آلين المر لـ«الشرق الأوسط»: المسلسلات التركية «ترند» كالمكسيكية سابقاً

تحتلّ مساحات كبيرة من عروض الدراما على شاشات لبنان

توضح  المر اختلاف تنفيذ الدراما التركية عن العربية (خاص آلين المر)
توضح المر اختلاف تنفيذ الدراما التركية عن العربية (خاص آلين المر)
TT

آلين المر لـ«الشرق الأوسط»: المسلسلات التركية «ترند» كالمكسيكية سابقاً

توضح  المر اختلاف تنفيذ الدراما التركية عن العربية (خاص آلين المر)
توضح المر اختلاف تنفيذ الدراما التركية عن العربية (خاص آلين المر)

تحتل المسلسلات التركية حيزاً لا يُستهان به من العروض الدرامية على الشاشات اللبنانية. وهي برزت بشكل رئيسي في موسم رمضان، فاعتمدتْها القنوات بدل الإنتاجات المحلية والعربية المشتركة، لصعوبات إنتاج الأولى وارتفاع أسعار شراء الثانية.

وكما «إل بي سي آي»، أدرجتها «الجديد» و«إم تي في» على شبكاتها الموسمية، واستمرت في عرضها خلال رمضان. ومن بين الأعمال المعروضة، «وجع القلب» و«زهرة الثالوث» و«التفاح الحرام» و«اطرق بابي» و«إخوتي». والثلاثة الأخيرة تصدّرت برامج «إم تي في» في الشهر الفضيل، ونجحت في استقطاب متابعيها ومنافسة أعمال درامية أخرى.

تلفزيون «الجديد» اعتمد هذه الخطة منذ سنوات، فحقّق نسب مشاهدة مرتفعة في مواسم رمضانية سابقة، إذ تقدّمت المسلسلات التركية سواها، رغم العروض الدرامية المشتركة والمحلية المعروضة على شاشات أخرى.

البعض يفسّر التهافت على شراء الأعمال التركية بالحديث عن كلفتها المقبولة أولاً، إلى حقوقها، إذ تواكبها أحياناً اتفاقات ثنائية تخدم الطرفين، وتلامس أسعار الحلقة الواحدة حديثة الإنتاج الـ4000 دولار. وكلّما مر الزمن على الإنتاجات، تقلّ كلفتها لتصل إلى 2000 دولار للحلقة. وبعض الاتفاقات تحصل على كامل العمل، فيسري عليها مبدأ أسعار الجملة، خصوصاً إذا تألّفت من أكثر من جزء.

ألين المر مع بطلة مسلسل «التفاح الحرام» المشهورة بـ«اندر» (خاص آلين المر)

آلين المر: «ترند» لا نعرف موعد كسوف نجمه

تُعد الإعلامية والمنتجة التلفزيونية آلين المر، صاحبة تجربة واسعة مع الممثلين الأتراك في لبنان. فهي كانت السبّاقة في استضافة أهم نجومهم في برامجها على «إم تي في»، وأحياناً كانت تخصص لهم حلقات ليتعرف إليهم المشاهد عن قرب. تسألها «الشرق الأوسط» عن سبب اعتماد القنوات اللبنانية، وبينها «إم تي في» على عرض هذه الأعمال بكثافة، فتردّ: «حصول منصة (شاهد) على الحق الحصري لعرض معظم الدراما العربية والمشتركة في رمضان، انعكس سلباً على القنوات المحلية، فوجدت في الدراما التركية مَخرجاً للمأزق الذي وُضعت فيه».

وحسب المر، فإنّ «إم تي في» كانت بصدد عرض عمل درامي من إنتاج «الصبّاح»، وكتابة كلوديا مرشليان، وهو من بطولة كارين رزق الله وإخراج إيلي السمعان؛ إلا أنّ تنفيذ المسلسل توقف لأسباب عدة. ولأنّ جعبتها خلت إلا من «للموت 3» للموسم الرمضاني، كثّفت الدراما التركية ضمن شبكتها، خصوصاً أنها تحصد نسب مشاهدة عالية.

وعمّا إذا كانت المسلسلات التركية قد تحوّلت إلى ضرورةً لدى القنوات المحلية في غياب إنتاجات محلية، توضح: «ليست ضرورة بقدر ما هي (ترند) يَروج كثيراً في الفترة الأخيرة، فنرى هذه الأعمال تُعرض على فضائيات مثل (إم بي سي) وسواها. فهي اليوم تشهد حقبتها الذهبية، كما كانت المكسيكية من قبلها. ولا يمكننا التكهّن من الآن بموعد نهاية هذا الـ(ترند) وكسوفه. فما دام المشاهد العربي يتابعها بنسب مرتفعة، فهي تبقى ضمن البرامج الموسمية».

تخفّ وطأة عروض هذه المسلسلات في موسم الصيف ويزداد بريقها في الشتاء. وأسهمت حوارات المر مع النجوم الأتراك في حضّ المُشاهد أكثر على متابعتها. توضح: «عندما انطلقتُ باللقاءات الأولى مع الممثلين الأتراك، كان ذلك من خلال مسلسل (شوكوروفا). كانت عروضه في أوجها فجاءت لتُكمل نجاحه على الشاشة. لم أخترع البارود عندما فكرت بذلك، ولكني كنت السبّاقة إليه. والناس تحبّ الاطّلاع على كواليس تنفيذ عمل درامي والتعرّف إلى شخصياته بعيداً عن أدوارها في المسلسل. فتفاعل المُشاهد بشكل كبير مع اللقاءات بأبطال (شوكوروفا)، ومن ثم نجوم (التفاح الحرام) و(إخوتي)».

