كريستينا أغيليرا تضيء مسرح «جوي أووردز» بفستان من إيلي صعب (موسم الرياض)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
«جوي أووردز» يمنح المصممين العرب منصة عالمية
كريستينا أغيليرا تضيء مسرح «جوي أووردز» بفستان من إيلي صعب (موسم الرياض)
لا تتعدى سنواته الخمس، ومع ذلك فرد «جوي أووردز» عضلاته عالمياً. أكد في دورته الخامسة أنه لا يقل إبهاراً وقوة عن حفل جوائز الأوسكار الأميركي، الذي بلغ من العمر 96 عاماً.
في هذه الدورة جمع حفل «جوي أووردز» كالعادة وجوهاً عالمية وعربية من كل فئات الترفيه: الفن والرياضة والموضة. الفرق؟ زادت جرعة الجمال والإبهار. والأهم: حصل المصممون العرب على منصة عالمية من أرض عربية. منحتهم النجمات الأولوية.
حصل المصمم زهير مراد على جائزة الترفيه الفخرية لعام 2025 تقديراً لمسيرته المتميزة (زهير مراد)
المتابع للفعالية لا يخامره شك أن الموضة كانت جزءاً لا يتجزأ منه، وربما ملحة أيضاً بالنسبة للمتحمسين، خصوصاً أن المصممين العرب لم يخيبوا الأمل. منهم من حضر شخصياً، مثل زهير مراد الذي تسلم شخصياً جائزة الترفيه الفخرية لعام 2025، تقديراً لمسيرته المتميزة، ومنهم من انضم إلى قائمة «الحاضر الغائب».
تارا عبود في فستان من رامي قاضي (رامي قاضي)
في هذا المشهد المثير، كان حماس الحضور لافتاً، لا سيما من الجنس اللطيف. مثل المصممين، كان لسان حالهن يقول إن البيت بيتهن والعُرس عرسهن. أمّا فيما يتعلق بخياراتهن، فشتان بين الأمس واليوم. اكتسبت الإطلالات رقياً قد يعود سببه إلى التعلم من دروس الماضي. فعدد من النجمات اللاتي تألقن في هذه المناسبة، تلقين انتقادات لاذعة في مهرجانات سينمائية سابقة لظهورهن بأزياء، أقل ما يقال عنها، إنها لم تكن في المستوى.
حرصن على تفادي أي مطبات أو أخطاء باستعانتهن بخبراء وخبيرات أزياء، كانوا صلة الوصل بينهن وبين المصممين وبيوت الأزياء العالمية لاختيار المناسب. فالغالبية تعلَّمت من نجمات هوليوود بأنه في هذه المناسبات تكون المصلحة المتبادلة بينهن وبين المصممين.
الممثلة رزان جمال مثلاً اعتمدت فستاناً أسود من «ديور» بحكم أنها سفيرة الدار. النجمة التركية توبا بويوكستون خطفت الأنظار بفستان من مجموعة قديمة للمصمم الفرنسي جان بول غوتييه، بينما صرَّحت النجمة أصالة بأنها ترتدي زياً من نيكولا جبران.
المغنية كريستينا أغيليرا قدمت عرضها في فستان من إيلي صعب (موسم الرياض)
بينما اختارت كاميلا ألفيز زوجة ماثيو ماكونهي وكريستينا أغيليرا وأنغام وريتا حرب فساتين من «ميزون إيلي صعب» ومنى زكي فستاناً من زهير مراد، بينما كان طوني ورد هو مصمم فستاني ماغي بو غصن ونيللي. أما رامي قاضي فكان حاضراً من خلال كل من ليلى أحمد زاهر وماريتا حلاني وتارا عبود. المصممان جورج حبيقة وجان بيار خوري أيضاً كان لهما نصيب من الحفل، الأول من خلال يسرا وفستانها الأحمر اللافت، والثاني من خلال ياسمين صبري ودرة زروق.
أما مؤثرات ونجمات من المغرب مثل أسماء لمنور وسلمى رشيد، فتمسكن بالقفطان المغربي. من جهة لأنهن يُقدِّرن جمالياته، ومن جهة ثانية لسد باب أي انتقادات قد يشنها عليهن الجمهور المغربي المتحمس لهذا الزي.
