فوائد مذهلة للكرز... تعرّف عليها

فوائد مذهلة للكرز... تعرّف عليها
TT

فوائد مذهلة للكرز... تعرّف عليها

فوائد مذهلة للكرز... تعرّف عليها

نشر موقع "وومان هيلث" الطبي المتخصص عن أخصائيتي التغذية سامانثا كاسيتي وكيري غانس، قولهما إن هناك خصائص لفاكهة الكرز مذهلة وغير متوقعة؛ حيث انها يمكن أن يساعد في منع التجاعيد بسبب محتواها العالي من "فيتامين سي" ومضادات الأكسدة التي تثبط الالتهاب والإجهاد التأكسدي في الجسم. كما أنها يمكن أن تقلل خطر الإصابة بالسرطان لاحتوائها على مادة البوليفينول؛ وهي مركبات مفيدة قد يكون لها تأثيرات مضادة للسرطان.
وتؤكد الخبيرتان أن فاكهة الكرز بمفردها من غير المرجح أن تقضي على خطر الإصابة بالسرطان، ولكن الاستخدام المنتظم لهذه الفاكهة مع نمط حياة صحي يمكن أن يقلل من احتمال الإصابة به. وتضيفان، أن
الكرز تساعد في خفض ضغط الدم؛ إذ اشارت كاسيتي الى انها "غنية بمركبات البوليفينول الوقائية المرتبطة بتحسين مستويات ضغط الدم. وهذه المركبات تزيد من إنتاج أكسيد النيتريك وتحسن وظيفة الخلايا التي تبطن الأوعية الدموية".
وبالاضافة الى خصائص الكرز المذكورة تقول الخبيرتان ان الكرز تبطئ التدهور العقلي بفضل الأنثوسيانين ومضادات الأكسدة البوليفينولية التي تعطي الفاكهة لونها الأحمر الغامق؛ حيث تحسن الكرز وظائف المخ والذاكرة وتقلل من الالتهابات وتقاوم الإجهاد التأكسدي في الدماغ الذي يزيد من خطر الإصابة بألزهايمر والخرف. إضافة لتقليلها من خطر الإصابة بأمراض القلب؛ حيث تعمل مضادات الأكسدة الموجودة في الكرز على إرخاء الأوعية الدموية وتقليل الالتهاب والضغط وتحمي الأوعية الدموية من تكوين البلاك. إضافة لمساهمتها بمكافحة مرض السكري من النوع الثاني حيث يزيد البوليفينول الموجود في الكرز من حساسية الأنسولين بحيث يمكن للخلايا امتصاص الغلوكوز واستخدامه كمصدر للطاقة. ومن الفوائد المهمة أيضا للكرز انها تساعد على النوم بشكل أفضل بفضل هرمون الميلاتونين الذي يتحكم في دورة النوم والاستيقاظ.
فحسب كاسيتي، لوحظ أن الأشخاص الذين يعانون من الأرق لديهم مستويات أعلى من الإجهاد التأكسدي؛ لذا فإن مضادات الأكسدة الموجودة في الكرز قد تساعد في مواجهة هذه التأثيرات والنوم بعمق.


مقالات ذات صلة

أطعمة تحتوي على بروتين أكثر من البيض

صحتك البيضة الكبيرة تحتوي على 6.3 غرام من البروتين (رويترز)

أطعمة تحتوي على بروتين أكثر من البيض

يُعدّ البيض مصدراً ممتازاً للبروتين، إذ تحتوي كل بيضة كبيرة على نحو 6.3 غرام من البروتين، ولكنه ليس الخيار الوحيد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مواطنون يمارسون الرياضة في صالة رياضية في الأردن (أرشيفية - رويترز)

هذه التمارين تساعدك في الحصول على دماغ أصغر سناً وأكثر صحة

وجد الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من الدهون المتراكمة في منطقة البطن لديهم أدمغة أكبر سناً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك العمر يتقدّم لكنّ الحركة لا تفقد معناها (شاترستوك)

بعد الخامسة والثلاثين... الجسد يبدأ العدّ التنازلي

تصل القدرة البدنية للإنسان إلى ذروتها في سنّ الـ35 عاماً، وتبدأ في التدهور بعد ذلك بوقت قصير، وفق دراسة استمرَّت عقوداً...

