الأسبوع الماضي، فوجئ عالم الموضة بإعلان المصمم دريز فان نوتن نيته الانسحاب من ساحة الموضة والتخلي عن الإدارة الفنية لعلامته. تشكيلته الرجالية لربيع وصيف 2025 في شهر يونيو (حزيران) المقبل ستكون مسك ختام لمسيرة حافلة، على أن تكون التشكيلة النسائية القادمة من إبداع فريق الاستوديو. فإلى الآن لم يتم الإعلان عن اسم مَن سيخلفه رغم التأكيدات أن البحث جارٍ على قدم وساق.
في رسالة بعثها صباح اليوم نفسه الذي أُعلن فيه الخبر، إلى مجموعة من صناع الموضة، منهم زملاء مهنة ومحررو أزياء، قال إن القرار قد يكون مفاجئاً لهم، لكنه فكَّر فيه طويلاً ومنذ فترة وهو يُحضر نفسه لهذه اللحظة: «الآن أشعر بأنه آن الأوان لكي أتخذ هذه الخطوة وأُفسح المجال لجيل جديد من المواهب الشابة يضيفون رؤيتهم ولمساتهم على الدار». وتابع: «أريد التركيز حالياً على الأشياء التي لم يكن لديَّ الوقت لأقوم بها... أنا حزين لكني أيضاً سعيد». المصمم الذي يبلغ من العمر 65 عاماً، أسَّس علامته منذ 4 عقود تقريباً وأصبح مع الوقت اسماً عالمياً لامعاً ووجهاً مألوفاً في عروض باريس. قدرته العجيبة على المزج بين القديم بمعنى الفينتاج والحديث كانت دائماً تثير الدهشة وتستقطب له معجبين وزبائن جدد.
تَخرّج فان نوتن في الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة في بلجيكا عام 1981. منذ أول تشكيلة قدمها بعد خمس سنوات من تخرجه، لفت الأنظار إليه من خلال أسلوب يعتمد على الألوان المتوهجة والنقشات المتضاربة والتفاصيل الغريبة لكن من دون إحداث الصدمة. كان من الطبيعي أن يفوز بعدة جوائز عالمية وأن ينظَّم له معرض خاص. كان ذلك في عام 2014 في متحف «الفنون الزخرفية» بباريس، حيث تم استكشاف تأثره بثقافة البوب وشتى الفنون وكيف انعكس هذا التأثير على أعماله. بيد أن المؤكد أنه سيدخل تاريخ الموضة ليس بوصفه مصمماً عالمياً من أصل بلجيكي فقط، بل بصفته قائداً فتح أبواب العالمية للمصممين البلجيكيين ككل. فهو الذي ترأس مجموعة «أنتوورب» الشهيرة، المكوَّنة من 6 مصممين من أبناء جيله تخرجوا كلهم في «أنتوورب» ويتمتعون بأسلوب خاص بهم خض ساحة الموضة التقليدية.
عام 2018 باع حصة من داره لشركة «بوش» الإسبانية وأعلن حينها أنه سيبقى مديراً فنياً ومشرفاً عليها من الناحية الفنية لمدة خمس سنوات، وفق ما نشر موقع «ويمنز وير دايلي». وكما حاز الاحترام منذ دخوله ساحة الموضة، ها هو يحوز الاحترام بخروجه من داره. فهو ينسحب وهو في عز نجاحه التجاري وعطائه الفني. ففي عام 2023 أعلنت شركة «بوش» التي تضم أيضاً «كارولينا هيريرا» و«جون بول غوتييه» و«نينا ريتشي» و«رابان» أن علامة «دريز فان نوتن» هي الأكثر نمواً من بين العلامات الصغيرة.