زياد نكد يستلهم من الورود مجموعته الجديدة لربيع وصيف 2025

زياد نكد يستلهم من الورود مجموعته الجديدة لربيع وصيف 2025
TT
20

زياد نكد يستلهم من الورود مجموعته الجديدة لربيع وصيف 2025

زياد نكد يستلهم من الورود مجموعته الجديدة لربيع وصيف 2025

في عرضه الأخير خلال موسم باريس للأزياء الراقية، قدم المصمم اللبناني زياد نكد تشكيلة «تحاكي الخيال» حسب قوله. فيها وضع «بصمة جديدة تُوثق منحنى مختلفاً ونهجاً شبابياً يعكس التجدد».

أما كيف ترجم كل هذا فمن خلال تصاميم جريئة، لعب على أقمشتها بتطريزات يدوية سخية بدرجة كادت أن تُغير شخصية القماش وتخفي ما إذا كان من الساتان أو الحرير أو الموسلين. غني عن القول أنه لعب أيضاً على أحجامها. فتارة هي تعانق الجسم وتارة تنسدل عنه. حتى الأكمام تباينت وتراقصت على النغمة ذاتها.

استقى من الورود ألواناً وبتلات طرَّزها على الكثير من القطع (زياد نكد)

في بعض الإطلالات تشعر بأنه تقمص دور رسام يعشق الطبيعة والورود تحديداً، خصوصاً وأنها حملت في مجملها شغف المصمم بالتفاصيل الدقيقة، سواء كانت أكماماً منفوخة أو قصات مفعمة بالأنوثة تخاطب امرأة تميل إلى أسلوب أميرات الأساطير أو مفصلة بأسلوب هندسي يعكس القوة ويخاطب امرأة تتوق لفرض نفسها. لكنها في كل الحالات تعتز بأنوثتها ولا تريد التنازل عنها.

رؤية جمالية ملهمة

استوحى الكثير من التفاصيل من زهرة الإيريس التي كانت عنوان تشكيلته (زياد نكد)

تتألف المجموعة من 36 قطعة. تغيرت ألوانها وتطريزاتها، لكنها تعكس توجه المصمم ولعبه على النعومة والجرأة، ومحاولاته الابتعاد عن التقليدي. اختار لها «إيريس» Iris عنواناً. قال إنه استلهمها من هذه الزهرة؛ الأمر الذي يفسر تفاصيل كثيرة ترجمها بمهارة في فساتين سهرة، من اللون البنفسجي إلى الأشكال التي تمت حياكتها بتقنية ثلاثية الأبعاد لتحاكي بتلات هذه الزهرة، وفي قطع أخرى ظهرت أشكال حلزونية دقيقة، تشير إلى حديقة غنَّاء يتعايش فيها الكل.

ألوان ناعمة وأنثوية

من عرضه لربيع وصيف 2025 (زياد نكد)

لم تقتصر الألوان على البنفسجي، وشملت درجات أخرى تتباين بين الحيوي والهادئ. تضمنت مثلاً الكثير من الألوان الزهرية إضافة إلى الأسود، مع لمسات متناثرة من اللونين الرمادي والبرونزي المطرز بحبات براقة ليكون جزءاً من قائمة الألوان الجريئة التي اختارها المصمم في إطلالات الموسمين المقبلين.

لعب على الأحجام والتفاصيل (زياد نكد)

لم يضاهِ تنوع الألوان سوى أنواع الأقمشة. كلها تنبض بالفخامة، لكن يبرز فيها استخدام الموسلين المطرز بدقة، كذلك حرير الكريب والتول. لم ينسَ المصمم أن يطرّزها لمزيد من التألق.

كانت مجموعة من الفساتين محددة على الجسم تحتفل بتضاريسها (زياد نكد)

فستان العروس

أخيراً وليس آخراً، لا يمكننا الحديث عن هذه التشكيلة دون ذكر فستان العروس. فهو أغلى قطعة في أي تشكيلة تُعرض في موسم الـ«هوت كوتور»، كما أنها القطعة التي يصبّ فيها المصمم كل ما لديه من مهارة وخبرة.