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يُعد التهاب البروستاتا من أكثر مشكلات الجهاز البولي شيوعاً لدى الرجال (رويترز)

تأثير الجو البارد على التهاب البروستاتا

تُعد البروستاتا غدة حساسة جداً للتغيرات المفاجئة في درجات الحرارة. وحتى تغير بسيط بدرجة حرارة الجسم أو تكييف الهواء يمكن أن يحفز عملية التهابية فيها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك الاختبار يقيس مستويات بروتينات معينة في الدم تتنبأ بخطر الوفاة (رويترز)

اختبار دم بسيط قد يكشف عن احتمالية الوفاة خلال العقد القادم

توصلت مجموعة من الباحثين إلى اختبار دم بسيط يقيس مستويات بروتينات معينة يمكن أن يكشف لك عن احتمالية وفاتك خلال العقد القادم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

كيف تمكنت 4 أفلام عربية من الوصول لقائمة الأوسكار المختصرة؟

الفنان محمد بكري في لقطة مع أسرته من فيلم «اللي باقي منك» (الشركة المنتجة)
الفنان محمد بكري في لقطة مع أسرته من فيلم «اللي باقي منك» (الشركة المنتجة)
TT

كيف تمكنت 4 أفلام عربية من الوصول لقائمة الأوسكار المختصرة؟

الفنان محمد بكري في لقطة مع أسرته من فيلم «اللي باقي منك» (الشركة المنتجة)
الفنان محمد بكري في لقطة مع أسرته من فيلم «اللي باقي منك» (الشركة المنتجة)

لعلها المرة الأولى التي تنجح فيها 4 أفلام عربية دفعة واحدة في الوصول لـ«القائمة المختصرة» بترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم دولي، وهو ما اعتبره سينمائيون عرب «إنجازاً كبيراً».

وصعدت للقائمة أفلام «فلسطين 36» للمخرجة آن ماري جاسر، الذي يمثل دولة فلسطين في منافسات الأوسكار، وفيلم «اللي باقي منك» للمخرجة شيرين دعيبس ويمثل الأردن، وفيلم «صوت هند رجب» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، ممثلاً للسينما التونسية، وللمرة الأولى ينجح فيلم عراقي في الوصول لهذه القائمة وهو فيلم «The President Cake’s» المعنون بالعربية بـ«مملكة القصب» للمخرج حسن هادي، وتتناول الأفلام الثلاثة الأولى القضية الفلسطينية عبر 3 مخرجات عربيات قدمن رؤى متباينة بين الماضي والحاضر، عبر حكايات إنسانية مؤثرة.

وضمت القائمة المختصرة 15 فيلماً من مختلف دول العالم، التي أعلنتها الأكاديمية الأميركية، الثلاثاء، وتضم أفلاماً من الأرجنتين والبرازيل وألمانيا واليابان وإسبانيا وكوريا الجنوبية وسويسرا وتايوان، وتم اختيارها من قبل أعضاء أكاديمية الفنون والعلوم والصور المتحركة - المنظمة لجوائز الأوسكار - من بين 86 فيلماً، وقد شاركت الأفلام العربية الأربعة بمهرجانات دولية كبرى وحازت جوائز عديدة واهتماماً لافتاً.

الفنان ظافر العابدين في أحد مشاهد فيلم «فلسطين 36» (الشركة المنتجة)

يتتبع فيلم «فلسطين 36» حياة الفلسطينيين في ثلاثينات القرن الماضي مازجاً بين الروائي والتوثيقي لوقائع سياسية واجتماعية شهدتها تلك الفترة، عبر دراما تاريخية مؤثرة تدور أحداثها خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، مركزاً على قصص الأفراد العالقين في الصراع، الفيلم تأليف وإخراج آن ماري جاسر وبطولة جيريمي آيرونز، هيام عباس، كامل الباشا، صالح بكري، ياسمين المصري، وظافر العابدين، وعُرض للمرة الأولى بمهرجان «تورونتو» السينمائي خلال دورته الماضية.

