الرياض تشهد عناق النجوم ببريق الترتر واللؤلؤ

إيلي صعب: ما قُدّم كان في المستوى الذي نحلم به جميعاً ونستحقه

سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)
سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)
TT

الرياض تشهد عناق النجوم ببريق الترتر واللؤلؤ

سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)
سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)

بعد عام تقريباً من التحضيرات، حلت ليلة 13 نوفمبر (تشرين الثاني). ليلة وعد إيلي صعب أن تكون استثنائية ووفى بالوعد. كانت ليلة التقى فيها الإبداع بكل وفنونه، وتنافس فيها بريق النجوم من أمثال مونيكا بيلوتشي، وسيلين ديون، وجينفر لوبيز، وهالي بيري ويسرا، وغيرهن مع لمعان الترتر والخرز واللؤلؤ. 300 قطعة مطرزة أو مرصعة بالأحجار، يبدو أن المصمم تعمد اختيارها ليرسل رسالة إلى عالم الموضة أن ما بدأه منذ 45 عاماً وكان صادماً لهم، أصبح مدرسة ومنهجاً يقلدونه لينالوا رضا النساء في الشرق الأوسط.

من عرض إيلي صعب في الرياض (رويترز)

لقاء الموضة بالموسيقى

كان من المتوقع أن تكون ليلة خاصة بالموضة، فهذه أولاً وأخيراً ليلة خاصة بإيلي صعب، لكنها تعدت ذلك بكثير، أبهجت الأرواح وغذَّت الحواس وأشبعت الفضول، حيث تخللتها عروض فنية ووصلات موسيقية راقصة لسيلين ديون، وجينفر لوبيز، ونانسي عجرم، وعمرو دياب وكاميلا كابيلو. غنت لوبيز ورقصت وكأنها شابة في العشرينات، ثم نانسي عجرم وعمرو دياب، واختتمت سيلين ديون الفعالية بثلاث أغنيات من أشهر أغانيها وهي تتفاعل مع الحضور بحماس. لم تقف وعكتها الصحية التي لا تزال آثارها ظاهرة عليها مبرراً لعدم المشاركة في الاحتفال بمصمم تُكنّ له كل الحب والاحترام. فإيلي صعب صديق قبل أن يكون مصمم أزياء تتعامل معه، كما قالت. يؤكد إيلي الأمر في لقاء جانبي، قائلاً: «إنها علاقة عمرها 25 عاماً».

وهذا ما جعل الحفل أشبه بأغنية حب.

هالي بيري وهي تلبس فستان الأوسكار الأيقوني نفسه الذي ارتدته عام 2002 (خاص)

هالي بيري التي ظهرت في أول العرض بالفستان الأيقوني الذي ظهرت به في عام 2002 وهي تتسلم جائزة الأوسكار بوصفها أول ممثلة سمراء، دمعت عيناها قبل العرض، وهي تعترف بأن هذه أول مرة لها في الرياض وأول مرة تقابل فيها المصمم، رغم أنها تتعامل معه منذ عقود. وأضافت أنه لم يكن من الممكن ألا تحضر المناسبة؛ نظراً للعلاقة التي تربطهما ببعض ولو عن بُعد.

يؤكد إيلي عمق هذه العلاقة الإنسانية قائلاً: «علاقتي بهالي بيري لم تبدأ في عام 2002، بل في عام 1994، حين كانت ممثلة صاعدة لا يعرفها المصممون». وأضاف ضاحكاً: «لا أنكر أن ظهورها بذلك الفستان شكَّل نقلة مهمة في مسيرتي. ويمكنني القول إنه كان فستاناً جلب الحظ لنا نحن الاثنين. فيما يخصني، فإن ظهورها به وسَّع قاعدة جمهوري لتشمل الإنسان العادي؛ إذ إنها أدخلتني ثقافة الشارع بعد أن كنت معروفاً بين النخبة أكثر». غني عن القول أن كل النجمات المشاركات من سيلين وجينفر لوبيز إلى نانسي عجرم من زبوناته المخلصات. 80 في المائة من الأزياء التي كانت تظهر بها سيلين ديون مثلاً في حفلات لاس فيغاس من تصميمه.

