طابعة تجسيمية عملاقة… لمصانع المستقبل

«خلية تصنيع رقمية هجينة» لإنتاج منازل ومطابخ وقوارب وآلات طيران

طابعة تجسيمية عملاقة… لمصانع المستقبل
TT

طابعة تجسيمية عملاقة… لمصانع المستقبل

طابعة تجسيمية عملاقة… لمصانع المستقبل

تقبع في أحد مستودعات جامعة ماين آلة عملاقة جديدة لتصنيع المواد المضافة تسمى «فاكتوري أوف ذا فيوتشر1.0» Factory of the Future 1.0 (مصنع المستقبل 1.0). وإذا كان مطوروها على حق، فقد تجسد الواسطة الجديدة التي يتم بها بناء العديد من الأشياء نموذج مصنع المستقبل.

ظاهرياً، إنها طابعة ثلاثية الأبعاد، ذات فوهة معقدة متصلة بمتاهة من الأسلاك التي تتدلى من هيكل فولاذي طويل بالقرب من سقف المستودع.

روبوتات التصنيع

الآلة عبارة عن نسخة كبيرة الحجم من أنواع روبوتات التصنيع المضافة التي تصنع أجزاء بلاستيكية صغيرة في مختبرات التصنيع، أو هياكل بحجم منزل من الخرسانة.

ووفقا للجامعة، فإن مصنع المستقبل 1.0 هو أكبر طابعة للبلاستيك الحراري - البوليمرات في العالم. وهي قادرة على طباعة أشياء يصل طولها إلى 96 قدماً (29.25م) وعرضها 32 قدماً (9.75م) وارتفاعها 18 قدماً (5.5م)، ويمكنها طباعة ما يصل إلى 500 رطل (227 كلغم تقريباً) من المواد في الساعة، وهو ما يكفي لإنتاج منزل مساحته 600 قدم مربعة (55.7 متر مربع) في أقل من أربعة أيام.

خلية تصنيع رقمية هجينة

لكن هذه الآلة لا تقوم فقط بإخراج مواد البناء الأساسية مثل مسدس الغراء الضخم، بل إنها قادرة على القيام بالتصنيع الطرحي، مثل الطحن، بالإضافة إلى استخدام ذراع آلية للقيام بمهام أكثر تعقيداً.

يسمح النظام المدمج بوضع الألياف في كائن مطبوع مما يمنحه قدراً أكبر من السلامة الهيكلية، ما يسمح للمساحات المطبوعة بالتمدد لمسافة أبعد، وتمكين المباني المطبوعة ثلاثية الأبعاد في المصنع من أن تصبح أكبر. يقول حبيب داغر، المدير التنفيذي لمركز الهياكل المتقدمة والمركبات (ASCC) في الجامعة: «إن تسميتها طابعة هي في الواقع تسمية خاطئة... إنها خلية تصنيع رقمية هجينة تسمح لنا بجمع عمليات التصنيع المتعددة معاً لإنتاج أشياء مختلفة».

أحد الأشياء الرئيسية هو مباني السكن. والطابعة الجديدة هي تطور لتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد السابقة التي تم تطويرها في جامعة ماين التي ظل الباحثون فيها يستكشفون طرق ومواد الطباعة ثلاثية الأبعاد لسنوات، مع التركيز على الإسكان.

وقد أظهر العمل السابق أن الطابعات واسعة النطاق يمكنها استخدام المواد الحيوية المتجددة، وحتى منتجات النفايات للتصنيع الإضافي.

في أواخر عام 2022، كشفت الجامعة عن منزلها BioHome3D، المطبوع ثلاثي الأبعاد المصنوع من نشارة الخشب من مخلفات مصانع الخشب في ولاية ماين، والراتنج الحيوي. وبدلاً من الخرسانة كثيفة الكربون المستخدمة في صنع العديد من المنازل الأخرى المطبوعة ثلاثية الأبعاد، فإن المواد المستخدمة في هذا النموذج الأولي هي مواد حيوية بنسبة 100 في المائة وقابلة لإعادة التدوير.

