ماذا يحدث لنا لو توقفت الأرض فجأة عن الدوران؟!

ماذا يحدث لنا لو توقفت الأرض فجأة عن الدوران؟!
TT

ماذا يحدث لنا لو توقفت الأرض فجأة عن الدوران؟!

ماذا يحدث لنا لو توقفت الأرض فجأة عن الدوران؟!

تخيل أنك تسير على شاطئ مشمس في مكان ما على طول خط الاستواء. تدور الأرض الموجودة تحتك باتجاه الشرق بسرعة 1040 ميلاً في الساعة (1674 كيلومترًا في الساعة). ماذا لو توقفت الأرض فجأة؟

لكن بما أنك والرمال وكل شيء آخر في محيطك العام تتحركون بنفس السرعة، فإن نزهتك تبدو بطيئة وممتعة. ثم يتوقف العالم تحتك، فيتم طردك. وبفضل قانون القصور الذاتي الأول لنيوتن، ستطير في البداية باتجاه الشرق بسرعة 1040 ميلًا في الساعة تقريبًا.

وبغض النظر عن المكان الذي ستهبط فيه، سواء كان في المحيط أو على الأرض، فمن المحتمل أن تقتلك قوة التأثير.

ويقول جوزيف ليفي الأستاذ المساعد بعلوم الأرض والبيئة بجامعة كولجيت «ستشعر المياه أيضًا بهذا التسارع المفاجئ. لذلك من المحتمل أن ترى المحيط يتحرك قليلاً قبل الاصطدام... لن تكون الأشجار والمباني آمنة أيضًا، على الرغم من جذورها في الأرض». وأضاف «ان المواد الأرضية قوية تحت الضغط ولكنها ضعيفة للغاية تحت التوتر؛ بمعنى آخر، يمكن لهذا المبنى المجاور من الطوب أن يستوعب مئات الأشخاص لأن أرضياته وعوارضه تصبح مضغوطة تحت ثقلها. لكن القصور الذاتي الذي يدفع المبنى باتجاه الشرق من التوقف المفاجئ للأرض سيكون أقوى بكثير من الملاط الذي يثبت الطوب معًا، وبالتالي يمكن أن يتمزق الهيكل بأكمله». مبينا «من المرجح أن ينجو ابن عمك الافتراضي في القارة القطبية الجنوبية من بعض هذه الحوادث». قائلا «بالقرب من القطبين، يكون محور الدوران أصغر بكثير، وبالتالي فإن سرعة الدوران أصغر بكثير. لكن يجب أن تكون قريبًا جدًا ضمن خط عرض 89.9 درجة أو حوالى سبعة أميال من القطبين؛ ففي تلك المسافة، من المحتمل أن تتعثر للأمام بسرعة المشي. لكن ربما لن يتمكن أصدقاؤك في الدنمارك أو أستراليا من ذلك. إذ ان معظم الأماكن التي يسكنها البشر بعيدة بما فيه الكفاية عن القطبين بحيث يظل سكانها يطيرون بسرعة مئات الأميال في الساعة». وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» عن «بزنس إنسايدر» العلمي المرموق.

ماذا لو توقفت الأرض عن الدوران تدريجياً؟

وقال ليفي «في الأنظمة الطبيعية، لا شيء يتوقف تمامًا على الفور. فماذا لو تباطأت الأرض على مدى أيام أو أسابيع؟ وأجاب «قد يمنعك التباطؤ التدريجي من الانطلاق نحو السماء، ولكن بمجرد توقفه، ستظل تواجه الكثير من المشاكل؛ فعلى مدار العام عندما تدور الأرض حول الشمس، سيكون نصف الكوكب في الليل ونصفه في ضوء كامل، لكن النصف سيتغير باستمرار على مدار العام. وبدلا من 12 ساعة، يمكن أن يستمر اليوم ستة أشهر». وأضاف «أن الشمس التي لا تتوقف ستؤدي إلى تحميص المحاصيل القريبة وتبخر الكثير من الماء في نصف الكرة الأرضية. وربما لن تكون الليلة التالية التي تستمر ستة أشهر أفضل بكثير. فمن المحتمل أن يؤدي نقص الضوء والدفء إلى قتل العديد من النباتات المتبقية وتجميد الماء في الصفائح الجليدية».