عرض مطرَّز بالحب والترتر

بدأ عرض الأزياء بدخول هالي بيري وهي تلبس فستان الأوسكار الأيقوني نفسه. لم يتغير تأثيره. لا يزال أنيقاً ومبتكراً وكأنه من الموسم الحالي. تلته مجموعة تقدر بـ300 قطعة، أكثر من 70 في المائة منها جديدة لخريف وشتاء 2025 ونسبة أخرى من الأرشيف، لكنها كلها كانت تلمع تطريزاً وترصيعاً إما بالترتر والخرز أو اللؤلؤ. فالتطريز لغة أتقنها جيداً وباعها للعالم. استهجنها المصممون في البداية، وهو ما كان يمكن أن يُحبط أي مصمم صاعد يحلم بأن يحفر لنفسه مكانة بين الكبار، إلا أنه ظل صامداً ومتحدياً. هذا التحدي كان واضحاً في اختياراته لليلته «1001 موسم من إيلي صعب» أيضاً بالنظر إلى كمية البريق فيها.

ساهمت في تنسيق العرض كارين روتفيلد، رئيسة تحرير مجلة «فوغ» النسخة الفرنسية سابقاً، والمعروفة بنظرتها الفنية الجريئة. كان واضحاً أنها تُقدّر أهمية ما كان مطلوباً منها. فهذه احتفالية يجب أن تعكس نجاحات مسيرة عمرها 45 عاماً لمصمم وضع صناعة الموضة العربية على الخريطة العالمية. اختير لها عنوان «1001 موسم من إيلي صعب» لتستعرض قوة المصمم الإبداعية والسردية. قال إنه استوحى تفاصيلها من عالم ألف ليلة وليلة. لكن حرص أن تكون اندماجاً بين التراث العربي والابتكار العصري. فكل تصميم كانت له قصة أو يسجل لمرحلة كان لها أثر على مسيرته، وبالتالي فإن تقسيم العرض إلى مجموعات متنوعة لم يكن لمجرد إعطاء كل نجمة مساحة للغناء والأداء. كل واحدة منهم عبَّرت عن امرأة تصورها إيلي في مرحلة من المراحل.

جينفر لوبيز أضفت الشباب والحيوية على العرض (خاص)

جينفر لوبيز التي ظهرت بمجموعة من أزيائه وهي ترقص وتقفز وكأنها شابة في العشرينات، كانت تمثل اهتمامه بمنح المرأة حرية الحركة، بينما كانت نانسي عجرم بفستانها الكلاسيكي المرصع بالكامل، تعبّر عن جذور المصمم اللبناني وفهمه لذوق المرأة العربية ككل، ورغبتها في أزياء مبهرة.

أما المغنية كاميلا كابيلو فجسدت شابة في مقتبل العمر ونجح في استقطابها بتقديمه أزياء مطعَّمة ببعض الجرأة تعكس ذوق بنات جيلها من دون أن تخرج عن النص الذي كتبه لوالدتها. كانت سيلين ديون، مسك الختام، وجسَّدت الأيقونة التي تمثل جانبه الإبداعي وتلك الأزياء التي لا تعترف بزمان أو مكان.

حب للرياض

بعد انتهاء العرض، وركض الضيوف إلى الكواليس لتقديم التحية والتبريكات، تتوقع أن يبدو منهكاً، لكنه كان عكس ذلك تماماً. يوزع الابتسامات على الجميع، يكرر لكل من يسأله أن أكثر ما أسعده، إلى جانب ما شعر به من حب الحضور والنجوم له، أنه أثبت للعالم «أن المنطقة العربية قادرة على التميز والإبداع، وأن ما تم تقديمه كان في المستوى الذي نحلم به جميعاً ونستحقه».

