ميلانو تسعى لتوأمة سياحية مع الرياض والاستثمار في التشابه الثقافي والحضاري

مديرة سياحتها لـ«الشرق الأوسط»: نسعى لسياحة خضراء مستدامة وخالية من الكربون بحلول 2050

احتلت ميلانو المرتبة رقم 13 في مؤشر مدن الوجهات العالمية لعام 2023 (الشرق الأوسط)
احتلت ميلانو المرتبة رقم 13 في مؤشر مدن الوجهات العالمية لعام 2023 (الشرق الأوسط)
TT

ميلانو تسعى لتوأمة سياحية مع الرياض والاستثمار في التشابه الثقافي والحضاري

احتلت ميلانو المرتبة رقم 13 في مؤشر مدن الوجهات العالمية لعام 2023 (الشرق الأوسط)
احتلت ميلانو المرتبة رقم 13 في مؤشر مدن الوجهات العالمية لعام 2023 (الشرق الأوسط)

في وقت تتنامى فيه العلاقات الاقتصادية السعودية الإيطالية، أفصحت فيورينزا ليباريني، المديرة العامة لوكالة ميلانو الحكومية للسياحة، أن التشابه بين البلدين والقوة الاقتصادية يعززان فكرة توأمة ميلانو مع الرياض، ما يعمق التعاون في الأعمال والسياحة والأزياء والتبادل الثقافي، والاستفادة من نقاط القوة للمدينتين الديناميكيتين.

وقالت ليباريني لـ«الشرق الأوسط»: «هناك كثير من الأشياء التي تتقاسمها السعودية مع إيطاليا، بدءاً من التقاليد الأصيلة وثقافة الطعام والفن، في ظل جهود متبادلة من كلا البلدين، لتوسيع الاستثمارات والعلاقات التجارية، وهي مهتمة جداً باستكشاف هذا البلد الساحر والانغماس الكامل في الثقافة الغنية والمتنوعة للمملكة».

تتقاسم السعودية مع إيطاليا التقاليد وثقافة الطعام (الشرق الأوسط)

توأمة سعودية إيطالية

قالت مديرة الوكالة، التي أنشأتها بلدية ميلانو وغرفة تجارة المدينة: «إن السعودية وإيطاليا دولتان عريقتان تشتركان في عدة قواسم مشتركة، لتاريخهما وتقاليدهما العريقة، مع امتلاكهما التاريخ العريق في الفن والثقافة والتراث والمناظر الطبيعية الخلابة والمأكولات ذات المستوى العالمي والكنوز الأثرية التي يجب اكتشافها».

وشدّدت على أن أوجه التشابه تخلق أساساً متيناً للتعاون المتبادل بين الجانبين بمختلف المجالات، مبينة أن المدينتين تشتهران بمشهدهما الاقتصادي وقطاعات الأعمال المزدهرة وجاذبية الاستثمار والتجارة الدولية، مع استضافة فعاليات الموضة الراقية من جميع أنحاء العالم.

السياحة الخضراء

شدّدت ليباريني على جعل ميلانو مركزاً للسياحة عالية الجودة ومستدامة اجتماعياً وبيئياً وثقافياً، حيث كانت في عام 2022 أول وجهة إيطالية تنضم إلى الحركة العالمية لاستدامة الوجهات، كشبكة تضم أكثر من 100 وجهة حول العالم، وتهدف إلى تحفيز التحول الاجتماعي والاقتصادي والبيئي في المدن والمناطق.

ميلانو ثاني أكثر مدينة يزورها السياح بعد روما (الشرق الأوسط)

وتابعت: «في عام 2023، دخلت ميلانو قائمة أفضل 40 وجهة في مؤشر GDS، حيث أصبح تجديد السياحة بالنسبة لنا أمراً ضرورياً، خاصة في ضوء أولمبياد ميلانو - كورتينا 2026 المقبل. ويتمثل التحدي في إعادة التفكير في الطريقة التي نمارس بها السياحة، مع وضع احتياجات المجتمع المقيم والسياح في مركز اهتمامنا».

وتهدف ميلانو، وفق ليباريني، إلى تقليل نسبة الكربون فيها بحلول عام 2050 وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 45 في المائة بحلول عام 2030، مع الاستثمار في رأس المال الاجتماعي من خلال خدمات عالية الجودة، مع التركيز على تعزيز وسائل النقل العام، وتشجيع النقل بواسطة الدراجات والسيارات الكهربائية.