وفي هذا الاطار، يوضح ليفي «أن خطوط العرض الأعلى قد تكون أكثر أمانًا، لأن ضوء الشمس لن يكون شديدًا بالقرب من القطبين. ولكن عليك أن تعتاد على أسلوب حياة البدو الرحل، حيث تطارد ضوء النهار إلى الأبد في جميع أنحاء العالم. كما أنه قد يتعين عليك التعامل مع بعض الأحوال الجوية غير المتوقعة أيضًا». حيث أنه على الأرض التي تدور يضرب معظم الإشعاع الشمسي خط استواء الكوكب. وتابع ليفي «بشكل عام، يرتفع الهواء الدافئ فوق خط الاستواء، ويهبط فوق القطبين بعد أن يبرد.فتتبع تيارات المحيط دورة تصاعدية مماثلة. ولكن عندما يحصل نصف الكوكب فقط على ضوء الشمس المكثف لعدة أشهر متتالية، يحصل الكوكب على تدرج جانبي ثانٍ في درجة الحرارة، مما يجعل التنبؤ بالطقس أكثر تعقيدًا». مؤكدا «سوف تهب الرياح عبر الخط الفاصل (خط الظل) لتعيد الهواء البارد من الجانب الليلي، إذ سيكون دافئًا ويرتفع على الجانب النهاري».

هل يمكن للعالم أن يتوقف عن الدوران حقًا؟

لا داعي للذعر، لكن دوران الأرض يتباطأ بفضل عملية تسمى كبح المد والجزر. حيث تخلق جاذبية قمرنا عائقًا صغيرًا للغاية على دوران كوكبنا، لذلك في كل قرن يتباطأ دوران الأرض بمقدار 2.3 مللي ثانية إضافية، وفقًا لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا). لكن من غير المرجح أن يوقف القمر الأرض تمامًا.

ويشرح ليفي «أن الأرض أكبر بكثير من القمر، ولها زخم زاوي أكبر بكثير نتيجة لذلك. وان إحدى الطرق لإبطاء دوران الأرض بشكل كبير هي أن تعاملها البشرية كمصدر عملاق للطاقة. على سبيل المثال، يمكننا نظريًا استخدام الأرض كنظام دولاب الموازنة، حيث نقوم بتخزين الطاقة الحركية من دورانها لتطبيقها على احتياجاتنا من الطاقة. فإذا استخدمت الزخم الدوراني للكوكب لتلبية جميع احتياجات الإنسان من الطاقة، فسوف يستغرق الأمر ما يقرب من مليون سنة لإبطاء الكوكب حتى التوقف. ومن المستحيل تقريبًا لأي جسم في الفضاء أن يوقف دوران الأرض قبل ذلك الوقت».

ويخلص ليفي الى القول «إن الزخم الزاوي للأرض أكبر من أن يبطئه أي شيء سوى كارثة كاملة».


مقالات ذات صلة

صورة استثنائية لنجم يُحتضَر على بُعد 160 ألف سنة ضوئية من الأرض

يوميات الشرق يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)

صورة استثنائية لنجم يُحتضَر على بُعد 160 ألف سنة ضوئية من الأرض

أظهرت أول صورة مقرَّبة لنجم يُعرَف باسم «WOH G64» إحاطته بالغاز والغبار، مُبيِّنة، أيضاً، اللحظات الأخيرة من حياته، حيث سيموت قريباً في انفجار ضخم...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مركبة الفضاء «ستارشيب» تظهر وهي تستعد للإطلاق من تكساس (رويترز)

«سبيس إكس» تستعد لإجراء اختبار سادس لصاروخ «ستارشيب» وسط توقعات بحضور ترمب

تجري «سبيس إكس» اختباراً سادساً لصاروخ «ستارشيب» العملاق، الثلاثاء، في الولايات المتحدة، في محاولة جديدة لاستعادة الطبقة الأولى منه عن طريق أذرع ميكانيكية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد جانب من الجلسة الافتتاحية لـ«منتدى دبي للمستقبل»... (الشرق الأوسط)

«منتدى دبي»: 7 تطورات رئيسية سيشهدها العالم في المستقبل

حدد نقاش المشاركين في «منتدى دبي للمستقبل - 2024» 7 تطورات رئيسية تمثل لحظة محورية للبشرية، منها العودة إلى القمر والطاقة الشمسية.