وأضاف: «أنا ممتن لهذه الفرصة التي أتاحت لي أن أبرهن للعالم أن منطقتنا خصبة ومعطاءة، وفي الوقت ذاته أن أعبّر عن حبي للرياض. فأنا لم أنس أبداً فضل زبونات السعودية عليّ عندما كنت مصمماً مبتدئاً لا يعرفني أحد. كان إمكانهن التعامل مع أي مصمم عالمي، لكن ثقتهن في كانت دافعاً قوياً لاستمراري».

سيلين ديون أداء مبهر وأناقة متألقة (خاص)

أسأله إن كان يخطر بباله وهو في البدايات، في عام 1982، أن يصبح هو نفسه أيقونة وقدوة، أو يحلم بأنه سيدخل كتب الموضة بوصفه أول مصمم من المنطقة يضع صناعة الموضة العربية على خريطة الموضة العالمية؟ لا يجيب بالكلام، لكن نظرة السعادة التي كانت تزغرد في عيونه كانت أبلغ من أي جواب، وعندما أقول له إنه مصمم محظوظ بالنظر إلى حب الناس له، يضحك ويقول من دون تردد نعم أشعر فعلاً أني محظوظ.


مقالات ذات صلة

«جوي أووردز» يمنح المصممين العرب منصة عالمية

لمسات الموضة كريستينا أغيليرا تضيء مسرح «جوي أووردز» بفستان من إيلي صعب (موسم الرياض)

«جوي أووردز» يمنح المصممين العرب منصة عالمية

لا تتعدى سنواته الخمس، ومع ذلك فرد «جوي أووردز» عضلاته عالمياً. أكد في دورته الخامسة أنه لا يقل إبهاراً وقوة عن حفل جوائز الأوسكار الأميركي، الذي بلغ من العمر…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة ميلانيا مع دونالد ترمب في حفل التنصيب المسائي ظهرت فيه بفستان أنثوي كشف عن قوام عارضة أزياء سوبر (أ.ب)

ميلانيا ترمب... قوة ناعمة أم قوة قادمة؟

أشعلت قبعة ميلانيا مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً بعد أن عاق حجمها دونالد ترمب من طبع قُبلة على وجنتها. هزمته القبعة، واكتفى بنصف قُبلة.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة جانب من جلسات العام الماضي في الرياض (هارودز)

«ذا هايف»... نافذة «هارودز» على السعودية

في ظل ما تمر به صناعة الترف من تباطؤ وركود مقلق أكدته عدة دراسات وأبحاث، كان لا بد لصناع الموضة من إعادة النظر في استراتيجيات قديمة لم تعد تواكب الأوضاع…

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة «موكا موس» له تأثير حسي دافئ ولذيذ من دون بهرجة (برونيللو كوتشينيللي)

درجة العام الجديد «موكا موس»… ما لها وما عليها

الألوان مثل العطور لها تأثيرات نفسية وعاطفية وحسية كثيرة، و«موكا موس» له تأثير حسي دافئ نابع من نعومته وإيحاءاته اللذيذة.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)

«جوي أووردز» يمنح المصممين العرب منصة عالمية

كريستينا أغيليرا تضيء مسرح «جوي أووردز» بفستان من إيلي صعب (موسم الرياض)
كريستينا أغيليرا تضيء مسرح «جوي أووردز» بفستان من إيلي صعب (موسم الرياض)
TT

«جوي أووردز» يمنح المصممين العرب منصة عالمية

كريستينا أغيليرا تضيء مسرح «جوي أووردز» بفستان من إيلي صعب (موسم الرياض)
كريستينا أغيليرا تضيء مسرح «جوي أووردز» بفستان من إيلي صعب (موسم الرياض)

لا تتعدى سنواته الخمس، ومع ذلك فرد «جوي أووردز» عضلاته عالمياً. أكد في دورته الخامسة أنه لا يقل إبهاراً وقوة عن حفل جوائز الأوسكار الأميركي، الذي بلغ من العمر 96 عاماً.