فستان عرس هذا العام عبّر فيه المصمم نكد عن رؤية فنية تحتفل بالأنوثة، من خلال قصة الفستان الضيّقة مع ذيل طويل منتفخ دامجاً تفاصيل كثيرة عاكسة مفهوم الخياطة الراقية.


مقالات ذات صلة

لا يزال موسم الأزياء الراقية لربيع وصيف 2025 مستمراً

لمسات الموضة ستيفان رولان يُحيِّي ضيوفه في آخر العرض مع العارضة كوكو روشا (إ.ب.أ)

لا يزال موسم الأزياء الراقية لربيع وصيف 2025 مستمراً

في معظم العروض تحوَّلت العارضات إما إلى منحوتات وإما إلى أشكال معمارية متحركة.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة حتى الفساتين الفخمة اتسمت بالحيوية والديناميكية في عرض «شانيل» (رويترز)

أسبوع الأزياء الراقية لربيع وصيف 2025 وتصاميم تسعى لاختراق حدود الإبداع

المتابع العادي لموسم الأزياء الراقية، المعروف بالـ«هوت كوتور»، قد يرى الاقتراحات التي تطرح خلاله سريالية لا تمتّ إلى الواقع بصلة.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة دخول أبناء ترمب المنصة في الحفل الراقص الذي تلا تنصيبه رئيساً (أ.ف.ب)

الموضة والمال... طريق دونالد ترمب لعصره الذهبي

لم تكن صدفةً أن تختار كل من ميلانيا وإيفانكا ترمب أزياء من دار «ديور» و«جيفنشي» في حفل تنصيب الرئيس دونالد ترمب في مبنى الكابيتول.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة حقيبة مصنوعة من قشور الفواكه (الشرق الأوسط)

في السعودية... حقائب بنكهات اللومي واللافندر والرّمان واليوسفي

اختارت الشابات الفاكهة الشهيرة من مناطق سعودية، مثل اللومي في الشرقية، واليوسفي في الغربية، والرُّمان، والمانغو في الجنوب، وابتكرن حقائبَ صُنعت من جِلدها.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة كريستينا أغيليرا تضيء مسرح «جوي أووردز» بفستان من إيلي صعب (موسم الرياض)

«جوي أووردز» يمنح المصممين العرب منصة عالمية

لا تتعدى سنواته الخمس، ومع ذلك فرد «جوي أووردز» عضلاته عالمياً. أكد في دورته الخامسة أنه لا يقل إبهاراً وقوة عن حفل جوائز الأوسكار الأميركي، الذي بلغ من العمر…

«الشرق الأوسط» (لندن)

لا يزال موسم الأزياء الراقية لربيع وصيف 2025 مستمراً

ستيفان رولان يُحيِّي ضيوفه في آخر العرض مع العارضة كوكو روشا (إ.ب.أ)
ستيفان رولان يُحيِّي ضيوفه في آخر العرض مع العارضة كوكو روشا (إ.ب.أ)
TT
20

لا يزال موسم الأزياء الراقية لربيع وصيف 2025 مستمراً

ستيفان رولان يُحيِّي ضيوفه في آخر العرض مع العارضة كوكو روشا (إ.ب.أ)
ستيفان رولان يُحيِّي ضيوفه في آخر العرض مع العارضة كوكو روشا (إ.ب.أ)

المصمم المخضرم جيورجيو أرماني لخَّص مفهوم الـ«هوت كوتور» عندما قال بعد عرضه الأخير في باريس: «الهوت كوتور هو عالم ترتقي فيه الموضة لتصبح فناً».

كان على حق، ويبدو أن الأغلبية يوافقونه الرأي. في معظم العروض تحوَّلت العارضات إما إلى منحوتات وإما إلى أشكال معمارية متحركة. أما في حالة دار «فالنتينو» فإن الفن المسرحي كان وسيلة المصمم أليساندرو ميكيلي لإثبات قدراته. كان هذا أول عرض من هذا الخط يُقدمه للدار. استعمل فيه تيار الوعي أداةَ سردٍ فلسفية وبصرية، فأصاب حيناً وخاب حيناً.