ووفق ليباريني، تتميز ميلانو بنظام النقل العام، الذي يضم 5 خطوط مترو وشبكة من خطوط الترام الشهيرة، مشيرة إلى مساعٍ جارية لتعزيز وسائل النقل العام من خلال إطلاق خط مترو جديد في سبتمبر (أيلول) 2024 بهدف تحسين الاتصال بالمدينة.

فيورينزا ليباريني المديرة العامة لوكالة ميلانو الحكومية للسياحة (الشرق الأوسط)

السياحة في ميلانو

ووفق تعبير ليباريني، فإن ميلانو تعد من أهم المدن الإيطالية من حيث السياحة، وتلعب دوراً مهماً في القطاع السياحي الحيوي للبلاد، في حين تعد إيطاليا كلها واحدة من أفضل الوجهات السياحية في العالم.

ولفتت إلى أن روما هي الأكثر استقبالاً للزوار، غير أن ميلانو تليها مباشرة بسبب مزيجها، الذي يجمع بين الموضة والتصميم والأعمال والمعالم الثقافية، مع وصول نحو 8.5 مليون سائح إلى ميلانو، وأكثر من 11.5 مليون سنوياً إلى ضواحيها، بما في ذلك بلدتا مونزا وبريانزا، وأشارت إلى أن عام 2023 كان أفضل عام على الإطلاق للسياحة في ميلانو.

التشابه بين البلدين والقوة الاقتصادية يعزز فكرة توأمة ميلانو مع الرياض (الشرق الأوسط)

وأضافت ليباريني: «شهدت ميلانو ارتفاعات قياسية في عام 2019، عندما استقبلت 7.5 مليون سائحاً، وشهدت ضواحيها زيارة 10.8 مليون سائحاً، ما يشير إلى جاذبية المدينة كمركز ثقافي واقتصادي مزدهر».

ولفتت إلى أن ميلانو تجذب السياح من خلال تنوع المعالم التاريخية فيها، بالإضافة إلى الأزياء والتصميمات والفنون والفعاليات الثقافية، ويساعد موقعها الجغرافي على ربطها بوجهات سياحية أخرى، مثل الجبال التي ستقام فيها الألعاب الأولمبية والبارالمبية الشتوية (ميلانو كورتينا 2026)، وشاطئ البحر في ليغوريا، والبحيرات مثل بحيرة كومو.

وتحتضن المدينة وادي السيارات، الذي يحتضن مصانع السيارات الإيطالية الكبرى، حيث يتيح الموقع للزوار استكشاف مجموعة متنوعة من التجارب والمناظر الطبيعية بسهولة، ما يعزز جاذبية المدينة كوجهة سفر.

وجهة سياحية عالمية

احتلت ميلانو المرتبة رقم 13 في مؤشر مدن الوجهات العالمية لعام 2023 . فالسياح مدعوون لاستكشاف المباني التاريخية الرائعة والفيلات الحديثة، مثل فيلا نيكي كامبيليو أو فيلا إنفيرنيزي جوهرة فن الطهي، فيما تشتهر ميلانو بمشهد طهي غني يتراوح من المطاعم الإيطالية التقليدية في بورتا رومانا إلى أطعمة الشوارع الشرقية في الحي الصيني.

ميلانو مدينة غنية بالتاريخ وجاذبة لمحبي الأناقة والتسوق (الشرق الأوسط)

تجاوز التحديات

أقرّت ليباريني أن جائحة «كوفيد 19» خفّضت عدد قاصدي ميلانو بنسبة 73 في المائة في عام 2020، مقارنة بعام 2019، بينما شهدت مطارات لومباردي انخفاضاً كبيراً في الحركة الجوية، بوجود 13.3 مليون مسافر فقط في عام 2020، مسجلة انخفاضاً من 49 مليوناً في عام 2019، غير أن ميلانو تتطور باستمرار، فنجحت في التعافي من عمليات الإغلاق الناجمة عن الوباء، وحققت نمواً كبيراً في السياحة.

و كان عام 2022 عام الانتعاش السياحي الحقيقي، وبحلول شهر أبريل (نيسان) من ذلك العام، شهدت ميلانو أعداداً متزايدةً من الزوار، مقارنة بعام 2019، برغم التحديات، حيث شهدت العاصمة اللومباردية ما يقرب من مليون سائح في المتوسط شهرياً.

وتستهدف إعادة السياحة في ميلانو إلى مستويات ما قبل «كوفيد 19» خلال عام 2024، من خلال تنويع التدفقات السياحية في جميع أنحاء المدينة، كوجهة مثالية للأحداث والفعايات الكبرى، والتطور، كمركز للأعمال والتكنولوجيا المالية والابتكار.

ميلانو غنية بمعالمها التاريخية (الشرق الأوسط)

الصيف والشتاء في ميلانو

وقالت ليباريني: «نهدف إلى زيادة جاذبية ميلانو، وتوسيع عروضها من الناحيتين الكمية والنوعية وتشجيع الاستخدام الأكثر استدامة للمدينة، مع التركيز على مسارات جديدة لتنويع الثروة السياحية، لجعل السائحين يكتشفون لمحات غير مستكشفة من الواقع الحضري لميلانو خارج المسارات التقليدية».

إن كل حي لديه صفة المتميز الخاص به، وينتظر أن يتم اكتشافه من أجل تقدير هويته الفريدة، من خلال مجموعة غنية من الأنشطة والفعاليات على مدار العام، فيما يعدّ عيد الميلاد وقتاً ساحراً لاكتشاف المدينة.

وقالت ليباريني: «إن 7 ديسمبر (كانون الأول) هو يوم القديس أمبروز، وعندما يُقام العرض الأول لفيلم سكالا بشكل تقليدي، يصل سحر عيد الميلاد إلى ذروته في شوارع التسوق في ميلانو وفي الشوارع والساحات المزينة بالأشجار الرائعة والإضاءات التي تدعوك إلى التنزه في وسط المدينة».


مقالات ذات صلة

قصور أبو سراح في عسير... ما شهد الإغلاق تحوَّل مقصداً لعشاق التاريخ

سفر وسياحة قصور تاريخية تحتفظ بإرث عمره نحو قرنين (واس)

قصور أبو سراح في عسير... ما شهد الإغلاق تحوَّل مقصداً لعشاق التاريخ

هذا الموقع التاريخي كان مغلقاً قبل 4 سنوات فقط، لكنه عاد إلى الحياة من جديد ليصبح اليوم وُجهة سياحية واعدة يقصدها نحو 3 آلاف زائر يومياً.

عمر البدوي (أبها)
يوميات الشرق العلا رسّخت مكانتها كأحد أهم مواقع السياحة في السعودية (واس)

«العلا» أول وجهة سياحية في الشرق الأوسط تنال الاعتماد الدولي

نالت محافظة العلا السعودية أول اعتماد في المنطقة من المنظمة الدولية للوجهات السياحية، كشهادة على تقدمها في تحقيق رؤيتها لإعادة رسم ملامح التميز السياحي عالمياً.

«الشرق الأوسط» (العلا)
الاقتصاد الخطيب متحدثاً للحضور عن أبرز الإحصائيات المحققة في منظومة السياحة السعودية (الشرق الأوسط) play-circle 00:33

تشريعات جديدة تسهّل الاستثمار في السياحة السعودية

قال وزير السياحة أحمد الخطيب لـ«الشرق الأوسط»، إن العمل جارٍ على أنظمة وتشريعات تسهّل عملية الاستثمار في المنظومة بالمملكة.

بندر مسلم (أبها) عمر البدوي (أبها)
الاقتصاد صورة للطرفين عقب توقيع الاتفاقية (مجموعة السعودية)

«مجموعة السعودية» توقّع صفقة لشراء 100 طائرة كهربائية

وقّعت «مجموعة السعودية» مع شركة «ليليوم» الألمانية، المتخصصة في صناعة «التاكسي الطائر»، صفقة لشراء 100 مركبة طائرة كهربائية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير السياحة متحدثاً للحضور خلال المؤتمر الصحافي في أبها (الشرق الأوسط)

السعودية تستقبل 60 مليون زائر في النصف الأول من 2024

تمكنت السعودية من استقبال 60 مليون زائر خلال النصف الأول من العام الحالي، بحجم إنفاق بلغ 150 مليار ريال تقريباً.

بندر مسلم (أبها) عمر البدوي

«كيفوتوس» أعلى نقطة في سانتوريني والمحطة الأخيرة للشمس قبل مغيبها

غرف فندقية على شكل كهوف (الشرق الأوسط)
غرف فندقية على شكل كهوف (الشرق الأوسط)
TT

«كيفوتوس» أعلى نقطة في سانتوريني والمحطة الأخيرة للشمس قبل مغيبها

غرف فندقية على شكل كهوف (الشرق الأوسط)
غرف فندقية على شكل كهوف (الشرق الأوسط)

جزر اليونان عديدة، ولكن يبقى لسانتوريني سحرها الخاص، فصدَق من أطلق عليها اسم «كاليستي» وتعني هذه الكلمة «الأجمل» باللغة اليونانية القديمة.

من زار سانتوريني الواقعة في جنوب بجر إيجة، والتي تعدّ جزءاً من جزر سيكلاديس، يدرك مدى روعة هذا المكان الصامت والذي يهمس في الجدران الصخرية المحيطة ببحيرة «كالديرا» التي تشكلت بعد الانفجار البركاني الذي حدث قبل نحو 3600 عام.

بيوت وفنادق بيضاء بقبب زرقاء تترامى على قمم المنحدرات وكأنها ثلوج (شاترستوك)

الجزيرة معروفة بمناظرها الخلابة وفنادقها وبيوتها البيضاء ذات القبب الزرقاء المحفورة في الصخر، أشهر قراها «ثيرا» Thera وتلفظ «فيرا» و«Oia» وتلفظ «إيا»، بالإضافة إلى قرية «إميروغيغلي» Imerovigli التي تعدّ الأقدم والأقل زحمة والأعلى فوق سطح البحر في الجزيرة وتطل على صخرة «سكاروس» التي كانت بالماضي تضم في أعلاها قلعة بيزنطية كانت تستخدم لصد هجمات القراصنة.

يمكن الوصول إلى سانتوريني بحراً وجواً، فهي تبعد نحو 200كلم جنوب شرقي العاصمة اليونان، وتسيّر شركات عديدة من بينها «سي جيت» رحلات بحرية عديدة يومياً للوصل إليها والتنقل ما بين الجزر اليونانية.

روعة حقيقية في سانتوريني الحالمة والرومانسية (الشرق الأوسط)

بدأت الرحلة من لندن، هناك شركات طيران عدة تسيّر رحلات يومية مباشرة تصل إلى مطار «ثيرا» في سانتوريني، تستغرق الرحلة نحو 4 ساعات تنقلك إلى مناخ دافئ يزودك بجرعة كافية من الفيتامين «دال».

اخترنا الإقامة هذه المرة في قرية «إيميروفيغلي» الهادئة، والتي تبعد نحو 15 دقيقة بالسيارة من المطار، خيارات الإقامة عديدة جداً وكلها تندرج تحت نسق واحد من حيث إنها كلها محفورة في الجبال تصل إليها عبر مسارات خاصة وسلالم تتطلب بعض الجهد البدني، وأغلب الغرف والأجنحة الفندقية تضم برك سباحة خاصة لكل منها؛ وذلك لأن الشواطئ ليست هي الأجمل في هذه الجزيرة.

إطلالات رائعة تشتهر بها سانتوريني (الشرق الأوسط)

مغيب الشمس بالنسبة لي يبعث في نفسي شعوراً لا يمكن وصفه، فأردت أن أتنعم بمشهد الشمس وهي تغيب من أجمل وأعلى نقطة في الجزيرة فاخترت الإقامة في «كيفوتوس سانتوريني» Kivotos Santorini الذي يتميز بأشياء عدة ، على رأسها لونه الخارجي الداكن ليكون مكان الإقامة الوحيد بهذا اللون بين باقي الكهوف البيضاء، تم اختيار هذا اللون ليجسد لون البراكين، وتم وضع قطع زجاجية صغيرة على الجدران الخارجية تضاء ليلاً باللون الأحمر لكي تضيف سحراً يذكرك بأنك في ضيافة أرض البراكين. تم تصميم «كيفوتوس» وتعني التسمية «القوس» على شكل سفينة، وهذه خطوة جريئة جداً في جزيرة بيضاء، تكلل بيوتها وفنادقها المنحدرات البركانية وكأنها ثلوج بيضاء، ولكن هناك مغذى من هذا يدور حول فكرة التحكم بالإحساس من خلال اختيار الإضاءة التي تتناغم مع حواسك وشعورك.

عندما تجلس على شرفة مطعمه «مافرو» المطلة مباشرة على صخرة «سكاروس» التي يتسابق الزوار على الوصول إلى قمتها لوداع الشمس، تشعر يومياً بأن عقارب الساعة قد توقفت وساد الجزيرة السكون، وتوجهت كل الأنظار إلى الأفق البعيد لرؤية الشمس وهي تختفي وراءه على أنغام الموسيقى الهادئة.

فتح «كيفوتوس» أبوابه عام 2019 وتملكه عائلة ميكوبولوس اليونانية التي لها باع طويل في مجال الضيافة والفن والهندسة المعمارية، وهذا واضح من خلال تصميم ديكور الغرف والأجنحة المطلية بلون داكن جداً تتخلله إنارة خافتة منبعثة من الجدران، معظم الأجنحة تضم بركة سباحة خاصة بها أو جاكوزي داخلية، وبعضها يمتد على طابقين وكلها مطلة على الكالديرا وعلى قمة المنحدرات الصخرية بالجزيرة.

بِركة سباحة خاصة بكل غرفة وجناح (الشرق الأوسط)

أجمل ما في هذا المكان هو مفهمومه للضيافة غير التقليدية، حيث يأخذ الضيوف في رحلة تعيد اكتشاف أنفسهم وإعادة جدولة ما هو مهم في الحياة، فهو يجذب النزلاء والزوار من خارجه للتمتع بأجمل الإطلالات البانورامية روعة بحكم علوه الشاهق والتمتع ببركة السباحة الزجاجية وتناول ألذ الأطباق في مطعم «مافرو» الذي يقدّم المأكولات المتوسطية بلمسة عصرية جداً وبتصرف من الطاهي الرئيسي فيه الشيف ديميتريس كاتريفيسيس. ولا يقتصر هذا الشعور على فترة الغروب إنما أيضاً عندما تستيقظ باكراً، وتجلس على شرفتك الخاصة وتحتسي القهوة وتتناول الفطور اليوناني وتشاهد الجزيرة وهي تستيقظ بهدوء، ولا يتخلل هذا المشهد إلا همسات المارة على السلالم ورؤية من استيقظ باكراً مثلك لتنفس الهواء النقي وإلقاء همومه اليومية في ماء البحر واغتسال روحه في واحة من السلام والسكينة.

هل أعطيت سانتوريني تقديراً مبالغاً به؟

جناح رائع مطلّ على مناظر خلابة (الشرق الأوسط)

هذا السؤال يطرحه كل من لم يزر سانتوريني بعد، والسبب بديهي جداً، فهي جزيرة هادئة جداً، وتقتصر على الرومانسية، وتشتهر كونها من أكثر الجزر اليونانية التي يقضي فيها العرسان شهر العسل أو يقيمون فيها أعراسهم أو حتى يتقدمون لطلب الزواج فيها، تزخر بالكثير من الزيارات والنشاطات التي يمكن القيام بها، ولكن برأي أعتقد بأن الإقامة فيها تكفي لأربعة أو خمسة أيام فقط، ومن أهم ما يمكن أن تقوم به هو اكتشاف كالديرا سانتوريني التي تعدّ إحدى عجائب الدنيا الطبيعية في العالم وارتبطت بأسطورة مدينة أتلانتس. فهي مكونة من الصخور والمنحدرات والجزر البركانية التي تندمج برشاقة مع زرقة البحر والسماء.

غرف فندقية على شكل كهوف (الشرق الأوسط)

أفضل طريقة لاكتشافها عن طريق استئجار قارب في رحلة بحرية في أثينيو أو جيالوس أو أمودي والاستمتاع بجولة حولها واستكشاف «إيا» و«فيرا» النابضتين بالحياة، حيث تضم كل منهما العديد من المطاعم والمتاجر الصغيرة التي تبيع المنتجات المحلية.

غرفة تجعلك تشعر وكأنك تنام داخل البركان (الشرق الأوسط)

إليك أهم الأماكن التي تستحق الزيارة في سانتوريني:

زيارة الشواطئ:

شاطئ الأحمر: برماله الحمراء التي تجعله فريداً من نوعه.

شواطئ بيريسا وكماري: التي تتميز برمالها السوداء البركانية.

زيارة الأماكن الأثرية:

أكروتيري: المدينة الأثرية المدفونة تحت الرماد البركاني.

فيرا القديمة: الموقع الأثري الذي يعود إلى الفترة المينوية.

الينابيع الساخنة:

تقع بالقرب من جزيرة نيا كاميني البركانية، وتشتهر بمياهها الساخنة الغنية بالمعادن.

النشاطات البحرية:

الغوص، السنوركلينغ، ورحلات القوارب حول الكالديرا والينابيع الساخنة.