منازل ومطابخ وقوارب وآلات طيران

ومع مصنع المستقبل 1.0 هذا، أصبح داغر وفريقه من الباحثين قادرين على طباعة أشياء أكبر بأربعة أضعاف مما كانوا يستطيعون باستخدام أجهزتهم السابقة. ولأنها قادرة على القيام بمهام متعددة، فإن الآلة الجديدة ليست قادرة على بناء الجدران أو هيكل المنزل فحسب، بل

أيضاً دمج الأسلاك والسباكة، وفي النهاية حتى تركيب المطبخ.

يقول داغر: «نحن لا نطبع هيكلاً، بل نحاول طباعة الأنظمة». وبتمويل من مصادر مثل وزارة الدفاع، بالإضافة إلى هيئة الإسكان بولاية ماين، من المتوقع أن يتم استخدام أداة التصنيع الإضافي في مشاريع الإسكان بأسعار معقولة، وكذلك في بناء أشياء مثل القوارب، وآلات الطيران.

«بالطبع المنزل والسفينة مختلفان»؛ يقول داغر: «لكن في الوقت نفسه، هناك الكثير من أوجه التشابه بينهما... ما نقوم بتطويره من خلال عمليات التصنيع المتكاملة هذه في حجم بناء واحد يسمح لنا بإنتاج ليس فقط المنازل، ولكن جميع أنواع الأشياء الأخرى». من المهم لهذا النهج في التصنيع مراقبة الجودة، وضمان الجودة. يقول داغر إن فريقه يقوم بدمج أجهزة الاستشعار والذكاء الاصطناعي في النظام حتى يتمكن من ضمان الدقة أثناء الطباعة، أو مد الكابلات، على سبيل المثال، ولكن أيضاً التصحيح الذاتي إذا أصبحت الفجوات كبيرة جداً، أو خرجت القطع عن المحاذاة. «هناك الكثير من الفرص لاستخدام هذه التكنولوجيا للقيام بالكثير من الأشياء المختلفة، وليس فقط الإسكان. إنها تفكر في تغيير الطريقة التي نصنع بها الأشياء بشكل عام».

أحياء سكنية مطبوعة

ويضيف داغر أن الخطوة التالية هي توسيع العمل الذي قام به فريقه في إنشاء النموذج الأولي BioHome3D ليشمل حياً مكوناً من تسع وحدات من المنازل ذات الأسعار المعقولة بالتعاون مع منظمة محلية غير ربحية تدعى Penquis. ويتوقع أن تبدأ هذه الطباعة في العام المقبل.

وفي هذه الأثناء، يعمل فريقه على تحسين الجهاز الجديد ويحاول زيادة السرعة التي يمكنه الطباعة بها. الهدف هو أن نكون قادرين على إنتاج ما يعادل منزل مساحته 600 قدم مربعة كل 48 ساعة، أو طباعة نحو 1000 رطل من المواد في الساعة. ويقول: «لقد انتقلنا من 20 رطلاً في الساعة إلى 500 رطل على مدى السنوات الثلاث الماضية... الوصول إلى 1000 رطل أمر ممكن للغاية».

* مجلة «فاست كومباني» خدمات «تريبيون ميديا»

اقرأ أيضاً

حقائق

55.7

متر مربع -مساحة منزل تنتجه الطابعة في اقل من اربعة ايام


مقالات ذات صلة

برامج للتحكّم بأسراب الطائرات من دون طيار الضخمة

علوم برامج للتحكّم بأسراب الطائرات من دون طيار الضخمة

برامج للتحكّم بأسراب الطائرات من دون طيار الضخمة

تقنيات «لمنع الحرب العالمية الثالثة»

باتريك تاكر (واشنطن)
تكنولوجيا «غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة لتعزيز الخصوصية ومشاركة البيانات الصحية (غوغل)

«غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة

أطلقت «غوغل» النسخة التجريبية الأولية من آندرويد 16 للمطورين، وهي خطوة تمهد الطريق للتحديثات الكبيرة المقبلة في هذا النظام.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
الاقتصاد مهندس يعمل في إحدى المنشآت التابعة لـ«معادن» (الشركة) play-circle 02:41