في هذه الدورة جمع حفل «جوي أووردز» كالعادة وجوهاً عالمية وعربية من كل فئات الترفيه: الفن والرياضة والموضة. الفرق؟ زادت جرعة الجمال والإبهار. والأهم: حصل المصممون العرب على منصة عالمية من أرض عربية. منحتهم النجمات الأولوية.

حصل المصمم زهير مراد على جائزة الترفيه الفخرية لعام 2025 تقديراً لمسيرته المتميزة (زهير مراد)

المتابع للفعالية لا يخامره شك أن الموضة كانت جزءاً لا يتجزأ منه، وربما ملحة أيضاً بالنسبة للمتحمسين، خصوصاً أن المصممين العرب لم يخيبوا الأمل. منهم من حضر شخصياً، مثل زهير مراد الذي تسلم شخصياً جائزة الترفيه الفخرية لعام 2025، تقديراً لمسيرته المتميزة، ومنهم من انضم إلى قائمة «الحاضر الغائب».

تارا عبود في فستان من رامي قاضي (رامي قاضي)

في هذا المشهد المثير، كان حماس الحضور لافتاً، لا سيما من الجنس اللطيف. مثل المصممين، كان لسان حالهن يقول إن البيت بيتهن والعُرس عرسهن. أمّا فيما يتعلق بخياراتهن، فشتان بين الأمس واليوم. اكتسبت الإطلالات رقياً قد يعود سببه إلى التعلم من دروس الماضي. فعدد من النجمات اللاتي تألقن في هذه المناسبة، تلقين انتقادات لاذعة في مهرجانات سينمائية سابقة لظهورهن بأزياء، أقل ما يقال عنها، إنها لم تكن في المستوى.

حرصن على تفادي أي مطبات أو أخطاء باستعانتهن بخبراء وخبيرات أزياء، كانوا صلة الوصل بينهن وبين المصممين وبيوت الأزياء العالمية لاختيار المناسب. فالغالبية تعلَّمت من نجمات هوليوود بأنه في هذه المناسبات تكون المصلحة المتبادلة بينهن وبين المصممين.

الممثلة رزان جمال مثلاً اعتمدت فستاناً أسود من «ديور» بحكم أنها سفيرة الدار. النجمة التركية توبا بويوكستون خطفت الأنظار بفستان من مجموعة قديمة للمصمم الفرنسي جان بول غوتييه، بينما صرَّحت النجمة أصالة بأنها ترتدي زياً من نيكولا جبران.

المغنية كريستينا أغيليرا قدمت عرضها في فستان من إيلي صعب (موسم الرياض)

بينما اختارت كاميلا ألفيز زوجة ماثيو ماكونهي وكريستينا أغيليرا وأنغام وريتا حرب فساتين من «ميزون إيلي صعب» ومنى زكي فستاناً من زهير مراد، بينما كان طوني ورد هو مصمم فستاني ماغي بو غصن ونيللي. أما رامي قاضي فكان حاضراً من خلال كل من ليلى أحمد زاهر وماريتا حلاني وتارا عبود. المصممان جورج حبيقة وجان بيار خوري أيضاً كان لهما نصيب من الحفل، الأول من خلال يسرا وفستانها الأحمر اللافت، والثاني من خلال ياسمين صبري ودرة زروق.

أما مؤثرات ونجمات من المغرب مثل أسماء لمنور وسلمى رشيد، فتمسكن بالقفطان المغربي. من جهة لأنهن يُقدِّرن جمالياته، ومن جهة ثانية لسد باب أي انتقادات قد يشنها عليهن الجمهور المغربي المتحمس لهذا الزي.