فيما تتبع شيرين دعيبس في فيلم «اللي باقي منك» دراما عائلية لثلاثة أجيال من الفلسطينيين منذ عام 1948 حتى 2022؛ كاشفة عن الآثار الكارثية للنكبة من خلال سرد عميق يستحوذ على المشاهد، وعبر أداء حميمي مؤثر يستكشف الفيلم كيف يُشكل الماضي المؤلم الحاضر بكل تداعياته، الفيلم من بطولة صالح بكري ومحمد بكري وماريا زريق، وتشارك المخرجة شيرين دعيبس بالتمثيل به، إلى جانب الكتابة والإخراج.

وأكدت الناقدة الفلسطينية عُلا الشيخ أن صعود هذه الأفلام يعود لأسباب عدة، من بينها أنها «صُنعت لتشاهد عالمياً من دون أن تفقد خصوصيتها، وهي تنطلق من حكايات إنسانية مكتملة بذاتها عبر شكل من السرد المغاير ولغة سينمائية ناضجة، وبتوقيع مخرجات يمتلكن مسيرة واضحة وصوتاً معترفاً به».

الفنان محمد بكري في لقطة مع أسرته من فيلم «اللي باقي منك» (الشركة المنتجة)

وأضافت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «المخرجات الثلاث آن ماري جاسر وشيرين دعيبس وكوثر بن هنية، لسن أسماء طارئة على المشهد السينمائي ما يمنح الأفلام ثقة مسبقة»، لافتة إلى أن «هذه الأفلام لا تكتفي بأن تحكي عن فلسطين، بل تعيد صياغة حضورها السينمائي من زوايا مختلفة»، مشيرة إلى أن «اجتماع هذه الأفلام الثلاثة تحت توقيع مخرجات ليس تفصيلاً عابراً، بل تأكيد على أن السينما الفلسطينية تُعاد قراءتها بأصوات نسائية قادرة على صنع الفرق».

وفي فيلم «صوت هند رجب» مزجت المخرجة كوثر بن هنية ببراعة بين الوثائقي والدراما لتروي القصة المروعة للطفلة الفلسطينية هند رجب ذات الـ6 سنوات التي قُتلت خلال الحرب الإسرائيلية على غزة يناير (كانون الثاني) 2024، بعدما بقيت عالقة داخل سيارة تضم جثث أقاربها الذين قتلتهم القوات الإسرائيلية، وشارك في بطولة الفيلم سجى كيلاني، معتز ملحيس، عامر حليحل، وكلارا خوري، وقد جاء عرضه العالمي الأول بمهرجان «البندقية» في دورته الـ82 وفاز بجائزة الدب الفضي.

لقطة من الفيلم التونسي «صوت هند رجب» (الشركة المنتجة)

وتشير الناقدة التونسية يسرا شيخاوي إلى أن المخرجة كوثر هنية ليست جديدة على الأوسكار، فقد خاضت المنافسة عبر فيلميها السابقين «الرجل الذي باع ظهره»، و«بنات ألفة» قائلة لـ«الشرق الأوسط» إن «ما يميز هذه المرة أن الفيلم يروي قصة إنسانية من قلب حرب الإبادة، وأن يبلغ (صوت هند رجب) هذا المدى عبر السينما التونسية يثير الكثير من مشاعر العزة».

وتؤكد أن «الفيلم حظي باهتمام واسع من النقاد وصناع السينما، كما أنه يحظى بدعم النجم براد بيت والمخرج خواكين فينيكس وغيرهما من صناع السينما العالمية؛ مما يعزز فرصته في الفوز».