«الشرق الأوسط» (دبي)
الاقتصاد جناح «مجموعة نيو للفضاء» في معرض «جيتكس» (إكس) play-circle 01:45

رئيس «الخدمات الجيومكانية» في «نيو للفضاء»: سنطلق تطبيقاً للخرائط الرقمية

تمضي السعودية نحو مساعيها في التنويع الاقتصادي عبر تطوير قطاعات جديدة ومستقبلية، يبرز من ضمنها قطاع الفضاء بوصفه أحد القطاعات التي يتسارع فيها التقدم.

مساعد الزياني (الرياض)
يوميات الشرق رواد الفضاء ماثيو دومينيك ومايكل بارات وجانيت إيبس يعقدون مؤتمراً صحافياً في مركز جونسون الفضائي في هيوستن (أ.ب)

بعد 8 أشهر في الفضاء... رواد «ناسا» يرفضون الإفصاح عن شخصية من أصيب منهم بالمرض

رفض 3 رواد فضاء تابعين لـ«ناسا» انتهت مهمة طويلة قاموا بها في محطة الفضاء الدولية بالمستشفى، الشهر الماضي، كَشْفَ مَن منهم كان مريضاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

برامج للتحكّم بأسراب الطائرات من دون طيار الضخمة

برامج للتحكّم بأسراب الطائرات من دون طيار الضخمة
TT

برامج للتحكّم بأسراب الطائرات من دون طيار الضخمة

برامج للتحكّم بأسراب الطائرات من دون طيار الضخمة

أعلنت وحدة الابتكارات الدفاعية، التابعة لوزارة الدفاع الأميركية، أن ثلاث شركات ستُنتج برامج نموذجية للتحكم في أسراب الطائرات من دون طيار (الدرون) الضخمة التي تطوّرها حالياً مجموعة مبادرة «ربليكيتر» Replicator للإنتاج السريع.

تنسيق آلي لطائرات «الدرون»

وقالت الوحدة، في بيان لها، الأربعاء، إن العقود الممنوحة لشركات «Anduril Industries»، و«L3Harris Technologies»، و«Swarm Aero» هي جزء من جهودها التي تسعى إلى «التنسيق الآلي لأسراب من مئات أو آلاف الأصول غير المأهولة عبر مجالات متعددة».

وكانت نائبة مدير وحدة الابتكارات الدفاعية للاستراتيجية والسياسة والشراكات الأمنية الوطنية، أديتي كومار، قالت في وقت سابق من هذا الشهر في حديث مع «ديفنس وان» إنه في حين تحظى أجهزة «ربليكيتر» بالكثير من الاهتمام، فإن برنامجها مهم بالقدر نفسه. وأضافت أن الجدول الزمني القصير لوحدة الدفاع الجوي لاختبار منصات وبرامج تكامل الطائرات دون طيار الجديدة يشكّل تحدياً آخر.

هياكل مملوكة للحكومة

وتابعت أديتي كومار: «نحن نشتري هذه القدرة بشكل مستقل عن أنظمة الأجهزة، وبالتالي نحتاج إلى أن نكون قادرين على الحصول على هياكل مفتوحة، وهياكل مملوكة للحكومة؛ لضمان أن البرنامج الذي نحضره تجري ترقيته ثم دمجه في جميع أنواع أنظمة الأجهزة التي قد تتطلّب بعد ذلك إصلاحات الأجهزة الخاصة بها لتمكين ذلك».