سيتفان رولان

تصميم جمع فيه ستيفان رولان فنون النحت مع فنون الرقص والحركة (أ.ف.ب)

ستيفان رولان كان واحداً ممن عانقوا الجانب الفني بحرارة. فهذه عادته. صمم كل قطعة كأنها منحوتة أغدق عليها بالريش وتفنن في طياتها المتعددة، ليزيدها إبهاراً مطعَّماً ببعض الشقاوة. مع كل إطلالة تتعالى نظرات الإعجاب والعجب. يبقى الإعجاب ويتبدد العجب عندما يشرح أنه استلهم هذه التشكيلة من جوزيفين بايكر ومن كونستانتان برانكوزي.

الأولى راقصة ومغنية وممثلة وناشطة في مجال الحقوق المدنية الأمريكية، وكانت أول أمريكية من أصل أفريقي تحقق شهرة عالمية في السينما والمسارح العالمية. أقل ما يقال عنها إنها كانت جريئة وسابقة لأوانها. والثاني فنان تشكيلي ومصور روماني استقر في باريس وكان أول مَن بادر بتحديث فن النحت، بحيث تعد أعماله نقطة تحول فاصلة بين النحت الكلاسيكي والمعاصر.

ظهرت العارضات في عرض ستيفان رولان كأنهن منحوتات متحركة (أ.ف.ب)

وبما أن القاسم المشترك بين بايكر وبرانكوزي كان التحديث والخروج عن المألوف، فإن ستيفان رولان التقط هذا الخيط وقدمه بأسلوبه الخاص من دون أن يخرج عن النص الذي كتبه لنفسه. من مرونة جوزفين استلهم أشكالاً ملتوية بانحناءات وطيّات يسهل على المرأة أن تتحرك فيها، ومن الفنان برانكوزي أشكالاً هندسية هي الأخرى تعانق الجسم. رغم بنائها القوي تتمتع بليونة وطواعية لا تُخطئها العين.

الريش استحضر جوزفين بايكر وكان لافتاً في الفستان الأبيض الذي اختتمت به العارضة الكندية كوكو روشا العرض (أ.ف.ب)

هذا المزج جعل العرض يبدو كأنه استعراض لسلسلة من اللوحات الفنية مرسومة بالحرير والأورغانزا مع تطريزات اعتمد فيها على أحجار الكريستال والعاج وثنيات فنية، تلتوي وتتحرك مع كل خطوة لتُذكِّر بجوزفين بايكر وهي تؤدي رقصاتها الجريئة. حتى الريش الذي كانت تتزين به وأصبح لصيقاً بها ظهر وكان لافتاً في الفستان الأبيض الذي اختتمت به العارضة الكندية كوكو روشا العرض.

أليساندرو ميكيلي لـ«فالنتينو»

عاد ميكيلي بمخيلته إلى حقب زمنية تاريخية وفنية مختلفة بوصفها مصدر إلهام (فالنتينو)

كان الكل يترقب عرض أليساندرو ميكيلي لدار «فالنتينو». فعدا أنه أول عرض سيقدمه للدار من هذا الخط، فإن المصمم معروف بجنوحه إلى المبالغة في التطريز ومزج المتناقضات وشغفه بجمع الفينتاج بالحداثي. من هذا المنظور فإن موسم الـ«هوت كوتور» فُرصته ليصول ويجول كما يريد. وهذا ما فعله من خلال تشكيلة «Vertigineux» ومعناها «دوار». عنوان أراده أن يعكس دورة الحياة وكيف أن الماضي جزء من الحاضر ترسخه الذكريات والكتب والصور والفهارس والمتاحف والأفلام السينمائية. وإذا انتابك أي التباس حول فكرته هذه، شرح أن «الموضة، أو على الأصح كل قطعة هنا، ترتقي إلى مستوى الشِّعر لتصبح أداة بصرية وجمالية وسردية».

تصميم يستحضر ماري أنطوانيت في عرض أليساندرو ميكيلي لدار «فالنتينو» (فالنتينو)

ويتابع أن أي فستان يتعدى دوره المادي ليصبح مع الزمن «بمنزلة قاموس يحفظ الذكريات أو أرشيف سردي، يتضمن تركيبات مستوحاة من ثقافات بعيدة وأجواء مختلفة وحكايات من الماضي لا تزال تتردد أصداؤها في الحاضر».