فيما يروي الفيلم العراقي «كعكة الرئيس» قصة مؤثرة تدور أحداثها خلال تسعينات القرن الماضي، متتبعاً طفلة في التاسعة من عمرها تُجبر مع عدد من طلاب المدارس لإعداد كعكة للاحتفال بعيد ميلاد الرئيس صدام حسين، وفاز الفيلم بجائزتي «الجمهور» و«الكاميرا الذهبية» بمسابقة أسبوعي المخرجين بالدورة الفائتة بمهرجان «كان» السينمائي، وهو أول فيلم طويل لمخرجه حسن هادي، وأول فيلم عراقي يحقق هذا الإنجاز.

فيلم «كعكة الرئيس» قاد العراق لمنافسات الأوسكار (الشركة المنتجة)

وتشهد مسابقات الأوسكار تصويتاً آخر لاختيار قائمة قصيرة تضم 5 أفلام من كل مسابقة لتعلن نتائجها 22 يناير 2026، فيما يقام حفل إعلان الجوائز 15 مارس (آذار) 2026.

وقال الناقد المصري خالد محمود إن وصول 4 أفلام عربية للقائمة المختصرة يعتبر إنجازاً كبيراً يحدث لأول مرة، وعَدّ ذلك «انعكاساً لمدى تطور السينما العربية في السنوات الأخيرة، وأن الفجوة بين الإنتاج العربي والعالمي في طريقها للتقلص من حيث القيمة الفنية والتناول القصصي، والقدرة على المنافسة الدولية».

وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «الأفلام الأربعة تناولت قضايا إنسانية مع وجود بعد سياسي في كل منها، ما يشير إلى أن السينما العربية بات لها مردود كبير عبر مشاركتها بالمهرجانات العالمية وحصدها لجوائز في أفلام جديرة بالمنافسة؛ لأن مخرجيها تعاملوا مع قضايا إنسانية شديدة الحساسية اشتبكوا فيها مع واقع مأزوم».

وعَدّ محمود المنافسة على جائزة أفضل فيلم دولي من أصعب مسابقات الأوسكار، متوقعاً أن يصعد من بين الأفلام العربية فيلم واحد للقائمة القصيرة.


هل تنجح الدببة القطبية في خداع الاحترار؟

يظهر دب قطبي أمام محطة أبحاث مهجورة بجزيرة كولوتشين قبالة تشوكوتكا في روسيا (أ.ب)
يظهر دب قطبي أمام محطة أبحاث مهجورة بجزيرة كولوتشين قبالة تشوكوتكا في روسيا (أ.ب)
TT

هل تنجح الدببة القطبية في خداع الاحترار؟

يظهر دب قطبي أمام محطة أبحاث مهجورة بجزيرة كولوتشين قبالة تشوكوتكا في روسيا (أ.ب)
يظهر دب قطبي أمام محطة أبحاث مهجورة بجزيرة كولوتشين قبالة تشوكوتكا في روسيا (أ.ب)

في وقتٍ يشهد فيه المحيط المتجمد الشمالي أعلى درجات حرارة له منذ نحو 125 ألف عام، ومع استمرار تسارع وتيرة الاحترار العالمي، تزداد المخاوف بشأن مستقبل الدببة القطبية. وتشير تقديرات علمية إلى احتمال انقراض أكثر من ثلثي هذه الحيوانات بحلول عام 2050، مع سيناريو قاتم يُرجّح اختفاءها بالكامل قبل نهاية القرن الحالي.

غير أن دراسة علمية حديثة تحمل مؤشرات مختلفة، إذ كشفت عن تغيّرات جينية قد تمنح الدببة القطبية هامشاً من القدرة على التكيّف مع البيئات الأكثر دفئاً. وخلص الباحثون إلى أن تغيّر المناخ لا يبدّل الموائل فحسب، بل يترك بصمته أيضاً على الجينوم، ما قد يساعد بعض التجمعات على الصمود في وجه الظروف القاسية، شريطة توافر الغذاء وفرص التكاثر. وفقاً لموقع «ساينس أليرت».

وأظهرت الدراسة وجود علاقة وثيقة بين ارتفاع درجات الحرارة في جنوب شرقي غرينلاند، وحدوث تغيّرات ملحوظة في الحمض النووي للدببة القطبية. فالـ«دي إن إيه»، الذي يُشكّل دليل التعليمات داخل الخلايا، لا يحدد فقط النمو والتطور، بل يتفاعل كذلك مع الضغوط البيئية عبر آليات معقدة تشمل تنشيط جزيئات وراثية تُعرف بـ«العناصر القابلة للنقل» أو «الجينات القافزة».

واعتمد الباحثون في تحليلهم على بيانات وراثية متاحة للعامة، جُمعت من عينات دم لدببة قطبية في شمال وجنوب شرقي غرينلاند. وكانت دراسات سابقة قد أظهرت أن تجمع الدببة في الجنوب الشرقي يختلف وراثياً عن نظيره في الشمال الشرقي، بعدما هاجر منه قبل نحو 200 عام ثم عاش في عزلة نسبية.

ومن خلال ربط بيانات التعبير الجيني بسجلات مناخية دقيقة صادرة عن المعهد الدنماركي للأرصاد الجوية، توصّل الفريق إلى صورة أوضح عن كيفية استجابة الجينات لارتفاع درجات الحرارة. وكشفت النتائج أن شمال شرقي غرينلاند يتمتع بمناخ أبرد وأكثر استقراراً، في حين يتسم الجنوب الشرقي بدرجات حرارة أعلى وتقلبات أشد، ما يفرض تحديات بيئية قاسية على الدببة القطبية.

وتتفاقم هذه التحديات مع التراجع السريع لحواف الغطاء الجليدي في جنوب شرقي غرينلاند، وهو ما يقلّص منصات الصيد الطبيعية التي تعتمد عليها الدببة لاصطياد الفقمات، ويدفعها إلى مواجهة نقص الغذاء والعزلة. كما تختلف طبيعة الموائل بين المنطقتين، إذ تسود التندرا القطبية المسطّحة في الشمال، مقابل تضاريس جبلية ومناخ أكثر رطوبة ورياحاً في الجنوب الشرقي.

وبيّنت الدراسة أن الضغوط البيئية الشديدة قد تُسرّع التغيرات الوراثية، عبر تنشيط واسع للعناصر القابلة للنقل، التي تشكّل نحو 38 في المائة من جينوم الدب القطبي. ولاحظ الباحثون تنشيط أكثر من 1500 عنصر من هذه العناصر لدى دببة الجنوب الشرقي، في مؤشر على تغيّرات حديثة ربما تسهم في التكيّف مع الاحترار.

وتداخل بعض هذه العناصر مع جينات مرتبطة بالإجهاد والتمثيل الغذائي ومعالجة الدهون، وهي وظائف حيوية في بيئات يندر فيها الغذاء. ويرى الباحثون أن ذلك قد يعكس تحولاً تدريجياً في نمط التغذية، إذ قد تضطر دببة الجنوب الشرقي إلى الاعتماد بدرجة أكبر على موارد نباتية متاحة في المناطق الأدفأ، بدل الاعتماد شبه الكامل على الفقمات الغنية بالدهون كما في الشمال.

وتخلص الدراسة إلى أن تغيّر المناخ لا يعيد رسم خرائط موائل الدببة القطبية فحسب، بل يدفع أيضاً إلى إعادة تشكيل جيناتها. وفهم هذه التحولات الوراثية، حسب الباحثين، يمثّل خطوة أساسية لتقييم فرص بقاء هذا النوع في عالم يزداد دفئاً، وتحديد أي التجمعات أكثر قدرة على التكيّف، وأيها يقف على حافة الخطر.


تقرير: السعودية الثانية عالمياً مع أميركا من حيث الاستثمار في «الشيخوخة الصحية»

الدكتور محمود خان الرئيس التنفيذي لمؤسسة هيفولوشن (تصوير تركي العقيلي - الشرق الأوسط 1)
الدكتور محمود خان الرئيس التنفيذي لمؤسسة هيفولوشن (تصوير تركي العقيلي - الشرق الأوسط 1)
TT

تقرير: السعودية الثانية عالمياً مع أميركا من حيث الاستثمار في «الشيخوخة الصحية»

الدكتور محمود خان الرئيس التنفيذي لمؤسسة هيفولوشن (تصوير تركي العقيلي - الشرق الأوسط 1)
الدكتور محمود خان الرئيس التنفيذي لمؤسسة هيفولوشن (تصوير تركي العقيلي - الشرق الأوسط 1)

أكدت مؤسسة «هيفولوشن»، في نسختها الثانية من «التقرير العالمي الصحي 2025» في الرياض أمس، أن العالم يشهد طلباً متزايداً على الشيخوخة الصحية، بينما ينتقل هذا المفهوم من نطاق النقاشات المتخصصة، إلى توقع عام يتشاركه المجتمع.

وتسعى شركة «هيفولوشن»، التي يقع مقرها الرئيسي في الرياض، إلى بناء منظومة عالمية تضم باحثين ورواد أعمال ومؤسسات، حيث تعد الثانية عالمياً بعد الولايات المتحدة الأميركية في حجم الاستثمار في مجال «الشيخوخة الصحية».

من جهته، قال الدكتور محمود خان، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «هيفولوشن»، لـ«الشرق الأوسط»: «ينصبّ تركيزنا على تسريع وتيرة الأبحاث المستقلة والابتكارات في مراحلها المبكرة في مجال بيولوجيا الشيخوخة، حيث ننظر إلى الشيخوخة ليس باعتبارها تدهوراً حتمياً، بل بوصفها عملية بيولوجية يمكن فهمها ومعالجتها بشكل أفضل من خلال العلم».

وأضاف خان: «خلال السنوات الثلاث الماضية، خصصت (هيفولوشن) نحو 400 مليون دولار، للنهوض بعلم الصحة الشاملة، ودعمت أكثر من 230 منحة بحثية تمثل نحو 200 جهة مستفيدة حول العالم، بالإضافة إلى 25 شراكة استراتيجية، وأربع شركات للتكنولوجيا الحيوية تتقدم نحو تطبيق نتائجها في التجارب السريرية على البشر».

وتابع خان: «اليوم، تُعدّ السعودية أكبر ممول خيري لعلم الصحة الشاملة في العالم، ولا تسبقها في التمويل الإجمالي سوى الولايات المتحدة، مما يؤكد (رؤية المملكة) وريادتها في هذا المجال على مستوى العالم».

وفي تعليقه، على النسخة الثانية من تقرير الصحة العالمية حول الشيخوخة، قال خان: «ما يلفت الانتباه هو سرعة انتقال مفهوم الصحة من الهامش إلى صلب الاهتمام. فمقارنة بنسختنا الأولى، تُظهر البيانات ارتفاعاً ملحوظاً في الوعي العام والتوقعات».

وزاد: «في 23 دولة، من بينها البحرين وقطر والإمارات والسعودية، أفاد ثلثا العاملين في مجال الرعاية الصحية أن المرضى يسألون عن التدخلات المتعلقة بالصحة شهرياً على الأقل. وهذا يُشير إلى تحول جذري. لم يعد الناس ينظرون إلى الشيخوخة على أنها تدهور حتمي، بل باتوا يرونها بشكل متزايد أمراً يُمكن للعلم والسياسات التأثير فيه بفعالية».

وأكد خان أن الجدوى الاقتصادية واضحة لا جدال فيها، حيث يُبين التقرير أن توسيع نطاق الصحة العامة يُمكن أن يُحقق مكاسب في الإنتاجية وتوفيراً في تكاليف الرعاية الصحية يصل إلى 220 مليار دولار سنوياً، في حين أن كل دولار يُستثمر في الوقاية يُمكن أن يُحقق عائداً يصل إلى 16 دولاراً.

