبة عرضهما كاملتين لضخامة حجمها، فقد اختير عرض أجزاء منهما تتمتع ببعد فني كبير مثل الأشرطة والأحزمة الخاصة بالكعبة والبوابات وأغطية المنابر، بالإضافة إلى علم السواري وعلم البيرق، وهما يعرضان لأول مرة على الإطلاق في مصر.

ويتضمن المعرض كذلك مجموعة من الصور الفوتوغرافية، تم تصويرها من قبل محمد أفندي، الذي كان يعمل موظفاً في «وزارة الحقانية» المصرية حينئذ، وقد سافر بتكليف من الإمام محمد عبده سنة 1904؛ لتوثيق طلعة المحمل ورحلة الحج في ذلك الوقت؛ لذلك تعد من أندر الصور الفوتوغرافية التي تسجل رحلات الحج، حسب الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف.

ويقتني المتحف مجموعة كبيرة من الصور الأصلية التي أهدتها أسرة المرحوم محمد أفندي إلى المتحف عند إنشائه؛ إذ تبلغ نحو 170 صورة، تم اختيار 35 منها؛ ليتم تقديمها في المعرض المستمر حتى 7 يوليو (تموز) المقبل مع توثيق تفصيلي لها.

معرض يضم صوراً فوتوغرافية نادرة عن مكة والمدينة وبعثة الحج المصرية مطلع القرن العشرين

وتستعرض الصور، الحرمين الشريفين، وتوثق مشاهد متعددة من وقوف الحجيج بجبل عرفات، وفى منى، وصوراً لأعضاء بعثة الشرف المصرية، وغيرها من الصور المصرية للحضور، التي تبرز أهمية مواقع الحج وفضل مكة المكرمة والمدينة المنورة.

كما تجسد الصور المنتقاة مشاهد من سير قوافل الحجاج في الصحراء، ومن الحياة اليومية لهم في ذلك الوقت، وتستعرض بالتفصيل الصعوبات التي كانت تواجههم أثناء رحلتهم المقدسة إلى مكة، كما تتناول السفينة التي تم إرسال المحمل على متنها، وحفاوة استقبال أهل مكة والمدينة للمحمل، ولحظة دخوله منطقة الحجاز ومناسك الحج والمسجد النبوي ومسجد قباء ومقابر البقيع، فضلاً عن المساجد والمباني المميزة في مكة والمدينة، وفي الأماكن المختلفة بهما، وأبرز ما يميزها أنها جاءت محملة بالمشاعر المقدسة التي نجح محمد أفندي في تجسيدها.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق مدخل جناح نهاد السعيد الجديد الملاصق للمتحف الوطني (جناح نهاد السعيد للثقافة)

جناح جديد لـدعم «المتحف الوطني اللبناني»

أراد القيّمون على جناح «نهاد السعيد للثقافة»، الجناح الجديد للمتحف الوطني اللبناني، أن يكون وجوده دعماً للتراث الذي يتعرّض اليوم للقصف والخراب.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق لوحة تشير لمتحف الفنان نبيل درويش (إدارة المتحف)

أزمة هدم متحف الخزاف المصري نبيل درويش تتجدد

تجددت أزمة متحف الخزاف المصري نبيل درويش (1936 – 2002) الصادر قرار بهدمه؛ لدخوله ضمن أعمال توسعة محور المريوطية بالجيزة (غرب القاهرة).

حمدي عابدين (القاهرة )
يوميات الشرق عائشة القذافي ابنة الزعيم الليبي السابق معمر القذافي تعرض أعمالها الفنية الجديدة المخصصة لأخيها وأبيها القتيلين خلال معرض «ابنة ليبيا» في متحف الشرق بموسكو17 أكتوبر 2024

«ابنة ليبيا»: معرض لعائشة القذافي في موسكو تمجيداً لذكرى والدها

افتتحت عائشة القذافي، ابنة الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، معرضاً فنياً في موسكو خصصته لتخليد ذكرى والدها، الذي حكم ليبيا لأكثر من أربعة عقود.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
يوميات الشرق حساء الطماطم على لوحة «زهور عباد الشمس» لفان جوخ (غيتي)

نفد الصبر... «ناشونال غاليري» يضاعف إجراءاته الأمنية ضد محتجي المناخ

على مر الزمن كانت حركات الاحتجاج تلجأ إلى وسائل مستفزة وصادمة مثل إيقاف المرور في الطرق السريعة، أو استخدام الصمغ لإلصاق الأيدي بالحواجز وواجهات المحال…

عبير مشخص (لندن)

قصر باكنغهام يخضع لعملية تجديد بتكلفة 369 مليون جنيه إسترليني

سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية (موقع باكنغهام)
سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية (موقع باكنغهام)
TT

قصر باكنغهام يخضع لعملية تجديد بتكلفة 369 مليون جنيه إسترليني

سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية (موقع باكنغهام)
سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية (موقع باكنغهام)

سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية لمدة ثلاث سنوات، يخضع خلالها القصر التاريخي لعملية تجديد ضخمة بتكلفة 369 مليون جنيه إسترليني. وسيجري استقبال أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في القصر عندما يزور المملكة المتحدة الشهر المقبل، لكن بعد ذلك ستجري استضافة جميع الزيارات الرسمية الأخرى في قلعة «وندسور» حتى عام 2027.

وكانت أعمال التجديد قد بدأت في عام 2017، مع التركيز على استبدال الأسلاك والأنابيب القديمة التي لم تُحدَّث منذ خمسينات القرن الماضي، والتي كانت من الممكن أن تتسبّب في «حرائق كارثية أو تدفقات شديدة للمياه».

جدير بالذكر أن الأعمال المستمرة في القصر أدّت إلى نقل المكتب الخاص بعاهل بريطانيا الملك تشارلز الثالث في الجناح الشمالي الذي تجري إعادة تجديده على نفقته الشخصية، إلى الجناح البلجيكي في الطابق الأرضي من الجناح الغربي للقصر الذي يطل على الحديقة. وكانت المساحة التي كان الملك يشغلها سابقاً في الجناح الشمالي تُستخدَم من قِبل الملكة الراحلة إليزابيث الثانية بوصفها سكناً خاصاً، أما مساحته الجديدة الآن فتشمل «غرفة أورليان» التي وُلِد فيها الملك في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 1948.

وفي تصريح لصحيفة «التايمز» البريطانية، قال أحد أصدقاء الملك: «هو دائماً مدرك لأهمية التاريخ، وقرار أن يكون مقره في (غرفة أورليان) لم يكن ليُتخذ بسهولة، لكنه سيستمتع الآن بأداء مهامه بوصفه ملكاً في الغرفة التي وُلد فيها».

كما أنه يجري قطع العشرات من أشجار الكرز والبتولا الفضية في حدائق القصر، للسماح بدخول مزيد من الضوء الطبيعي وتشجيع تجدّد نمو النباتات الأخرى.