لم يكن التوقيت في مصلحة المصمم... ما بين تغير سلوكيات المستهلك، والركود الذي تشهده الأسواق الآسيوية، كما أن اقتراحاته كانت هادئة لم تُحفز الرغبة في الشراء.
اختتم أسبوع دبي لخريف وشتاء 2025-2026 يوم السبت الماضي، بعرضٍ مثير للمصمم الهندي مانيش مالهوترا. كان عالمياً بكل المقاييس، ليس من ناحية تنوع التصاميم وبريقها…
حققت كارلا بروني، عارضة الأزياء المعتزلة، سباقاً من نوع الماراثون، لكي تلحق بعدد من عروض الموضة الراقية التي تستضيفها باريس. وجدت المغنية مكانها في الصفوف…
بعد طول مكابرة... صناع الموضة يُراهنون على منطقة الشرق الأوسط بكثافةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D8%A9/5110390-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%B7%D9%88%D9%84-%D9%85%D9%83%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%A9-%D8%B5%D9%86%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D8%A9-%D9%8A%D9%8F%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D8%A8%D9%83%D8%AB%D8%A7%D9%81%D8%A9
بعد طول مكابرة... صناع الموضة يُراهنون على منطقة الشرق الأوسط بكثافة
من عرض «فيلفيتي كوتور» (مجلس الأزياء العربي)
استيقظ العالم يوم الأربعاء على خبر استغناء دار «غوتشي» عن مصممها ساباتو دي سارنو بعد عامين فقط. بهذا ينضم إلى لائحة طويلة من المصممين الذين تم الاستغناء عنهم بسبب تراجع المبيعات ورغبة المجموعات المالكة استرجاع بريق سرقته منها الأزمة الاقتصادية العالمية وتغير سلوكيات المستهلك. في خضم هذه الأزمة التي عصفت بصناعة الموضة في أوروبا وأميركا، ظلت منطقة الشرق الأوسط في منأى عنها. بالعكس هي تغلي منذ سنوات بأحداث ونشاطات تؤكد أن مستقبلها وردي بكل المقاييس.
صورة أرشيفية لأنا وينتور التي افتتحت مكاتب مجموعة «كوندي ناست» حديثاً في دبي
أكبر دليل أن عرابة الموضة العالمية، والمسؤولة عن مجلات «فوغ» بكل نسخها، أنَّا وينتور، حطّت في دبي منذ أسابيع قليلة بعد الكثير من المكابرة والرفض. السبب أن مجموعة «كوندي ناست» المالكة لـ«فوغ» و«ترافلر» و«جي كيو» وغيرها من المجلات البراقة، اكتشفت أن المنطقة منجم ذهب. سَلمت الأمر لشركة «نيرفورا» بداية لجس نبض السوق... وانتظرت. بعد خمس سنوات تقريباً تأكدت أن موسم القطاف قد حان، وأنه لا بد من الوجود في منطقة تؤكد كل المؤشرات أنها أمل صناع الموضة حالياً. أدركت المرأة الجليدية، كما يحلو للبعض تسميتها أن المكابرة في هذه الحالة خسارة. حضرت شخصياً في الشهر الماضي لتفتتح مكاتبها بدبي. ليس هذا فحسب. تغزلت بالمنطقة كما لم يتغزل قيس بليلى، هي التي كانت تستبعد فكرة أن يكون لهذه المنطقة مجلتها الخاصة.