الأعمال التركية لا تشبه في تركيبتها العربية

ينجذب المشاهد العربي بعامة واللبناني بخاصة إلى الدراما التركية لأسباب عدة. ورغم عدم وجود الشبه الكبير بينها وبين مجتمعاتنا، فإنّ هذا الجمهور يتماهى مع أحداثها وينتظرها بحماسة. وكان أول الغيث مع مسلسلَي «فاطمة» و«السلطان سليمان».

وتشير المر إلى أنّ عملية تصوير هذه المسلسلات لا تجري بالطريقة عينها المُتبعة في عالمنا العربي. فمنتجوها يصوّرون كل حلقة منها كاملة، وعلى حدة. وينتظرون عرضها لكتابة الحلقة المقبلة وضمن توجّهات محددة. تعلّق: «لقد فاجأني هذا الأمر. فهم يبنون كل حلقة وفق نجاح أو فشل ما قبلها. وبناءً على ما تحصده، تتم كتابة تلك التي تليها، مستخدمين المحور الأقوى فيها. فلا النص يكون مكتملاً منذ بداية التنفيذ، ولا الممثلون يعرفون مسبقاً مواعيد التصوير. ولذلك كنتُ أتفاجأ بتغيير مواعيد اللقاءات مع هذا الممثل أو ذاك بسبب تبدّل مجريات القصة».

وعن سبب نجاح الدراما التركية ومتابعتها من اللبنانيين، تقول المر: «إنها تعود لعناصر فنية مجتمعة. فهم يعتمدون قصصاً واقعية من الحياة وتقنية تصوير عالية المستوى. اللافت لديهم هو العدد الهائل من النجوم والممثلين، فيتجددون بعيداً عن أي استهلاك ممكن. وهو ما يشدّ المُشاهد ويدفعه إلى التعلّق بوجوه تمثيلية محترفة ولو كانوا يرونها للمرة الأولى».



«أيقونة» الذكاء الاصطناعي «صوفيا» تأسر القلوب في زيمبابوي

«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)
«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)
TT

«أيقونة» الذكاء الاصطناعي «صوفيا» تأسر القلوب في زيمبابوي

«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)
«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)

من خلال إجاباتها على أسئلة وجَّهها وزراء الحكومة والأكاديميون والطلاب حول تغيُّر المناخ، والقانون، وتعاطي المخدرات، وكذلك استفسارات الأطفال عن كيفية «ولادتها»، ووصفها بأنها «نسوية»؛ نجحت الروبوت الشهيرة عالمياً المعروفة باسم «صوفيا» في أسر قلوب الحضور ضمن معرض الابتكارات في زيمبابوي.

وذكرت «أسوشييتد برس» أنّ «صوفيا» تتمتّع بقدرة على محاكاة تعابير الوجه، وإجراء محادثات شبيهة بالبشر مع الناس، والتعرُّف إلى إشاراتهم، مما يجعلها «أيقونة عالمية» للذكاء الاصطناعي، وفق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي جلبها إلى هذا البلد الواقع في جنوب أفريقيا؛ وقد صُنِّعت بواسطة شركة «هانسون روبوتيكس» في هونغ كونغ عام 2016، ومُنحت الجنسية السعودية في 2017، لتصبح أول روبوت في العالم يحمل جنسية.

هذه المرّة الأولى التي تستضيف فيها زيمبابوي روبوتاً من هذا النوع، فقد أبهرت «صوفيا» كبار السنّ والشباب في جامعة «زيمبابوي» بالعاصمة هراري، إذ حلَّت ضيفة خاصة في فعالية امتدّت لأسبوع حول الذكاء الاصطناعي والابتكار.

خلال الفعالية، ابتسمت «صوفيا» وعبست، واستخدمت إشارات اليد لتوضيح بعض النقاط، وأقامت اتصالاً بصرياً في عدد من التفاعلات الفردية، كما طمأنت الناس إلى أنّ الروبوتات ليست موجودة لإيذاء البشر أو للاستيلاء على أماكنهم.

لكنها كانت سريعة في التمييز بين نفسها والإنسان، عندما أصبحت المحادثات شخصيةً جداً، إذا قالت: «ليست لديّ مشاعر رومانسية تجاه البشر. هدفي هو التعلُّم»؛ رداً على مشاركين في الفعالية شبَّهوها بالنسخة البشرية من بعض زوجات أبنائهم في زيمبابوي اللواتي يُعرفن باستقلاليتهن الشديدة، وجرأتهن، وصراحتهن في المجتمع الذكوري إلى حد كبير.

لكنها اعتذرت عندما نبَّهها أحدهم إلى أنها تجنَّبت النظر إليه، وبدت «صوفيا» أيضاً صبورة عندما تجمَّع حولها الكبار والصغار لالتقاط الصور، وأخذوا يمطرونها بكثير من الأسئلة.

والجمعة، آخر يوم لها في الفعالية، أظهرت ذوقها في الأزياء، وأعربت عن تقديرها لارتداء الزيّ الوطني للبلاد؛ وهو فستان أسود طويل مفتوح من الأمام ومزيَّن بخطوط متعرّجة بالأحمر والأخضر والأبيض. وقالت: «أقدّر الجهد المبذول لجَعْلي أشعر كأنني في وطني بزيمبابوي»، وقد سبق أن زارت القارة السمراء، تحديداً مصر وجنوب أفريقيا ورواندا.

وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إنه يأمل أن تُلهم مشاركة «صوفيا» في الفعالية شباب زيمبابوي «لاكتشاف مسارات مهنية في مجالات الذكاء الاصطناعي، والعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات».