كيف فرضت منحوتة مساحتها في عالم الموضة والفن؟https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D8%A9/5118019-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%81%D8%B1%D8%B6%D8%AA-%D9%85%D9%86%D8%AD%D9%88%D8%AA%D8%A9-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86%D8%9F
دار «فندي» تتوسع في مبنى أيقوني كان للفنان أرنالدو بومودورو
تعرض فيه حالياً منتجات الدار إلى جانب قِطع فنية (تصوير: سيلفيا ريفولتيلا)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
كيف فرضت منحوتة مساحتها في عالم الموضة والفن؟
تعرض فيه حالياً منتجات الدار إلى جانب قِطع فنية (تصوير: سيلفيا ريفولتيلا)
منحوتة كانت السبب في شراء مبنى تحوَّل، فيما بعد، إلى متحف يحتضن إبداعات الفنان أرنالدو بومودورو، ثم إلى محل معاصر يستعرض منتجات راقية لا تقلُّ فنية عن إبداع حرفيي دار «فندي».
تعود القصة إلى عام 1999، عندما اشترى الفنان أرنالدو بومودورو مبنى حوّله إلى استوديو ومعرض خاص به في حي سولاري بميلانو. كان بمساحته الوحيد القادر على استيعاب منحوتته البرونزية الضخمة، Novecento، التي تُعرَض حالياً على مقربة من «بالاتزو ديلا سيفيلتا» الإيطالي، المقر الرئيسي لدار «فندي» في روما.
يجسد نظرة «فندي» الفنية خصوصاً أن مساحته كانت مُغرية لاحتضان عروضها
في سنة 2013، وعندما قرَرت «فندي» التوسع في ميلانو لم تجد أفضل من هذا الاستوديو حضناً لإبداعاتها، فهو يجسد نظرتها الفنية، إضافة إلى أن مساحته التي أغْرت بومودورو كانت هي أيضاً العنصر المُغري لـ«فندي»، فهي شاسعة تسمح بعرض منتجاتها، وفي الوقت نفسه تنظيم أنشطة وعروض أزياء عبر منصة جرى توسيعها ليصل طولها إلى 1650 متراً مربعاً، احتضن، في الموسم الماضي، تشكيلتها لموسم خريف وشتاء 2025-2026. لم تخيِّب مساحته ظنها، إذ استوعبت كل ضيوفها.
المثير في العلاقة بين «فندي» والفنان أرنالدو بومودورو أنها لا تقتصر على المبنى أو على كونه فناناً مبدعاً، هو أيضاً مهتم بالموضة، وله صولات فيها؛ لكن من بوابة الأوبرا. له عملان مهمان في هذا المجال حافظت عليهما «فندي» ووضعتهما أمام مدخل محلها الجديد ليشهدا أن العلاقة بينها وبين الفنان تشمل الأزياء كذلك. الأوبرا الأولى بعنوان «ديدو، ملكة قرطاج» من تأليف كريستوفر مارلو، جرى عرضها في عام 1986، والثانية بعنوان الملك أوديب، من تأليف إيغور سترافينسكي، جرى تقديمها في عام 1988.
تعرض فيه حالياً منتجات الدار إلى جانب قِطع فنية (تصوير: سيلفيا ريفولتيلا)
عندما تسلّمت «فندي» المبنى في ميلانو، أول مرة، كان لا بد من إعادة تصوّره بالكامل. وسَّعت مساحته ولم تمسَّ هويته الصناعية وأياً من العناصر التي تُذكِّر بتاريخه؛ فالمبنى له تاريخ عريق في المجال الصناعي، حيث شُيّد ليكون منشأة صناعية مخصصة لإنتاج التوربينات الكهربائية، وكان سبّاقاً في هذا المجال، فقد كان المُصدِّر الأساسي لهذه التوربينات إلى محطة الطاقة الكهرومائية لشلالات نياجارا. هذا التاريخ يُفسر خرسانته الخفيفة وهياكله المعدنية المكشوفة ونوافذ السقف التي يمكن إغلاقها بالكامل.
حافظت الدار على شخصيتها الصناعية وركزت على المساحة (فندي)
حرصت الدار أيضاً على شخصيته الفنية، بتقسيمها المساحة الداخلية المتألقة بألوان محايدة تُعززها عناصر من الخشب والرخام، إلى عدة أجزاء مستقلة، منها منطقة الكواليس والمشغل، ومساحة أخرى للعرض. كل مساحة مستقلة عن الأخرى لا يربط بينها سوى ممر بانورامي مرتفع فوق مساحة العرض يوجد في الطابق الأول.
كل شيء في المبنى يضج بالأناقة الإيطالية (تصوير: سيلفيا ريفولتيلا)
رغم التاريخ الصناعي للمبنى من الخارج، ورغم التحف الفنية المعروضة فيه، فإن الزائر وبمجرد دخوله يستشعر روح «فندي»: ألوانها وخاماتها وترفها، فهي تظهر في الأسقف والثريات والأرائك والسجاد وكل تفصيلة.
يحكي المعرض سيرة التطوّر العمراني وسياساته في منطقة السيدة زينب عبر أكثر من ألف و200 عام، ويضمّ مجموعة كبيرة من الرسوم الاستشراقية والصور الفوتوغرافية والخرائط.
انطلق في شوارع برمنغهام قطيع يضمّ أكثر من 120 ثوراً ضمن قافلة فنّية مجانية، مُزيَّنة بأنامل فنانين محلّيين، وموضوعة في أماكن مختلفة من المدينة البريطانية.
في زخم الحركة الفنية السعودية، تبرز أسماء لفنانين وأعمال ومعارض، كما يتردد اسم «القيم الفني» الذي يتولى إخراج المعرض للجمهور عبر رؤية فنية خاصة.
عبير بامفلح (الرياض)
«هاليد ولينا»… علامة مصرية تنسج من ذكريات الماضي حداثة تتوق للعالميةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D8%A9/5164696-%D9%87%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%AF-%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%86%D8%A7%E2%80%A6-%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%86%D8%B3%D8%AC-%D9%85%D9%86-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B6%D9%8A-%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AB%D8%A9-%D8%AA%D8%AA%D9%88%D9%82
«هاليد ولينا»… علامة مصرية تنسج من ذكريات الماضي حداثة تتوق للعالمية
بين التصاميم الهندسية والتفاصيل الأنثوية خلق خالد صورة تتوق للعالمية (الشرق الأوسط)
على الرغم من أنها لا تزال في بداياتها، فإن العلامة المصرية Haled&Lena «هاليد ولينا» تتمسك بالجرأة والتجريب. رغم أن الأفكار المفاهيمية في التصميم هي التي تُميّزها، فإن ذكريات قديمة وعناصر من الماضي أكثر ما يُلهمها.
معاطف بأكتاف حادة تكشف عن القوة والثقة، فساتين «مكرمشة» ومنحوتة تُبرز جمال الجسد والروح، تنورات مفعمة بالأنوثة، بنطلونات متعددة الطبقات «Layered Pants»... والثقافات أيضاً، بدلات بأحجام واسعة. كلها بأقمشة تتميز بالنعومة والشفافية وتناسب الأمسيات الزاخرة باللحظات السعيدة، كما تزخر بالأفكار العملية لنهارات تتطلب العمل والحركة.
تصاميم مستوحاة من الذاكرة بأسلوب حداثي ومعاصر (الشرق الأوسط)
هذه القطع التي تتعارض وتلتقي في الوقت ذاته، تحمل توقيع خالد فريد. شاب طموح أسس دار الأزياء بالتعاون مع لينا أبو سريع، خبيرة تجميل ربطته بها علاقة صداقة قوية؛ وهو ما يفسر اسم العلامة الذي يحمل الاسم الأول لكل منهما. لكن «خالد» تحول إلى «هاليد»؛ بسبب عدم قدرة أحد أصدقائه الأجانب على نُطق الخاء.
الولع بالجمال والموضة جمع الصديقين؛ فقبل «هاليد ولينا» عمل كل منهما في عالم الجمال والموضة. تخصص خالد في تنسيق أزياء علامات تجارية معروفة مثل «أختين»، «مغربي»، «دخون» الإماراتية، «فاما»، في حين عملت لينا فنانة ماكياج وخبيرة تجميل. تعاملت لسنوات مع نجمات ووجوه تمثل علامات تجارية مثل ريتمو أباريل، وبي إندي، وباي ريما الشهيب، وبيمن وغيرها.
استحضار الماضي بلغة معاصرة أمر أساسي بالنسبة لخالد فريد (الشرق الأوسط)
لكن عندما قرر الصديقان تأسيس علامة خاصة بهما، كان أول شيء اتفقا عليه هو التخلص من تأثير أي من العلامات التي سبق وعملا فيها أو تعاملا معها. انطلقت فكرتهما من ضرورة تقديم تصاميم غير نمطية تُعبّر عنهما وتخاطب كل من يريد التفرد.
من هذا المنظور، يستلهم فريد تصاميمه من «أرشيفه العاطفي» وفق قوله وذاكرته البصرية التي تتراوح مكوناتها ما بين الريف المصري حيث نشأ، والمدينة الصاخبة القاهرة حيث يقيم راهناً، إلى جانب سفرياته وشغفه بعالم الموضة. بدورها، تُبدي لينا أبو سريع، التي تتولى الأمور الإدارية، رأيها في كل قطعة. لكن بعين عاشقة موضة تلتقط نقاط الجمال وتفاصيله.
المعطف قطعة أساسية في تشكيلته وجاء بأشكال متنوعة... لكن دائماً مبتكرة (الشرق الأوسط)
بالنسبة للكثيرين، فإنه مع حلول فصل الشتاء، يُعد وجود معطف في خزانة أي شخص من الأساسيات، كما يشكل قطعة لا يجب التباخل عليها من قِبل المشتري أو الإبداع فيها من قِبل المصمم. وهذا ما تلاحظه في مجموعة «هاليد ولينا» لشتاء 2025، فإن الأمر يجمع الأناقة بالعملية، خصوصاً وأنها تمثل لفريد قطعة «مٌحمَّلة بالذكريات والحنين».
استدعى خالد فريد من ذاكرته المعطف الواسع الذي كان يرتديه والده فوق «الجلابية» الريفية التقليدية - وهو أمر كان معتاداً في الريف المصري زمان ـ نوعاً من الفخامة وللوقاية من برودة الطقس، ليقدم تصميماً معاصراً له.
المعطف الأسود قطعة أساسية في علامة «هاليد ولينا» (1)
تستند معاطف المجموعة، وهي للمرأة والرجل على السواء، إلى جلد نابا الناعم المرن، وهي كبيرة الحجم، ذات تصميم مزدوج الصدر، وياقة من جلد التمساح، بارزة من أحد الجانبين. تفاصيلها وخاماتها تضفي عليها الفخامة وفي الوقت نفسه تساير أحدث اتجاهات الموضة بعمليتها.
بيد أن منبع الاستلهام الأكبر في تصاميم فريد يبقى لوالدته ياسمين التي يكاد يطلق اسمها على كل تصاميمه. يقول لـ«الشرق الأوسط»: «كانت أمي محجبة، لكنها دائماً تختار أغطية الشعر من الشيفون، فمن هنا أحببت هذه الخامة الناعمة والشفافة وكل ما يقارب ملمسها».
يتذكر فريد كيف كان يتدرب على التصميم مستعملاً أوشحة والدته، معلَقاً: «من هنا بدأ ولعي بالرسم والتصميم».
كل قطعة من تشكيلة «أمورال» - وفق قوله - تجسد قطعة فريدة من نوعها، بتميزها وفخامتها. والجميل فيها أنها لا تتطلب الكثير من المرأة لكي ترفع من مستوى جمالها أو رفاهيتها. إنها ببساطة مجموعة مناسبة لـ«السجادة الحمراء»، مثل فستان بلون عنابي بقماش «مكرمش».
الكرمشات كما ظهرت في فساتين من تصاميمه (الشرق الأوسط)
مع هذا الفستان تشعر المرأة أن الكرمشات دعوة لاحتضان أسلوبها الشخصي، بعيداً عن النمطية أو المفهوم التقليدي للأناقة والجمال. هذه الكرمشات أيضاً عملية من ناحية أن تحرر المرأة من قيود الشكل المتناسق بالكامل. فهي تبدو هنا أنيقة بشكل طبيعي.
يوضح المصمم أن هذا لا يتعارض مع الأناقة الرسمية في المناسبات المهمة مثل السجادة الحمراء. يقول: «سبق أن رأينا على سبيل المثال في حفل (ميت غالا) فستان ميشيل يوه المصنوع من رقائق الألمنيوم من (بالنسياغا)، وكذلك فستان غريتا جيرفيغ الوردي المتجعد والمرح من العلامة نفسها في (كان)».
هنا يتذكر فريد من جديد والدته وكيف ألهمته وهو صغير: «كنت أتعجل الخروج مع أصدقائي؛ لنلعب سوياً، فأمد يدي وأسحب ملابسي من الخزانة من دون كي، فتزجرني أمي، لكنها تتقبل الأمر وهي تضحك».
يتابع بتأثر: «بالنسبة لي يكمن جمال هذه الملابس في عفويتها المتأصلة وما تمنحه لصاحبها من راحة وشعور بالانطلاق».
رغم أنه يستلهم من محيطه وذكرياته، لا تتعمد علامة «هاليد ولينا» تقديم تصاميم مصرية الهوية؛ فهي تأتي بالفطرة. يترك الأمر إلى ما يوحيه له خياله وما يتذكره من تجارب خاصة، وما يتطلبه الواقع. فالموضة بالنسبة له «مرادف للتغيير والتجديد أولاً وأخيراً». حتى القديم يمكن أن يخضع للتجديد ليواكب العصر ويبقى حاضراً.
أناقة معاصرة بنكهة الذكريات من خلال استعماله الطبقات المتعددة (الشرق الأوسط)
يستشهد على هذا بموضة «الطبقات المتعددة» المتكونة من تنورات فوق بنطلونات كانت ولا تزال تُستعمل بطريقة عفوية في الأماكن الشعبية والقرى البعيدة من قِبل الرجال والنساء على حد سواء. هي الآن موضة عالمية تقدمها أرقى بيوت الأزياء العالمية، كذلك كثير من التوجهات الرائجة التي يمكن أن نجد لها جذوراً في ثقافات بعيدة جغرافياً وثقافياً عن باريس أو ميلانو أو نيويورك. وليس أدل على هذا من موضة الشباشب التي كانت رائجة في مصر والدول العربية وتشهد انتشاراً عالمياً بعد أن صاغها مصممون عالميون بطريقتهم وسوّقوها بشكل جذاب.
يعترف خالد بأن أحد المصادر التي استلهم منها هي «رجل الروبابكيا»، وهو ما يظهر في مجموعة بنطلونات بطبقتين. يتذكر كيف كان رجل الروبابكيا يتجول في الحي الذي يسكنه، بزيه المميزة؛ ما حفر صورة مليئة بالنوستالجيا في ذاكرته. هذه الموضة ظهرت أيضاً في عروض أزياء عالمية مثل عرض دار «دولتشي آند غابانا».
يعلّق خالد فريد بأن المصمم العربي أولى بإعادة صياغتها؛ لأنه يفهمها، وكل ما عليه أن يقدمها بأسلوب راقٍ يجمع الابتكار والإبداع ولو جاء الأمر على حساب الربح التجاري.