«العلا» أول وجهة سياحية في الشرق الأوسط تنال الاعتماد الدولي

العلا رسّخت مكانتها كأحد أهم مواقع السياحة في السعودية (واس)
العلا رسّخت مكانتها كأحد أهم مواقع السياحة في السعودية (واس)
TT

«العلا» أول وجهة سياحية في الشرق الأوسط تنال الاعتماد الدولي

العلا رسّخت مكانتها كأحد أهم مواقع السياحة في السعودية (واس)
العلا رسّخت مكانتها كأحد أهم مواقع السياحة في السعودية (واس)

نالت محافظة العلا (شمال غربي السعودية)، أول اعتماد في الشرق الأوسط من المنظمة الدولية للوجهات السياحية «ديستينيشنز إنترناشيونال» كشهادة على تقدمها في تحقيق رؤيتها لإعادة رسم ملامح التميز السياحي عالمياً وفق أسس خلق اقتصاد مستدام يهدف لنفع المجتمع المحلي.

جاء هذا الإنجاز ضمن «برنامج اعتماد تسويق الوجهات» الذي يقيس الجودة والاحترافية، حيث رسّخت العلا مكانتها كأحد أهم مواقع السياحة في السعودية منذ بدأت باستقبال الزوار قبل أربع سنوات، وخاصة مع تقديم تقويم من الفعاليات الممتدة على مدار العام، وتوفير أفضل خيارات الضيافة الأصيلة، وتجارب استثنائية غامرة في الفنون والثقافة والطبيعة.

العلا توفّر لزوارها تجارب استثنائية غامرة في الفنون والثقافة والطبيعة (واس)

من جانبه، عدّ فيليب جونز رئيس قطاع السياحة في الهيئة الملكية لمحافظة العلا، استكمال البرنامج بنجاح علامة فارقة ومهمة للوجهة، مؤكداً سعيهم لتطوير صناعة السياحة والنظام البيئي للعلا الذي «يعد الأفضل في فئته».

وأضاف أن هذا الاعتماد «يسهم في تأكيد التزامنا بضمان أعلى المعايير في وجهتنا، وتعزيز الثقة بين الزوار والجهات المعنية وشركائنا»، معرباً عن أمله بأن «يتيح وجودنا ضمن وجهات (ديستينيشنز إنترناشيونال) مشاركة منهجيتنا الفريدة مع العالم، وتسليط الضوء على كل ما يبرز العلا كإحدى أهم الوجهات العالمية الفاخرة في الوقت الحالي».

العلا تعد إحدى أهم الوجهات العالمية الفاخرة في الوقت الحالي (واس)

ويتطلب الحصول على الاعتماد تحقيق أكثر من 100 معيار للأداء في مجالات تتضمن الحوكمة، ومشاركة الجهات المعنية، والإدارة المالية، والتطوير، اعتمدتها لجنة مستقلة من خبراء القطاع الممثلين عن مجموعة كبيرة من منظماته، مع تحديث تلك المعايير بشكلٍ دوري لتعكس تطور أفضل الممارسات فيه.

ويُضاف هذا الإنجاز لمجموعة جوائز فازت بها العلا مؤخراً، إذ منحتها «جوائز السفر العالمية لعام 2024» في مايو (أيار) الماضي، لقب «أفضل وجهة فعاليات ومهرجانات بالشرق الأوسط»، و«أفضل مشروع سياحي ثقافي رائد في السعودية والمنطقة»، كذلك حصولها على تقييم خمسة نجوم للتميز التنظيمي من مؤسسة الجودة الأوروبية، وجائزة التميز من جمعية إدارة المرافق بالشرق الأوسط.


مقالات ذات صلة

«ميدان الثقافة» بوابة تربط بين الماضي والحاضر في جدة التاريخية

يوميات الشرق يأتي المشروع في إطار جهود تعزيز الفنون والثقافة من خلال مراكز متخصصة في مختلف المجالات (واس)

«ميدان الثقافة» بوابة تربط بين الماضي والحاضر في جدة التاريخية

يشكل «ميدان الثقافة» الذي أطلقه برنامج جدة التاريخية التابع لوزارة الثقافة السعودية بوابة تربط بين الماضي والحاضر كمعلم حضاري كبير تحتضنه المدينة الساحلية جدة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج التمرين يهدف إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجال الإسقاط التكتيكي (واس)

مناورات «طويق 4» تنطلق بمشاركة قوات من 8 دول في السعودية

انطلقت في قاعدة الأمير سلطان الجوية بالقطاع الأوسط، الاثنين، مناورات التمرين الجوي المختلط «طويق 4» بمشاركة قوات 8 دول بشكل فعلي ودولتين بصفة مراقبين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال مباحثاته مع تيو تشي هين في الرياض (وزارة الدفاع السعودية)

مباحثات سعودية - سنغافورية تناقش المستجدات الإقليمية والدولية

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي، وتيو تشي هين كبير الوزراء والوزير المنسق للأمن القومي السنغافوري، الاثنين، مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية سيكون يوم 11 ديسمبر الحالي موعداً لإعلان استضافة مونديال 2034 (الشرق الأوسط)

حماد البلوي لـ«الشرق الأوسط»: شغف كرة القدم وجودة المشروعات ميزا الملف السعودي لكأس العالم 2034

أشاد حماد البلوي، مسؤول ملف ترشح المملكة لاستضافة كأس العالم 2034، بالدعم الكبير الذي حظي به الملف من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

سلطان الصبحي (الرياض )
تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون أمام قصر الإليزيه في يونيو 2023 (إ.ب.أ)

تحليل إخباري مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

السعودية وفرنسا تسعيان لرفع علاقاتهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، و«الإليزيه» يقول إن باريس تريد أن تكون «شريكاً موثوقاً به» للسعودية في «كل المجالات».

ميشال أبونجم (باريس)

«ميدان الثقافة» بوابة تربط بين الماضي والحاضر في جدة التاريخية

يأتي المشروع في إطار جهود تعزيز الفنون والثقافة من خلال مراكز متخصصة في مختلف المجالات (واس)
يأتي المشروع في إطار جهود تعزيز الفنون والثقافة من خلال مراكز متخصصة في مختلف المجالات (واس)
TT

«ميدان الثقافة» بوابة تربط بين الماضي والحاضر في جدة التاريخية

يأتي المشروع في إطار جهود تعزيز الفنون والثقافة من خلال مراكز متخصصة في مختلف المجالات (واس)
يأتي المشروع في إطار جهود تعزيز الفنون والثقافة من خلال مراكز متخصصة في مختلف المجالات (واس)

يشكل «ميدان الثقافة» الذي أطلقه «برنامج جدة التاريخية»، التابع لوزارة الثقافة السعودية، بوابةً تربط بين الماضي والحاضر من خلال موقعه المميز الذي عكس تصميمه ووظائفه هذه الثنائية الزمنية ليمثل معلماً حضارياً كبيراً كإحدى الوجهات الثقافية المهمة بالمدينة الساحلية جدة (غرب السعودية).

ويأتي المشروع في إطار جهود إعادة إحياء المنطقة التاريخية، وتعزيز الفنون والثقافة من خلال مراكز متخصصة في مختلف المجالات الفنية والثقافية، وبما يوفر تجارب ثقافية وفنية ثرية متنوعة، تعزز من تجربة الزوار، وتسهم في جعل المنطقة وجهةً سياحيةً عالميةً، وذلك تماشياً مع «رؤية المملكة 2030».

يعد متحف «تيم لاب» الأول من نوعه ويقام وبشكل دائم في منطقة الشرق الأوسط (واس)

ويقع «ميدان الثقافة» الذي يضم مركز الفنون المسرحية (مسرح وسينما)، ومتحف الفنون الرقمية «تيم لاب بلا حدود» (حاصل على جائزة مكة للتميز في فرع التميز الثقافي)، على ضفاف بحيرة الأربعين، ويطل على منطقة جدة التاريخية.

ويقدم مركز الفنون المسرحية فعاليات ثقافية متنوعة تشمل عروضاً مسرحيةً، ومهرجانات عالمية، ودور سينما، وجلسات تجسد أجواء «المركاز»، إلى جانب مطاعم ومقاهٍ تمثل نقاط تجمع وحوار، أما متحف «تيم لاب بلا حدود» فيُبرز الطابع الحديث للثقافة، الذي يجمع بين الفن والعلم والتكنولوجيا. وفي قلب هذا المشهد الثقافي، يبرز «بيت أمير البحر» التاريخي متوسطاً مركز الفنون المسرحية ومتحف «تيم لاب بلا حدود»، ومطلاً على «شارع حمزة شحاتة» (الشاعر السعودي الراحل)، ليعكس الثراء الثقافي المتأصل في الموقع. وقد قام البرنامج وفي إطار جهوده للحفاظ على تراث المنطقة المعماري والثقافي بترميم «البيت» وإعادة تأهيله. ويتميز «بيت أمير البحر» بتصميمه المعماري الفريد، إذ يأتي على شكل هندسي ثماني، ويتكون من دور واحد، وهو محاط بنوافذ كبيرة على شكل أقواس، وقد استُخدم في الماضي مناراً لإرشاد السفن.

مشروع «إعادة إحياء جدة التاريخية» جعل المنطقة مقصداً للزوار من مختلف أنحاء العالم (واس)

ويجسد مشروع «ميدان الثقافة» الهندسة المعمارية التي تعكس القيم الجوهرية لجدة التاريخية، مع رؤية تجديدية دمجت بين الماضي والمستقبل في تناغم فريد، إذ مزج التصميم بين التراث المعماري الغني والنسيج الحضري المترابط، في استمرارية لهوية المنطقة وثقافتها. وفي الوقت ذاته تماشى التصميم مع فلسفة متحف «تيم لاب» التي تقوم على الانسجام بين الزائر والأعمال الفنية، وهو ما يظهر بوضوح في سطح المبنى المائل نحو المسطحات المحيطة، مما يعزز من فكرة الاندماج والانسجام.

ويشتمل «ميدان الثقافة» على مبنيين رئيسيين، بإجمالي مساحة بناء تبلغ حوالي 26 ألف متر مربع ويمتد مركز الفنون المسرحية والسينما على مساحة 16 ألف متر مربع، ويضم مقر مهرجان البحر الأحمر السينمائي، ويتكون من مدخل رئيسي (الردهة)، وقاعة مسرح رئيسية بسعة 868 مقعداً، بالإضافة إلى خمس قاعات سينما بسعة 564 مقعداً، وردهة داخلية (غرفة متعددة الأغراض)، وتسع قاعات للجلسات الحوارية، و«سينماتيك»، ومطعم وثلاثة مقاهٍ.

الممثل ويل سميث يوثق زيارته للمنطقة التي تشهد إقبالاً من الزوار على مدار العام (جدة التاريخية)

فيما تبلغ مساحة متحف «تيم لاب بلا حدود» 10 آلاف متر مربع، ويضم قرابة 80 عملاً مستقلاً ومترابطاً، تُجسِد عالماً واحداً بلا حدود. ويجمع المتحف بين الفنون والتكنولوجيا والطبيعة في مساحة إبداعية مبتكرة، ويُشكل إضافة نوعية للمشهد الثقافي في المملكة.

وكان الحفاظ على الصحة العامة وتعزيز الاستدامة البيئية من الأهداف المهمة التي سعى إليها برنامج جدة التاريخية في تصميم وتنفيذ مشروع «ميدان الثقافة»، إذ تم استخدام وحدات تكييف عالية الجودة، مُجهزة بتقنية تُنقي الهواء بنسبة 100 في المائة، بالإضافة إلى تركيب مصاعد تعمل بدون لمس، وسلالم كهربائية مُزودة بتقنية تعقيم بالأشعة فوق البنفسجية، وذلك للحد من انتقال الفيروسات والجراثيم المسببة للأمراض.

ديفيد فيا نجم الكرة الإسباني خلال زيارة سابقة للمنطقة (برنامج جدة التاريخية)

كما اهتم البرنامج بالحفاظ على الموارد المائية من خلال استخدام نظام يعيد تدوير مياه التكثيف الناتجة عن وحدات التبريد لتلبية احتياجات الري، وهو ما يعزز من كفاءة استهلاك الموارد ويساهم في الحفاظ على البيئة.

وجاء مشروع «ميدان الثقافة» ضمن جهود برنامج جدة التاريخية في إعادة إحياء المنطقة، والحفاظ على تراثها المادي وغير المادي، وإثراء تجربة الزوار، ويعد الميدان معلماً حضارياً وبصرياً متميزاً في جدة، بتصميمه الذي راعى الحفاظ على النسيج الحضري في المنطقة، وجمع بين استخدام الهندسة المعمارية المعاصرة في بنائه، والحفاظ على الطابع المعماري التراثي الذي يستلهم من المباني التاريخية في المنطقة، ويأتي ضمن استثمار تاريخ المنطقة وعناصرها الثقافية المميزة وتحويلها إلى روافد اقتصادية، وجعل المنطقة وجهة مميزة على خريطة السياحة العالمية.