وأضاف خان: «لم يعد مفهوم الصحة العامة مجرد نقاش حول الرعاية الصحية، بل أصبح يتعلق بمرونة القوى العاملة، والقدرة التنافسية الوطنية، والاستدامة المالية على المدى الطويل. الدول التي تُبادر بالتحرك ستكون في وضع أفضل بكثير لمواجهة التغيرات الديموغرافية».

الذكاء الاصطناعي

أوضح خان، أن الذكاء الاصطناعي يمتلك القدرة على تغيير الفهم للشيخوخة وإدارتها تغييراً جذرياً، حيث يعتقد ما يقرب من ثلاثة أرباع الخبراء أنه سيُحدث نقلة نوعية في البحث العلمي وتقديم الرعاية الصحية من خلال تمكين التشخيص المبكر والتدخلات الأكثر دقة.

وعند دمج ذلك مع التكنولوجيا الحيوية، وفق خان، فإنه يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يُساعد في تحويل الأنظمة الصحية من علاج الأمراض في مراحلها المتأخرة إلى الحفاظ على الوظائف الحيوية في وقت مبكر، شريطة استخدامه بمسؤولية ضمن أطر أخلاقية وحوكمة قوية. وشدد على أهمية اكتشاف الأدوية وتطويرها وتوزيعها وتسويقها من خلال معالجة كميات هائلة من البيانات بسرعة غير مسبوقة، مبيناً أنه بفضل تشغيله المستمر وتقليل الأعباء الإدارية، يُتيح الذكاء الاصطناعي للباحثين والأطباء التركيز «على ما هو أهم؛ وهو تطوير العلوم».

موقع السعودية في المشهد العالمي

من جهتها، قالت الأميرة الدكتورة هيا بنت خالد بن بندر نائب الرئيس الأول للأبحاث لمؤسسة «هيفولوشن»، لـ«الشرق الأوسط»: «من خلال مشروع (هيفولوشن)، تُسهم السعودية في صياغة أجندة البحث العالمية، مع بناء بيئات محلية تُفيد الأجيال القادمة. وتموّل المملكة أبحاث (مدى الصحة)، وتقود تحولاً عالمياً من الرعاية الصحية العلاجية إلى الوقاية والرفاه طويل الأمد».

وفي غضون 3 سنوات فقط، وفق الأمير هيا، فإن السعودية أصبحت رائداً معترفاً بها وموثوقاً في هذا المجال على مستوى العالم، فيما يُبرز التقرير المملكة باعتبارها مثالاً يُحتذى به في كيفية تضافر الاستثمار وإصلاح السياسات والرؤية طويلة الأمد.وتابعت: «نشهد تقدماً ملموساً. أكثر من 30 تجربة سريرية تستهدف بيولوجيا الشيخوخة جارية أو مكتملة، لا سيما في مجال العلاجات المُزيلة للخلايا الهرمة، وهي علاجات مصممة لإزالة الخلايا الهرمة بشكل انتقائي؛ وهي الخلايا التي تتراكم مع التقدم في السن وتُسبب الالتهابات، واختلال وظائف الأنسجة، والعديد من الأمراض المزمنة».

وزادت: «نشهد إنجازات في علاجات مثل مُحفزات مستقبلات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون - 1 (GLP - 1)، التي طُوّرت في الأصل لعلاج داء السكري، والتي أعادت تعريف الطب الوقائي وحققت قيمة سوقية تجاوزت تريليون دولار منذ عام 2021».

وفي الختام تقول الأميرة هيا: «لعلّ الأمر الأكثر تشجيعاً، هو أن 72 في المائة من العلماء الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن الأبحاث الحالية ستُقدّم علاجات ذات جدوى سريرية تُطيل العمر الصحي خلال السنوات الخمس القادمة، وبينت أن هذا المستوى من الثقة يعكس نضجاً علمياً حقيقياً».