علامة «ليم» السعودية افتتحت عدة فروع عالمية لتنافس «زارا» وغيرها من المحلات المهمة (ليم)
لكن أنا وينتور ومعها مجموعة «كوندي ناست» ليست وحدها من انتبه إلى أهمية الشرق الأوسط كمنطقة واعدة، بعد أن أثبتت قدرتها على الصمود في وجه الأزمة العالمية. فالموضة فيها منتعشة وتنمو بمعدل سريع. قد لا تكون بديلاً للسوق الصينية، بالنظر إلى الحجم والكثافة السكانية، لكنها تبقى الخيار الأفضل. فالسوق الصينية تشهد تراجعاً كبيراً منذ جائحة «كورونا»، وزاد الوضع سوءاً بعد انهيار سوق العقارات فيها وما سببه من خسارات فادحة لشريحة كبيرة كان صناع الموضة في أوروبا وأميركا يُعوِلون عليها. ومع ذلك ظل أمل التعافي يراودهم. بيد أن استمرار التذبذبات الاقتصادية والاضطرابات السياسية في الولايات المتحدة، وألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا لا تُبشِر بالخير. عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، واقتراحاته برفع تعريفات جمركية على السلع المستوردة، تزيد من حالة التوجس والقلق.
المنطقة العربية
الموضة السعودية تنمو بشكل سريع يشجع الكثير من أبناء البلد على المزيد من الإبداع (خاص)
دبي والرياض في المقابل، تعيشان عصراً ذهبياً. هناك انتعاش تشمه في الأجواء تتخلله رائحة منافسة بين العاصمتين لتعزيز صناعات الموضة والتجزئة، وبناء البنية الأساسية اللازمة لتعزيز مكانتهما عالمياً بشكل جدي وبدعم حكومي.
البيانات الصادرة حديثاً عن يورومونيتور إنترناشيونال تشير إلى أن دولة الإمارات تحتل حالياً المرتبة الثانية من حيث حجم سوق الملابس في دول مجلس التعاون الخليجي، بنسبة 36.8 في المائة من إجمالي مبيعات الملابس في المنطقة. المرتبة الأولى للمملكة السعودية.
من اقتراحات المصممة السعودية وعد العقيلي في أسبوع الرياض لخريف وشتاء 2024 (هيئة الأزياء)
المنافسة للاستحواذ على مرتبة الصدارة والحفاظ عليها تأخذ أشكالاً كثيرة، منها تنظيم أسابيع موضة بمستوى عال لإبراز مهارات وإمكانات مبدعيهما. إلى جانب الرغبة في احتضانهم وتوفير منصة مناسبة لهم يستعرضون فيها قدراتهم، هناك رسالة موجهة لصناع الموضة العالميين بأن المنطقة لم تعد مجرد مستهلكة. هي الآن منتجة وتمتلك صوتاً مسموعاً وذوقاً رفيعاً، سواء كان هذا الذوق على مزاجهم أم لا.
السعودية تحديداً سوق واعدة باستراتيجياتها الجريئة وأيضاً بشبابها، إذ إن متوسط أعمار نحو 44 في المائة منهم دون سن الثلاثين. هؤلاء يُحركون قطاع الموضة وينعشونه كما أنهم متعطشون لاستكشاف المزيد والتفاعل مع الغير.
فعاليات ثقافية وإبداعية
لقطة من قمة التجزئة التي احتضنتها العاصمة الرياض (خاص)
لتغذية فضولهم وتعطشهم للمعرفة، احتضنت الرياض في بداية العام الحالي عدة فعاليات تسلط الضوء على مكانة السعودية كمركز رائد في عالم الموضة من خلال حوارات توضح كيف يمكنهم الاستفادة من الانتعاش الحاصل حالياً في المملكة بطرق عقلانية ومدروسة. قمة التجزئة مثلاً استقطبت أكثر من 400 مشارك انضموا إلى حوارات حول مشهد التجزئة المتنامي في ضوء رؤية السعودية 2030 ما استخلص من هذه القمة أن نمو الطلب على منتجات الأزياء في مجال البيع بالتجزئة أصبحت تقدر هذا العام بـ48 في المائة أي نحو 32 مليار دولار أميركي. مبيعات السلع الفاخرة أيضاً سجلت نمواً بنسبة 19في المائة، وفق تقرير صدر عن هيئة الأزياء السعودية بعنوان «حالة الأزياء في المملكة العربية السعودية 2023».
في الشهر ذاته، نظمت هيئة الأزياء قمة WWD احتفاءً بالمواهب المبدعة، والعلامات التجارية المحلية بهدف بناء حضور أوسع وتحقيق تطلعات واعدة، باعتبارها من الأسواق العالمية. كان فاوستو بوغليسي، المدير الإبداعي العالمي لعلامة روبرتو كافالي من بين الحضور. وقد بهره ما رأى.
من تشكيلة تيما عابد في أسبوع الرياض لخريف وشتاء 2024 (هيئة الأزياء)
في حديث مع «الشرق الأوسط» قال إنه لم يكن يتوقع ما عاينه في الشوارع من تطور مدهش في مجال الموضة، سواء تعلق الأمر بـ«أزياء الشارع» أو الأزياء المحتشمة التي تُعبِر عن الهوية والثقافة العربية بأناقة معاصرة.
دبي والرغبة في المرتبة الخامسة:
من عرض «فيلفيتي كوتور» (مجلس الأزياء العربي)
دبي لم تقف مكتوفة الأيادي أمام المد السعودي. فهي ترى أنها أحق بمرتبة الصدارة في منطقة الشرق الأوسط نظراً للاستثمارات التي تقوم بها منذ زمن أبعد في مجالات إبداعية متنوعة، على رأسها الموضة. ثم أنها منذ أكثر من عشر سنوات تعمل كل ما في وسعها لتكون في المرتبة الخامسة ضمن أسابيع الموضة العالمية بعد نيويورك وميلانو ولندن وباريس. بات الأمر بالنسبة لها قاب قوسين حسب المواسم الأخيرة لأسبوع دبي.
أسبوع دبي
بنسخته الأخيرة لخريف وشتاء 2025 – 2026 أكد أنه الآن أشد ورؤيته أوضح بعد أن حصل على دعم من حي دبي للتصميم ومجلس الأزياء العربي. قوته تكمن في أنه يُوفِر منصة لمصممين من كل الوطن العربي إلى جانب مشاركين من آسيا وأوروبا وأميركا واستراليا. هؤلاء يأتون من كل صوب على أمل استقطاب ود زبون مقتدر ويُقدر الموضة.
استلهمت علامة «Velvety Couture» من زها حديد تصاميم هندسية (مجلس الأزياء العربي)
من جهتها قدّمت علامة «Velvety Couture» مجموعة احتفت فيها بالمهندسة المعمارية الراحلة زها حديد ورؤيتها المستقبلية. من مركز حيدر علييف الثقافي في مدينة باكو الأذربيجانية تحديداً، والذي صممته زها أخذت الكثير من التفاصيل طرزتها على فساتين فخمة من الشيفون والتافتا والمخمل، بألوان الأبيض والأسود والرمادي والفضي.
من عرض تارا بابيلون (مجلس الأزياء العربي)
العراقية تارا بابيلون، صاحبة علامة «Tara Babylon» والمقيمة في نيويورك، قدمت مجموعة بعنوان «أميرة اللصوص Princess of Thieves»، لم تشرح سبب اختيارها للعنوان، لكن المتابع للعرض يلاحظ أن الطابع الشرقي غلب عليها. ظهر أكثر في نقشات أشجار النخيل ودرجات اللون الأخضر. كما استعملت تارا أقمشة قطنية مُعاد تدويرها، مستخدمة تقنيات النسج والطباعة والمعدات وأدوات الكروشيه. فهي ترفع راية الاستدامة في كل عرض. النتيجة هذه المرة كانت مفعمة بالديناميكية والعصرية.
من اقتراحات ديما عياد (مجلس الأزياء العربي)
ديما عياد مؤسسة علامة «Dima Ayad»، التي تحتفل بالمرأة أياً كانت مقاييسها أو مقاساتها مجموعة ظلت وفية لقناعاتها. فهي لكل مكان وزمان ولكل الأعمار والأجسام.
أما المصمم فيكتور وينسانتو مؤسس علامة «Weinsanto»، مثلاً قدَّم خلال الأسبوع مجموعة بعنوان «كابوس في المطبخ Cauchemar in the Kitchen»، قال إنه استوحاها من الطابع العام لمطعم «Georges» الباريسي، وهو ما جسَّده في النقشات الزاهية والتطريزات المستوحاة من الفنِّ الحديث.