ولأن دوران الزمن كان محوراً أساسياً في تشكيلة المصمم الإيطالي، فقد استعان بعارضات فوق الخمسين والستين من العمر، في إشارةٍ إلى أن الزمن جزء من دورة الحياة «لا يؤثر بل يزيد قوة وجمالاً».

استعان أليساندرو ميكيلي في عرضه لدار «فالنتينو» بعارضات فوق الخمسين والستين (فالنتينو)

ثمانية وأربعون فستاناً، كل واحد منها يمثّل شخصية وحقبة زمنية وحكاية، لكن المشكلة أن انتقاله من حقب زمنية تاريخية مختلفة، ورغبته في احتضان الكل، سواء كان مهرجاً في سيرك أو إمبراطورة من حقبة ماري أنطوانيت، يصيبان الناظر بالدوران ودوامة من الحيرة. نعم كان غنياً بالأفكار الفلسفية والألوان الغنية والتصاميم المعقدة، إلا أنه بالنسبة لامرأة ترغب في قطعة فنية تتباهى بها وتتحرك فيها بسهولة، يحتاج إلى وقفة تفكير تتعدى الفلسفي والسردي. ولا بأس من جلسة مع المصمم نفسه لإجراء تغييرات طفيفة. فهذا أولاً وأخيراً الموسم الذي يوفر لزبونة الـ«هوت كوتور» قطعة فريدة من نوعها، لا يُفترض فيها أن تُغير أساسها أو المساس برؤية مصممها، لكن لا بأس أن تناسب مقاسها وذوقها.

«أرماني بريفيه»

جيورجيو أرماني في آخر العرض (جيورجيو أرماني)

أمر يعرفه المخضرم جيورجيو أرماني، الذي يحتفل بمرور 20 عاماً على إطلاق خطه الخاص بالـ«هوت كوتور»، ولم يُغير فيها المصمم جلده أو قناعته بأهمية الحرفية وأن الأساس هو التفصيل الذي لا يُعلى عليه. وصفته أيضاً تطويع الأقمشة لتشكيل تصاميم مبتكرة تحتفي دائماً بأنوثة المرأة برقيّ.

أطلق على هذه المجموعة اسم «Lumières»، أي «أضواء»، وسلَّط فيها الأضواء على مسيرة عمرها 20 عاماً، من خلال نحو 93 إطلالة تستكشف أسرارها. تأخذنا في رحلة ممتعة تُذكِّرنا بأن منابع استلهامه كثيرة، منها: الصين والطبيعة البولينزية، والهند بأبَّهتها وفخامتها، واليابان بحداثة خطوطها، وشمال أفريقيا بدفئها ونخيلها.

تشكيلة «أرماني بريفيه» كانت غنية بالتطريز والتفاصيل الأنيقة (جيورجيو أرماني)

إلى جانب التطريزات وتطويع الأقمشة لتتماهى مع الجسم، أتقن المصمم لعبة الألوان. في مجموعة ربيع-صيف 2020، مثلاً شكلت ألوان الأخضر اللامع والأزرق النيلي والفوشيا والأحمر، أنماطاً خيالية من نقشات الـ«إيكات»، ولربيع-صيف 2023، استلهم من فينسيا تشكيلة تراقصت فيها الأضواء لتشكل خطوطاً وألواناً متلألئة تتماوج مع كل حركة.

من عرض «أرماني» الأخير الذي احتفل فيه بمسيرة 20 عاماً على إطلاقه خطه «بريفيه» (جيورجيو أرماني)

أما في مجموعة ربيع-صيف 2024، فأخذنا في رحلة من الغرب إلى الشرق: فساتين مستوحاة من الكيمونو، وجاكيتات طويلة، وسراويل ضيقة عند الكاحل، وفساتين فضفاضة خفيفة الوزن، الكثير منها مطرز باللؤلؤ.

لكن في كل هذه المجموعات ظل أسلوبه واحداً لم يتغير. لسان حاله يقول إن ما بُني على جينات «أصيلة» لا يحتاج إلى تغيير.