رئيس «معادن»: حفر 820 ألف متر من آبار الاستكشاف بالسعودية خلال عامين

تتعاون شركة التعدين العربية السعودية (معادن) مع رواد العالم وتستفيد من أحدث التقنيات لتقديم أكبر برنامج تنقيب في منطقة واحدة على مستوى العالم.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد عرض تقديمي في إحدى الفعاليات التقنية التي أقيمت بالعاصمة السعودية الرياض (واس)

رئيس «سكاي»: الذكاء الاصطناعي يعزز مستقبل الاقتصاد السعودي

تتصدر الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي (سكاي) مسيرة بناء منظومة تقنية عالمية المستوى ما يمهد الطريق لتحقيق نمو اقتصادي مدفوع بالذكاء الاصطناعي

آيات نور (الرياض)
تكنولوجيا تمكنك «دورا» من تصميم مواقع ثلاثية الأبعاد مذهلة بسهولة تامة باستخدام الذكاء الاصطناعي دون الحاجة لأي معرفة برمجية (دورا)

صمم موقعك ثلاثي الأبعاد بخطوات بسيطة ودون «كود»

تتيح «دورا» للمستخدمين إنشاء مواقع مخصصة باستخدام الذكاء الاصطناعي عبر إدخال وصف نصي بسيط.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

ذكاء اصطناعي «شديد الحساسية للرائحة» يكتشف المصنوعات المقلَّدة

ذكاء اصطناعي «شديد الحساسية للرائحة» يكتشف المصنوعات المقلَّدة
TT

ذكاء اصطناعي «شديد الحساسية للرائحة» يكتشف المصنوعات المقلَّدة

ذكاء اصطناعي «شديد الحساسية للرائحة» يكتشف المصنوعات المقلَّدة

ابتكر أليكس ويلشكو، مؤسس شركة الذكاء الاصطناعي «أوسمو»، وفريقه نسخة «ألفا» من جهاز خيالي بحجم حقيبة الظهر مزودة بمستشعر شمّ يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد المنتجات المقلدة من خلال تحليل تركيبها الكيميائي.

وأقامت شركة «أوسمو» (Osmo) شراكة مع منصات إعادة بيع الأحذية الرياضية لإظهار أن اختبار الشم عالي التقنية قادر على تحديد المنتجات المزيفة بدرجة عالية من الدقة.

الجزيئات المتطايرة تحدد الرائحة

كل شيء في العالم له رائحة، من الملابس إلى السيارات إلى جسمك. هذه الروائح هي جزيئات متطايرة، أو كيمياء «تطير» من تلك الأشياء وتصل إلى أنوفنا لتخبرنا بالأشياء. ويختبر الإنسان ذلك بوعي ووضوح عندما يكون هناك شيء جديد قرب أنفه، مثل شم سيارة جديدة أو زوج من الأحذية الرياضية. لكن حتى عندما لا تلاحظ الروائح، فإن الجزيئات موجودة دائماً.

رائحة المنتجات المقلَّدة

الأحذية المقلدة لها رائحة مختلفة عن الأحذية الحقيقية. إذ لا تختلف الأحذية الرياضية الأصلية والمقلدة في المواد، فحسب، لكن في التركيب الكيميائي. حتى الآن، اعتمدت شركات مثل «استوكس» (StockX) على اختبارات الشم البشري والفحص البصري لتمييز الأصالة - وهي عملية تتطلب عمالة مكثفة ومكلفة. وتهدف التقنية الجديدة إلى تبسيط العملية.

خريطة تحليل الفوارق اللونية

تدريب الذكاء الاصطناعي على الاختلافات الجزيئية

ووفقاً لويلشكو، درَّب فريقه «الذكاء الاصطناعي باستخدام أجهزة استشعار شديدة الحساسية للتمييز بين هذه الاختلافات الجزيئية».

وستغير هذه التكنولوجيا كيفية إجراء عمليات التحقق من الأصالة في الصناعات التي تعتمد تقليدياً على التفتيش اليدوي والحدس. وتهدف إلى رقمنة هذه العملية، وإضافة الاتساق والسرعة والدقة.

20 ثانية للتمييز بين المزيف والحقيقي

ويضيف أن آلة «أوسمو» تستغرق الآن نحو 20 ثانية للتمييز بين المنتج المزيف والحقيقي. وقريباً، كما يقول، ستقل الفترة إلى خمس ثوانٍ فقط. وفي النهاية، ستكون فورية تقريباً.