الهندسة المعمارية الفريدة:

المنازل التقليدية التي تشبه الكهوف والمعروفة باسم «هيبوسكاستا» (Hyposkasta )، والتي تبنى داخل الصخور البركانية لتوفير حماية من الحرارة والبرودة.

استكشاف «إيا»:

تُعَدُّ «إيا» واحدة من أكثر الأماكن جاذبية في سانتوريني، تشتهر بمنازلها البيضاء ذات القبب الزرقاء. يمكنك التنزه في شوارعها الضيقة المرصوفة بالحصى والاستمتاع بالمحال الصغيرة والمقاهي الرومانسية. لا تفوّت فرصة مشاهدة غروب الشمس الساحر، فهو يُعَدُّ من أجمل مشاهد الغروب في العالم.

زيارة فيرا:

فيرا هي العاصمة النابضة بالحياة لجزيرة سانتوريني. يمكنك زيارة المتاحف مثل متحف الآثار ومتحف ما قبل التاريخ، واستكشاف البازار المحلي، وتناول وجبة في أحد المطاعم التي تطل على البحر. كما يمكنك ركوب التلفريك أو النزول على الدرج الطويل الذي يصل إلى الميناء القديم.

زيارة مدينة أكروتيري الأثرية:

أكروتيري هي موقع أثري يعود إلى العصر البرونزي، وقد دُفنت تحت الرماد البركاني منذ أكثر من 3600 عام. يمكنك استكشاف بقايا المباني والمنازل والمتاجر التي تعود إلى تلك الفترة، والتعرف على الحياة القديمة في سانتوريني.

أفضل طرق التجول في الجزيرة؟

استئجار سيارة

المزايا: يمنحك حرية التنقل واستكشاف الجزيرة في وقتك الخاص. يمكنك زيارة الأماكن البعيدة عن المناطق السياحية الشهيرة.

المواقع: يمكنك استئجار السيارة من مطار سانتوريني أو من مراكز تأجير السيارات في فيرا وإيا.

النصائح: تأكد من الحجز مسبقاً خاصة خلال موسم الذروة، وكن حذراً عند القيادة على الطرق الضيقة والمتعرجة.

استئجار دراجة نارية أو ATV

المزايا: خيار شائع بين السياح ويمكنك استئجار دراجات نارية أو مركبات رباعية الدفع (ATV) لاستكشاف الجزيرة.

المرونة: مثالي للأزواج أو الأفراد الذين يرغبون في تجربة مغامرة أكثر حيوية.

النصائح: تأكد من ارتداء الخوذة واتباع قواعد السلامة المرورية.

استخدام الحافلات المحلية

المزايا: وسيلة اقتصادية ومريحة للتنقل بين المدن الرئيسية والقرى.

التغطية: الحافلات تربط معظم المناطق السياحية مثل فيرا وإويا وكماري وبيريسا.

النصائح: تحقّق من جداول الحافلات مسبقاً؛ لأنها قد تتغير حسب الموسم.

استئجار تاكسي

المزايا: مناسب للتنقلات القصيرة أو إذا كنت ترغب في راحة تامة.

التوافر: التاكسيات متوافرة في المدن الرئيسية.

النصائح: تأكد من الاتفاق على السعر مسبقاً أو استخدام التاكسيات ذات العداد.

جولات المنظمة

المزايا: تتيح لك فرصة استكشاف الجزيرة مع دليل محترف. تتوافر جولات برية وبحرية تشمل زيارة المواقع الرئيسية.

الأنواع: يمكنك اختيار جولات بالحافلة أو بالقوارب، حسب اهتماماتك.

النصائح: احجز الجولات مسبقاً خاصة في موسم السياحة العالية.

المشي

المزايا: طريقة رائعة لاستكشاف القرى الصغيرة والأزقة الضيقة خاصة في إيا وفيرا.

التجربة: ستستمتع بالمناظر الخلابة والتفاعل مع السكان المحليين.

النصائح: ارتدِ أحذية مريحة واحمل معك خريطة أو استخدم تطبيقات إلكترونية على هاتفك الذكي.

الدراجات الهوائية

المزايا: خيار بيئي وصحي، مناسب للتنقلات القصيرة.

التجربة: يمكنك استئجار دراجات هوائية واستكشاف المناطق القريبة.

النصائح: تأكد من استعدادك للطرق المتعرجة والمرتفعات.