اختبارات ميدانية متكاملة

وكانت منصة «لاتيس» Lattice من شركة «أندوريل» Anduril واحدة من الجهات الفائزة. وقالت الشركة، في بيان، إنها أكملت مجموعة متنوعة من الاختبارات في العالم الحقيقي مع الشركاء العسكريين:

* تمرين «مسائل المعارك المتكاملة 24.1»، Integrated Battle Problem 24.1 لأسطول المحيط الهادئ الأميركي؛ حيث استخدم مشغلو البحرية منصة «لاتيس» لدمج أكثر من اثني عشر نظاماً غير مأهول وموجزات بيانات.

* «حارس الصحراء 1.0» Desert Guardian 1.0، البرنامج التابع للقيادة المركزية الأميركية هو أيضاً من الأمثلة الأخرى؛ حيث دمجت الشركة 10 فرق استشعار مختلفة في «لاتيس»، كما دمجت تبادل البيانات في الوقت الفعلي، ونفّذت الاندماج وتعيين المهام عبر أنظمة استشعار متنوعة للكشف بشكل أسرع عن التهديدات المحمولة جواً وغيرها.

* اختبار «الحافة 23» EDGE23 للجيش، سمحت «لاتيس» لجندي واحد «بإدارة فريق متكامل من الطائرات غير المأهولة المتعددة لتحديد موقع صاروخ أرض - جو وتحديده وتدميره».

كما منحت وحدة الابتكارات الدفاعية عقوداً إلى شركات، بهدف تطوير نظم لضمان الاتصالات للطائرات دون طيار في بيئة حرب كهرومغناطيسية ثقيلة.

هل يمنع «ربليكيتر» الحرب العالمية الثالثة؟

أطلقت وزارة الدفاع «ربليكيتر» Replicator خصوصاً لردع العمل العسكري الصيني في المحيط الهادئ. وفي حدث لمؤسسة بالاس يوم الأربعاء، ناقش رئيس القيادة البحرية الأميركية في المحيط الهادئ، الأدميرال سام بابارو، الدور الذي يمكن أن تلعبه الأنظمة المستقلة في الردع؛ أي مثل الدور الذي تقدمه الطائرات من دون طيار البحرية الأوكرانية في البحر الأسود.

وقال بابارو: «لا يحتاج المرء في الواقع إلى تحقيق التفوّق الجوي والبحري الكامل على مساحة عندما يحاول الخصم الحصول عليها. ربما يحتاج المرء فقط إلى حرمان الطرف الآخر من ذلك، ويمكنه القيام بذلك بتكلفة منخفضة... لقد رأينا ذلك بالفعل في الممارسة العملية، وتعلمنا ذلك من أوكرانيا في البحر الأسود، حيث تم تدمير طرّاد (سلافا) وإغراقه -بواسطة طائرة من دون طيار بحرية أوكرانية- ومن المهم أن نتعلّم هذا الدرس من ذلك ومن البحر الأسود».

مهمات الردع والهجوم

كما أوضح بابارو كيف يمكنه استخدام مستويات مختلفة من الاستقلالية لمهام مختلفة بصفتها جزءاً من جهود الردع هذه. وقال إنه بالنسبة إلى المهام الهجومية، فإن الحفاظ على السيطرة البشرية أمر بالغ الأهمية. ولكن بالنسبة إلى الدفاع عن الأسطول، فإن مزيداً من الاستقلالية يمكن أن يساعد في تسريع وقت رد الفعل.

وأضاف: «على سبيل المثال، إذا كانت غارة من الصواريخ الباليستية تقترب من وحدتك، فهذا هو الوقت الذي قد ترغب فيه في تشغيل نظامك بالكامل، وحمل تلك الأسهم التي تُوجه نحوه من ناحية أخرى. أما إذا كنت تنفّذ هجوماً معقداً على نظام عدو، فهذه هي الحالة التي قد ترغب فيها في القيام بذلك بحذر شديد، لأنك بذلك تقتل أرواحاً».

* مجلة «ديفنس وان»: خدمات «تريبيون ميديا».