تم بناء أساس التقنية على سنوات من العمل المخبري باستخدام أجهزة استشعار شديدة الحساسية، كما يصفها ويلشكو، «بحجم غسالة الأطباق»، ويضيف: «تم تصميم أجهزة الاستشعار هذه لتكون حساسة مثل أنف الكلب، وقادرة على اكتشاف أضعف البصمات الكيميائية».

وتعمل هذه المستشعرات على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وتجمع باستمرار البيانات حول التركيب الكيميائي لكل شيء من البرقوق والخوخ إلى المنتجات المصنعة»، كما يوضح ويلشكو.

خريطة الرائحة الرئيسية

تشكل البيانات التي تم جمعها العمود الفقري لعملية تدريب الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة، والتي تساعد في إنشاء فهم عالي الدقة للروائح المختلفة ومنحها موقعاً في نظام إحداثيات يسمى خريطة الرائحة الرئيسية.

إذا كنت على دراية بكيفية ترميز ألوان الصورة في الصور الرقمية، فان الطريقة تعمل بشكل مماثل. إذ تقريباً، يتوافق لون البكسل مع مكان على خريطة RGB، وهي نقطة في مساحة ثلاثية الأبعاد بها إحداثيات حمراء وخضراء وزرقاء.

تعمل خريطة الرائحة الرئيسية بشكل مشابه، باستثناء أن الإحداثيات في تلك المساحة تتنبأ بكيفية ورود رائحة مجموعات معينة من الجزيئات في العالم الحقيقي. يقول ويلشكو إن هذه الخريطة هي الصلصة السرية لشركة «أوسمو» لجعل الاختبار ممكناً في الوحدات المحمولة ذات أجهزة استشعار ذات دقة أقل وحساسة تقريباً مثل أنف الإنسان.

من المختبر إلى الأدوات اليومية

يقول ويلشكو إنه في حين أن أجهزة الاستشعار المحمولة أقل حساسية من وحدات المختبر، فإن البيانات المكثفة التي يتم جمعها باستخدام أجهزة الاستشعار عالية الدقة تجعل من الممكن إجراء اكتشاف فعال للرائحة. مثل الذكاء الاصطناعي لقياس الصورة القادر على استنتاج محتويات الصورة لإنشاء نسخة بدقة أعلى بناءً على مليارات الصور من نموذجه المدرب، فإن هذا يحدث بالطريقة نفسها مع الرائحة. تعدّ هذه القدرة على التكيف أمراً بالغ الأهمية للتطبيقات في العالم الحقيقي، حيث لا يكون نشر جهاز بحجم المختبر ممكناً.

من جهته، يشير روهينتون ميهتا، نائب الرئيس الأول للأجهزة والتصنيع في «أوسمو»، إلى أن مفتاح عملية التعريف لا يتعلق كثيراً بالروائح التي يمكننا إدراكها، لكن بالتركيب الكيميائي للكائن أو الشيء، وما يكمن تحته. ويقول: «الكثير من الأشياء التي نريد البحث عنها والتحقق من صحتها قد لا يكون لها حتى رائحة محسوسة. الأمر أشبه بمحاولة تحليل التركيب الكيميائي».

وهو يصف اختباراً تجريبياً أجرته الشركة مؤخراً مع شركة إعادة بيع أحذية رياضية كبيرة حقق معدل نجاح يزيد على 95 في المائة في التمييز بين الأحذية المزيفة والأحذية الحقيقية.

إلا أن الطريقة لا تعمل إلا مع الأشياء ذات الحجم الكبير، في الوقت الحالي. ولا يمكن للتكنولوجيا التحقق من صحة الأشياء النادرة جداً التي تم صنع ثلاثة منها فقط، مثلاً.

هذا لأنه، كما أخبرني ويلشكو، يتعلم الذكاء الاصطناعي باستخدام البيانات. لكي يتعلم رائحة طراز جديد معين من الأحذية، تحتاج إلى إعطائه نحو 10 أزواج من الأحذية الرياضية الحقيقية. في بعض الأحيان، تكون رائحة البصمة خافتة لدرجة أنه سيحتاج إلى 50 حذاءً رياضياً أصلياً ليتعلم الطراز الجديد.

خلق روائح جديدة

لا يشم مختبر «أوسمو» الأشياء التي صنعها آخرون فحسب، بل يخلق أيضاً روائح جديدة داخل الشركة باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي والروبوتات نفسها. أظهر علماء الشركة كيف يعمل هذا بطريقة عملية خلال تجربة أطلقوا عليها اسم مشروع نقل الرائحة. لقد التقطوا رائحة باستخدام مطياف الكتلة للتفريق اللوني الغازي (GCMS)، الذي يحللها إلى مكوناتها الجزيئية ويحمل البيانات إلى السحابة. أصبحت هذه البيانات الملتقطة إحداثيات على خريطة الرائحة الرئيسية. بمجرد رسم الخريطة، يتم توجيه روبوت التركيب في مكان آخر لخلط عناصر مختلفة وفقاً لوصفة الرائحة، وإعادة إنشاء الرائحة الأصلية بشكل فعال.

رائحة مصنّعة لتعريف المنتجات

باستخدام تقنية تصنيع الرائحة نفسها، يتخيل ويلشكو أن «أوسمو» يمكن أن تدمج جزيئات عديمة الرائحة مباشرة في المنتجات بصفتها معرفاتٍ فريدة؛ مما يخلق توقيعاً غير مرئي لن يكون لدى المزورين أي طريقة لاكتشافه أو تكراره. فكر في هذا باعتباره ختماً غير مرئي للأصالة.

وتعمل شركة «أوسمو» على تطوير هذه العلامات الفريدة لتُدمج في مواد مثل الغراء أو حتى في القماش نفسه؛ ما يوفر مؤشراً سرياً لا لبس فيه على الأصالة.

هناك فرصة كبيرة هنا. وكما أخبرني ويلشكو، فإن صناعة الرياضة هي سوق بمليارات الدولارات، حيث أعلنت شركة «نايكي» وحدها عن إيرادات بلغت 60 مليار دولار في العام الماضي. ومع ذلك، تنتشر النسخ المقلدة من منتجاتها على نطاق واسع، حيث أفادت التقارير بأن 20 مليار دولار من السلع المقلدة تقطع هذه الإيرادات. وقد صادرت الجمارك وحماية الحدود الأميركية سلعاً مقلدة بقيمة مليار دولار فقط في العام الماضي في جميع قطاعات الصناعة، وليس فقط السلع الرياضية. ومن الواضح أن تقنية الرائحة هذه يمكن أن تصبح سلاحاً حاسماً لمحاربة المنتجات المقلدة، خصوصاً في أصعب الحالات، حيث تفشل الأساليب التقليدية، مثل فحص العلامات المرئية.

الرائحة هي مفتاح المستقبل

يرى ويلشكو أن النظام جزء من استراتيجية أوسع لرقمنة حاسة الشم - وهو مفهوم بدأ العمل عليه عند عمله في قسم أبحاث «غوغل». إن أساس النظام يكمن في مفهوم يسمى العلاقة بين البنية والرائحة. وتتلخص هذه العلاقة في التنبؤ برائحة الجزيء بناءً على بنيته الكيميائية، وكان مفتاح حل هذه المشكلة هو استخدام الشبكات العصبية البيانية.

إمكانات طبية لرصد الأمراض

إن الإمكانات الطبية لهذه التقنية هي تحويلية بالقدر نفسه. ويتصور ويلشكو أن النظام يمكن استخدامه للكشف المبكر عن الأمراض - مثل السرطان أو السكري أو حتى الحالات العصبية مثل مرض باركنسون - من خلال تحليل التغييرات الدقيقة في رائحة الجسم التي تسبق الأعراض غالباً.

لكنه يقول إنه حذّر بشأن موعد حدوث هذا التقدم؛ لأنه يجب على العلماء أن يحددوا أولاً العلامات الجزيئية لهذه الروائح قبل أن تتمكن الآلة من اكتشاف أمراض مختلفة. وتعمل الشركة بالفعل مع عدد من الباحثين في هذا المجال.

* مجلة «فاست كومباني» - خدمات «تريبيون ميديا»